السينما المغاربية تتميّز في مهرجان ’’Vues d’Afrique‘‘

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

اختُتمت ظهر اليوم الأحد فعاليات الدورة الـ41 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vues d’Afrique) بحفل توزيع الجوائز.

وانكبّ أعضاء لجان التحكيم المختلفة في هذا المهرجان المختص في السينما الإفريقية والكريولية على أكثر من 80 فيلما من مختلف الأشكال والفئات من 32 دولة بالإضافة إلى كندا، البلد المضيف.

وتميّزت السينما المغاربية بشكل خاص هذا العام بحصول الفيلم التونسي ’’الذراري الحمر‘‘ (الأطفال الحمر) للمخرج لطفي عاشور على جائزة أفضل فيلم روائي طويل، بالإضافة إلى تنويه خاص من لجنة التحكيم في فئة حقوق الإنسان.

وفاز الفيلم الروائي الجزائري متوسط الطول ’’الطائرة الصفراء‘‘ للمخرجة هاجر سباطة بجائزة فئة الأفلام القصيرة ومتوسطة الطول.

وحصلت المخرجة التونسية الأصل نزلي فريال قلال على جائزة فئة ’’نظرة من هنا‘‘عن فيلمها القصير ’’عمل خيري‘‘ (Charité). وتقاسمت هذه الجائزة مناصفة مع المخرجة ذات الأصل الغوادلوبي ديانا غودروف عن فيلمها الوثائقي (Ma traversée).

وفاز فيلم آخر من العالم العربي، من مصر على وجه التحديد، ’’بنات النيل‘‘ للمخرجة نادية رياض والمخرج أيمن الأمير، بالتنويه الخاص من لجنة تحكيم فئة ’’العمل من أجل المساواة‘‘.

فاز فيلم ’’الذراري الحمر‘‘ للمخرج التونسي لطفي عاشور بجائزة أفضل فيلم روائي طويل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في فئة حقوق الإنسان.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وفي غياب لطفي عاشور، فيلم ’’الذراري الحمر‘‘، ’’لأسباب شخصية‘‘ كما صرحت سعاد سيالة، راعية المهرجان، فقد استلمت هذه الأخيرة الجائزتين نيابة عن المخرج التونسي.

وأقنع الفيلم، الذي سيعرض في تونس ابتداءً من يوم 23 أبريل/نيسان (لم يتم الإعلان عن إطلاقه في كندا)، لجنة التحكيم في فئة الأفلام الروائية الطويلة، التي شاهدت 18 فيلما قصيرا ومتوسط الطول وسبعة أفلام روائية طويلة.

فيلم ’الذراري الحمر‘ للمخرج لطفي عاشور هو فيلم مؤثر. موضوعه مهم وواقعي. تم اختياره بسبب أصالته في المعالجة، واستغلاله المدروس للمشاهد الطبيعية، ودقته وإتقانه للقطات، واللعب المتقن للممثلين، وصفاته التقنية العالية.

نقلا عن لجنة تحكيم فئة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان الدولي للسينما (Vues d’Afrique)

والفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت في تونس عام 2015، عندما هاجمت جماعة إرهابية راعيين شابين وقطعت رأس أحدهما.

وبالنسبة لراعية المهرجان، وهي أيضا من أصل تونسي، فإن ’’هذه الجائزة لتونس.‘‘

وذكرت أيضا بأن مواهب أخرى من أصل تونسي حاضرة في المهرجان مثل مراد القلعي بسلسلته الوثائقية (Nouveaux Québécois) أو نزلي فريال قلال بفيلمها الروائي القصير ’’عمل خيري‘‘ (Charité) الذي فاز بالجائزة في فئة ’’نظرة من هنا‘‘ (Regards d’ici).

وشملت هذه الفئة ما لا يقلّ عن 15 فيلما. ورأت لجنة التحكيم في فيلم السيدة قلال ’’تأمّلا حقيقياً في الكرامة الإنسانية والتضامن بين الأجيال والطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى التشرد أو يتحاشاه ‘‘.

من اليمين إلى اليسار: سعاد سيالة، راعية الدورة الـ41 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vues d’Afrique) والمخرجة التونسية المولد نزلي فريال قلال، التي فازت بجائزة فئة ’’نظرة من هنا‘‘ عن فيلمها القصير ’’عمل خيري‘‘ (Charité).
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

ويروي الفيلم القصير في 22 دقيقة قصة رجل بلا مأوى ساعدته امرأة مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن في نهاية المطاف ثبت أن هذه ’’الصدقة خبيثة.‘‘

وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت نزلي فريال قلال أن دعوتها ضد تجاوزات المؤثرين هي عبارة عن ’’نظرة وتأمل في المجتمع وشبكات التواصل الاجتماعي ومهنة المؤثرين الجديدة.‘‘

وتعترف بأنها في البداية لم تفهم أساس هذه المهنة، ولكن في النهاية ’’عليك أن تتقبلها. اليوم، هناك دورات تدريبية لتصبح مؤثراً.‘‘

وأكّدت لجنة التحكيم أن ’’هذا الفيلم يكشف بمهارة عن اللاوعي بين الواقع والمظهر، بين المساعدة الصادقة والصورة التي نريد عرضها على الشبكات الاجتماعية.‘‘

والسيدة قلال، التي هاجرت إلى كندا في عام 2019، لديها سجل طويل في كتابة السيناريو في تونس، وتوضح قائلة: ’’أردت الانتقال إلى الإخراج لترجمة أعمالي.‘‘

واعتبرت هذه الجائزة بمثابة ’’يوم تاريخي‘‘ بالنسبة لها.

الفيلم الأول. الاختيار الأول. العرض الأول. الجائزة الأولى. هذا يوم تاريخي حقا بالنسبة لي. أنا التي أطمح إلى ممارسة مهنة الإخراج وأصبح مخرجة.

نقلا عن المخرجة نزلي فريال قلال

المخرجة الجزائرية هاجر سباطة، الثانية من اليسار، خلال حفل تسليم جائزة أفضل فيلم روائي قصير ومتوسط الطول عن فيلمها ’’الطائرة الصفراء‘‘.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer