عرب وعالمعربي العشرية الأولى للثورة السورية:الأسد الباقي على عرش من الدم by admin 15 مارس، 2021 written by admin 15 مارس، 2021 176 المدن في بداية الانتفاضة ضد النظام السوري رفع أنصار رئيس النظام بشار الأسد شعار “الأسد أو نحرق البلد”، وها هي سوريا اليوم بعد 10 سنوات، بلد مجزأ واقتصاد محطم ونظام معزول، ورئيس يحكم من خلال الخضوع والدمار. بهذه الكلمات لخصت صحيفة “لوموند” الفرنسية حال سوريا والأسد في الذكرى العاشرة للثورة، موضحة أن الأسد لا يزال بعد حرب أهلية كارثية يراوح مكانه، ولكنه لا يحكم سوى الأنقاض، وقد توقف القتال عملياً وبقي النظام على قيد الحياة، لكن سوريا انهارت، ولم يعد لشعار “الأسد أو نحرق البلد” معنى، لأن الواقع أصبح “الأسد والبلد المتفحم”. وفي تقرير بقلم بنيامين بارت، قالت الصحيفة إن الأسد الذي لم يتغير مظهره إلا قليلاً، من المرجح أن يفوز بولاية رابعة مدتها 7 سنوات في هذا الربيع. و”كل الدلائل تشير إلى إعادة انتخاب هذا المنبوذ ذي الأيدي الملطخة بالدماء الذي وُعد قبل بضع سنوات بمصير كارثي، المنفى أو زنزانة السجن أو القبر، إلا أنه اليوم يشعر هو ونظامه بالانتصار”. وينبه الكاتب إلى أن الأسد سحق التمرد، ولكنه سحق معه البلاد، فهناك ما بين 300 ألف و500 ألف قتيل، وهناك مليون ونصف مليون معاق، إضافة إلى 5.6 ملايين لاجئ و6.2 ملايين نازح، في الوقت الذي تم فيه تدمير أو إتلاف ثلث المباني. ويرى الكاتب أنه وبصرف النظر عن إعادة تأهيل الطرق الرئيسية وترميم جزء من أسواق حلب بتمويل من مؤسسة “آغا خان”، فقد توقفت عملية إعادة الإعمار، لأن خزائن الدولة فارغة، خاصة بعد أن أصبحت معظم آبار النفط والغاز تحت السيطرة الكردية، وغاب الزوار الأجانب، وصار الفوسفات في يد شركة روسية تقديراً لإنقاذ الروس لبشار الأسد. ويشير الكاتب إلى أن نقطة قوية للنظام الذي أسسه حافظ الأسد قد تحطمت، وهي التحالف مع برجوازية الأعمال السنية، حيث حل جيل جديد من الانتفاعيين -الذين أثروا من التهريب والابتزاز وقنوات التحايل- محل من لم يرحل من النخبة الاقتصادية القديمة. وقد تمت إعادة توزيع المكاسب الاقتصادية، فخسر رامي مخلوف ابن عمة بشار الأسد الذي كان قبل الحرب أغنى رجل في سوريا، واستولى ماهر الأسد الأخ الأصغر للرئيس على دوره بصفته مصرفياً للنظام. بدورها، قالت مجلة “كريستيان ساينس مونيتور” إن كلمة “النصر” هي الكلمة التي تستخدمها وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري للإشارة إلى بقاء بشار الأسد في السلطة، إلا أن الحقيقة غير ذلك. وأوضحت أن الأسد لم يقدم أي تنازلات للمعارضين الداخليين المطالبين بحكم ديمقراطي أكثر شمولاً، ولا مع سلفيي تنظيم الدولة الذين حاولوا وفشلوا في تحويل سوريا إلى دولة خلافة لهم. وبدلاً من ذلك، فقد تجنب الأسد الهزيمة باستخدام الأسلحة الكيماوية، والتعذيب المنهجي، والتكتيكات التي ليس عليها قيود والتي حولت مدناً بأكملها إلى أنقاض وخلفت مئات الآلاف من القتلى السوريين. من جهتها، خصصت “بوليتيكن” الدانماركية مساحة واسعة في عددها الأحد، لتغطية موسعة لذكرى الثورة السورية، وخصصت غلافها للملف الذي تناولته على عدد من صفحاتها. وباشرت الصحيفة في رسم تسلسل للأحداث (كرونولوجيا الثورة السورية)، قائلة إنه “في مثل هذه الأيام من 2011 كانت استجابة الدكتاتورية لمطالب شعبية بالحرية بمواجهة وحشية وشراسة، نتيجتها خراب أجزاء كبيرة من البلاد، واقتصاد في حالة فوضى، وتهجير 12 مليوناً، وقتل 500 ألف، وسجن أو إخفاء النظام لنحو 150 ألفاً”. وأوضحت أن كل ذلك “حدث بسبب أطفال رسموا على جدران درعا السورية مقولة (جاء دورك الآن يا دكتور)، وهي رسالة واضحة، واستفزت رئيس أمن المدينة عاطف نجيب، ابن عمة الديكتاتور. وعددت الصحيفة في تغطيتها ما أسمته مسيرة “السلالة الأسدية الحاكمة، فهي استمرت بعد أن قُتل ابن الدكتاتور حافظ الأسد، باسل، في حادث سيارة عام 1994، استعيد طبيب العيون بشار من بريطانيا، وبعد وفاة الأب كان لا يزال في ال34 عاماً، فاجتمع البرلمان ليعدّل الدستور عام 2000، بما يتوافق مع سنّه”. وأوضحت في السياق كيف أن “الوريث بشار ظل في مقابلات صحافية غربية يحاول الظهور بمظهر عصري خداع، وأنه اختار طب العيون لأنه ليس فيه دماء كثيرة، فيما هو في الواقع غارق في دماء السوريين”. وعن أساليب الخداع، عددت “بوليتيكن” كيف أسهمت صحف ومجلات أوروبية وأميركية في تلميع صور الحكم في سوريا، بما فيه إطلاق لقب “زهرة الصحراء” على زوجته أسماء (الأسد)، وأن “الغارديان” أسهمت في وصف الدكتاتور عام 2008 بأنه “متواضع وحكيم وحساس ويتحدث بجاذبية”. وعلى غير تعاطي صحف الغرب مع الطغاة الآخرين حول العالم، بقيت الصحافة الغربية تضفي صورة إيجابية على الرجل، حتى عام 2013. وفي السياق ذاته، استرجعت الصحيفة “الدور الذي لعبته زوجته أسماء الأسد في خلق أوهام عن القائد العصري والحداثي، حتى ذهبت “نيويورك تايمز” في 2005 إلى إطلاق اسم (الأميرة ديانا السورية) على أسماء، بعد افتتاح أوبرا جديدة في دمشق”. وتحت عنوان فرعي “أمير حرب متعطش للدماء”، خاضت “بوليتيكن” في تفاصيل القمع الذي جوبه به الشعب السوري منذ 2011. واعتبرت أن “بشار الذي قدم نفسه بصورة الخجول، وطبيب العيون الذي لا يحب الدماء، سرعان ما انكشفت حقيقته الدموية، وأزال الشكوك حول أنه لن يستطيع إلا أن يكون مثل أبيه الذي دمر مدينة حماة، وقتل نحو 20 ألف إنسان في 1982، ليثبت خطأ من راهن على تحول سوريا نحو الديمقراطية، وثبت أنه ورث ظل أبيه وسمعته الدكتاتورية حول العالم، رغم جهود تلميعه”. واعتبرت الصحيفة أن “المفارقة بقاء الدكتاتور، كبقية الطغاة، يردد أن شعبه يحبه كثيراً، وأنه هو بنفسه يحب شعبه وبلده، كما قال لدير شبيغل الألمانية في 2013، لكنه أظهر حبه لشعبه بتلك القسوة والدموية التي حوّل فيها البلد إلى مذبحة فوضوية في مواجهة انتفاضة سلمية”. وبالنسبة إلى النتيجة، رأت الصحيفة أن “ذلك القمع لم يكن كافياً، فجيشه لم يكن قوياً كفاية، فراح يعتمد على تحالفات مع إيران وروسيا، بعد أن استدعى قوات قمع من مرتزقة خارجيين، وحزب الله اللبناني، وبعد أن فقد السيطرة على البلاد استعاد حوالى الثلثين بفضل روسيا وإيران”. ومضت في الختام توضح أن “سوريا القديمة خسرت، بفضل القمع ومواجهة الثورة الشعبية وتمسكه بالكرسي، كل مكانتها الإقليمية، وتحولت من لاعب كان يحتل لبنان ويملك نفوذاً إقليمياً، إلى ساحة يلعب فيها الغير، وارتهن الأسد لمن حمى سلطته، ويعيش رغم ذلك أوهاماً في قصره الفاره الذي يطل من الجبل، وقد عمل على تحويل بلده إلى أنقاض”. وأضافت “قبل إعلان أنه أصيب وزوجته بكورونا، التقى صحافييه الموالين في عزلته الحقيقية عن العالم وبلاده ليقول لهم: أوقفوا برامج الطبخ حتى لا يشعر الجمهور بالإحباط. وراح يتحدث عن وعود بعدم تقنين المثلية الجنسية في سوريا”. وواصلت الصحيفة عرض نتائج حالة الانفصام بالقول إن “الرجل يعيش وهمه مع زوجته، حيث وجدت أسماء الأسد الحل أخيراً: التعليم عبر الإنترنت.. بيد أن الحقيقة أن غالبية السكان لا يملكون ثمن الطعام، ولا تياراً كهربائياً في البلاد، رغم أن الكهرباء لا تنقطع عن القصر، ويتوافر الطعام الفاخر لهم، فأهم شيء بقاء سلالة الأسد في السلطة، وهو بقاء محكوم بحماية خارجية، ويخيم على رأسه خطر الملاحقة الدولية”. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post علي الأمين: زمن الهيمنة الإيرانية الكبرى ولّى! next post جزائري أم مغربي؟ أصول فن “الراي” تؤجج الجدل مجددًا You may also like الكشف عن هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي... 25 نوفمبر، 2024 هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.