الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » الشاعرات الباشتون قاومن “طالبان” والمحتلين بقصائد اللانداي

الشاعرات الباشتون قاومن “طالبان” والمحتلين بقصائد اللانداي

by admin

إحداهن صرخت بالضابط السوفياتي فأرداها وأخرى قالت للأميركيين تدربون الأصوليين ثم تقاتلونهم

اندبندنت عربية \ عبده وازن 

ما إن اجتاحت حركة “طالبان” أخيراً مدن أفغانستان وقراها وعاصمتها كابول حتى ارتفعت أصوات النسوة الأفغانيات قبل الأصوات الأخرى، محتجة على هذه العودة السريعة وغير المرتقبة  لجماعة ظلامية ونظام متسلط ومتخلف، بخاصة إزاء المرأة وحقوقها البسيطة، مثل حقها في العلم والعمل والعيش الكريم. ومعروف أن النسوة هن أكثر من عانى في ظل هذا الحكم الجائر الذي سيطر على البلاد والعباد بين عامي 1996 و2001 ثم اندحر صوب الأطراف، ليواصل نشاطه سياسياً وعسكرياً بعيداً عن مناطق السلطة. لكن أحوال التعصب والتشدد التي رسختها حركة طالبان والتي كانت موجودة أصلاً لدى بعض الجماعات منذ حقبات، ظلت تهيمن على مجتمعات عدة وبيئات، عانت النسوة في ظلالها مآسي صغيرة وكبيرة. وكانت النسوة الشاعرات اللاتي يؤلفن شعر اللانداي الشعبي أو يكتبن القصيدة الحديثة أو الكلاسيكية عموماً، قاسينَ الاضطهاد على أيدي أهلهن وآبائهن وإخوتهن كما على ألسنة الناس والأقارب. والجميع يذكر كيف أقدم عام 2005 في ولاية هرات، زوج الشاعرة ناديا أنجومن ابنة الخامسة والعشرين، على ضربها بقسوة حتى أرداها صريعة. وكان منزعجاً من شهرتها ونشاطها كشاعرة، ولم يحتمل هذا النجاح وشعر أن زوجته تفوقه ثقافة ولا ترضخ لفكره المحافظ. وكانت الشاعرة الشابة المعروفة أصدرت ديواناً بعنوان “زهرة قرمزية” لقي ترحاباً في الأوساط الأدبية.

زرمينا الشاعرة المنتحرة

ولا تُنسى أيضاً مأساة الشاعرة زارمينا التي فاجأها أهلها مرة تلقي قصيدة حب عبر الهاتف، فظنوا أنها تغازل شاباً، فانقضوا عليها ضرباً وسجنوها داخل البيت، إلى أن قاومت وانتحرت مضرمة النار في جسدها. كانت زارمينا تكتب قصائد اللانداي باسم مستعار هو راحيل. ومن قصائدها هذه: “إنني مثل زنبقة في الصحراء. أموت قبل أن أتفتح. ثم تذرو عاصفة الصحراء تويجاتي”. وكم من شاعرات ورسامات ومثقفات ونسوة عاديات لقين المصير نفسه. وقد اضطرت شاعرات كثيرات إلى كتابة الشعر في الخفاء وبأسماء مستعارة وإلقائها في حلقات سرية وضيقة. أن تكون المرأة شاعرة فهذا يعني في نظر المجتمع وأسرتها أنها مومس وغير ملتزمة السلوك الحسن الذي يفرضه الواجب الاجتماعي والديني، ومصيرها الاضطهاد والعنوسة. وهذا ما عبرت عنه شاعرة “سرية” تدعى ناديا قائلة: ” أي رجل يقبل على الزواج من امرأة تكتب قصائد؟ عموماً إذا كانت المرأة تكتب عن الحب، فهذا يعني أنها امرأة بلا قيم”.

كتاب بهاء الدين مجروح الذي جمع القصائد وترجمها إلى الفرنسية (دار غاليمار)

كانت ناديا هذه عضواً في جمعية شعرية نسائية سرية اسمها “ميرمن بهير” في مدينة قندهار مهد حركة “طالبان” في جنوب أفغانستان، وهي تضم شاعرات شابات وربات بيوت وطالبات يؤثرن شعر اللانداي والكتابة، وكن يجتمعن دورياً في أحد الأقبية ويلتقين ويتبادلن القصائد. وقد خصصت الجمعية خطاً هاتفياً تسجل عبره، الشاعرات المقموعات على يد أسرتهن وأزواجهن، قصائدهن بالسر، ثم تُقدم هذه القصائد في اللقاءات الشعرية والثقافية. وبات الهاتف المحمول حاجة ملحة لهؤلاء الشاعرات اللاتي يكتبن في السر. وتصطحب بعض الشاعرات معهن فتياتهن أو قريبات لهن، ليبررن غيابهن أمام الزوج أو الأخ أو حتى الأم. وينقل صحافي فرنسي في تحقيق له، عن الشاعر الأفغاني وحيد وارسته قوله “إن النساء اللاتي يجرؤن على الغناء وتلاوة القصائد أمام الناس قد يعاملن بصفتهن مومسات. غير أن الدعارة  الحقيقية تكمن في رؤوس هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون إليهن مثل هذه النظرة”.

الشعر الرائج

لا يزال شعر اللانداي رائجاً بشدة، مثلما راج قديماً وحديثاً، لا سيما خلال الاجتياح السوفياتي لأفغانستان ونزوح آلاف الأفغان إلى باكستان وسواها (1994- 1996)، وكذلك خلال الحرب الأهلية التي شتّتت جماعات كبيرة (1994- 1969)، ثم أثناء الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وانتهت بالغزو (2001). وبدت شاعرات اللانداي غير بعيدات عما يحصل من معارك ومواجهات، وجعلن من شعرهن وسيلة للنضال على طريقتهن ولمواجهة الجنود الروس والمقاتلين الطالبانيين وحتى الجيش الأميركي. تسخر مثلاً شاعرة من الجيش الأميركي الذي كان يقاتل في أفغانستان فاضحة استراتيجية السياسة الأميركية المزدوجة، قائلة في قصيدة: “هنا يقاتل الأميركيون طالبان، وهناك في مقلب الجبال يدربونهم”. ومن قبل واجهت الشاعرات الجيش السوفياتي بجرأة ولم يهبن سطوته. وفي إحدى المسيرات النسائية التي كانت الشاعرات في مقدمها صرخت امرأة تدعى ناهد في وجه ضابط سوفياتي جهاراً، فوجه بندقيته إليها ليبعدها، فقالت له بصوت عال: “أيها الجبان إن كنت عاجزاً عن حماية شرفك فلست رجلاً”. حينذاك أطلق النار عليها وأرداها شهيدة. صارت ناهد رمزاً وطنياً ونسائياً تتغنى به الشاعرات.  بل إنهن كن يشجعن الجنود الأفغان على محاربة “طالبان”، فتقول شاعرة مخاطبة جندياً: “خذ خماري وضعه على رأسك وأعطني سلاحك، نحن النساء قادرات على الدفاع عن هذه الأرض أفضل منك”.

كتاب بهاء الدين مجروح بالترجمة الإنجليزية (أمازون)

يدور شعر اللانداي كما كان معروفاً في أجواء أهلية صرفة، ويتناول قضايا المرأة ومعاناتها في مجتمع لا يعترف بحقوقها وبيئة تتجاهلها وتهمشها وتقصر وجودها على الإنجاب وخدمة الزوج والعائلة. ودأبت الشاعرات على التمرد ضد واقعهن السيئ وضد السلطة الذكورية وما يسمى “القفص المظلم”، ساعيات إلى تحطيم قضبان هذا القفص. لكن شعر اللانداي لم يتوان البتة على تناول أحوال الحب والعشق العذريين والإباحيين في آن واحد، وبرزت أصوات نسائية جريئة جداً في التغزل في الحبيب وإثارته وإيقاد رغباته. ومقابل هذه النزعة العشقية كان اللانداي يعبر أيضاً عن أحوال الخيبة واليأس والحزن التي تعيشها النساء، وكذلك عن مواجهة الموت، لا سيما الانتحار رفضاً للإذعان والرضوخ واستحقاقاً للحرية ولو بالموت. وكان عنوان كتاب بهاء الدين مجروح عن شعر اللانداي، معبراً جداً في جمعه بين الغناء والانتحار، فهما كانا على الرغم من تناقضهما، يمثلان حقيقة واحدة: الغناء يؤجل الانتحار والانتحار يمثل نهاية الغناء واختناقه.

هكذا يبدو شعر اللانداي كأنه صنيع الحياة في معناها الشامل وفي وجوهها كافة، في أفراحها ومآسيها، في صعوباتها وتحدياتها. ولم يخل هذا الشعر من روح السخرية الشديدة خصوصاً عندما يدور حول الذكورية الغبية. تقول شاعرة “وهبني القدر رجلاً طفلاً، لكن يا إلهي، عندما يكبر ويشتد عزمه، أكون أصبحت كهلة هزيلة”. ودارت قصائد لانداي كثيرة حول الرجل تحت عنوان ساخر هو “القبيح الدميم”.

بهاء الدين مجروح 

يعود الفضل في نشر شعر اللانداي عالمياً، إلى الشاعر الأفغاني الكبير بهاء الدين مجروح الذي اغتاله الأصوليون الطالبانيون أمام باب داره عام 1988 في مدينة بيشاور في منفاه الباكستاني. وكان مجروح شاعر المنفى والمنفيين الذين تركوا ديارهم وأراضيهم في الثمانينيات هرباً من القبضة السوفياتية التي هيمنت على البلاد طوال عشرة أعوام. وقد وردته فكرة جمع شعر اللانداي في مخيمات المهجرين الأفغان في باكستان، فقضى أوقاتاً طويلة ينقل القصائد القصيرة عن ألسنة النسوة وانطلاقاً من ذاكرتهن. وبعد أن جمعها تبنتها دار غاليمار في سلسلتها “معرفة الشرق” وأصدرتها مترجمة إلى الفرنسية. وتعاون الشاعر الأفغاني الذي يجيد الفرنسية مع الشاعر الفرنسي أندريه فلتير على هذه الترجمة مع التقديم، فصدرت المختارات تحت عنوان “الانتحار والغناء: الشعر الشعبي للنساء الباشتون”. وبدت الترجمة رائعة ومتقنة شعرياً ولغوياً، وحافظت على روح القصائد المحلية وعلى إيقاعها وبساطتها وفطريتها التي تميزها لكونها شبه مرتجلة وعفوية وبعيدة عن الصنعة والبلاغة. والفضل يعود إلى الشاعر مجروح الذي كان درس في فرنسا وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ليون.

كتاب الشاعرة الاميركية إليزا غريزولد عن الشاعرات الباشتون (امازون)

وانطلاقاً من هذه الترجمة الفرنسية أُطلقت ترجمات عالمية ومنها الترجمة الإنجليزية التي أنجزتها مارجولين دو جايغر وصدرت في طبعات أنغلوفونية عدة. وما يجدر ذكره أن الشاعرة والصحافية الأميركية ليزا غريزولد تحمست لشاعرات اللانداي الأفغانيات وتأثرت بهن، بعدما قرأت كتاب بهاء الدين مجروح، فقررت السفر إلى أفغانستان بحثاً عن هذه التجربة الفريدة. كتبت غريزولد ريبورتاجاً شاملاً  مرفقا بالصور، عن النساء الباشتون وحياتهن وواقعهن اليوم، وجمعت نحو مئة قصيدة، منها قصائد حديثة تُظهر تطور شعر اللانداي ودخوله العالم الجديد، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، من غير أن يتخلى عن موضوعاته الأثيرة كالطبيعة والحب ومعاناة المرأة. حمل كتاب غريزولد عنواناً لافتاً ومؤثراً هو “أنا متسولة العالم”، وهو مأخوذ من قصيدة تقول: “في حلمي أكون رئيس البلاد، وعندما أسيقظ أكون متسولة العالم”. تقول قصيدة أخرى حديثة: “في أميركا كل الانهار جافة يا بنية، الفتيات تعلمن ملء الجرار من الأنترنت”.

كتب الكثير عن شعر اللانداي وعن خصائصه اللغوية  والإيقاعية وطبيعته العفوية والارتجالية، فهو ك،ما يشرح بهاء أدلين مجروح، يقوم على بيتين من الشعر، يتكون الأول من تسعة مقاطع صوتية (سيللاب بالفرنسية)، والثاني من ثلاثة عشر مقطعاً. وقد تغيب القافية أحياناً ليبقى الإيقاع الذي يمثل عصب القصيدة. ولئن كان شعر اللانداي الذي يكتبه الرجال أيضاً في أحيان، يعتمد اللغة الباشتونية التي تستخدمها الأكثرية في أفغانستان، فهو يختلف تماماً عن الشعر الأفغاني الآخر الذي يسمى الداري والمكتوب باللغة الفارسية، فهذا الشعر قائم على البعد الصوفي والديني والعرفاني وتضرب جذوره في أديم الشعر الفارسي القديم. أما اللانداي الذي يشبه شعر “الهايكو” والشذارت الشعرية، فهو بعيد عن الروحانيات والصوفية ومنغرس في الأرض والطبيعة والحياة بوجوهها كافة. وهذا ما جعله في منأى عن البلاغة والإطناب والصنعة اللغوية.

كتب عن شعر اللانداي كثيراً في العالم العربي وترجمت منه مختارات في المجلات الأدبية والصحف، وصدرت مختارات منه في كتاب عن دار الانتشار العربي عام 2002 بترجمة جميل صلاح، وعنوانها “اللانداي: الشعر الشعبي للنساء البشتون” وحملت اسم سعيد بهو الدين مجروح، والأرجح أنها ترجمت عن الفرنسية. وحديثاً صدرت ترجمة أخرى عن الترجمة الإنجليزية ( دار أزمنة – الأردن) بعنوان “اللانداي: من شعر المرأة الأفغانية في الحب والحرب” وارتأى المترجمان عبد الله شميس وحنان الجابري نقل القصائد القصيرة موزونة ومقفاة على طريقة الشعر التفعيلي، ما أوقع الترجمة في الصنعة والتكلف وأبعدها عن روحها الأصلية. هنا بضع قصائد لانداي نقلتها عن الفرنسية:

مختارات مترجمة عن الفرنسية

قلبي باح لي: أنا لا شيء، لكنهما العينان اللتان تحدقان في جعلتاني عاشقة.

تعال وكن زهرة على صدري، كي أنعشك كل صباح ببارق ضحكة.

غدوت جميلة في ثيابي البالية، مثل حديقة مزهرة بين أنقاض قرية.

على أرض الوطن، تغدو نقاط دم الشهداء خزامى حمراء.

أيها الرجال القساة! ترون الرجل العجوز يجرني إلى فراشه. ثم تسألون لماذا أبكي وأنزع شعري.

خذني أولاً بين ذراعيك وشدني إليك. ثم أدر وجهي وقبّل شاماتي واحدة تلو أخرى.

يا إلهي! ترسل إلي مرة أخرى الليل المظلم. ومرة أخرى أرتجف من رأسي حتى أخمص قدمي، فأنا سأصعد السرير الذي أمقته.

أرسلتك إلى الموت بيدي هاتين، وصعدت إلى السطح لأراك تواجه ألسنة النار الأولى.

حبيبي افتح قلبي وانظر إلى الغبار الذي يغطي نشوة عيني.

أيها الأب بعتني إلى رجل عجوز، هدم الله بيتك، إنني لست سوى ابنتك.

دع يداً تنزلق داخل صدر يتداعب تفاحة هي رمانة من قندهار، حمراء ناضجة.

في يدي زهرة بدأت تذبل، لكنني لا أعرف إلى من أقدمها على الأرض الغريبة.

ضع فمك على فمي وأفلت عنان لساني ليحدثك عن الحب.

يا حبيبي، يا شمسي، أشرق وسع الأفق وامح ليالي منفاي. ظلام العزلة يحيطني من كل حدب.

إن مات حبي، سأكون له كفناً. هكذا نتزوج الغبار معاً.

عد بجسد تخترقه رصاصات بندقية ظلامية، أرفأ جروحك وأهبك فمي.

أيتها الأرض، ما أثقل جزيتك، تلتهمين زهرة الشباب وتدعين الأسرة فارغة.

اقترب مني حبيبي. وإن حال خفرك دون أن تلامسني، فسآخذك أنا بين ذراعيّ.

حبيبي يريدني أن أقبله بين أوراق شجرة التوت، أما أنا فأتسلقها غصناً تلو غصن لأعطيه فمي.

هات يدك يا حبي ولننطلق صوب الحقول. كي نتعاشق أو نسقط معاً تحت طعنات السكاكين.

فمي لك، التهمه ولا تخش أمراً، فهو ليس من سكر كي يوشك أن يذوب.

لا تسحقني بين ذراعيك، إن برعمي نهدي يرتعشان من ألم ناعم.

أيها القبر المخرب، أيها القرميد المبعثر، أمسى حبيبي رماداً وريح السهل تذروه في البعيد.

المزيد عن: شعر افغاني\شاعرات باشتون\أفغانستان\طالبان\شعر اللانداي\بهاء الدين مجروح\اللغة الباشتونية\اخترنا لكم

 

 

You may also like

18 comments

most expensive champagne bottle 27 أغسطس، 2021 - 3:02 ص

Hi would you mind letting me know which web host you’re utilizing?
I’ve loaded your blog in 3 different internet browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most.
Can you recommend a good internet hosting provider
at a reasonable price? Kudos, I appreciate it!

Reply
สล็อต 27 أغسطس، 2021 - 3:03 ص

Progressive slots are video slots which are linked to a jackpot that simply retains on growing till it’s received!
Despite being a Mega Jackpot game, true to the historical customs of IGT, you do not have to play for massive stakes –
though as you’d count on the bigger the bet the more possibilities you might have of winning massive.
Therefore we want to just have a take a look at reliable
boards and weblogs regarding this specialised niche that go over thorough reviews.
Thus i aimed to obtain that relating to Dollar17.Seventy six solely to
determine if an individual needs to perform genuine hardball when camping relating to
my private put cash. This course of prices $399.Double zero
out there but it surely really was with choice for less than Dollar5.Seventy six.
That is the root of creation of machine- based horizontally designed drilling process.
Caution needs to be taken in drilling of circular
grooves. That is by supporting of labor piece and ensuring the alignment is perfect earlier than drilling starts.
The aim of horizontal boring machines is the same but they work uniquely.
A bar support is ready to work differently and this depends
upon its length, how accessible the bar is and
end stringency stage.

Reply
토토인증업체 27 أغسطس، 2021 - 3:36 ص

We are a gaggle of volunteers and opening a new scheme in our community.
Your site provided us with useful info to work on. You’ve done a formidable job and our entire neighborhood can be thankful to
you.

Reply
xem trực tiếp cúp c1 châu âu 27 أغسطس، 2021 - 3:44 ص

I am genuinely thankful to the holder of this web page who has shared this enormous
article at here.

Reply
먹튀인증 27 أغسطس، 2021 - 3:56 ص

Excellent items from you, man. I’ve be mindful
your stuff prior to and you are just too wonderful. I actually like what you’ve bought right
here, really like what you’re stating and the best way wherein you are saying it.

You make it enjoyable and you continue to care for to keep it
sensible. I cant wait to read far more from you. This is really a terrific website.

Reply
인증업체 토토 27 أغسطس، 2021 - 4:15 ص

First of all I want to say great blog! I had a quick question in which I’d like to ask if you do not mind.
I was curious to find out how you center yourself and clear
your thoughts before writing. I’ve had a difficult time clearing my mind in getting my thoughts out there.

I do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes tend
to be lost just trying to figure out how to begin. Any recommendations or tips?
Appreciate it!

Reply
Masked amateur Thai massage teen Kubkib fucked by a small white dick 27 أغسطس، 2021 - 4:16 ص

Right now it appears like Movable Type is the preferred blogging platform available right now.
(from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog?

Reply
먹튀커뮤니티 27 أغسطس، 2021 - 4:21 ص

Great site you have here.. It’s difficult to find high quality
writing like yours these days. I truly appreciate individuals like you!
Take care!!

Reply
오피가이드 27 أغسطس، 2021 - 4:44 ص

When some one searches for his required thing, so he/she
wants to be available that in detail, therefore that thing is maintained over here.

Reply
토토 27 أغسطس، 2021 - 4:44 ص

You actually make it appear so easy along
with your presentation but I find this matter to be actually one thing that I think I would never
understand. It kind of feels too complex and extremely broad for me.
I am having a look forward in your subsequent submit, I will attempt to get the cling of it!

Reply
7 เรื่องที่ผู้หญิงอยากบอกคุณเกี่ยวกับเรื่องเซ็กส์ 27 أغسطس، 2021 - 5:01 ص

I don’t even understand how I ended up right here, but I thought this submit was once great.
I do not recognize who you’re however certainly you’re going to a well-known blogger in case you aren’t already.
Cheers!

Reply
ManuelDioms 27 أغسطس، 2021 - 5:11 ص

provigil drug modafinil price

Reply
Williamknory 27 أغسطس، 2021 - 5:13 ص

modafinil reddit goodrx modafinil modafinil provigil

Reply
SharylSorce 27 أغسطس، 2021 - 5:18 ص

modalert 200 provigil medication adrafinil vs modafinil

Reply
Judi Slot 27 أغسطس، 2021 - 5:32 ص

Heya! I just wanted to ask if you ever have any trouble with hackers?

My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing a few months
of hard work due to no back up. Do you have any
solutions to prevent hackers?

Reply
오피시티 변경 27 أغسطس، 2021 - 5:36 ص

Very good information. Lucky me I recently found your website by accident (stumbleupon).

I’ve book-marked it for later!

Reply
ทางเข้า lucabet 27 أغسطس، 2021 - 6:07 ص

May I just say what a comfort to uncover someone that truly knows what they are talking about on the internet.
You definitely realize how to bring an issue to light and make it important.

More and more people really need to read this and understand this side of the story.
I was surprised that you’re not more popular given that
you definitely have the gift.

Reply
인증업체 토토 27 أغسطس، 2021 - 6:13 ص

I am regular visitor, how are you everybody?

This post posted at this web page is in fact good.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00