ثقافة و فنونعربي المستشرق أندريه ميكيل يكتب قصائده نفسها بالفرنسية والعربية by admin 24 أكتوبر، 2020 written by admin 24 أكتوبر، 2020 115 “أشعار متجاوبة” ديوان الشغف المتبادل بين لغة الأنا والذات اندبندنت عربية / انطوان ابو زيد المستشرق الفرنسي أندريه ميكيل من رعيل العلماء الغربيين الكبار الذين تبحّروا من اللغة العربية، وكرّسوا حياتهم وأبحاثهم للكشف عن كنوز تراثها الأدبي، شعراً ونثراً. ولد العام 1929، في بلدة ميز الفرنسية الجنوبية. التحق بكلية التربية العليا عام 1950، وفيها تخرّج أستاذاً مجازاً في تعليم القواعد، ثمّ دكتوراً في الآداب عام 1967. واتّجه منذ بداياته الى دراسة اللغات الشرقية، ولا سيما العربية، وتخصص بدراسة الآداب العربية القديمة والحديثة، حتى الموسوعية التي أتاحت له الإشراف على أطروحات المئات من الدارسين العرب والغربيين، ممن ارتادوا جامعة إيكس أون بروفانس، والكوليج دوفرانس اللتين مُنح فيهما كرسيّ اللغة العربية وآدابها، طوال أكثر من ثلاثين سنة (1964-1996). الكتاب الصادر حديثاً للمستشرق أندريه ميكيل، عن دار منشورات الجمل (2020)، الذي أعده وقدم له الشاعر العراقي كاظم جهاد، بعنوان “أشعار متجاوبة” عبارة عن أربع مجموعات شعرية – أتحدث عنها لاحقاً – صاغها مؤلفها ميكيل باللغة العربية أولاً، ثم أتبع كلّ قصيدة بترجمتها إلى الفرنسية. لكن، قبل التفصيل في الكلام على ظاهرة الكتاب وما فيه، لا بدّ لي من استكمال التعريف بالمؤلف ميكيل، وبأهمّ آثاره وأعماله الكثيرة التي تعبّر عن شغفه بالتراث العربي تاريخاً وشعراً وسرداً وترجمة وأبحاثاً. إذاً، إنّ أول ما يتبادر إلى ذهن العارف بالمؤلف عنوانان أو ثلاثة من ترجماته إلى الفرنسية، عن العربية، وأهمّها كتاب “ألف ليلة وليلة” الذي ساهم جمال الدين بن شيخ في نقله إلى الفرنسية، (2005)، وكتاب “كليلة ودمنة” (1957)، و”مجنون ليلى”، يضاف إليها العشرات من الأبحاث والدراسات والروايات والدواوين الشعرية، من مثل: “الأدب العربي” (1981)، “ليلى يا عقلي” (1984)، “الجغرافية البشرية في العالم الإسلامي حتى أواسط القرن الحادي عشر”، “اللغة والآداب العربية التقليدية” (1977)، “العرب، الإسلام وأوروبا” (1991)، “في العروبة والإسلام” (1992)، “العرب: من الرسالة إلى التاريخ” (1995)، “من الخليج إلى المحيطات”، “الإسلام” (1994)، “حكايتا عشق؛ من المجنون إلى تريستان” (1996)، “الرجل العجوز والريح” (2007)، “الابن الراحل قبل أوانه” (1971)، “الابن اللامتحقق” (1989) “وجبة المساء” (1964)، وأعمال أخرى بالفرنسية طبعاً، بلغت السبعين مؤلفاً أو أكثر. عشق العربية ديوان المستشرق أندريه ميكيل (منشورات الجمل) بالعودة إلى العمل الشعري الأخير للمؤلف أندريه ميكيل، عنيتُ “أشعار متجاوبة”، والذي شاءه مصوغاً في لغتين متقابلتين، لغة شغفه الأول، أي العربية، سوف يجد فيه الباحث أو القارئ أثراً من ذلك العشق للغة العربية، وللشعر العربي الذي انشغل به باكراً. وبلغ ذلك العشق حدّ “الانخطاف الدائم”، على حدّ وصف الشاعر والناقد كاظم جهاد، معد الكتاب وواضع المقدمة المرجعية، بذلك الشعر، ما حفزه على إنجاز “وثبته نحو الآخر”، المتمثلة في استلاف لغة الآخر (العربية) وتبنّي ما فيها من جمال وغنائية ضافية، وإيقاع صادح، وتذويبها في نسيج لغته الشعرية العربية، تتويجاً لمسار الشغف الذي أشرنا إليه. أما ترجمة النصوص الشعرية العربية إلى اللغة الفرنسية، “المتجاوبة” فأحسب أنها نوع من الإقرار بحيازة كيان المؤلف ذاتيْن معبّرتيْن عن تجارب الشغف والعشق والبعاد والحزن والموت والوحشة وفقد الابن، واستذكار الأحبّة، والأرض الأولى. كلّ ذلك بتأنّق أسلوبي، جدير بشاعر متمرس، وبذائقة عالية، تجعله قيماً على حوار “اللسانين”، بحسب كاظم جهاد، وناسجاً مكانته بين شعرائهما، بعد العلماء. في مجموعته الأولى، من كتابه الثنائي اللغة (العربية – الفرنسية)، بعنوان “في زئبق الليالي”، والتي كتبت قصائدها بالعربية أولاً، ثم أُلحقت بترجمة من مؤلفها، يستهل الشاعر أندريه ميكيل شعره بالكلام على التكوين، بدء الخليقة الشعرية: “بينا كان العصفور ماشياً على المياه المتجلّدة صرخت شجرة في صمت الأرض كلها منادية على الذكريات والظلال فطلع من أعماق الجزائر المفقودة البدر الأخير المؤذن بنهاية النوايا”. الطبيعة المنتقاة وهكذا إلى أن تعادل الترجمة الفرنسية كل الأبيات، بل كل المعاني الواردة في النص العربي. ولا يزال حتى تلحق بها قصائد، متفاوتة في الطول؛ بين خمسة أو ثلاثة أسطر شعرية (“يُطبق الليل يا بنتي…”) وبين أربعة وعشرين سطراً (“حلُمي قبلة تستهزئ بالشعراء/ قبلة المطر على عين العجوز الجذماء/ وقبلة الشهاب لخشْبة السماء…”)، يعبر فيها الشاعر عن مصالحته الكون وما وراءه، والطبيعة المنتقاة من عالم مقدس أو موشح بقدر من السمو الديني، من مثل “البُراق، والإله المولود، والسماء، ومهد موسى، وسكوت المصلّى” وغيرها، تختلط عندها مع كائنات الشاعر الرومنطيقي ذي النزعة الإحيائية، كما هي الحال مع تيوفيل غوتييه، على سبيل المثال. ومن القصائد، في هذه المجموعة، ما نظمه الشاعر ميكيل، على بحر وزن الرمل، في بعض من أبيات قصيدة “أنتِ”، يقول فيها: “إن في قُطْبِ حياتي شجرهْ لم أشاهد من هباء ظلماتي مثله هي فجر بين أحلام الثرى نشوة الكوكب مذ رنّتْ قِسيُّ الأنبياءْ فهي أنت حين يُفلَقُ الضّحى وتناجينَ الزهور تحت رغوة السّماءْ…” ومن الواضح، ههنا أنّه لا يضير الشاعر عدم التزامه التام ببحر وزن الرمل، شأنه بكل الأوزان التي يختار منها تفعيلة واحدة أو اثنتين على الأكثر، ما دامت أغلب قصائده مشغولة على نظام قصيدة النثر وعلى نظام الشعر الحرّ، بمنظور الشاعر (وعلى هذا النحو، يتوالى شعر الشاعر، بين منظوم ومقفّى: (“تسألينني عن رزانة العيونِ/ تعجبينَ من سكوتي غير أنّي/ منحنٍ على مقلتيْنِ…”). قصائد نثر، وكلمات موحية، وحقول معجمية محدودة، ومستلة من خليط عالم رومنطيقي مسيحي وتوراتي النبرة، قريب من مناخ تيوفيل غوتييه، وعالم صوفي وجودي على طراز الخيّام، وعالم قريب من السوريالي وليس كذلك، يزاد عليها جميعاً حرص الشاعر على تحسس الجرْس والنغم اللذين لطالما استحسنهما الشاعر ميكيل في التراث الشعري والنثري التقليديين اللذين كانا رفيقيه في مسيرته البحثية الطويلة. إذاً، يستكمل الشاعر وجدانيته الغنائية، في مجموعاته الشعرية المتتالية (الطفل والوعد، هو، وداع، إلى أين؟ وإليكم)، في قصائده ومقطوعاته المئتين، عارضاً حيناً بوحه وحنينه الى المحبوبة بنبرة المجنون أو تأنّق تريستان، وحيناً آخر مولهاً بنار الغياب الحارقة نظير هوغو أو بدر شاكر السيّاب، وهو يشيّع ابنه الراحل باكراً، يقول: “ذهبتَ… يموت كل موج ومَرْمرٍ فيصرخ تَمٌّ تحت فَجْأة خَنْجَرِ وجُهد أخيرٍ في جَنَاح مسمّرِ… وكيف بلا حبّ نُسافر في البَحْرِ؟ ذهبتَ فأُصْعِقَتْ حمائم المنائرِ. وكيف بلا حبّ نسافر في البحرِ؟”. بالطبع، لن يتسنى لهذه العجالة أن تحيط بكل مظاهر الكتاب الشعري الثمين، للعلامة ميكيل، بحسبها الإشارة إلى مفاصل فيه جديرة بالنظر المعمق تالياً؛ من مثل حرص الشاعر على ميزة الإيجاز الموحي في النص العربي، في مقابل التفصيل والشرح في النص الفرنسي. أو النظر في تفنن الشاعر بأنواع الشعر التي يسكب فيها تجربته الإنسانية والشعورية البالغة الثراء، من مثل قصائد النثر، والمقطعات، والهايكو، والشعر الحر، وغيرها، والنظر في لغة الحنين الصارخ إلى النقاء المطلق، إلى الجمال، وإلى الرأفة، وهما من القيَم المسيحية الماثلة في خطاب ميكيل الشعري. “عندما تصبح كلّ المنابع نقيّةً والأشجارُ رؤوفةً سأنصت إلى رُحى السماءِ تجرشُ ببطء بطيء ما يتبقى منّي سوى استغاثتي بكِ”. المزيد عن: إستشراق/اللغة الفرنسية/اللغة العربية/ألف ليلة وليلة/كليلة ودمنة/عمر الخيام 26 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عندما حللت هانا آرندت شخصية الصعلوك الأشهر على أساس خطأ next post وقائع 14 يوما من خطف “حزب الله” طائرة “TWA” الأميركية عام 1985 You may also like أشخاص موراكامي يخلعون ظلالهم في “المدينة ذات الأسوار... 7 يناير، 2025 لماذا يرواغ الأدب والفن في معالجة التاريخ العربي؟ 7 يناير، 2025 فيردي قدم أول أعماله الأوبرالية وهو غير واثق... 7 يناير، 2025 «غولدن غلوب»: لماذا فاز مَن فاز؟ وهل يستحق؟ 7 يناير، 2025 إهناسيا… مدينة مصرية ذكرها التاريخ ونسيها الحاضر 6 يناير، 2025 الكاتب آفي شتاينبرغ: الجنسية الإسرائيلية أداة للإبادة الجماعية... 6 يناير، 2025 “بيتلز 64″… عندما وصل الهوس بالفرقة البريطانية إلى... 5 يناير، 2025 لوحتان للنمسوي كليمت أشعلتا معركة قاسية بين الفن... 5 يناير، 2025 فيلم “إميليا بيريز” يجس نبض هوليوود في “غولدن... 5 يناير، 2025 مهى سلطان تكتب عن: جوزف طراب اليهودي الأخير... 5 يناير، 2025 26 comments Galen 25 أكتوبر، 2020 - 12:47 ص Simply want to say your article is as astonishing. The clarity in your post is just spectacular and i could assume you are an expert on this subject. Fine with your permission allow me to grab your feed to keep updated with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the gratifying work. Also visit my web blog … Free Watch Jav Reply Carin 25 أكتوبر، 2020 - 2:01 ص It’s going to be ending of mine day, but before ending I am reading this great article to increase my knowledge. Feel free to visit my blog post … forex Reply Vaughn 25 أكتوبر، 2020 - 7:45 ص I am just unclear where you happen to be getting the info, but good topic. I has to take some time learning much more or understanding more. Thanks for wonderful information I needed this information for my mission. Feel free to surf to my page – travelers company notebook inserts Reply Gerald 25 أكتوبر، 2020 - 8:15 ص I enjoy the valuable info you provide within your articles. I will bookmark your blog and view again here frequently. I am just quite sure I am going to learn plenty of new stuff right here! All the best for the upcoming! Here is my web-site … composition notebook college ruled bulk Reply Augustus 25 أكتوبر، 2020 - 8:42 ص Hello, I would like to subscribe for this website to take latest updates, therefore where can i do it please assist. My web page :: dual power vibrating masturbation sleeve Reply Samara 25 أكتوبر، 2020 - 11:25 ص We’re a group of volunteers and opening a new scheme in our community. Your website provided us with valuable information to work on. You’ve done a formidable job and our whole community will be thankful to you. My webpage; 威士忌 Reply Georgina 26 أكتوبر، 2020 - 4:21 ص Anubhav Trainings has become the prime promote main IT On the net instruction centre with genuine dedication. We offer Reside on-line training from wherever at your guidance. We offer Recorded periods of skipped classes, Study course Components and 24/7 Server Obtain and Support. Reply Cortez 26 أكتوبر، 2020 - 11:43 ص Great blog here! Also your website loads up fast! What web host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my web site loaded up as fast as yours lol Have a look at my web page – 他妈的朋友 Reply Horny Web Girl 29 أكتوبر، 2020 - 9:30 ص Thx so much !!! Appreciate the helpful information. I love sucking dick btw hmu http://kikfuck.com/dirtysexvideos/806.html Reply Aurora Kushlan 10 نوفمبر، 2020 - 9:35 ص How can I contact you? I am interested in more information. I love sucking dick btw hmu http://freecambook.com/dirtyprofiles/laspijasdetubarrio4000.html Reply Belkis Thiery 30 نوفمبر، 2020 - 3:50 م Thanks for sharing. I love sucking dick btw hmu http://kikcams.com/onenightstand/mann4143.html Reply Celsa Keville 11 ديسمبر، 2020 - 2:38 م This info is so great thanks! I love sucking dick btw hmu http://freecambook.com/kinkysingles/itsyahgal69.html Reply Lashaun Smiling 15 ديسمبر، 2020 - 1:32 م Thanks for sharing. I love sucking dick btw hmu http://adultsexnow.com/sexxxting/olivass4321.html Reply Trish Larriviere 23 ديسمبر، 2020 - 11:09 ص Thanks the info. I love sucking dick btw hmu https://edenresource.tumblr.com/post/637892449798422528/lilshysty92-adry1998-lilmama7919-johnisacuck Reply Marina Cowdrey 30 ديسمبر، 2020 - 7:03 ص I am a older women looking to talk. I love sucking dick btw hmu http://freesexrooms.com/onlyfans/abercrombiesoowantsme23.html Reply Alaina Minturn 2 يناير، 2021 - 2:16 ص How can I get more helpful information? I love sucking dick btw hmu https://dead-aid.tumblr.com/post/637720548768710656/brita181696-delboy2006-san-gabrielsexymanforever Reply Aracelis Gluszek 5 يناير، 2021 - 3:46 ص How can I reach you? I am interested in more information. I love sucking dick btw hmu http://sexcamrooms.com/adultfriendfinder/radhika4848.html Reply Anglea Tones 11 يناير، 2021 - 6:21 م Thanks so much for sharing. I love sucking dick btw hmu http://sexcamrooms.com/germansex/gh85185.html Reply Tammy Witherell 14 يناير، 2021 - 1:37 ص I appreciate the help. I love sucking dick btw hmu http://legal-porno.com/dirtyfun/wolfriff.html Reply Yung Daughterty 15 يناير، 2021 - 12:07 م This information is so great thanks! I love sucking dick btw hmu http://freecambook.com/germanporn/darrenptoohey.html Reply SxyGrlyOpepe 1 فبراير، 2021 - 12:23 ص http://bit.ly/2MI3Akg Reply blocked drains banstead 6 أغسطس، 2022 - 3:55 ص After I initially commented I seem to havе cliсked on the -Notify me when new cc᧐mments ɑre аdded- checkbox and now whenever a comment is ɑdded Ι get four emails wіth the еxɑct sаme ϲomment. Perhaps there is an easy method you can remove me from that service? Appreciate it! Also visit my һomepage; blocked drains banstead Reply dentist liverpool 9 ديسمبر، 2023 - 7:49 م Ꮤonderful article! This iis the kind of information that are supposed to be ѕhareɗ aгound the inteгnet. Disgrace on Google for noot positioning tһis post upper! Comеe on over and visit my website . Thank youu =) Reply dentist midsomer norton 11 ديسمبر، 2023 - 3:54 ص Нowdy terrific blog! Does running a blog ѕuch aas thiѕ require a lot of work? I hafe absolutely no expertise in programming but I had een hoping to start my own blog soon. Anyways, shοuld you have any suggestiοns or tips for new blog owners pleaѕe share. I understand this is off subject however I ѕimply neededd to ask. Thanks a lot! Reply dentist bournemouth 3 فبراير، 2024 - 5:33 م Wօw, this post is gooԁ, my younger sister is analyᴢing these kіnds of things, therefore I am going to let knoѡ her. Reply dentist weymouth 14 فبراير، 2024 - 7:36 م Valuаble information. Fortunate me I found your website by accidеnt, and I am surprised why this twist oof fate did not hɑppened in ɑdvance! I Ьߋokmaгked it. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.