الوثائق البريطانية تشير إلى أن الحرب الداخلية الجزائرية في التسعينيات أضرت بحلم الوحدة المغاربية (اندبندنت عربية) X FILE القلق المغاربي خلال “العشرية السوداء” في الجزائر by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 21 الجيش التونسي بحث مع الملحق العسكري البريطاني أوضاع الجارة الأفريقية عام 1994 اندبندنت عربية / حامد الكناني كاتب وباحث @kananihamed تشير وثائق صادرة عن الخارجية البريطانية عام 1994 تحت عنوان “العلاقات بين الجزائر والدول العربية” إلى أن قمة تونس كانت لحظة حاسمة في مسار الاتحاد المغاربي. وأكدت برقية تحمل الرقم (091) صادرة من سفارة لندن لدى تونس بتاريخ الـ21 من أبريل (نيسان) من ذلك العام، على أن القمة وزيارة اليمين زروال التي تلتها، جددتا الالتزام بوحدة المغرب العربي على رغم المشكلات الإقليمية. وانعقدت في أبريل 1994 القمة السادسة لاتحاد المغرب العربي في العاصمة تونس، فالتقى حينها قادة الدول المغاربية في أجواء أمنية مشددة بسبب الأوضاع السياسية المضطربة في المنطقة، حيث كانت الجزائر تعيش في صراع داخلي، وتخوض ليبيا في خلافات حادة مع بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. وعلى رغم التحديات تؤكد الوثائق البريطانية على تمسك الزعماء بمسار الاندماج المغاربي، حيث وقعوا خلال قمة تونس 11 اتفاقاً وبروتوكولاً لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتجارة، كان من أبرزها اتفاق لإقامة منطقة تبادل تجاري حر وآخر لإنشاء اتحاد جمركي، كذلك نوقش في ذلك اللقاء حقوق العمال المغاربة الذين كانوا يعانون تحديات كبيرة في دول المهجر بالقارة الأوروبية. شارك في القمة المغاربية عام 1994 الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والجزائري اليمين زروال والموريتاني معاوية الطايع، ورئيس وزراء المغرب محمد كريم العمراني والقائد الليبي خويلدي الحميدي، وهنأ بن علي الرئيس زروال على تولي بلاده رئاسة الاتحاد، مشيرًا إلى تعهده في نوفمبر 1987 بمواصلة العمل من أجل وحدة المغرب العربي باعتبارها الضمان الواقعي الوحيد لأمن المنطقة وازدهارها. في أعقاب القمة قام الرئيس الجزائري اليمين زروال بأول زيارة رسمية له إلى الخارج بعد انتخابه والتقى بنظيره التونسي زين العابدين بن علي، فبحثا قضايا الحدود والمشاريع التنموية المشتركة رغبة منهما في تعزيز التعاون الثنائي على رغم تراجع الزخم المغاربي العام في تلك الفترة، وقد شكلت هذه المرحلة فرصة لتأمل في مسار اتحاد المغرب العربي الذي ظل حبيس الخلافات السياسية والأنظمة المتباينة بين الدول الأعضاء على رغم استمرار الخطاب الرسمي الذي يروج للوحدة المغاربية. تلفت ذات البرقية إلى أن الرئيس التونسي هو الزعيم المغاربي الوحيد الذي حضر جميع قمم الاتحاد، وتقول إن تونس خلال رئاستها للاتحاد، قامت بحملات دبلوماسية قوية من أجل حل سلمي للمشكلة الليبية ودعمت السلام في الشرق الأوسط، كذلك سعت إلى حل لأزمة البوسنة ودعت لمؤتمر دولي للتنمية في بلاد المغرب وتوسيع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لتشمل دول الساحل الجنوبي للمتوسط. مقابل هذه الإيجابية لفت الملحق العسكري البريطاني في تونس عبر تقرير سري أرسله إلى وزارة الدفاع والخارجية في لندن يوم الـ13 من سبتمبر (أيلول) عام 1994 إلى انطباعات الجيش التونسي إزاء الوضع المتدهور في الجزائر، حيث عقد اجتماعاً مع وزارة الدفاع التونسية لمناقشة زيارة مرتقبة لسفينة تتبع للبحرية الملكية البريطانية، ثم فاجأه التونسيون بنقاش جانبي خاص وحساس حول الجزائر. وفق التقرير “كان واضحاً أن الجانب التونسي يسعى إلى معلومات استخباراتية دقيقة حول ما يجري في الجزائر، إلا أنهم في الوقت ذاته أبدوا قدراً غير معتاد من الصراحة والانفتاح في عرض رؤيتهم وتحليلهم للأحداث، فالتونسيون كانوا يرون أن الحوار بين الحكومة الجزائرية و”الجبهة الإسلامية للإنقاذ” ما هو إلا محاولة مدروسة لفصل التيار المعتدل في الجبهة عن الجناح المسلح عبر توسيع الهوة بين الطرفين، كما كان يعتقد التونسيون أن الخطوة التالية ستكون كسب الرأي العام الجزائري ضد “الجماعة الإسلامية المسلحة”، ورأوا في ذلك الأمل الوحيد للخروج من الأزمة على رغم أنهم لم يتوقعوا انخفاضاً في مستوى العنف في الدولة الجارة قبل عامين أو ثلاثة في الأقل”. تأثير صعود التيارات الإسلامية في الجزائر نهاية القرن الماضي على الوحدة المغاربية كشف التونسيون أيضاً عن توقعاتهم بتشكل حكومة انتقالية تضم عناصر معتدلة من “الجبهة الإسلامية” وأعضاء أكثر قبولاً من السلطة الجزائرية دون أن يوضحوا من الذي قد يقود مثل هذه الحكومة، كذلك لاحظ الملحق العسكري أن معلومات التونسيين حول الهجمات الإرهابية تطابقت إلى حد كبير مع المعطيات البريطانية على رغم أن الحوار لم يتعمق تجنباً لكشف معلومات حساسة، ومن اللافت من وجهة نظره، أنهم كانوا على دراية بانخفاض عدد نقاط التفتيش الأمنية في المدن الكبرى الجزائرية، وفسروا ذلك بأن القتال انتقل من المدن إلى الريف، حيث توجد معاقل الجماعات المسلحة، وحتى التقديرات التونسية لأعداد القتلى كانت قريبة في رأيه من أرقام الاستخبارات البريطانية. في نهاية التقرير عبر الملحق العسكري عن أهمية تلك المحادثة لأن استعداد الجيش التونسي المعروف بتحفظه وسريته للحديث بصراحة عن الأزمة الجزائرية، إنما يعكس إدراكاً متزايداً بأن التونسيين لن يقدروا على مواجهة تداعيات تلك الأزمة بمفردهم، كما لاحظ أن معلومات الاستخبارات التونسية على رغم أنها ليست أفضل من نظيرتها البريطانية، فإنها تظهر انتظاماً حقيقياً لفهم وتقييم الوضع عبر الحدود. وتشير الوثائق البريطانية أيضاً إلى دور محوري للزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، في دعم وتوجيه “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” في الجزائر، ووفقاً للوثائق أسهم صعود التيارات الإسلامية في الجزائر، بداية الجبهة ثم “الجيش الإسلامي للإنقاذ”، في تعميق الانقسامات الداخلية وتزايد وتيرة العنف الذي قوض استقرار الجزائر، وأضر بحلم توحيد دول المنطقة. الحرب الداخلية الجزائرية أو ما يعرف بـ”العشرية السوداء” هي صراع مسلح بين الحكومة وجماعات الإسلام السياسي بدأ في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية واستمرت حتى نهاية العقد الأخير في الألفية الماضية. المزيد عن: المغرب العربيالجزائرتونسوثائق بريطانيةالإسلام السياسي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post صنع ترمب واقعه الخاص… والآن نحن جميعا عالقون فيه next post الوجه الخفي للعبودية في المثلث الذهبي بجنوب شرق آسيا You may also like غسان شربل في حوار مع أمين الجميل: حاولت... 13 أبريل، 2025 الوجه الخفي للعبودية في المثلث الذهبي بجنوب شرق... 13 أبريل، 2025 وثيقة أميركية: هذا ما تعلمته إسرائيل وسوريا من... 13 أبريل، 2025 ماذا لو اختفى الإسلام السياسي من العالم الإسلامي؟ 13 أبريل، 2025 محادثات نووية بين طهران وواشنطن وعصف الرسوم الجمركية... 13 أبريل، 2025 «الحرب نائمة فلا توقظوها»… نصفُ قرنٍ على «نيسان»... 12 أبريل، 2025 جبهات ساخنة: رسوم ترمب وغزة والسودان واليمن وأوكرانيا 5 أبريل، 2025 “اندبندنت عربية” تنشر وثيقة سودانية للأمم المتحدة لإنهاء... 4 أبريل، 2025 التجسس والذكاء الاصطناعي… من الإنسان وعنه وعليه 2 أبريل، 2025 الاستخبارات الأميركية شكلت منظمة وهمية لتجنيد اليساريين العرب 20 مارس، 2025