ثقافة و فنونعربي “الطريق” لكورماك ماكارثي: عالم ما بعد الكارثة الكونية by admin 23 مارس، 2020 written by admin 23 مارس، 2020 300 أب وابنه وحيدان هربا من البرد والدمار وآكلي لحوم البشر اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب في الحوار التلفزيوني الذي أجرته معه الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري عام 2007 بعد اختيار برنامجها الشهير لكتابه “الطريق” كتاب الشهر، قال الكاتب كورماك ماكارثي أن فكرة الكتاب راودته بعيد العملية الإرهابية التي دمرت برجَيْ التجارة في نيويورك ودفعته إلى التساؤل عن مصير الإنسان حين تحلّ كارثة كونية على نطاق أوسع. وحدّد أن الفكرة تبلورت لديه فيما كان يسير مع ابنه في شوارع خالية في تكساس. وتلك الفكرة كانت ما تجسّد لديه رواية اختارتها صحيفة “الغارديان” البريطانية بعد حين، حاملة للرقم 17 بين أهم مئة رواية صدرت في العقد الأول من القرن العشرين. وكان قد سبق ذلك، نيل “الطريق” جائزة “بوليتزر” بين جوائز أخرى عدّة، وحُوّلت فيلماً نال نجاحاً ساحقاً، في وقت تفنّن كبار النقاد في الثناء عليه. ومع هذا، نعرف أن أدب الكوارث الذي يتأرجح عادة بين الخيال العلمي والفجائعية، وصولاً إلى الابتذال أحياناً، ليس جديداً على عالم الكتابة، ولا يمرّ عام منذ عشرات السنين إلاّ وتصدر أعمال كثيرة من هذا النوع. بل إن ثمة من يعود بالنوع إلى رؤيا يوحنا المعمدان، أحد رفاق السيد المسيح. فما الجديد في الأمر ولماذا كان ذلك التوقف بصورة استثنائية عند رواية ماكارثي هذه؟ يمكن القول بالتأكيد إنّ “سبتمبر النيويوركي” كان قد مرّ من هنا، لتأتي المشاهد التلفزيونية المرعبة التي اجتاحت يومها شاشات وأفئدة العالم كله لتقدم، ضمن إطار تلفزيون الواقع، صورة للرعب لا مثيل لها. صورة تبدو معها لوحات هيرونيموس بوش أشبه بلعبة أطفال. “هكذا إذاً ستكون صورة الجحيم؟” كان لسان حال كثر يومها. واليوم ها هو التعبير يعود من جديد ولكن في صور تلفزيونية تبدو في ظاهرها أكثر هدوءاً وصمتاً، لكنها في باطنها أشد فتكاً ولؤماً: صور الشوارع المصحّرة الخاوية الخالية الآتية عبر الشاشات الصغيرة من شتى أنحاء العالم. وغالباً من مدن اعتادت أن تكون الأجمل والأكثر حيوية في العالم. تُرى أتبدو بعيدة هنا صورة البندقية، أجمل مدن العالم وقد اجتاحها الوباء والموت، من فيلم لوكينو فيسكونتي “الموت في البندقية”، المأخوذ عن رواية توماس مان بالعنوان ذاته؟ عالم البرد والخراب من هنا، وُلد ذلك العالم المرعب الذي صوّره كورماك ماكارثي في “الطريق”، عالم مرعب حتى إن كانت الرواية قد بدت رواية مقاومة، وعلى الأقل من خلال شخصيتها المحورية شخصية الأب الذي لا نعرف له اسم، فلا يُشار إليه إلاّ بـ”الرجل” والمصطحب ابنه الذي لا اسم له بدوره، والذي بفضل ما يفعله الأب، سيبقى حتى النهاية ليعيش نوعاً من سعادة النهاية في الصفحات الأخيرة وقد تمكّن الأب من إيصاله إلى البحر في مناطق الجنوب كوسيلة وحيدة لإنقاذه، ليس فقط من براثن الكارثة التي وقعت – والتي لن نعرف أبداً أية تفاصيل عنها وإن كنّا سنعيش ما أسفرت عنه -، بل كذلك عالم ما بعد الكارثة حيث يتحقق من جديد ما قاله الفيلسوف توماس هوبس في كتابه “ليفياتان” من أن “الإنسان ليس سوى حيوان بالنسبة إلى أخيه الإنسان”. فالحقيقة أن الهمّ الأساس للأب لا يكمن الآن، وقد حلّت الكارثة، إلاّ في إنقاذ ابنه من مَن تبقّى من البشر وقد تحوّلوا إلى قطّاع طرق، يمارسون لعبة تقوم على قتل الآخرين كي يتمكنوا من البقاء، هذا إلى جانب تحوّلهم إلى آكلي لحوم بشر وقد خلت جعبتهم من أية حلول أخرى. وحول هذه النقطة بالذات قال ماكارثي لأوبرا في البرنامج ذاته حين سألته لماذا يتحوّل الناس عنده إلى مفترسين للناس الآخرين، مجيباً أنه في دردشة مع أخيه حين كان يصيغ الشكل النهائي لروايته “تساءلنا نحن الاثنان ما الذي قد يفعله الناس حين يخلو العالم من المؤن ولا تعود الطبيعة، بسبب الكارثة ذاتها، قادرة على العطاء”. وكان الجواب الطبيعي أنهم سيأكلون بعضهم بعضاً من دون أدنى ريب. ولا شك أنّ ماكارثي كان يفكّر وهو يقول هذا ويكتبه بالحادثة الحقيقية التي حدثت يوماً في جبال الأنديز حين سقطت طائرة ركاب، نجا ركابها لكنهم وجدوا أنفسهم وسط جبال ثلجية جائعين محتضرين، فلم يجدوا أمامهم مهرباً من أن يأكلوا من يموت أولاً من بينهم! إذاً كان همّ الأب أن ينقذ ابنه من ذلك المصير هو الذي بقي معه وحيداً، يبحث عن سبيل للوصول إلى مناطق دافئة، بعدما فتكت الكارثة المجهولة، التي ستتبدّى ذات علاقة بالطقس البارد وبالسعال والإصابة بالالتهاب الرئوي القاتل – تُرى هل تذكّر هذه العوارض قراءنا بشيء؟ – بمعظم البشر الذين يتساقطون في الطرقات من دون أن يجدوا من يلمّهم. ومنذ البداية، يُعلمنا الكاتب بأن الأب مصاب بالمرض وأنه سيموت في أية لحظة. والحقيقة أنه كان من شأنه أن يستسلم لولا وجود ابنه معه… لقد انحصرت مقاومته إذاً في إنقاذ الابن وليس من الآخرين فقط، وليس من جور الطبيعة فقط، بل منه هو أيضاً، إذ بات منذ اشتد عليه السعال وارتفعت حرارته، يخشى أكثر ما يخشى أن يعدي الابن قبل وصوله إلى ما قرّر أنه برّ الأمان، في منأى عن البرد. البقاء للناس الطيّبين ما لدينا هنا رحلة على الطريق من الشمال إلى الجنوب في الولايات المتحدة. لكنّ المناطق التي تطالعنا خلال الرحلة لا علاقة لها بالصورة المعروفة لأميركا. فالخراب في كل مكان، والجوع في كل مكان، والموت في كل مكان… ناهيك بالشرور التي نتجت من ذلك كله. عن كابوس لا يبدو أن له نهاية ولكارثة لا يبدو أن ثمة مخرجاً منها. وهكذا طوال الطريق، سيُضطر الأب والابن إلى الإفلات حيناً من مطاردة قطّاع الطرق – الذين سيتمكنون مرة بعد مرة من سلبهما ما قد يعثران عليه من بقايا طعام، وحيناً من أفراد يائسين فقدوا كل حسّ إنساني… لقد فقد العالم كل حسّ إنسانيّ بالتأكيد. لكن الأب لم يفقد إيمانه بأنه في النهاية سيتمكن من الوصول بابنه إلى النجاة. وبعدها، لن يهمّه كثيراً أن يموت هو بدوره ملتحقاً بعشرات الملايين الذين سبقوه. وهذا ما يحدث بالفعل في اللحظات الأخيرة حين يصلان بعد كل تلك المصاعب إلى سفينة راسية في مرفأ جنوبي. وحين يشاهد الأب السفينة على بعد ما من الشاطئ، يترك للابن حراسة بعض ما تبقّى لهما ويسبح باتجاه السفينة التي سرعان ما سيتبين له أنها جانحة. وإذ يغفو الابن منهكاً، يمرّ رجل يسرق منه كل ما لديه، فيراه الأب ويطارده مستعيداً منه ما سرق ولكن معرّياً إياه من ثيابه أيضاً. لكن الابن يبدي استياءه من تصرّف أبيه، فلا يكون من هذا إلاّ أن يعيد الملابس للسارق، تاركاً له أيضاً بعض الطعام. فهو تذكّر ما كان قاله لابنه أول الرواية من أنهما سينتصران لأنهما أناس طيبون. بعد حين يعبران المدينة ولكن سهماً يصيب رجل الأب، ما يفاقم من سوء حالته ولكن يبقى لديه من القوة ما يمكّنه من إطلاق النار على راميه بالسهم، فيما يترك زوجة هذا الأخير منتحبة فوق جثة زوجها، لكنه هو بدوره يسقط وقد هدّه المرض وإصابة رجله، ولكن أكثر من هذا: هدّه استسلامه أخيراً أمام الموت لشعوره أن الابن قد نجا، فيما ينضمّ هذا إلى عائلة ناجية هي الأخرى مع كلبها الأليف، يقنعه ربها أنهم أناس طيبون ويريدون أن يأخذوه تحت حمايتهم… بالتأكيد ستبدو هذه النهاية سعيدة مقابل المناخ العام للرواية الغارق في سوداوية مدهشة. ومن هنا، ذلك التعاطف مع رواية صوّرت أبشع كارثة قد يمر بها البشر، لكنها أوصلت الأمر إلى خاتمة منطقية. فلو لم تكن النهاية “سعيدة”، لما كان هناك من يكتب الحكاية أصلاً! المزيد عن: كورماك ماكارثي/رواية الطريق/أدب أميركي/أدب الطريق 56 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف تنجو علاقاتكم من الحجر الذاتي next post عبد الإله بلقزيز يقارب الحداثة العربية من خلال رموزها الكبرى You may also like “الذراري الحمر” يحصد جائزة “أيام قرطاج” وضجة حول... 23 ديسمبر، 2024 أوديب: الأسطورة المتجددة عبر العصور 23 ديسمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: مشير عون يكشف ركائزه... 23 ديسمبر، 2024 سينما “متروبوليس”… صرح ثقافي يعيد الحياة لبيروت 23 ديسمبر، 2024 محمد علي اليوسفي: كل ثورة تأتي بوعود وخيبات 22 ديسمبر، 2024 سوريا والمثقفون الانتهازيون: المسامحة ولكن ليس النسيان 22 ديسمبر، 2024 حين انطلق “القانون في الطب” غازيا مستشفيات العالم... 22 ديسمبر، 2024 “انقلاب موسيقي” من إيغور سترافنسكي في أواخر حياته 21 ديسمبر، 2024 الإرهابيون أرسلوا رأس الصبي إلى أهله في “الذراري... 21 ديسمبر، 2024 “هند أو أجمل امرأة في العالم” لهدى بركات:... 21 ديسمبر، 2024 56 comments iptv abonelik 3 نوفمبر، 2021 - 1:37 م iptv abonelik Reply зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 23 مارس، 2024 - 3:37 م When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Bless you! Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 2:36 ص Greate pieces. Keep writing such kind of information on your blog. Im really impressed by your blog. Reply бот глаз бога телеграмм 11 أبريل، 2024 - 11:23 ص What’s up to all, the contents present at this website are in fact awesome for people experience, well, keep up the nice work fellows. Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 11:52 م It’s very easy to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this web site. Reply глаз бога бот 12 أبريل، 2024 - 7:58 م I would like to thank you for the efforts you have put in writing this blog. I’m hoping to view the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has inspired me to get my own blog now 😉 Reply бот глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 5:45 ص Asking questions are truly nice thing if you are not understanding anything fully, but this piece of writing offers pleasant understanding even. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 13 أبريل، 2024 - 4:17 م Every weekend i used to go to see this web site, as i want enjoyment, since this this web site conations truly good funny data too. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 14 أبريل، 2024 - 2:34 ص hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this site, since I experienced to reload the site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective interesting content. Make sure you update this again soon. Reply глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 12:47 م A person necessarily help to make critically articles I might state. This is the first time I frequented your web page and so far? I amazed with the research you made to create this actual publish amazing. Magnificent task! Reply глаз бога 14 أبريل، 2024 - 10:19 م I must thank you for the efforts you have put in writing this blog. I am hoping to view the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has inspired me to get my own website now 😉 Reply глаз бога тг 15 أبريل، 2024 - 6:12 م I read this piece of writing fully concerning the resemblance of most up-to-date and previous technologies, it’s awesome article. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 16 أبريل، 2024 - 4:29 ص There is definately a lot to learn about this topic. I love all the points you made. Reply глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 3:10 م Excellent blog here! Also your site quite a bit up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link for your host? I desire my website loaded up as fast as yours lol Reply steam csgo skins gambling websites 8 مايو، 2024 - 2:09 م Your means of describing everything in this article is truly nice, all can effortlessly understand it, Thanks a lot. Reply steam cs skins betting websites 9 مايو، 2024 - 2:54 ص fantastic publish, very informative. I wonder why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply new csgo live casino site 9 مايو، 2024 - 2:12 م Please let me know if you’re looking for a article author for your site. You have some really great posts and I believe I would be a good asset. If you ever want to take some of the load off, I’d absolutely love to write some material for your blog in exchange for a link back to mine. Please blast me an e-mail if interested. Kudos! Reply steam cs 2 live gamble website 2024 10 مايو، 2024 - 12:17 م Hi there! This article couldn’t be written any better! Going through this post reminds me of my previous roommate! He constantly kept talking about this. I will forward this article to him. Pretty sure he’ll have a good read. Thank you for sharing! Reply steam cs gamble site 2024 10 مايو، 2024 - 10:25 م I visited many web sites except the audio quality for audio songs present at this web site is really wonderful. Reply new cs skin gambling sites 11 مايو، 2024 - 2:49 م It’s going to be finish of mine day, except before finish I am reading this wonderful post to increase my knowledge. Reply steam cs2 casino sites 2024 12 مايو، 2024 - 12:22 ص I like the valuable information you provide in your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am quite certain I will learn lots of new stuff right here! Good luck for the next! Reply csgo skin casino website 2024 12 مايو، 2024 - 9:54 ص Hi, i think that i saw you visited my website so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my website!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 3:07 م Reply University 17 مايو، 2024 - 3:24 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply университет 17 مايو، 2024 - 2:53 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 18 مايو، 2024 - 1:23 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 18 مايو، 2024 - 12:04 م One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply Francisk Skorina Gomel state University 18 مايو، 2024 - 10:48 م One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply F. Skorina Gomel State University 20 مايو، 2024 - 7:22 ص Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 11:16 ص Heya! I just wanted to ask if you ever have any problems with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing months of hard work due to no backup. Do you have any solutions to protect against hackers? Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 1:48 م Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for a while and yours is the best I have came upon so far. However, what about the conclusion? Are you sure concerning the source? Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 12:15 م Excellent post but I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thank you! Reply hot fiesta game 12 يونيو، 2024 - 6:55 م I’m not sure why but this website is loading extremely slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 7:11 ص I’m not sure why but this website is loading incredibly slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 8:12 م Good day! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room mate! He always kept talking about this. I will forward this article to him. Pretty sure he will have a good read. Thanks for sharing! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 8:51 ص I have read so many articles or reviews about the blogger lovers but this article is in fact a pleasant article, keep it up. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 4:08 م Hello there, I believe your website may be having internet browser compatibility issues. When I look at your site in Safari, it looks fine however when opening in IE, it has some overlapping issues. I simply wanted to give you a quick heads up! Other than that, great website! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:11 ص I know this website offers quality based articles and other data, is there any other web site which provides these information in quality? Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:53 م Aw, this was an extremely nice post. Taking the time and actual effort to make a good article but what can I say I procrastinate a lot and never seem to get anything done. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:44 ص Excellent post. I am facing some of these issues as well.. Reply строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 2:47 م Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто. Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 5:18 ص Выбрав услугу “автомойка самообслуживания под ключ”, инвестор получает полностью оснащенную и готовую к эксплуатации моечную станцию без необходимости заниматься её организацией самостоятельно. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:42 ص 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:14 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 11:45 ص Aw, this was a really nice post. Taking the time and actual effort to make a really good article but what can I say I procrastinate a lot and never seem to get anything done. Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 9:07 ص Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 5:42 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 2:15 ص Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 10:41 ص Строительство автомойки – это ответственный процесс, требующий знаний и опыта. Наша команда гарантирует качество и соблюдение всех норм. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 7:34 م Строительство автомойки — это ответственный процесс. Наша компания гарантирует качество работы на всех этапах строительства. Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 4:35 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 1:22 م “Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня! Reply Джак 15 أغسطس، 2024 - 2:03 م Great blog you’ve got here.. It’s hard to find high quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!! Reply theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 4:44 م Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 2:02 ص Magnificent goods from you, man. I’ve have in mind your stuff prior to and you’re simply too great. I really like what you’ve got here, really like what you’re stating and the best way during which you assert it. You make it entertaining and you still take care of to stay it sensible. I cant wait to read far more from you. This is actually a great site. Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 9:19 ص I have been surfing online more than three hours nowadays, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all website owners and bloggers made just right content as you did, the internet will be much more useful than ever before. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.