عرب وعالمعربي “المجموعة الدولية لدعم لبنان” تطلب اتفاقا مع صندوق النقد by admin 9 أبريل، 2020 written by admin 9 أبريل، 2020 133 الخارجية تحاول تبديد صورة التبعية لـ”حزب الله”… والإصلاح المالي يحتاج 10-15 مليار دولار اندبندنت عربية/ وليد شقير كاتب صحافي @ChoucairWalid الجميع يستعجل الحكومة اللبنانية إنجاز برنامجها الإصلاحي للوضعين المالي والاقتصادي، سواء على صعيد القوى السياسية الداخلية، أو على صعيد الدول الكبرى المعنية بمساعدة لبنان، ليُبنى على الشيء مقتضاه، لكن بعد عرضه على صندوق النقد الدولي وطلب مساعدته إخراج لبنان من الأزمة الحادة التي يغرق فيها وزادتها انعكاسات وباء كورونا الاقتصادية حدّة. كان لافتاً أن السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه أبلغ رئيسَيْ الجمهورية ميشال عون والحكومة حسان دياب خلال اجتماعهما والوزراء المختصين مع سفراء “مجموعة الدعم الدولية للبنان”، أن ” أكثر من 90 دولة طلبت مساعدات في الوقت الراهن” بسبب أزمة كورونا، ملمحاً بذلك إلى أن مسألة المساعدات ستخضع لتسابق بين الدول على الحصول عليها من الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية التي سيلجأ إليها لبنان، وفي طليعتها صندوق النقد الدولي. الرسالة اللبنانية: التعبئة للدعم المالي فالاجتماع الذي دعا إليه عون الاثنين الماضي هدف إلى إبلاغ أعضاء “مجموعة الدعم”، التي تضم سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة، بالوضع المالي الاقتصادي والعناوين العامة للخطة الإصلاحية التي تُعدّها الحكومة، وفق العرض الذي قدمه وزير المال غازي وزني ومعه المدير العام للوزارة. والرسالة الرئيسة التي أراد الجانب اللبناني إيصالها إلى ممثلي هذه الدول هي كما قال عون إنّ “البرنامج الإصلاحي للحكومة يحتاج إلى دعم مالي خارجي”، وهو أمر كرّره دياب محدداً بدقة أكثر المطلب حين قال في كلمته: ” نعوّل على قدرتكم على التعبئة لدعمنا في مجالس المؤسسات من حيث تخصيص الموارد المالية” للخطة الاقتصادية التي أوضح أن حكومته “تضع اللمسات الأخيرة عليها”. كما أن وزير المال غازي وزني كرّر الطلب حين قدم عرضاً للخطة الإصلاحية المالية. فضلاً عن إشارة السفير الفرنسي إلى عدد الدول التي طلبت مساعدات مالية، نظراً إلى تسبب كورونا بانكماش اقتصاداتها فرضت علامات استفهام حول مدى قدرة المجتمع الدولي على تلبية حاجات لبنان في هذا الظرف، فإنّ المداخلات التي أدلى بها سفراء الدول الكبرى تميّزت بأمرين: الأول، أن كلاً منهم قدم عرضاً بأرقام المساعدات التي قدّمتها دولته إلى لبنان في الآونة الأخيرة، سواء مباشرة أو عبر المنظمات الدولية. لكن معظم هذه المساعدات تندرج تحت عنوان “المساعدات الإنسانية” وتتعلّق بالشرائح الفقيرة في البلاد، إضافةً إلى النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، ونتائج كورونا، فيما ذكّرت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بالمساعدات للجيش. وأبدى السفراء استعداداً لدعم لبنان ولكنهم ربطوا ذلك بالإصلاحات المالية الاقتصادية سواء التي التزم بها في مؤتمر “سيدر” (عام 2018 في حكومة الرئيس السابق سعد الحريري) أو تلك التي أعربت الحكومة الحالية عن نية تنفيذها بعد تفاقم الأزمة. وشدّدوا على السرعة في إنجاز الإصلاحات لتشجيع الدول على تقديم المساعدة. أين صندوق النقد؟ الثاني هو أنه على الرغم من تأكيد وزني أكثر من مرة في عرضه أن الخطة الإصلاحية تأخذ في الاعتبار توصيات صندوق النقد الدولي، وتتعاون مع البنك الدولي، فإنّ السفيرين فوشيه وشيا عادا فأثارا في نهاية الاجتماع ضرورة اتفاق لبنان مع الصندوق وطلب مساعدته. كما أن فوشيه وسفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف، أشارا إلى أنّ قرارات مؤتمر “سيدر” (خصص 11 مليار دولار لمشاريع استثمارية) ما زالت قائمة. لا التزامات مالية كان من الطبيعي أن يتجنّب السفراء أي التزامات مالية باستثناء إبداء الاستعداد للدعم المرهون بالإصلاحات، وهو موقف معروف منذ سنتين أصاب بعضهم الملل من كثرة ترداده، واستغرابهم للتأخر فيها، ولا سيما في قطاع الكهرباء الذي اعتبرته الدول المانحة ذات أولوية لأنه يؤشر إلى مدى جدية لبنان في التخلص من الفساد ومن التوجه إلى خفض تدريجي في عجز الموازنة، نظراً إلى الخسائر التي يسببها منذ عام 2010 (مليار ونصف المليار على الأقل سنوياً). فمداخلات الرئيسَيْن والوزراء خلال الاجتماع لم تأتِ على ذكر الإصلاح في هذا القطاع، الذي يصرّ فريق عون على مواصلة خططه السابقة في شأنه على الرغم ممّا سببته من خسائر، ما اضطُّر سفراء إلى التذكير بالإصلاح فيه. غياب الدول العربية لكن اللافت أيضاً أن مجموعة الدعم الدولية للبنان عُقدت في القصر الرئاسي للمرة الثانية من دون دعوة أربع دول عربية إليها درجت العادة على دعوتها على الرغم من أنها ليست في عداد أعضائها، هي مصر والسعودية ودولة الإمارات والكويت. ممثلو هذه الدول سبق أن وُجّهت إليهم الدعوة إلى اجتماع المجموعة في باريس في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بناء على إلحاح من الجانب الفرنسي فتغيّبت مصر والسعودية، لكنهم لم يحضروا جميعاً الاجتماع الذي عُقد في بيروت في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي عقب الإعلان عن تشكيل حكومة دياب. فالموقف العربي والخليجي ما زال يتعاطى بفتور مع الحكومة القائمة ويتجنّب الإيحاء بدعمها، خلافاً للاعتقاد الذي أشاعه دياب عند تأليف حكومته بأنه سيزور هذه الدول لطلب مساعدتها. فأي منها لم يظهر أي إيجابية حيال تركيبة الحكومة ولم يزره أي من سفراء دولها على جري العادة عند تأليف حكومة جديدة… والسبب المعروف هو اقتناع هذه الدول بأن الحكم اللبناني والحكومة ما زالا خاضعَيْن لنفوذ “حزب الله” الذي تتوالى عليه العقوبات من الإدارة الأميركية، في إطار الضغوط التي تمارسها على إيران وأذرعها، والتي تؤيدها الدول العربية المتضررة من تدخلات طهران في شؤونها. فهذه الدول تعتقد أن هيمنة الحزب السياسية على الحكم اللبناني فضلاً عن أضرارها السياسية، تشكّل غطاء للفساد المشكو منه. ويحاول وزير الخارجية الجديد ناصيف حتي الذي التقى عدداً من نظرائه العرب قبل شهرين، أن يبدّد صورة تبعية الحكومة للحزب في سياستها الخارجية التي كرّسها سلفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. وهذا ما دفعه إلى إصدار بيان قبل أيام يدين “الهجمات الصاروخية التي تعرّضت لها المنشآت المدنية في مدينَتَيْ الرياض وجيزان في المملكة العربية السعودية، والتي شكّلت تعدياً صارخاً على السيادة الوطنية لدولة شقيقة وانتهاكاً للقانون الدولي وعرّضت سلامة المدنيين الآمنين للخطر”. ولم يذكر البيان الحوثيين. إلّا أنّ أوساط القوى السياسية المطّلعة على الموقف الخليجي تعتبر أن هذا الموقف اليتيم لا يفي بالغرض لجهة تحسين نظرة الدول الخليجية إلى الحكومة. يفضي ما تقدم إلى أن تلبية مطالبة لبنان بالمساعدات المالية لإطلاق برنامجه الإصلاحي تواجه عقبات متنوعة، لا سيما أن الحكومة تأخرت في إنجاز هذا البرنامج، من جهة، وفي طلب مساعدة صندوق النقد الدولي الذي له شروطه، من جهة أخرى، إضافةً إلى أن معالجات تداعيات وباء كورونا على الاقتصاد العالمي، قلب الأولويات التمويلية الدولية، ما عبّرت عنه السفيرة الأميركية في بيروت حين قالت في كلمتها في اجتماع “مجموعة الدعم الدولية” إنّ لبنان “لا يمكنه المضي قدماً نحو مستقبل رخاء وازدهار من دون مواجهة كورونا والأزمة الاقتصادية المالية معاً وتداعياتهما المتداخلة”. مراهنة لم تعد صالحة وتقول جهات معنية بالإصلاحات الاقتصادية إنّ مراهنة بعض الحكومة والعهد الرئاسي على أن المجتمع الدولي لن يترك لبنان ينهار اقتصادياً، لم تعد صالحة أمام التطورات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية. بالتالي، يجب عدم الاعتماد على هذه الفرضية، المقصود من ورائها تفادي تصحيح الموقف السياسي للدولة اللبنانية ووقف سلوك الانتماء للمحور الإيراني والانصياع لنفوذ “حزب الله”. وقد يكون الاستعجال الدولي والسياسي الداخلي لإنجاز البرنامج الإصلاحي، دفعا الحكومة إلى مباشرة بحث مشروع البرنامج الإنقاذي الإصلاحي الثلاثاء الماضي، الذي سيستمر في الأيام المقبلة تمهيداً لإقراره وطلب مشورة صندوق النقد حوله. وما تسرّب عنه يشير إلى إجراءات تنسجم مع بعض توصيات الصندوق لجهة زيادة الرسوم على المحروقات وعلى ضريبة القيمة المضافة للكماليات مثلاً واعتماد ضريبة تصاعدية تطال الأغنياء وإجراءات خفض كلفة القطاع العام (عارض بعضها سابقاً فرقاء مثل “حزب الله”، رافضين تحميل محدودي الدخل أعباء…). والبرنامج يحتسب خسائر الاقتصاد اللبناني المالية بقيمة 83 مليار دولار سيتحمّلها مصرف لبنان والمصارف ودافعو الضرائب، مع خطط لإعادة هيكلة الدين العام والقطاع المصرفي (قُدّرت خسائره بنحو 62.4 مليار دولار). وسيخضع البرنامج، الذي يقدّر الحاجة التمويلية الخارجية بـ 10 إلى 15 مليار دولار، لنقاش داخلي واسع بعد إقراره في الحكومة، فيما ترجّح مراجع نيابية معنية بالوضع المالي أن يطلب صندوق النقد خطة تحفيز اقتصادية، إضافةً إلى خطة الإصلاح المالي. المزيد عن: مجموعة الدعم الدولية للبنان/ميشال عون/حسان دياب/حزب الله/التيار الوطني الحر/مصرف لبنان 15 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “فتاة كازابلانكا”… رواية المهاجرين الأفارقة المشردين في المغرب next post هل كرسي رئاسة الوزراء في العراق محرقة لصاحبه؟ You may also like محمد أبي سمرا يكتب عن: لبنان وجماعاته… كتل... 23 ديسمبر، 2024 استياء بعد قبول تسوية لأحد رجالات الأسد.. متهم... 23 ديسمبر، 2024 خريطة “داعش” في سوريا 23 ديسمبر، 2024 جبل الشيخ… بات “عينا إسرائيلية” 23 ديسمبر، 2024 جريمة غامضة في نيويورك… رجل يشعل النار بامرأة... 23 ديسمبر، 2024 مصير مجهول لثروات وتماثيل نظام الأسد في لبنان 23 ديسمبر، 2024 هل تلجأ أميركا إلى حلفائها الجدد لوقف التمدد... 23 ديسمبر، 2024 كهوف ومخابئ تحت الأرض.. تحقيق يكشف مواقع قواعد... 23 ديسمبر، 2024 رغم الاعتذار.. قائد جيش أوغندا يهدد مجددا بـ”غزو... 23 ديسمبر، 2024 حصري / العربية : المصريون يقبلون على الادخار..... 23 ديسمبر، 2024 15 comments Gale 21 يونيو، 2020 - 2:44 ص I’m really enjoying the theme/design of your web site. Do you ever run into any browser compatibility issues? A number of my blog audience have complained about my site not operating correctly in Explorer but looks great in Firefox. Do you have any recommendations to help fix this problem? Here is my web site :: from g Reply Dorris 21 يونيو، 2020 - 3:39 م Howdy would you mind stating which blog platform you’re using? I’m going to start my own blog soon but I’m having a difficult time deciding between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design and style seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S Apologies for being off-topic but I had to ask! My web page: g those Reply Dominik 27 يونيو، 2020 - 1:40 ص We are a bunch of volunteers and starting a brand new scheme in our community. Your website offered us with helpful information to work on. You have performed a formidable job and our entire neighborhood will be grateful to you. My web blog: cbd oil (http://tinyurl.com/) Reply Elva 27 يونيو، 2020 - 11:04 ص It’s in fact very complicated in this busy life to listen news on TV, therefore I only use the web for cbd oil that works 2020 purpose, and take the most up-to-date news. Reply Francisco 27 يونيو، 2020 - 5:10 م If you want to increase your experience just keep visiting this web page and be updated with the latest information posted here. my website – cbd oil that works 2020 Reply Rodrigo 29 يونيو، 2020 - 5:16 ص Every weekend i used to pay a quick visit this web site, because i want enjoyment, as this this site conations in fact pleasant funny data too. Here is my homepage cbd oil that works 2020 Reply Raphael 17 يوليو، 2020 - 7:32 م Excellent way of explaining, and fastidious piece of writing to obtain data on the topic of my presentation topic, which i am going to convey in institution of higher education. My page :: best web hosting company Reply Bonny 27 يوليو، 2020 - 11:16 ص What’s up colleagues, its wonderful piece of writing about educationand fully explained, keep it up all the time. Feel free to visit my homepage – cheap flights with jet2 flights Reply Janell 31 يوليو، 2020 - 2:49 ص Howdy, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam remarks? If so how do you prevent it, any plugin or anything you can recommend? I get so much lately it’s driving me insane so any support is very much appreciated. Take a look at my page cheap flights to las vegas Reply Jeana 7 أغسطس، 2020 - 12:41 م Greetings from Carolina! I’m bored at work so I decided to browse your website hosting services on my iphone during lunch break. I really like the knowledge you provide here and can’t wait to take a look when I get home. I’m shocked at how quick your blog loaded on my cell phone .. I’m not even using WIFI, just 3G .. Anyways, awesome site! Reply Twyla 14 أغسطس، 2020 - 5:53 ص Wow, awesome weblog structure! How long have you been running a blog for? you make blogging look easy. The entire look of your web hosting services site is great, as smartly as the content material! Reply Clayton 14 أغسطس، 2020 - 11:11 ص Hello to every , as I am genuinely keen of reading this web hosting company site’s post to be updated regularly. It carries good information. Reply Stacia 25 أغسطس، 2020 - 11:12 ص If you want to get much from this post then you have to apply such techniques to your won weblog. y2yxvvfw cheap flights Reply Rosalyn 26 أغسطس، 2020 - 3:53 م Having read this I believed it was extremely informative. I appreciate you spending some time and effort to put this short article together. I once again find myself personally spending a lot of time both reading and commenting. But so what, it was still worthwhile! my site :: cheap flights Reply Hubert 31 أغسطس، 2020 - 12:34 م Heya this is kind of of off topic but I was wanting to know if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding know-how so I wanted to get guidance from someone with experience. Any help would be enormously appreciated! Also visit my blog – web hosting reviews Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.