شخص يقف أمام تجربة عرض للقلب ووظائفه بالتكنولوجيا (أ ف ب) منوعات “القلب” مضخة الدم والعاطفة في الطب والثقافات by admin 31 يناير، 2024 written by admin 31 يناير، 2024 132 يزود سائر أعضاء جسم الإنسان بـ70 ألف ليتر من الدم يومياً على مدى العمر اندبندنت عربية / فيديل سبيتي تطور علم القلب بشكل استثنائي حتى اليوم، إذ تمكن الأطباء من زراعة قلب طبيعي وآخرون من زراعة آلة نابضة تحاكي هذا العضو المهم، وأصبحت العمليات الجراحية الخاصة به أو عمليات القسطرة وفتح الشرايين والأوردة المسدودة سهلة جداً، وباتت خريطة القلب واضحة تماماً للعلماء والأطباء وكذلك كيفية عمله. وعلى رغم ذلك ما زال للقلب دلالتان في جميع ثقافات العالم من دون استثناء، الأولى التي تصفه بمضخة بيولوجية للدم نحو أنحاء الجسم ثم يستقبله ويعيد توزيعه حتى نهاية حياة الإنسان، ولا يزال من شروط إعلان وفاة شخص ما التثبت من توقف قلبه عن الخفقان، أما الدلالة الثانية فهي التي تعطيه وظائف عاطفية تتعلق بالمشاعر والأحاسيس، إذ كان منذ قديم الزمان مركز الجسم المتقلب بين الحزن والفرح، والتعبير والتفكير. ليس هذا فحسب بل إنه القلب العام للإنسان الذي تتشكل منه شخصيته وهويته، فيقال عن شخص إنه ذو قلب واسع أو ذو قلب رؤوف أو أن قلبه “على الآخرين” أو يؤثر الآخرين على أنفسهم، أو أنه ذو قلب أسود وفاسد. وكان القلب بهذا المعنى الثاني يملأ الحكايا القديمة والأغاني الفلكلورية والمراثي والقصائد والروايات، إلى أن بات له شكل عالمي يعرفه الجميع من مجرد النظر إليه، ودائماً ما يكون بلون أحمر دلالة على الحب والصداقة والتضحية على رغم ظهور ألوان أخرى كالقلب الأبيض للنقاء والصفاء والقلب الأخضر للكرم وهكذا، كما هي الحال في الأيقونات المستخدمة على وسائل التواصل الاجتماعي. طرح بعض الأطباء أسئلة عدة منذ مطالع القرن الـ20 حول علاقة إفراز الغدتين الكظريتين لهرمون الأدرينالين الذي يساعد الجسم على التكيف مع الإجهاد المفاجئ أو عندما يشعر الإنسان بغضب أو بخوف فتتسارع نبضات القلب ويرتفع ضغط الدم، وهذا ما يحصل مع العاشق حين يلتقي بحبيبه أو مع الحزين حين يتلقى خبراً جعله حزيناً. وظل التساؤل المستجد حول علاقات ضربات القلب في مثل هذه الحالات التي جعلته مركزاً للعاطفة منذ الحضارات الأولى قبل أن يعلن العلم أن القلب مجرد مضخة عضلية للدم ذهاباً وإياباً منه وإليه في شرايين الجسم حتى أطراف الشعيرات الدموية الصغيرة والتي تغذي عضلات الإنسان بالطاقة والأوكسجين. ولكن وصف شخص بالشجاعة بسبب قوة قلبه، يمنح القلب حقه لقاء الجهد الذي يؤديه خلال حياتنا. فعضلة القلب تنقبض في كل ثانية، وفي السنة الواحدة تنبض أكثر من 30 مليون مرة، وفي متوسط حياة الإنسان تنبض أكثر من ملياري مرة، ولو أخذنا مثالاً عن قوة الضغط التي يعطيها القلب في كل ثانية فهي تقارن بضغط اليد لكرة بلاستيكية، والتي قد يتعب المرء بعد مرور دقائق من الضغط عليها، فكيف الحال بقلب يبدأ بهذا الضغط منذ الشهر الثاني للجنين، لينبض ما بين 60 و100 مرة في الدقيقة الواحدة بعد الولادة، ويضخ أكثر من 70 ألف ليتر من الدم يومياً إلى سائر أعضاء الجسم على مدى العمر. القلب في الثقافات منذ ثلاثة عقود بدأت تظهر نظريات علمية وطبية جديدة تقرن مشاعر الإنسان أو إدراكه أو فهمه لمواقف معينة إلى أداء معين لخلايا القلب ولم تتأكد بعد هذه النظريات، إلا أن العلماء لاحظوا أن معدل نبضات القلب عند وقع أمر ما يسهم أو قد يحدد فهم وإدراك الإنسان لهذا الأمر، وهذه وظائف كانت حتى فترة قريبة مربوطة بالدماغ حصراً. ويقول بعض العلماء إن للقلب نظاماً عصبياً خاصاً به يتلقى عبره المعلومات من كافة أنحاء الجسم، وكأن هناك “دماغاً” شديد التعقيد موجود داخل كل خلية من خلايا القلب والتي تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وتخزين المعلومات ثم إرسالها إلى الدماغ، كي توجه خلاياه على أساسها فتحدد الفهم والإدراك. غير أن اللغة والثقافات البشرية منذ القدم سبقت العلم في فهم دور القلب إذ تعني كلمة “قلب” في معظم اللغات كل ما هو في صميم شيء ما أو في وسطه، فيقال في قلب المدينة أو في قلب القضية أو في قلب التفاحة. ومنذ فجر التاريخ وجدت معظم ثقافات العالم أن القلب هو مركز الحياة، وهو خط الوسط ما بين الحياة والموت. الفيلسوف اليوناني أرسطو كان يعتبر أن القلب هو بيت العقل والمنطق والأحاسيس. وهو في هذا، يشبه بقية الفلاسفة والعلماء حتى وقت قريب من تاريخ البشرية، حين كان العلماء يرفضون الاعتراف بدور كبير للدماغ مقارنة القلب. وعلى رغم النجاحات الكبيرة التي حققها الطب في العصر الحديث حول القلب ووظيفته إلا أنه لا يزال في وجدان الأدباء والشعراء وعلى ألسنة العامة كمصدر للمشاعر. فهو الذي يكون قوياً أو صافياً أو مريضاً أو آثماً وهو الذي يقول ويحار ويحزن ويحب ويكره وينتظر ويأمل وييأس. إنه النفس التي بات يقابلها الدماغ اليوم بكل ما فيها من مشاعر وآلام وآمال. ولطالما كان القلب في التراث الإسلامي مرادف للنفس ومحور العبادة والتقوى والإيمان والإحسان وفعل الخير أو الشر. وجد علماء الآثار وثائق باللغة السومرية من حضارة بلاد ما بين النهرين خلال الألف الثالث قبل الميلاد، تتحدث عن القلب باعتباره “المركز في كل شيء”. وفي مصر القديمة كان القلب العضو الوحيد الذي يرد إلى الجسد بعد تحنيط الموتى لأنه سيوضع على ميزان في الحياة الثانية مقابل “ريشة الحقيقة”، وإذا كان القلب أثقل من الريشة، فإن ذلك يدل على أن صاحبه ارتكب أعمال الشر في حياته. وربطت جميع الديانات القديمة والحديثة والسماوية والوضعية الإيمان بوجود الخالق في القلب، وتقول المسيحية بوجود الإله نفسه في قلب الإنسان بينما يرى الإسلام أن الخالق أقرب إلى المخلوق من قرب حبل وريده إلى قلبه. كان شعب الأزتيك في أميركا الجنوبية ما بين القرنين الـ14 والـ 16 الميلاديين يشقون صدور أبنائهم ليحملوا قلوبهم التي لا تزال تنبض بالحياة قرباناً إلى الأصنام، وكانوا يعدون تضحيتهم هذه “أسمى” درجات التضحية احتراماً لآلهتهم. الدورة الدموية الصغرى والكبرى اكتشف ابن النفيس، العالم العربي عملية تنقية الدم التي تتم في الرئتين، ووجد أن القلب عندما يتقلص، يدفع الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين لتعود به الأوردة الرئوية إلى البطين الأيسر الذي يوزعه على الجسم ليؤمن له التغذية اللازمة. وصحح ابن النفيس بذلك نظرية خاطئة، كان من بين واضعيها ابن سينا، وتقول إن للقلب بطينين، أحدهما يملؤه الدم والآخر تملؤه الروح، وبذلك يكون ابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى. وبعده بثلاثة قرون، وتحديداً في بدايات القرن الـ17، اكتشف الطبيب الإنجليزي وليم هارفي الدورة الدموية الكبرى، التي لا تكل ولا تمل ولا تتوقف إلا بتوقف حياة الجسم. وتنقل الأوردة الدموية الدم من أنحاء الجسم إلى الجهة اليمنى من القلب التي ترسله إلى الرئتين ليتزود بالأوكسجين، ومن ثم يعود إلى الجهة اليسرى من القلب ليدفعه البطين الأيسر إلى أجزاء الجسم المختلفة عبر الشرايين. عام 1982 تمكن الطبيب ويليام ديفرايس بالتعاون مع المهندس روبرت غارفيك من زراعة أول قلب اصطناعي في جسم إنسان، وهو عبارة عن مضخة تقلد عمل القلب الطبيعي بشكل آلي ومنتظم. يقال إنه قبل الثورة الصناعية لم تكن أمراض القلب منتشرة كما هي اليوم، فكانت الحياة اليومية تقوم على الحركة البدنية المستمرة، إلا أن القرن الـ 20 شهد ظهور الآلات التي قللت من حركة البشر عدا عن ارتفاع استهلاك المواد الغذائية بشكل غير مألوف قبله، فشاع تناول اللحوم أكثر من ذي قبل، وظهرت المأكولات الدسمة والحلويات والسكريات والقهوة ووجبات الأكل السريع والتدخين، ما أدى إلى ارتفاع نسبة أمراض القلب والوفيات الناجمة عنها، ما حمل منظمة الصحة العالمية على وصف أمراض القلب بأكثر الأوبئة خطورة في العالم المعاصر. أما شكل القلب الذي بات معروفاً عالمياً (♥) فهو شكل هندسي نراه في الطبيعة واسمه “المنحنى الجبري” أو Cardioid ووجده علماء الآثار في الرسوم البدائية على جدران الكهوف. من دون معرفة ما يعنيه بالنسبة إلى الإنسان القديم. المزيد عن: القلبالحضاراتالثقافاتالطبالدمالولادةجسم الإنسان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الكونطرا” و”الفاتحة” طريق المغاربة الصعب إلى زواج خطر next post الحاضرون والغائبون في ماراثون رمضان الدرامي You may also like “المشروعات الصغيرة”… ملاذ النساء للعمل في مصر 16 نوفمبر، 2024 كشف لغز الدب «مُخرب السيارات الفاخرة» 15 نوفمبر، 2024 إيلي صعب وسيلين ديون يجتمعان في ليلة فنية... 15 نوفمبر، 2024 ليس بالضرورة أن الطلاق يعني نهاية المحبة المتبادلة 7 نوفمبر، 2024 من هي ميلانيا ترمب فعلا وما الذي تكشفه... 3 نوفمبر، 2024 زواج كبار السن في الأردن بين الرعاية الصحية... 2 نوفمبر، 2024 علماء يعيدون بناء وجه “مصاصة دماء” عمرها 400... 1 نوفمبر، 2024 المصريون والكلاب… من أنوبيس حارس المقابر إلى كلب... 29 أكتوبر، 2024 الرجال أيضا يتعرضون للتحرش لكن النساء أعلى صوتا 20 أكتوبر، 2024 نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق في إيران 18 أكتوبر، 2024