مسرحيات تتميز بالمقاومة الفنية ضد كل أشكال الاضطهاد ثقافة و فنون المسرح العمالي في المغرب يطرح سؤال الغياب by admin 11 يوليو، 2024 written by admin 11 يوليو، 2024 50 التيار الفني النضالي للأب الفنون تختفي نصوصه الإبداعية ويموت حسه الحركي فوق الخشبة في ظروف غامضة. The Middle East Onlineعبدالرحيم الشافعي الرباط – يُعَدُّ المسرح العمالي تيارًا مسرحيًا يركز على تمثيل قضايا الطبقة العاملة والمجتمعات المهمشة، ويهدف إلى تعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي لدى الجمهور، ويتميز بأسلوبه الواقعي والمباشر في تصوير حياة الناس اليومية والظروف الاقتصادية والاجتماعية للعمال والطبقات الفقيرة، كما يستخدم كأداة للنقد الاجتماعي الصارخ، وهذا يجعله منصة فنية للمطالبة بالعدالة والمساواة في المجتمعات. تأتي أهمية المسرح العمالي في قدرته على تمثيل وتوجيه القضايا والمشاكل التي يواجهها العمال في حياتهم اليومية بشكل مباشر وواضح، إذ يعمل هذا النوع من المسرح على تحفيز التفاعل والتواصل والروح المعنوية بين الطبقة العاملة، من أجل بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتضامنًا، ويعتبر استعادة المسرح العمالي إلى الواجهة الثقافية والاجتماعية منبعا يطرح تساؤلات عديدة حول الظروف الاقتصادية الحالية. بدأ المسرح العمالي في المغرب في أوائل الستينيات من القرن العشرين، حيث ظهرت أولى الفرق المسرحية التي اهتمت بقضايا الطبقة العاملة وعملت على تنمية وعيها وتعزيز دورها في المجتمع مثل فرقة المسرح البدوي، وكانت هذه الفترة المهمة في تاريخ المغرب تشهد تحولات اجتماعية وسياسية كبيرة بعد الاستقلال، فتأسست فرق مسرحية عديدة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، وفاس، وقدمت عروضًا تناولت قضايا العمل والإنتاج والحقوق العمالية، فكان لهذه الفرق دور كبير في نشر الوعي بين العاملين والمساهمة في دفع عجلة الإنتاج، من خلال تقديم عروض مسرحية تحمل رسائل توعوية وترفيهية في الوقت نفسه. في عام 1960، قدم الراحل عبدالقادر البدوي مسرحية “يد الشر”، التي كانت مزيجًا من جميع المسرحيات التي قدمت قبل هذه الفترة، مثل “العامل المطرود”، و”كفاح العمال”، و”المظلومون” وغيرها، كانت هذه المسرحيات تحمل أفكارًا محدودة، لذا قرر المؤلف أن يجعل من “يد الشر” مسرحية ذات أبعاد قوية، فاختار أن يحول أحد شخصيات الطبقة العاملة إلى وزير ينقلب على رفاقه، ليصبح “يد الشر” التي تضرب حقوق ومصالح الطبقة العاملة، ومع تسلسل الأحداث يكتشف هذا الوزير أنه كان مجرد وصولي وانتهازي. توزعت الأدوار البارزة في هذه المسرحية بين عبدالقادر البدوي، مصطفى تومي، محمد الحبشي، الشعيبية العدراوي، نعيمة المشرقي، ومحمد الخلفي، وكان أول عرض لهذه المسرحية في المسرح الملكي بالدار البيضاء، حيث تابع الطيب الصديقي هذه المسرحية، وكان يجده البدوي ذو توجه فرانكفوني، يمارس مسرحًا معاكسًا للهوية الوطنية، إذ استطاع الصديقي استقطاب نعيمة المشرقي، الشعيبية العدراوي، محمد الخلفي، محمد الحبشي، محمد ناجي، ومصطفى الشتيوي، حيث هؤلاء الستة كانوا يشكلون الأضلع الرئيسية لمسرحية “يد الشر”، وهذا الرحيل الجماعي جعل البدوي يوقف المسرحية. تأثر المسرح العمالي في المغرب بالتوجهات الفكرية والفنية التي كانت سائدة في فترة معينة، حيث تمثل بوضوح في المسرح الواقعي والملتزم الذي كان يعبر عن قضايا الشعب وهمومه، وهذا النوع من التوجهات ساهم في ترسيخ المسرح العمالي كجزء أساسي من الحركة الثقافية والفنية في المغرب، لكنه للأسف لم يستمر طويلاً كجزء أساسي من المشهد المسرحي المغربي، حيث بدأ يتلاشى ويختفي من الساحة المسرحية كليا. ويعتبر اختفاء المسرح العمالي في المغرب خسارة ثقافية كبيرة، فهل هو نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة التي غيرت ملامح المجتمع المغربي؟ أم أنه بسبب تراجع الدعم الحكومي للفنون والثقافة الذي أثر على استمرارية هذا النوع من الفنون الراقية؟ هل له علاقة بتراجع النقابات العمالية التي كانت تمثل قاعدة دعمه؟ أم أن السبب في انحسار هذا النوع من المسرح يعود إلى تفضيل الجمهور لأشكال الترفيه الأخرى التي تقدمها وسائل الإعلام الحديثة؟ أم أن كتاب هذا التيار في خبر كان؟ وتعكس نهاية المسرح العمالي في المغرب حالة من الغموض والتجاهل، حيث يتقاطع الانعدام الكتابي لهذا التيار مع نقص الدعم الثقافي للفرق المسرحية، كما يظهر عدم اهتمام الأجيال الصاعدة بالتمسك بالتقاليد المسرحية النضالية التي أثرت في تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي، إذ أن تراجع هذا التيار ليس فقط خسارة للتراث الثقافي، بل يمثل أيضًا فقدانًا لصوت النضال والمقاومة في ساحة الفن والثقافة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غادة عادل تستعد لتصوير ‘فيها إيه يعني’ next post شعراء كتبوا موتهم في ‘الملاذ الأخير’ You may also like أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024