ثقافة و فنونعربي “الملكة إليزابيث” كما رسمها فرويد: جنون أم استفزاز؟ by admin 9 مارس، 2020 written by admin 9 مارس، 2020 155 330 سنتمتراً مربعاً لسيدة الإمبراطورية البريطانية! اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب للوهلة الأولى سيبدو الأمر وكأنه مزحة. مزحة بصدد لوحة وربما أكثر من هذا، مزحة بصدد صورة. والصورة تمثل جلسة لإنجاز اللوحة على أية حال. في الصورة رسام وسيدة بينهما اللوحة على حاملها. تجلس السيدة بكل وقار في مواجهة الرسام، بوقار ملوكيّ حتى وإن كان يمكن أن نتوقع منها إما أن تضحك لما يجري أو تغضب فيما الرسام مستغرق في التفكير في اللوحة وكيف سينجزها، هو المعتاد على مثل ذلك التفكير كما على التباطؤ الشديد في عمله. ولكن أن يستغرق العمل على اللوحة التي نحن في صددها هنا أكثر من سبعة عشر شهراً (من مايو/أيار 2000 إلى كانون أول/2001) فأمر بفوق التصوّر. بخاصة إذا كانت الموديل ملكة: بالتحديد ملكة المملكة المتحدة، سيدة بريطانيا الأولى، إليزابيت الثانية. وبخاصة أيضاً إذا كانت مساحة اللوحة في نهاية الأمر لا تزيد عن خمسة عشر سم عرضاً و22 سم ارتفاعاً (ما مجموعه 330 سنتمتراً مربعاً). والحقيقة أن كل شيء هنا يوحي بأننا في قلب المزحة، ويحق لمواطن بريطاني مهذب وتقليدي أن يعتقد أن في الأمر تركيبة ما، أو أن الصورة مزيفة، أو أن ثمة كاميرا خفية مخبوءة في مكان ما وأن السيدة في الصورة شبيهة بالملكة وإن كان من المؤكد في المقابل، أن الرسام حقيقي بل يحمل اسم فرويد. غير أن ذلك كله، ولسوء حظ المواطن البريطاني الحائر، ليس وارداً: السيدة هي الملكة نفسها بلحمها ودمها. واللوحة حقيقية انضمت في ذلك الحين إلى المجموعة الخاصة بالملكة. والصحف البريطانية تزمجر غاضبة. “هذا الفرويد يجب أن يُسجن في برج لندن!” عنونت صحيفة “ذا صان” ذات الشعبية الكاسحة، وصفق كثر للعنوان لكن أحداً لم يسجن لوسيان فرويد في أي برج ولن يعدمه أحد، بل سيعيش بعد اللوحة والصورة معزَّزاً مكرماً. ليس طبعاً لأنه حفيد فرويد الكبير، سيغموند، مؤسس التحليل النفسي في فيينا عند بدايات القرن العشرين. بل تحديداً لأنه كان واحداً من أكبر ثلاثة أو أربعة رسامين بريطانيين معاصرين، إلى جانب فرنسيس بيكون، صديقه وزميله الذي سيرحل بعد حين، ودافيد هوكني، كبير القوم وأكثرهم نجاحاً. حرية الفن… أليس كذلك؟ حسناً، إذا بدا أننا قلنا في الفقرة السابقة كل شيء، فإننا في الحقيقة لم نفعل. فقد بقي الأساسي. بقيت الحكاية التي من شأنها أن تربط عناصر هذه “الكلمات المتقاطعة” الفنية الغريبة ببعضها بعضاً. لكنها على أي حال حكاية بسيطة. فإذا كان الملوك الكبار في تاريخ أوروبا، وغير أوروبا، اعتادوا منذ خرج الفن من الكنيسة إلى بيوت الناس الكبار، وقبل أن يخرج إلى الحياة العامة، نهائياً بل يصبح ميكانيكياً ومبتذلاً، أن يستدعوا فنانين كباراً ليرسموهم، فنانين يحملون أسماء تيسيانو وبيلا سكويث… وحتى غويا، ما الذي سيمنع ملكة بريطانيا المحبة للفن عادة، من أن تستجيب لطلب تقدم به أكبر فنان في البلد، وهو ثمانيني مثلها على أي حال يريد كما يبدو أن يخلد سنوات عمره وفنه الأخيرة، برسم لوحة خالدة لها وهي بدورها في آخر سنوات عمرها؟ وتم الاتفاق بكلمة شرف شفهية تعهّد بها الرسام، وهو المعتاد على رسم نساء عاريات، بأن تكون صورة الملكة محتشمة مُقسماً أنه لا يريد الاحتفاظ باللوحة بل سيقدمها إلى المجموعة الملكية هدية. وطربت جلالتها التي كانت تعاني ضائقة مالية ساحقة. لكنها، في غمرة الطرب، لم تسأل الرسام، كما لم يسأله أي من خاصتها ومسؤولي ديوانها، عن القياس الذي سيكون للوحة. اعتقدوا أن ليس من حقهم أن يسألوا رساماً عُرف أصلاً بضخامة حجم لوحاته، فهو لن يخذلهم في نهاية الأمر. لكنه خذلهم. خذلهم ولو أن التهذيب الإنكليزي، ومكانة الرجل، وتقاليد احترام الفن لن تجعلهم يصرحون بذلك لاحقاً. بالأحرى تركوا ذلك للصحافة الشعبية. ولكن هل يعبأ أحد حقاً بتلك الصحافة التي لا تتوقف عن البحث عن “فضائح” يومية لعناوينها الصاخبة، وسوف لن يفوتها أن تجد ضالتها الآن حتى ولو انتهى الأمر بفرويد –الحفيد طبعاً – إلى إنجاز لوحة تأخذ في تاريخ الفن مكان الموناليزا ومكانة كل الفنون الملوكية مجتمعة؟ مهما يكن من الأمر هو لن يفعل هذا. وحتى لو أننا لا نوافق الصحافي الذي طالب بإيداعه في برج لندن على فكرته السخيفة – من دون أن يعني هذا من وجهة نظر ما أنه لا يستحق ذلك! – ففي نهاية الأمر أتت اللوحة واحدة من أقبح اللوحات التي حققها في حياته. وهي لئن كانت تحمل حقاً ملامح الملكة وروحها الداخلية، فإنها تظهرها عجوزاً أكثر مما هي بكثير، وحانقة أكثر بكثير مما كانت حالها إزاء تصرفات كنّتها أميرة الشعب ذات يوم، وامرأة تشعر بنهاية العالم بأكثر مما اعترفت يوم تحدثت عن “عام مريع” مرّ على عائلتها الملكية قبل سنوات، وربة قصر ذُهلت ذات يوم حين اكتشفت مخابرات جلالتها أن أمين مجموعتها الفنية الملكية – أنطوني بلنت – كان مخبراً يعمل لحساب الـ “كي. جي. بي” جهاز المخابرات السوفياتي السيء الذكر. تلك الحماة الشاحبة ما صوّره لوسيان فرويد لم يكن ملكة بريطانيا، تلك الأمبراطورية التي لم تكن الشمس تغرب عنها، بل حماة مرتاعة غاضبة مكتئبة شاحبة. ولكن ما العمل والفن هو الفن! ما العمل والملكة الأكثر شهرة في العالم تؤمن بحرية الفن؟ بل سيهمس البعض أن عبقرية ابن إرنست ابن سيغموند مكنته من أن يحوّل الألوان والخطوط التي اشتغل عليها – في جلسات متلاحقة توافيه فيها الملكة إلى قصر سانت جيمس حيث أقيم له ستديو خاص لإنجاز تلك اللوحة بالذات على مدى أكثر من عام ونصف العام زُيّن بالشراب والمأكولات وطبعاً، بالحراس وأجهزة التنصّت-، إلى بورتريه حقيقي يصف الملكة كما هي حقاً وربما من منطلقات سيكولوجية ها هو يكشف الآن عمق وراثته لها عن جده. وقال ناقد: ما من صورة أو لوحة لإليزابيت صوّرتها من داخل روحها بأكثر مما فعلت هذه اللوحة! المهم أن المسألة لم تكن، في نهاية الأمر لا مزحة ولا كاميرا خفية ولا صورة تم التلاعب بها على الحاسوب. بل لوحة حقيقية تتربع مكاناً فاخراً في إحدى قاعات قصر بيكنغهام، لتعيش طبعاً أكثر مما ستعيش الملكة نفسها، حتى ولو اضطرت إلى بيعها بعشرات الملايين من الجنيهات التي تقول التقديرات أنها تساويها بل يمكن أن تحصّل أكثر منها في أي مزاد لـ “سيذبي” أو “كريستي”، وستعيش – اللوحة طبعاً – من بعد رحيل لوسيان فرويد نفسه عشر سنوات بعد إنجازه اللوحة التي لن نعرف أبداً كم ضحك في سرّه وكم أحس بمتعة وهو يرسمها في حضرة الملكة. عاش لوسيان فرويد حتى العام 2011 هو الذي كان وُلد في فيينا في العام 1922 ابناً لإرنست أصغر أولاد سيغموند، وظل طوال حياته يتذكر المجد والصراعات التي ارتبطت بذلك الجد كما يتذكر مبارحته وعائلته فيينا إلى لندن في العام 1933 مستبقين الجدّ، رائد التحليل النفسي الذي سيوافيهم هناك في العام 1938، يوم راح النازيون يضيّقون الخناق عليه. استقر لوسيان في لندن حيث راحت تظهر ميوله الفنية منذ وقت بسرعة في اتجاه الرقص أولاً ثم المسرح وصولاً أخيراً إلى الرسم الذي تميّز فيه منذ وقت مبكر، مشاركاً في معارض جماعية، حتى كان العام 1946 حين أقام، بعد زيارة إلى باريس استمرت شهرين، أول معرض خاص به في العاصمة البريطانية. وهو منذ ذلك الحين لم يتوقف عن الرسم وإقامة المعارض متميّزاً بأسلوب واقعي اعتمد أكثر ما اعتمد على رسم الأهل والأولاد والجيران والأصدقاء وعليّة القوم، حتى وصل إلى سيدة البلاد التي لن تقول أبداً رأيها في تلك اللوحة بالذات حتى وإن كانت تُنقل عنها دائماً عبارات الإعجاب بفن لوسيان فرويد بشكل عام. المزيد عن: الملكة إليزابيث/سيغموند فرويد/بريطانيا/فن 39 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Proceedings And Debates Of The Congress next post وليد فارس: تأثير “كورونا” في دول الشرق الأوسط… بين الأجندات والأولويات You may also like بول شاوول يكتب عن: أمير القصة العربية يوسف... 25 ديسمبر، 2024 محمد أبي سمرا يكتب عن.. جولان حاجي: الكتابة... 25 ديسمبر، 2024 (20 رواية) تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024 25 ديسمبر، 2024 “الحياة الفاوستية” رحلة في عوالم غوته السرية 25 ديسمبر، 2024 “أن تملك أو لا تملك” تلك هي قضية... 25 ديسمبر، 2024 أضواء جديدة على مسار فيكتور هوغو السياسي المتقلب 24 ديسمبر، 2024 صبحي حديدي يقارب شعر محمود درويش بشموليته 24 ديسمبر، 2024 الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد... 24 ديسمبر، 2024 رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل... 24 ديسمبر، 2024 كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع... 24 ديسمبر، 2024 39 comments Ava 11 أغسطس، 2020 - 7:43 م Hello everyone, it’s my first pay a visit at this site, and paragraph is truly fruitful in support of me, keep up posting such content. my web-site :: web hosting service Reply Lavonne 11 أغسطس، 2020 - 10:27 م This is a very good tip particularly to those new to the blogosphere. Brief but very accurate information… Thanks for sharing this one. A must read article! adreamoftrains best web hosting company webhosting Reply Mahalia 24 أغسطس، 2020 - 3:19 ص My brother recommended I might like this website. He was totally right. This post truly made my day. You cann’t imagine simply how much time I had spent for this information! Thanks! My homepage – cheap flights Reply Guadalupe 25 أغسطس، 2020 - 1:00 م Hi! I’ve been following your website for a while now and finally got the courage to go ahead and give you a shout out from Huffman Texas! Just wanted to tell you keep up the great job! Stop by my web-site – web hosting service Reply Jesenia 26 أغسطس، 2020 - 8:29 م I like the helpful information you provide in your articles. I’ll bookmark your blog and check again here frequently. I am quite sure I will learn many new stuff right here! Best of luck for the next! Look into my blog post; cheap flights Reply Ferne 28 أغسطس، 2020 - 3:10 م An intriguing discussion is worth comment. There’s no doubt that that you should write more on this subject matter, it may not be a taboo matter but usually folks don’t discuss such issues. To the next! Kind regards!! Also visit my web site; black mass Reply Pam 31 أغسطس، 2020 - 6:28 م I delight in, result in I discovered exactly what I used to be looking for. You’ve ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a great day. Bye Take a look at my web blog – best hosting Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 8:14 م Good post but I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thanks! Reply глаз бога 11 أبريل، 2024 - 4:55 ص Good day! I could have sworn I’ve been to this site before but after browsing through some of the post I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely glad I found it and I’ll be bookmarking and checking back often! Reply cs skin betting sites 8 مايو، 2024 - 7:35 ص I read this piece of writing fully about the comparison of newest and preceding technologies, it’s remarkable article. Reply F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 8:41 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 12:14 ص Great delivery. Outstanding arguments. Keep up the amazing work. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 2:58 ص An impressive share! I have just forwarded this onto a coworker who was doing a little research on this. And he in fact bought me breakfast because I discovered it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending the time to discuss this topic here on your website. Reply 乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 1:36 ص Usually I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to take a look at and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 10:52 ص WOW just what I was searching for. Came here by searching for %keyword% Reply хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 7:42 ص Great article! This is the type of information that are meant to be shared around the web. Disgrace on the seek engines for not positioning this publish upper! Come on over and seek advice from my site . Thank you =) Reply hot fiesta casino 14 يونيو، 2024 - 8:28 ص A fascinating discussion is worth comment. I do believe that you should write more on this topic, it might not be a taboo subject but usually people do not speak about such subjects. To the next! Kind regards!! Reply hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 8:02 م It’s in point of fact a nice and helpful piece of information. I’m glad that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply хот фиеста 15 يونيو، 2024 - 7:15 ص Hey there I am so happy I found your site, I really found you by error, while I was researching on Aol for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say thanks a lot for a fantastic post and a all round thrilling blog (I also love the theme/design), I dont have time to look over it all at the minute but I have book-marked it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the excellent jo. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 8:24 ص Hi there to all, how is everything, I think every one is getting more from this website, and your views are nice for new viewers. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:08 ص Wow, amazing blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your site is wonderful, let alone the content! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:59 م When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now every time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there a means you can remove me from that service? Thanks a lot! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 3:49 ص This is very fascinating, You are an excessively professional blogger. I have joined your feed and look ahead to in search of more of your great post. Also, I have shared your site in my social networks Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 5:08 ص Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. A lot of people will be benefited from your writing. Cheers! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 8:34 م Aw, this was an extremely nice post. Spending some time and actual effort to create a really good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 10:14 ص Everything is very open with a precise explanation of the issues. It was really informative. Your website is very useful. Thanks for sharing! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 11:39 م Hi there, I found your blog by means of Google whilst searching for a comparable matter, your web site got here up, it seems good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 1:06 ص Thank you for some other informative website. Where else may just I am getting that kind of info written in such a perfect way? I have a undertaking that I am simply now running on, and I have been at the glance out for such information. Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 8:02 ص Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 12:09 ص Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 1:01 م Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 1:07 ص Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 12:37 م 1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей. Reply строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 12:23 ص 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 7:31 م Pretty great post. I simply stumbled upon your blog and wanted to mention that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing in your feed and I am hoping you write again soon! Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 5:44 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 10:57 ص Howdy are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated! Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 3:33 ص This text is priceless. How can I find out more? Reply theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 7:43 م Remarkable things here. I’m very satisfied to see your article. Thank you so much and I’m looking forward to touch you. Will you please drop me a mail? Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.