السبت, سبتمبر 28, 2024
السبت, سبتمبر 28, 2024
Home » العاملات الأجنبيات في لبنان… بلا رقابة تحميهن

العاملات الأجنبيات في لبنان… بلا رقابة تحميهن

by admin

تلقى عليهن مهام لا تعدّ ولا تحصى ويختلف التعامل معهنّ بين عائلة وأخرى

اندبندنت عربية / هلا كريّم  مراسلة Twitter: @halasco

صبايا يأتين من أحياء فقيرة في بلدانهن بطموح جمع المال لعائلاتهن. منهنّ مَن يوقّعن على عقود لا يفهمن منها الكثير سوى أن ربّ العمل يكاد يملكهنّ، ويرتضين الأمر على أنه لمدّة زمنية وستمر.

من سريلانكا إلى إثيوبيا إلى الفيليبين إلى غانا وساحل العاج وبنغلادش وكينيا ونيجيريا وسواها من دول العالم التي يعاني أهلها إمّا من فساد السلطة أو انهيار العملة أو الفقر، ترحل الفتيات والسيدات، تاركات قطعاً من قلوبهن إلى مكان وثقافة ومجتمع يجهلن كل شيء عنها، سوى بعض الأخبار ممّن سبقنهن إلى المهنة.

والمهنة هي خدمة منزلية، والتوصيف اللبناني الرسمي عُدّل إلى “عاملة في الخدمة المنزلية” بعدما كان “خدم المنازل”، وتوصيف السيدات يختلف من “المساعِدة” إلى “الناني” إلى “البنت”، إلى “خادمتي” إلى “سريلانكيتي”، كلّ حسب ثقافتها الحياتية والمنزلية.

ماذا تفعل عاملة الخدمة المنزلية؟

ما إن تصل الصبايا إلى المطار حتى يُجمعن في غرفة واحدة بانتظار مجيء كفيل كلّ منعت، فتسلّمه جواز سفرها ويصطحبها إلى المنزل. بعضهن ينتظرن ساعات طويلة حتى يأتي الكفيل وينهي الأوراق مع الأمن العام. عناصر الأمن العام كما كل المجتمع، بعضهم يعاملهن كأي مسافرة تنتظر وصول من يصطحبها، والبعض يصرخ عليهن ويتعامل معهن كأشخاص أقل قيمة، كما تقول شاشيتو الآتية من إثيوبيا.

تصل العاملة أو الموظفة إلى البيت، لا تعرف من ينتظرها وماذا ينتظرها. الحظ يلعب دوره، فإمّا أن تُوفَّق بالعائلة التي استقدمتها أو لا. تنتظر العائلة الصبية الآتية لتقديم العون لها في الأعمال المنزلية، ولكن غالباً ما تلقي عليها مهام لا تُعدّ ولا تُحصى، تبدأ بالاهتمام بالأطفال ولا تنتهي بتنظيف البيت بحسب العائلات. إلاّ أنّ الاتكال شبه التام على السيدة الآتية من مكان آخر وثقافة أخرى وجغرافيا مختلفة ومجتمع لديه ضوابطه وقواعده وعاداته سمة معظم العائلات.

لا تستوعب العاملة كل التفاصيل التي تنهمر فجأة على كاهلها، وما يزيد الأمر إرباكاً، في كثير من الأحيان، حاجز اللغة. وتطبيق نظام الكفالة، الذي تتصرف معه بعض العائلات كاستعباد، يبدأ بحجز جواز السفر بعد أن توقّع الفتاة على عقد عمل مدته سنة ومكتوب باللغة العربية، لا تفهم منه شيئاً.

تجربة كونا

تقول كونا، وهي سيدة بنغلادشية، إنها أتت إلى لبنان منذ حوالى ست سنوات، عملت لدى عائلة وكانت سعيدة جداً، لأن الزوج والزوجة كانا طيّبَيْن معها، لكنهما انفصلا. بعد فترة، قال لها الزوج إنّه لا يستطيع إبقاءها لأنه لا يملك المال وعرض عليها العودة إلى بلدها أو البحث لها عن كفيل آخر، فاختارت الخيار الثاني لأنها تريد إرسال المال إلى عائلتها. وحين انتقلت إلى كفالة شخص آخر، حجز جواز سفرها، لكنها سوّت أمورها لاحقاً لأنها كانت تحتفظ بصورة عنه.

تعيش كونا وزوجها في أحد المباني كنواطير، لكنهما يعملان طوال اليوم، هو في شركة، وهي في تنظيف البيوت والمكاتب بنظام الساعة، فتتقاضى 5 دولارات أميركية في الساعة. تعمل من السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، وأحياناً لساعات أطول. تقول إنها تتعب كثيراً، لكن ما يعزّيها أنها ترسل المال إلى أمها التي تهتم بطفليها.

تدخل كونا بيوتاً عدة، وتقول إن “المدام” في كل بيت مختلفة، لكنّ معظمهنّ لطيفات معها. وتشرح أنها تقول للسيدات الكبيرات “ماما”، والباقيات “مدام”. تضيف أن إحداهنّ طلبت منها أن تناديها باسمها من دون “مدام”، لكنها استهابت الموضوع ولم تستطع.

بعض السيدات، كما تروي، لا يقبلن إلاّ أن يقدمن لها الطعام أو الحلوى، وأخريات يعطينها الثياب التي لم تعد تناسبهن.

تخبر كونا أن صبية إثيوبية تعرفها في الحي لم تدفع لها “المدام” المال منذ تسعة أشهر ولا تقبل أن تعيدها إلى بلدها، وتقول لها إنه لا توجد أموال في لبنان وعليها أن تتحمّل. تشفق كونا على المسكينة التي رأتها تبكي منذ أيام، كما تقول، وهي تهاب العائلة التي تعمل لديها لأن الزوج قاسٍ ويتعرّض لها جسدياً ومعنوياً.

تضيف “هناك مدام غير جيدة، كما هناك بنت غير جيدة”. وتخبر أن صبية من الفلبين كانت تتباهى على صبايا من جنسيات أخرى أنها أفضل منهن وأن راتبها وثيابها أفضل، لكنها لم تكن جيدة مع العائلة، وكانت تصرخ على الأطفال والجدة، وعندما أنّبتها الأم بدأت تبكي وقالت إن الزوج يتحرش بها، وعلمت لاحقاً أنها كانت تتواصل مع أشخاص أمّنوا لها عملاً بأجر أكبر، فهربت.

وتشرح كونا أن البعض يعتبرهن فرصة لقضاء الوقت، وأنه لطالما تحرّش بها الرجال في الطريق وعرضوا عليها المال لقاء “شي عيب”، كما تقول. وتوضح أن بعض الصبايا تأثرن بذلك في منطقة الدورة وبرج حمود وصبرا، والبعض يغريهن أن يُدفع لهن 50 دولاراً في الساعة، فيذهبن إلى العمل على أساس أنه سيكون لمرة واحدة، لكن الوضع يتحوّل إلى استسهال، كما تشير.

“المدام” تساعد والأولاد يجلبون هدايا

تخبر شاشيتو أن العائلة التي عملت لديها لثلاث سنوات كانت تحبها، فكانت تتناول معهم الطعام على المائدة ذاتها حتى بوجود الضيوف، لكنها كانت تجلس على أقرب كرسي إلى المطبخ حتى تلبي الطلبات. وتقول إن السيدة التي تدعوها “ماما” كانت تطبخ وتساعدها في شؤون المنزل كافة على الرغم من أنها سبعينية، في حين أن الأولاد كانوا أكثر تطلباً، لكنهم كانوا يشترون لها الهدايا في المناسبات.

لم تكن شاشيتو تأخذ يوم عطلة لتخرج لأن أختها التي كانت تعمل في إحدى الدول العربية حذّرتها من بعض الفتيات السيئات اللواتي قد يأخذنها إلى عمل آخر غير لائق. وكانت تحفظ أموالها التي تتقاضاها شهرياً مع بعض البخشيش الذي يعطيها إياه أحد أفراد العائلة إذا عملت أكثر من اللازم. وكل ثلاثة أشهر، كانت تحوّل المال لأهلها في إثيوبيا. تقول إنها تعلمت بعض الطبخات والعادات في التنظيف، ولكنها تشك أنها قد تُضطر لاستخدامها في بلدها لأن البيت هناك لا بلاط ولا حمام فيه.

الطعام مقنن!

تقول كاديس إن السيدة التي تعمل لديها تراقبها دائماً، ولا تحب أن تراها جالسة أبداً، فتعطيها عملاً إضافياً، كما ترسلها إلى بيت أختها حيث تعمل من دون أن تتقاضى المال. وتضيف أنها تسمح لها بوجبتين فحسب، وتضع لها أكل اليوم الفائت، ولا تسمح لها أن تطبخ “لأن أكلها رائحته بشعة”، وفق تعبيرها. وتجبرها على لباس موحد وهي تكرهه، كما أنه لا يدفىء في الشتاء. لكنها إذا مرضت تهتم بها وتأخذها إلى الطبيب. وتقول إن السيدة طيبة ولكنها صارمة، وإنّ الابنة أقل تشدداً، وأحياناً تسمح لها بالاتصال من هاتفها الخاص، وتقدّم لها الشوكولا.

الحل بالقانون والعقد المنصف

تقول عليا توما، التي تعمل في مجال استقدام العاملات المنزليات، إنه في السابق كانت الصبية تعرف مَن العائلة التي طلبتها ومن هم أفرادها – أطفال أو كبار في السن أو مريض – وتُخيّر. ولكن توقف الرقابة وغياب الاتفاقيات مع البلدان حول نظام العمل والعمال، جعل الفوضى تعمّ، فلم تعد الفتاة تعرف إلى أين هي آتية، وهذا ما أوجد أزمة بين الفتيات والبيوت ومكاتب الاستقدام.

بعض الصبايا كنّ يطلبن ترجمة العقد، فيما ترفض أخريات التوقيع عليه. والعقد يذكر أن ساعات العمل هي ثمانية، ويوم استراحة وليس كما تفعل بعض العائلات التي تجعل العاملة تعمل سبعة أيام في الأسبوع وأحياناً 15 ساعة عمل في اليوم من دون رحمة، كما تقول توما. ولكن في عرف الكفالة وليس القانون، تُمنع العاملة من الخروج وحدها كي لا تتعرّض لمضايقات أو خطر.

شكاوى العاملات

وتضيف أن غالبية الصبايا اللواتي تعاملت معهن كنّ من الجنسية الإثيوبية، وهنّ يأتين من الريف ولا يعرفن شيئاً عن حياة المدينة، وأحياناً تكون سيدة المنزل موظّفة، فلا وقت ولا صبر لديها لتعليم الصبية التي استقدمتها.

شكاوى العاملات، تقول توما، إما تأتي في سياق التحرش، أو الضرب أو قلّة الطعام، علماً أنهنّ لا يكنّ محقات أحياناً ويعلمن سابقاً هذه الحجج. وتضيف أنّ هناك سيدات يعتقدن أنهن بمجرد دفعهن المال يستطعن استعباد العاملة، ويصرخن عليها ولا يحترمنها، ويتعاملن بلؤم حقيقي من دون الأخذ في الاعتبار أنها آتية من غربة، وتحتاج إلى وقت لاستيعاب الوضع الجديد.

وتشير توما إلى وجود عاملات سيئات ونساء سيئات، والعكس صحيح. وترى أن أفضل طريقة هي اعتبار العاملة موظفة يجب أن تراعي قوانين المنزل، وتفهم أن هناك مَن يدير هذا المنزل مثل أي وظيفة، وعليها اتّباع التعليمات ومعرفة واجباتها وحقوقها على السواء، واحترامها والتعاطي معها بلباقة، وأن تُعطى مساحتها من دون إدخالها في خصوصية المنزل.

وتحتاج المسألة إلى أن تتعامل “ست البيت” أو العائلة بضمير وجدية في آن، مع الأخذ في الاعتبار أن كل حالة تختلف عن الأخرى ولا يصحّ التعميم. والمهم، وفق توما، أن يكون الوضوح سيد الموقف، وأن تُدار العلاقة وفق قوانين عادلة يفهمها الطرفان.

المزيد عن: العاملات الأجنبيات/إثيوبيا/الفيليبين/غانا/ساحل العاج/سريلانكا/كينيا/نيجيريا

 

 

You may also like

25 comments

зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 12:01 ص

Hi this is somewhat of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding skills so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated!

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 11:35 م

If you desire to get much from this article then you have to apply such techniques to your won blog.

Reply
steam cs:go gambling sites 2024 8 مايو، 2024 - 2:20 ص

Greate pieces. Keep writing such kind of information on your page. Im really impressed by your site.

Reply
University 16 مايو، 2024 - 7:30 م

ГГУ имени Ф.Скорины

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 25 مايو، 2024 - 11:03 ص

I was wondering if you ever considered changing the layout of your site? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better?

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 2:17 م

Hi, after reading this awesome article i am too cheerful to share my experience here with friends.

Reply
乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 8:12 م

My brother suggested I might like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks!

Reply
хот фиеста slot 13 يونيو، 2024 - 2:27 ص

Hi, Neat post. There is a problem with your site in internet explorer, may check this? IE still is the marketplace leader and a big part of folks will leave out your wonderful writing due to this problem.

Reply
хот фиеста играть 13 يونيو، 2024 - 7:17 م

Hmm is anyone else having problems with the images on this blog loading? I’m trying to figure out if its a problem on my end or if it’s the blog. Any responses would be greatly appreciated.

Reply
хот фиеста 14 يونيو، 2024 - 5:36 ص

Hey! I know this is somewhat off-topic but I had to ask. Does operating a well-established blog like yours take a lot of work? I’m completely new to blogging but I do write in my diary on a daily basis. I’d like to start a blog so I can share my experience and views online. Please let me know if you have any ideas or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:08 ص

all the time i used to read smaller articles or reviews which also clear their motive, and that is also happening with this post which I am reading at this time.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:48 ص

We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with valuable information to work on. You have done an impressive job and our whole community will be grateful to you.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:49 ص

Great post.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:06 م

My coder is trying to persuade me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on numerous websites for about a year and am anxious about switching to another platform. I have heard great things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any kind of help would be really appreciated!

Reply
мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 2:30 ص

“Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом.

Reply
строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 8:28 م

“Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами!

Reply
строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:47 ص

1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 8:48 م

Hi there! I know this is somewhat off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting tired of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be great if you could point me in the direction of a good platform.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 1:38 م

Hi it’s me, I am also visiting this website regularly, this web site is truly pleasant and the users are truly sharing nice thoughts.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:21 ص

Thank you for the auspicious writeup. It in fact was a amusement account it. Look advanced to far added agreeable from you! By the way, how can we communicate?

Reply
строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:39 ص

Заказывая автомойку под ключ, вы экономите время и деньги. Наши специалисты возьмут на себя все этапы работ, от разработки до ввода объекта в эксплуатацию.

Reply
Джак 19 أغسطس، 2024 - 6:58 ص

Hi there to every one, as I am truly keen of reading this webpage’s post to be updated daily. It includes nice data.

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 3:40 م

Hi there, I enjoy reading all of your post. I like to write a little comment to support you.

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 10:30 م

Appreciating the persistence you put into your site and in depth information you present. It’s awesome to come across a blog every once in a while that isn’t the same out of date rehashed material. Fantastic read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account.

Reply
theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 1:58 م

What’s up friends, how is all, and what you wish for to say concerning this post, in my view its actually remarkable for me.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00