أنصار "حزب الله" نظموا احتجاجات عنيفة شملت قطع طرق واعتداء على الممتلكات (الوكالة الوطنية اللبنانية) عرب وعالم الطائرة الإيرانية تضع نفوذ “حزب الله” في الاختبار by admin 16 فبراير، 2025 written by admin 16 فبراير، 2025 27 كشفت الأزمة صراع الأجنحة داخل الحزب بعد تنصله من “احتجاجات المطار” رغم تحريضه عليها إعلامياً اندبندنت عربية / طوني بولس @TonyBouloss أثار منع السلطات اللبنانية طائرة إيرانية مشبوهة من الهبوط في مطار بيروت أزمة جديدة بين لبنان وإيران، التي ردت بمنع الطائرات اللبنانية من الهبوط في مطاراتها. وتصاعدت الأحداث بسرعة مع اندلاع احتجاجات نظمها أنصار “حزب الله” في مشهد بدا وكأنه تكرار مصغر لأحداث السابع من مايو (أيار) 2008، عندما لجأ الحزب إلى استخدام القوة لفرض إرادته السياسية فقام باحتلال بيروت ومناطق في جبل لبنان. وشهدت الاحتجاجات أعمال عنف تضمنت قطع طرق رئيسة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، لكن التطور الأخطر تمثل في الهجوم الذي استهدف قوات الـ”يونيفيل”، حيث تعرضت دورية تابعة للكتيبة الإندونيسية لهجوم أسفر عن إحراق آلياتها وسرقة معداتها، مما أثار قلقاً دولياً من محاولة استهداف القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. استجابة لهذه التطورات، تحرك الجيش اللبناني سريعاً لمحاولة احتواء التوترات وإعادة فرض الأمن، لكن هذه التحركات كشفت حجم التحديات التي تواجهها الدولة اللبنانية في ظل وجود مجموعات مسلحة تتصرف بمعزل عن السلطة الرسمية، وتسعى إلى فرض أجندتها الخاصة باستخدام الشارع كأداة للضغط السياسي. بتعليمات إيرانية مباشرة وفق مصادر دبلوماسية، فإن هذه الاحتجاجات لم تكن مجرد رد فعل عفوي، بل نتيجة تعليمات مباشرة من إيران لـ”حزب الله” في محاولة للرد على التوجهات اللبنانية الأخيرة نحو تقليص نفوذ طهران في البلاد. التصعيد الميداني جاء متزامناً مع تغييرات سياسية مهمة، أبرزها صياغة بيان وزاري جديد للحكومة اللبنانية يتجه للمرة الأولى إلى عدم تضمين أية إشارة إلى المقاومة، مما يعني تقليص الشرعية السياسية لسلاح “حزب الله” الذي طالما استند إلى مبررات مثل تحرير الأراضي والدفاع عن لبنان. مصادر دبلوماسية تؤكد أن الاحتجاجات خرجت بأوامر مباشرة من إيران (الوكالة الوطنية اللبنانية) الموقف الرسمي لـ”حزب الله” وحركة “أمل” من هذه الاحتجاجات لم يكن واضحاً، حيث سارعت القيادتان إلى التنصل من أعمال العنف، في خطوة أثارت تساؤلات حول مدى تماسك القيادة الداخلية للحزب. وظهر التناقض بصورة واضحة في الإعلام التابع للحزب، حيث نشرت قناة “المنار” خبراً ينأى به عن المتظاهرين، لكنها سرعان ما حذفته في خطوة تعكس حالاً من التخبط الداخلي. ما كشف بصورة أكبر دور الحزب في التحركات الأخيرة هو أن عديداً من الإعلاميين والناشطين المحسوبين عليه كانوا قد بدأوا منذ أيام حملات تحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو للنزول إلى الشارع وقطع الطرقات، متهمين قائد الجيش جوزاف عون وحكومة نواف سلام بالخضوع للإملاءات الغربية والإسرائيلية. هذا التناقض بين الموقف الرسمي للحزب ودعوات أنصاره يعزز الشكوك حول وجود جناحين داخله، أحدهما يدفع نحو التصعيد، بينما الآخر يحاول التهدئة لتجنب مواجهة مفتوحة غير محسوبة العواقب. إحدى الدلالات البارزة في الاحتجاجات الأخيرة أن المتظاهرين لم يرفعوا علماً لبنانياً بل اقتصر الأمر على الأعلام الإيرانية، مما يشير إلى أن الرسالة كانت موجهة بالأساس إلى الداخل اللبناني والخارج لتأكيد أن إيران لا تزال ترى لبنان جزءاً من مشروعها الإقليمي. وجاء هذا التحرك متزامناً مع استعراضات بالدراجات النارية في شوارع بيروت، وهو أسلوب معروف تستخدمه المجموعات الموالية لـ”حزب الله” عندما ترغب في إرسال رسائل تهديد ضمنية للخصوم السياسيين. وتكشف هذه الأحداث عن واقع جديد يواجه “حزب الله”، إذ لم يعد يملك السيطرة المطلقة على المشهد اللبناني كما كانت الحال في الأعوام الماضية. ويشير التخبط في المواقف والتناقضات بين التصريحات الرسمية وما يجري على الأرض، إلى وجود خلافات داخلية وصراعات بين أجنحة الحزب في ظل تغير الأولويات الإيرانية وتحولات الموقف الدولي تجاه لبنان. قال مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية سابقاً القاضي بيتر جرمانوس، إن التطورات الأخيرة تشير إلى “قرار إيراني بتفجير الوضع الداخلي في لبنان”، من خلال زج “حزب الله” في مواجهة مع الشرعية اللبنانية، مما قد يدفع إلى فوضى واقتتال أهلي شبيه بأعوام الحرب الأهلية. وأوضح أن الاعتداء على قوات الـ”يونيفيل” يعيد إلى الأذهان تفجيرات السفارة الأميركية ومركز المظليين الفرنسيين في الثمانينيات، معتبراً أنها رسائل تصعيدية تهدف إلى إعادة فرض هيمنة الحزب. وأضاف، أن “حزب الله” وإيران لن يقبلا بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت، أو منع تدفق الأموال والسلاح. مشيراً إلى أن السلطات اللبنانية تواجه “مأزقاً خطراً”، فإما أن تسمح ببسط نفوذ الحزب مجدداً، أو تدخل في صدام معه إذا قررت تطبيق قرارات المجتمع الدولي. ورأى أن الحزب يحاول تعويض خسائره الخارجية بإعادة تثبيت سطوته داخلياً، مستبعداً أن ينحسر الخطر بسهولة، ومؤكداً أن المواجهة باتت “حتمية” ما لم يتخلَ الحزب عن فرض شروطه على الدولة. الارتداد نحو الداخل من جانبه عدَّ نائب رئيس الأركان للتخطيط سابقاً العميد الركن المتقاعد زياد هاشم، أن “حزب الله” دأب على “الارتداد نحو الداخل” كلما تعثر في المواجهة الخارجية، مشيراً إلى أن الظروف الحالية مختلفة عن عام 2008 بعدما خسر الحزب جزءاً كبيراً من قدراته اللوجيستية وعمقه الاستراتيجي عبر سوريا. ومؤكداً أن هذه التحركات الميدانية هي “رسائل ضغط” لإثبات أن الحزب لا يزال حاضراً بقوة في الداخل، رغم استحالة خوضه حرباً شاملة مع إسرائيل في المرحلة الراهنة. وشدد على أن الجيش اللبناني يملك تعليمات واضحة لحفظ الأمن ومنع أي انهيار للسلم الأهلي. موضحاً أن نجاح ذلك يتوقف على مدى توفر الإرادة السياسية للتصدي لمحاولات الحزب بسط سيطرته، خصوصاً في ضوء المعادلات الإقليمية المتبدلة. وعدّ أن اعتداءات الحزب على قوات الـ”يونيفيل” لا تخدم أمن لبنان ولا مصلحته، بل تشكل تهديداً لهيبة الدولة وقرارات دولية سبق أن وافق عليها الجميع، محذراً من مغبة استمرار تلك السلوكيات التصعيدية. التطور الأخطر تمثل في الهجوم الذي استهدف قوات الـ”يونيفيل” (الوكالة الوطنية اللبنانية) بدوره لفت الصحافي إبراهيم ريحان، إلى أن “الثنائي الشيعي” تنصل إعلامياً من تلك الاحتجاجات، في حين أنها اندلعت فعلياً في منطقة طريق المطار قرب مستشفى “الرسول الأعظم”، وهي منطقة تعرف بخضوعها لنفوذ “حزب الله” أمنياً وسياسياً. موضحاً أن حضور شاحنات محملة بالردم لقطع الطريق يثير تساؤلات حول الجهات القادرة على تحمل نفقات ولوجيستيات كهذه، إذ من المستبعد أن يكون الأمر من تنظيم محتجين عفويين فحسب. ويشير إلى أن نطاق هذه التحركات توسع إلى مواقع عدة في العاصمة كـ”جسر الرينغ” وطريق “سليم سلام”، مما يعزز فرضية أن ما حدث تحرك منظم موجه للداخل، وخصوصاً بعد فشل “حزب الله” في مواجهة إسرائيل، واتفاق وقعه أخيراً لم يكشف تفاصيله أمام جمهوره. ويشجب ريحان الاعتداء “المشين” على نائب قائد بعثة الـ”يونيفيل” قرب المطار، معتبراً ذلك إهانة للدولة اللبنانية قبل أن يكون تعدياً على القوات الدولية. وعن موقف الجيش اللبناني، يوضح أنه جاء حازماً ببيان شديد اللهجة، بينما سارع الحزب إلى التبرؤ مما جرى، واصفاً المشاركين في التظاهرات بـ”العناصر المشبوهة”، لكنه يتساءل “إذا كانت هذه العناصر فعلاً مشبوهة، فكيف تحركت في مناطق نفوذ الحزب من دون أن تسلم للجهات الأمنية المتخصصة؟”. من ناحيته، يؤكد العميد المتقاعد يعرب صخر، أن الاعتداء على قوات الـ”يونيفيل” قرب مطار بيروت الدولي يحمل رسالة واضحة إلى الداخل اللبناني فحواها أن “حزب الله” لا يزال قادراً على تعطيل الأمن وفرض شروطه على رغم المتغيرات الأخيرة. لم يرفع المتظاهرون أي علم لبناني بل اكتفوا برفع الأعلام الإيرانية (الوكالة الوطنية اللبنانية) وقال، إن الحزب يعيش حال “إنكار للواقع” بعد خسائره العسكرية، ويحاول الاحتفاظ بما تبقى له من نفوذ وامتيازات عبر هذه الأساليب التصعيدية. موضحاً أن لبنان يشهد مرحلة مختلفة تماماً عن السابق، حيث ظهرت سلطة سياسية جديدة عازمة على تعزيز دور الدولة، في وقت يرى الحزب أن “عصر الدويلة والميليشيات” قد انتهى. وأضاف، أن الحزب ربما يرد على البيان الوزاري الجديد الذي لا يتضمن، وفق المعطيات، أي إقرار بشرعية سلاح “المقاومة” أو ما يعرف بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. مشيراً إلى أن تحرك الجيش اللبناني السريع، وخصوصاً وحدات النخبة، عكس تصميماً رسمياً على منع انزلاق الشارع نحو الفوضى، ومؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب محاسبة جدية لجميع المتورطين بدل الاكتفاء بوصفهم بـ”عناصر غوغائية”. وختم بالقول، إن هذه التحركات لم تأت عفوية بل سبقتها حملات تعبوية عبر الإعلام ووسائل التواصل، مما يثبت نية الحزب الاستمرار في فرض أجندته على رغم تغير المعادلات اللبنانية والإقليمية. رهن قرارات إسرائيلية في المقابل اعتبر الصحافي قاسم قصير، أن منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار “رفيق الحريري” الدولي، وما تبعه من احتجاجات على طريق المطار يحمل في طياته “رسالة خطرة” تستهدف البيئة الشيعية وعموم ما يعرف بـ”البيئة المقاومة”. موضحاً في حديث تلفزيوني، أن الحادثة جاءت بعد ساعات قليلة من تحذيرات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من نقل أموال إيرانية إلى لبنان، وكأن القرار اللبناني اتخذ “استجابة” لهذا التحذير، على حد قوله. وأضاف قصير، أن المسؤولية السياسية تقع على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الأشغال وإدارة الطيران المدني، إذ لا يمكن اتخاذ قرارات من هذا النوع من دون غطاء رسمي واضح. وما حصل يعد استكمالاً لخطوات سابقة هدفت إلى تفتيش طائرات إيرانية بدعوى إدخال أموال إلى “حزب الله”، معتبراً أن ذلك يمثل “اختباراً لإرادة هذه البيئة”، وأن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى “تطورات خطرة” لن تقف عند حدود التظاهرات. وعن ملابسات الاحتجاجات، يقول قصير إنها نشأت كرد فعل “عفوي” من الأهالي والناشطين، لكن “حزب الله” وحركة “أمل” سارعا إلى احتوائها لمنع تفاقم الأوضاع، مؤكداً أن “أية إجراءات استفزازية ستفضي إلى تداعيات كبيرة، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية والتحذيرات الإسرائيلية المتواصلة ضد مطار بيروت”. أما بالنسبة إلى البيان الوزاري للحكومة الجديدة، فأشار قصير إلى وجود توافق واسع بين القوى السياسية على صياغة “مختصرة ومكثفة” منسجمة مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية وتوجهات رئيس الحكومة. معتبراً أن حق المقاومة “لا يحتاج إلى نص في البيان الوزاري”، ومشيراً إلى أن “الأهم هو احترام حق لبنان في الدفاع عن نفسه، وعدم وضع السيادة اللبنانية رهينة قرارات إسرائيلية”. المزيد عن: لبنانحزب اللهإيرانالرئيس جوزاف عونقوات اليونيفيلنواف سلامإسرائيلالميليشيات العسكرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بيع الأطفال تجارة سوداء مرعبة للإيرانيين next post هل تسعى إسرائيل لمنع تشييع نصرالله وصفي الدين؟ You may also like يوسف بزي يكتب عن: يوم العودة إلى آخر... 19 فبراير، 2025 إيلي القصيفي يكتب عن: معاني اشتباك “حزب الله”... 19 فبراير، 2025 دمار شامل بجنوب لبنان وفرنسا تشدد على ضرورة... 19 فبراير، 2025 يوم غضب في شمال إسرائيل وأصوات تحذر من... 19 فبراير، 2025 مسيحيو العراق يكتبون سفرا جديدا للخروج… بأقدامهم 19 فبراير، 2025 قيادات كردية تكشف تفاصيل قرار الاندماج بالجيش السوري 18 فبراير، 2025 نيجيرفان بارزاني يؤيد دعوة «أوجلان» للسلام ويعدها «فرصة... 18 فبراير، 2025 رئيس إقليم كردستان: يجب على «العمال الكردستاني» إلقاء... 18 فبراير، 2025 إيران تتهم الزوجين البريطانيين الموقوفين بالتجسس 18 فبراير، 2025 الانسحاب الإسرائيلي يكشف عن 23 جثة في بلدات... 18 فبراير، 2025