بررت الوزارة هذه الخطوة بأهمية _دعم التلاميذ لاكتشاف قدراتهم وتطوير مواهبهم_ (وكالة الأنباء المغربية) منوعات الـ”بريك دانس” يهز مدارس المغرب قبولا ورفضا by admin 27 مايو، 2025 written by admin 27 مايو، 2025 16 إدماج هذه الفنون ضمن مقررات التربية البدنية في المدارس العمومية يطلق أسئلة الهوية والتفاعل مع العالم اندبندنت عربية / حسن الأشرف صحافي وكاتب هل سيتعلم تلاميذ المغرب رقص الـ”هيب هوب” والـ”بريك دانس”؟ يبدو أن وزارة التعليم المغربية عازمة على ذلك بالفعل، بعد إعلانها إدماج هذه الفنون ضمن مقررات التربية البدنية في المدارس العمومية، وهو ما أثار جدلاً عارماً لا يزال متقداً بين منتقدين ومؤيدين لهذه الخطوة التي وصفها كثر بالمفاجئة. يرى المؤيدون أن هذه المبادرة تتيح تجديد العرض التربوي والتعليمي بالمغرب، كذلك فإن الـ”هيب هوب” والـ”بريك دانس” رياضات مدرجة في الألعاب الأولمبية، بينما وجد الرافضون في هذا التوجه نوعاً من التصادم مع البنية الثقافية والهوياتية للمجتمع المغربي، وإقحاماً لرقص مستورد في النظام التعليمي من دون دراسة كافية. “هيب هوب” وخبير دولي دعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى إنجاز دورات تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية والرياضية في فنون الـ”هيب هوب” والـ”بريكينغ” تحت إشراف المتخصص الدولي توماس راميريس. وهو، وفق المعطيات المتداولة، أستاذ مجاز في التربية البدنية والرياضية بالعاصمة الفرنسية، ويعد من أبرز الشخصيات التي أسهمت في إدماج ثقافة الـ”هيب هوب” داخل المؤسسات التعليمية. اشتهر راميريس باعتماد منهج تربوي يدمج بين الفن والرياضة، حيث يعمل على إدخال الرقص الحضري في المناهج الدراسية، وكثيراً ما يشدد على أن الـ”هيب هوب” ليس فقط تعبيراً فنياً، بل أيضاً وسيلة لتعزيز الإبداع والانضباط والتواصل بين الشباب. وترى وزارة التعليم المغربية أن هذا التوجه نحو إدراج الـ”هيب هوب” والـ”بريك دانس” يأتي في سياق الاعتراف العالمي بهذه الرياضة من طرف اللجنة الأولمبية الدولية عام 2018، وإدراجها أيضاً ضمن الألعاب الأولمبية التي نظمت في باريس عام 2024 كرياضة استعراضية أولمبية. وبررت الوزارة هذه الخطوة بأهمية “دعم التلاميذ لاكتشاف قدراتهم وتطوير مواهبهم وتعزيز انفتاحهم على محيطهم”، علاوة على أن ممارسة الـ”هيب هوب” صارت ثقافة اجتماعية تمارس في شوارع المدن وفي فضاءات منعزلة من دون قواعد رسمية. وتبعاً للمصدر عينه، تعد الـ”بريكينغ” رياضة محبوبة ومحفزة لشباب الجيل الحالي، بفضل طابعها الحركي الفني والتقني والإبداعي، ودورها في تعزيز اللياقة البدنية، والتماسك الاجتماعي، وتنمية الإبداع والثقة بالنفس. خيار تربوي إيجابي كثير من تلاميذ المؤسسات التعليمية استبشروا بهذا التوجه الجديد لوزارة التربية الوطنية، معتبرين أنها “مبادرة إيجابية أن تحتضن هذه الرياضات الفنية وتؤطرها عوض ممارستها بعشوائية في الشوارع”. عمر زروهني، تلميذ في السنة الأولى باكالوريا، يقول إنه من هواة ممارسة الـ”هيب هوب” رفقة أصدقائه في الحي وبعض زملائه في الفصل الدراسي، وإن إدراج هذا الفن والرياضة في مقررات التربية البدنية أمر يسر آلاف الشباب المغاربة. يرى التلميذ أن إدراج الـ”هيب هوب” والـ”بريك دانس” في برامج التربية البدنية بالمؤسسات التعليمية، سيوفر لهم فضاء آمناً وسليماً ومؤطراً لممارسة هوايتهم الشبابية، بدل المكوث في الشوارع وممارسة الـ”هيب هوب”، مع ما يجره عليهم ذلك أحياناً من شكايات الجيران وشتائمهم. ويسير في هذا السياق رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، نور الدين عكوري، إذ قال ضمن تصريحات صحافية له، إنه يتعين التعامل مع هذه المبادرة الجديدة على أساس أنها خيار تربوي ورياضي إيجابي، وليس خطراً داهماً يهدد قيم المجتمع المغربي. ووفق عكوري، فإن “هذه المبادرة ليست دخيلة على المجتمع ولا مفسدة لسلوك التلاميذ، كذلك فإن المدارس المغربية تعتبر على مر الأعوام مشتلاً خصباً لاكتشاف وصقل المواهب الشابة والواعدة في المجالات العلمية أو الثقافية أو الرياضية”. وعلى الضفة المقابلة، يتحفظ تلاميذ كثر على المبادرة، بالنظر إلى أن “التلاميذ يحتاجون إلى الدعم التربوي والتعليمي أكثر، كما يحتاجون إلى تجهيزات تكنولوجية تعينهم على شق طريق العلم في زمن الذكاء الاصطناعي”، وفق بعضهم. تصادم مع الهوية يعلق الباحث التربوي المحجوب أدريوش على الموضوع بقوله، إن للقرار الجديد سلبيات وإيجابيات، فمن سلبياته أنه قد يتصادم مع البنية الثقافية والهوياتية للمجتمع المغربي، فحرية الإبداع والاختيار مضمونة، ولكن يجب ألا تتحول المدرسة إلى فضاء مفتوح لأي ممارسة غير علمية وغير أكاديمية، ومن دون معايير تربوية. وأردف أن من سلبيات إقحام الـ”هيب هوب” والـ”بريك دانس” في برامج التعليم، أن الوزارة لم تحدد أعوام التعلم التي تمارس فيها هذه الأنشطة، لأن أعوام التعليم الإلزامي، في جميع دول العالم، فيها نوع من التحصين الثقافي والتربوي الوطني، ولا يتم تعليمها إلا في مراحل متقدمة. أما عن إيجابيات هذا القرار، يتابع أدريوش، فهي الانفتاح على ثقافات أخرى، بالنظر إلى أن المجتمع المغربي ليس معزولاً عما يقع في العالم الواسع، والمؤسسة التعليمية ليست معزولة عن محيطها، شريطة احترام الخصوصية المغربية والهوية الروحية والفكرية والثقافية. ونبه الباحث عينه إلى أنه “يتعين عدم استغلال مثل هذه الاقتراحات لتمرير أفكار وتصورات تهدم أكثر مما تبني”، مردفاً أن “التفكير في تنزيل قرارات كهذه وإدماج مكونات أخرى ضمن المناهج الدراسية يجب أن يتم ضمن منظور نسقي وشامل، في إطار تدبير وطني مؤسساتي تشارك فيه جميع الأطراف، بخاصة ذوو الاختصاص”. المزيد عن: المغربالبريك دانسالهيب هوبالتقاليد والهويةالذكاء الاصطناعيمناهج التعليم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تشدد ديني وتمرس عسكري… من رئيس الـ”شاباك” الجديد؟ next post قاضٍ يأمر بإخلاء كنيسة كي يتسنى بيعها لتعويض ضحايا اعتداءات You may also like بدء تطبيق “قواعد جديدة” لتسمية المواليد في اليابان 28 مايو، 2025 شيفرة المعبد المصري القديم… هل يفكها الذكاء الاصطناعي؟ 27 مايو، 2025 هل منح الجمهور صك الغفران لفضل شاكر بعد... 24 مايو، 2025 الحب من النظرة الأولى: قصة ترمب مع الطائرة... 23 مايو، 2025 من تحديد النسل إلى تشجيع الإنجاب… تونس أمام... 23 مايو، 2025 ديانا… سلعة لا نتوقف عن استهلاكها 18 مايو، 2025 ماذا قدمت الرياض في مأدبة غداء ترمب؟ 14 مايو، 2025 “كان” السينمائي 78… أزياء محتشمة واحتجاجات سياسية 14 مايو، 2025 إدانة الممثل الفرنسي ديبارديو بالاعتداء الجنسي على امرأتين 14 مايو، 2025 إيطاليا تشترط موافقة الأهل لتعليم الأبناء التربية الجنسية... 4 مايو، 2025