ثقافة و فنونعربي العالم العربي والغرب يتقاطعان غرائبيا في رواية “مسيو داك” by admin 26 أبريل، 2020 written by admin 26 أبريل، 2020 148 العراقي نزار عبد الستار بين إطار واقعي ومضمون تخييلي اندبندنت عربية / سلمان زين الدين منذ ربع قرن، باشر الكاتب العراقي نزار عبد الستار مسيرته السردية التي افتتحها بمجموعته القصصية الأولى “المطر وغبار الحقول”، التي صدرت في العام 1995، وتمخّضت عن ثلاث مجموعات قصصية، وخمس روايات حتى تاريخه، آخرها “مسيو داك” (نوفل / هاشيت أنطوان، ولا تزال المسيرة مستمرّة. وبالدخول إلى الرواية من عنوانها، نشير إلى أنّ مسيو داك هو أحد الاسمين المستعارين: دونالد داك وديزي داك، اللذين أطلقتهما شركة إيطالية على بطلي الرواية زياد وربى، للإيحاء بأنّهما من خلق والت ديزني، أي أنّهما شخصيّتان متخيّلتان وليستا واقعيّتين. وبالتوغّل في المتن الروائي، نكتشف أنّ المتخيّل منه يشكّل انعكاسًا لهذا العنوان. في “مسيو داك”، يتناول الكاتب علاقة غريبة، غامضة، ملتبسة بين بطلي الرواية، زياد، رجل الأعمال والاقتصادي العراقي، وربى، عالمة النبات التي كانت تعمل في إيطاليا، على أرض لبنانية، ويروح يرصد تمظهرات هذه العلاقة في أطوارها المختلفة، منذ بدايتها حتى المآل الأخير في الرواية، وما يكتنفها من تواصل وانقطاع، وما يحفُّ بها من أدوار هامشية تقوم بها شخصيات مساعدة. وهي علاقة يتجاور فيها الحب والغرام والخضوع والتبعيّة والشغف والجنس والعمل. ويختلط فيها الخاص بالعام، والواقعي بالمتخيّل، والحقيقي بالأسطوري، والعلم بالخرافة. وتُحيط بها أجواء بوليسية استخباراتية توفّرها أدوات داخلية شرعية، وأخرى خارجية غير شرعية، ما يجعلنا إزاء خلطة روائيّة غريبة، تشترك فيها كلٌّ من هذه المكوّنات، بمقدار أو بآخر. وإذا كان الكاتب يُسند إلى زياد، أحد بطلي الرواية، مهمّة روي الأحداث، فإنّه يُسند إلى بطلها الآخر، ربى، مهمّة صنعها. وبذلك، يقيم نوعًا من التكافؤ بين الاثنين في إطار من التكامل والتواشج الروائيّين اللذين يبلغان حدّ التوحّد في مفاصل معيّنة. غلاف الرواية العراقية (دار النشر) في مقهى المنارة البحري، تبدأ العلاقة بين طرفيها، في العام 2013، حين تنهمر موجة بحرية على ربى تبلّلها وتغرق طاولتها، فيبادر زياد إلى مساعدتها وإعطائها جاكيته لتقيها من البرد. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه البداية الوقائعية للرواية (ص 21) هي غير البداية النصّية التي تبدأ من نقطة متأخّرة، على المستوى الوقائعي، تقترب من نقطة النهاية (ص 7). وهكذا، نكون إزاء بدايتين متباعدتين، وقائعية ونصية، تفصل بينهما سبع سنوات، هي عمر العلاقة التي تغطّيها الرواية، فيما نكون إزاء نهاية واحدة، يتّحد فيها النصّي بالوقائعي. على أن المسافة بين البداية بنوعيها، والنهاية بوحدتها، تملأها مجموعة من الأحداث غير المتعاقبة زمنيًّا بالضرورة، بل ثمّة مسار متكسّر، يعتمد فيه الكاتب التقديم والتأخير وفقًا لاعتبارات فنّيّة. وهو يفعل ذلك، ليس على مستوى الوحدات السردية وحسب، بل على مستوى المشاهد الروائية المتنوّعة ضمن الوحدة السردية الواحدة، وقد يتمّ الانتقال من مشهد إلى آخر دون قرينة مباشرة تستدعي مثل هذا الانتقال. في اللقاء الثاني بينهما، في المكان نفسه، تُعيد له الجاكيت، يتّفقان على التواصل الالكتروني بأسماء مستعارة، الأمر الذي يحصل لاحقًا، ما يشي ببداية غامضة لعلاقة يكتنفها الغموض حتى مراحل متقدّمة من نهايتها النصّية، فهو لا يعرف اسمها الحقيقي إلاّ بعد أربع سنوات من البداية، وهي لم تسأله يوماً عن طبيعة عمله حتى بعد مرور سبع سنوات على تلك البداية، الأمر الذي يطرح واقعية الرواية على بساط البحث ويدعو للاستغراب. وإذا كانت العلاقة بينهما تمتد لسبع سنوات، وتحدث بداياتها المتقطّعة في مقاهي بيروت، فإنّ الجزء الذي يستأثر بأحداث الرواية يحصل في الجبل بين بلدتي بمهريه وحمانا، في السنة الأخيرة من عمر العلاقة الروائي، باعتبار أنها لا تنتهي بنهاية الرواية بل تبدأ بداية جديدة. باقتفاء أثر العلاقة بين الطرفين، نرى أن ربى عالمة بأمراض النبات، كانت تعمل في شركة أبحاث إيطالية، وتقوم ببحث حول حشرة تهدّد أشجار الكرز في أوروبّا، حتّى إذا ما رجعت إلى لبنان، وتعرّفت إلى زياد، وحوّلت اهتمامها إلى الكرز اللبناني، وقرّرت عدم العودة إلى إيطاليا، تقوم الشركة المذكورة بممارسة شتى الأساليب لاستعادتها، وتكلّف دومينيك الموظّفة اللبنانية الأصل بهذه المهمّة، فتلجأ الأخيرة إلى زياد لمساعدتها، مستخدمة الترغيب الصريح تارةً، والترهيب المبطّن تارة أخرى، وحين تفشل في الأسلوب الأوّل، تلجأ إلى الثاني، فتقوم بواسطة أدوات محليّة بمحاولة خطف سلمى، شقيقة زياد المقيمة في طرابلس، وبحرق البناية التي يملكها في المدينة، في جوٍّ بوليسي تُستخدَم فيه آليات المراقبة والرصد والمطاردة والخطف والحرق. وهنا، تلعب الأجهزة الأمنية دورًا في حماية زياد وربى، فتتدبّر خروجاً وهميّاً من لبنان للأوّل، ودخولًا سرّيّاً إليه للثانية. هذه الأحداث يشترك فيها مجموعة من الشخصيات الثانوية التي تقوم بأدوار لوجستية أو مساعدة، وتسهم في تبلور المشهد الروائي العام، فنرى دومينيك وأدواتها، من الجهة الإيطالية، ونرى رندا وأبو يعقوب وأنيس وعازف الليل وموسى، من الجهة اللبنانية. ولكلٍّ منها دوره، الصغير أو الأصغر، الذي يُسنده إليه الكاتب. “جنينة توفيق” على أن البؤرة التي تتمحور حولها الرواية هي “جنينة توفيق” في حمّانا، حيث تصبّ ربى اهتمامها بمساعدة زياد على محاربة حشرة ميفيا التي تهدّد أشجار الكرز، فتمضي الليالي في هذا العمل، مستخدمةً أساليب علمية حينًا وبدائية أحيانًا، ويقوم زياد بدور المساعد الأمين الذي ينفّذ كلّ طلباتها، ويسهر على راحتها، ويقوم بتحميمها وإلباسها ثيابها كطفلة مدلّلة، وينخرطان في عمليات جنسية مثيرة. وهو لا يغيّر من سلوكه هذا حتى بعد أن تعترف له، في لحظة يأس، أنّها تعمّدت إطالة مدّة العمل، واستخدمت أساليب بدائية فيه، لتختبر مدى إخلاصه لها. وإذ تتمخّض جهودهما في القضاء على ميفيا عن فشلٍ ذريع، يأتي تعاهدهما على عدم الافتراق، في نهاية الرواية، ليبدّد قلقها من زوال جمالها، وخوفها من ميفيا الزمن الذي يهدّد الجمال كما تهدّد الحشرة أشجار الكرز. ويأتي تقديم الطفلة مريم صحن الكرز لهما، ذات صبيحة، ليؤكّد على استمرار الحياة رغم ما يعتورها من حشرات وأمراض. وبذلك، تغلب إيجابية النهاية على سلبيات البداية وما بينهما. الكاتب العراقي نزار عبد الستار (دار النشر) إنطلاقاً من هذه الوقائع، نخلص إلى أن زياد هو شخصية خاضعة، تابعة، تنفّذ ولا تقرّر، تُنكر ذاتها، وتقمع أفكارها غالبًا، وتعمد إلى مسايرة ربى في جميع أفكارها ورغباتها وانحرافها دون أدنى نقد أو اعتراض، وتزيِّن لها كلَّ ما تفكّر فيه. وهذه السلوكيات لا تتناسب مع المقدّمات التي أحاطت بهذه الشخصية، بدءاً من دراستها الاقتصاد في جامعة بريطانية، مرورًا بنشاطها الاقتصادي، وصولًا إلى مشاركتها في تاسيس جمعية البنوك العراقية، وهي مقدّمات تفترض أن من تحيط به هو شخصية قويّة، تبادر وتقرّر وتفعل، ولا تكتفي بموقع ردّة الفعل، ممّا تتكشّف عنه علاقته بربى. ونخلص إلى أنّ ربى هي شخصية مزاجية، غامضة، آمرة ناهية، تأمر فتطاع، وتطلب فَتُستجاب، تستبطن قلقاً من زوال جمالها، وتُسقِطُهُ على شجرة الكرز الجميلة المهدّدة بحشرة الميفيا، في معادلة جميلة، تقيمها الرواية بين الشجرة والمرأة، من جهة، وبين الحشرة والزمن، من جهة ثانية. على أنّ هذه الشخصية، رغم قوّتها، نراها تستسلم لخيارات زياد في اختيار ثيابها وإملاء بعض أفكاره الأسطورية عليها، وبذلك، تتجاور القوة والانصياع ضمن الشخصية الواحدة. وفي الحالتين، ثمة أسئلة تتعلق ببناء الشخصية تطرح نفسها على الكاتب. إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى الممارسات الجنسية التي تتناثر في غير موضع من الرواية، وهي ممارسات تبرّرها طبيعة العلاقة بين بطلي الرواية لو انها بقيت في الإطار العادي العام، أمّا أن تنحدر إلى بعض التفاصيل المقزّزة، فذلك ممّا ينحدر بالوظيفة التحفيزية للجنس المقبولة روائيّاً إلى دركٍ لا قبل للرواية بتحمّله. من جهةٍ أخرى، ثمّة مفارقة كبرى في الرواية، بين واقعية الفضاء والشخصيات بحيث تذكر بلدات وأماكن معروفة وشخصيات سياسية محدّدة بالاسم، وبين غرائبية الأحداث التي يطغى فيها المتخيّل، البدائي، والأسطوري، على ما عداه. وبذلك، نكون إزاء حالة من عدم التلاؤم بين الشكل والمضمون، أو بين المحتوى والإطار. ومع ذلك، تبقى “مسيو داك” رواية تزخر بالتنوّع، على أنواعه، سواءٌ على مستوى الفضاء الروائي أو المشاهد أو الشخصيات أو الأنماط الكتابية أو اللغة، ولن يعود قارئها من غنيمة المتعة بالإياب. المزيد عن: رواية عراقية/العراق/لبنان/إيطاليا/رواية حب/تخييل/واقعية 36 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تصميم الرئيس اللبناني على اقتلاع الحريرية ينذر بصراع عنيف next post الموسيقى تشفي جراح الإنسان في معركته مع العزلة You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 36 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 3:26 ص Hurrah! Finally I got a webpage from where I can in fact get useful data regarding my study and knowledge. Reply глаз бога 12 أبريل، 2024 - 4:36 ص Appreciating the hard work you put into your site and in depth information you provide. It’s good to come across a blog every once in a while that isn’t the same unwanted rehashed material. Fantastic read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. Reply бот глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 11:58 م Great beat ! I wish to apprentice while you amend your site, how can i subscribe for a blog web site? The account aided me a acceptable deal. I had been tiny bit acquainted of this your broadcast provided bright clear concept Reply бот глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 4:51 م It’s really a nice and helpful piece of information. I’m glad that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing. Reply глаз бога бот 15 أبريل، 2024 - 2:19 ص I am really loving the theme/design of your web site. Do you ever run into any internet browser compatibility problems? A small number of my blog audience have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Opera. Do you have any advice to help fix this issue? Reply глаз бога 15 أبريل، 2024 - 10:42 م Heya just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results. Reply глаз бога тг 16 أبريل، 2024 - 8:58 ص I blog frequently and I truly appreciate your content. This article has really peaked my interest. I am going to bookmark your website and keep checking for new information about once a week. I subscribed to your RSS feed as well. Reply cs:go skin casino websites 8 مايو، 2024 - 3:48 ص An interesting discussion is worth comment. I believe that you ought to write more on this issue, it might not be a taboo subject but usually people don’t discuss such subjects. To the next! Kind regards!! Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 4:43 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 8:30 م My programmer is trying to persuade me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on a variety of websites for about a year and am worried about switching to another platform. I have heard great things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any kind of help would be really appreciated! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 11:11 م Greetings! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 9:44 م constantly i used to read smaller articles which also clear their motive, and that is also happening with this article which I am reading at this place. Reply хот фиеста играть 13 يونيو، 2024 - 3:54 ص Wonderful website you have here but I was curious about if you knew of any discussion boards that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of group where I can get advice from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Thanks a lot! Reply hot fiesta 13 يونيو، 2024 - 8:18 م Wow, wonderful blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your site is wonderful, let alone the content! Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 6:25 ص You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 6:07 م Hi, i feel that i saw you visited my web site so i got here to go back the want?.I am trying to find things to improve my website!I guess its ok to use some of your ideas!! Reply хот фиеста game 15 يونيو، 2024 - 5:20 ص Thanks to my father who told me about this weblog, this blog is in fact remarkable. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:45 م I was very happy to find this site. I want to to thank you for your time just for this wonderful read!! I definitely savored every bit of it and I have you book-marked to see new stuff on your website. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 1:38 ص Hey there, I think your website might be having browser compatibility issues. When I look at your blog in Chrome, it looks fine but when opening in Internet Explorer, it has some overlapping. I just wanted to give you a quick heads up! Other then that, awesome blog! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 1:26 ص Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this article and the rest of the site is very good. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:05 م Hi there, I found your website by the use of Google whilst searching for a similar matter, your web site got here up, it seems good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:27 م Yes! Finally something about %keyword1%. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:58 م Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. All the best Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 9:32 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:48 ص “Автомойка самообслуживания под ключ” – оптимизированная, экологичная и прибыльная модель бизнеса. Вкладывайтесь в современные решения с нами! Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:07 م Мойка самообслуживания под ключ обеспечивает комфорт для клиентов и стабильную прибыль для владельца. Присоединяйтесь к успешным предпринимателям! Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:23 م Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 10:18 م I do accept as true with all the concepts you have introduced in your post. They are very convincing and will definitely work. Still, the posts are too quick for beginners. May you please prolong them a bit from next time? Thank you for the post. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:16 ص 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 8:05 ص It’s great that you are getting ideas from this article as well as from our discussion made here. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 4:51 م Thank you a bunch for sharing this with all people you really understand what you are talking approximately! Bookmarked. Please also visit my site =). We could have a link trade contract among us Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 8:49 ص I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 11:35 م What’s up Dear, are you in fact visiting this site regularly, if so after that you will definitely take good knowledge. Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 2:35 م Hi there, I want to subscribe for this blog to get latest updates, thus where can i do it please help. Reply theguardian 27 أغسطس، 2024 - 10:39 م Great post. I’m dealing with a few of these issues as well.. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 12:05 م Amazing blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog shine. Please let me know where you got your design. Cheers Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.