السبت, ديسمبر 28, 2024
السبت, ديسمبر 28, 2024
Home » السويد المسالمة صارت عاصمة الجريمة في أوروبا

السويد المسالمة صارت عاصمة الجريمة في أوروبا

by admin

غالبية الجرائم تدور رحاها بين متحدرين من خلفيات مهاجرة

  اندبندنت عربية

لا يغيب اسم السويد عن قوائم البلاد الأكثر سعادة في العالم، حيث تحتل غالباً مركزاً متقدماً، وذلك أنها تفي بالمعايير المعمول بها لقياس سعادة شعوب العالم، ومن بينها انتشار القانون والأمن وانعدام الفساد وغياب الجريمة، ولكن في مقابل التقارير التي وضعت السويد بين قوائم الدول الأكثر سعادة، ترسم تقارير عدة صوراً مخيفة عن جرائم القتل بالأسلحة النارية في هذا البلد الإسكندنافي مقارنة مع دول أوروبية أخرى.

هكذا، تواجه السويد اليوم ، وهي كانت ذات يوم هادئة لا تعرف العنف المنفلت من عقاله، موجة جرائم كبرى تشمل القتل والعنف المسلح والرصاص والتفجيرات والمخدرات على مستوى لم تشهده دول الجوار، في وقت يربط فيه خبراء كثر هذا الاتجاه بالمناطق المحرومة اجتماعياً التي يقطنها في الغالب مهاجرون، وضعف اندماج هؤلاء في المجتمع.

ومن استوكهولم، عاصمة المملكة، نقلت “وول ستريت جورنال” أخيراً المشهد العنيف في هذا البلد، متحدثة عن جرائم واحد من أبرز زعماء العصابات ويدعى روا مجيد. في التفاصيل أنه في بداية مارس (آذار)، عندما طلبت الشرطة السويدية من البرنامج التلفزيوني الأميركي “أكثر المطلوبين في أميركا” بنسخته السويدية أن ينشر صور شابين ملاحقين جزاء إطلاقهما النار على عصابة مخدرات منافسة في أوبسالا في شمال استوكهولم، لم تكن تعلم أنها تكتب فصلاً جديداً من الوحشية في موجة عنف العصابات التي حولت دولة الرفاهية إلى بؤرة للقتل بالبنادق والتفجيرات في أوروبا. آنذاك، لم تمض ثلاثة أيام حتى طرق مسلحون مجهولون باب والد أحد المشتبه فيهما، ويدعى سردار ساريهان، وأردوه قتيلاً رمياً بالرصاص.

قالت الشرطة السويدية إن رجال مجيد قصدوا منزل ساريهان بعد أن تورط ابنه آدم في عصابة منافسة، وأصابوه برصاصة في بطنه، وأخرى في ظهره.

جد آدم، عمر، مهندس مدني جاء إلى السويد من تركيا عام 1979، عمل طوال سنوات سائق سيارة أجرة قبل أن ينضم إلى “شركة سردار العقارية” في ألبي. ويعتقد أن ابنه قتل بغرض تخويف آدم وعصابته. وقال في هذا الصدد، “لقد عملنا طوال حياتنا. كان ابني يعيش حياة طيبة هنا، ولكن ما تعيشه السويد الآن ليس مجرد صراع بين العصابات. إنه إرهاب”.

وروا مجيد، أشهر من نار على علم في عالم الإرهاب هذا. بحسب معلومات الشرطة السويدية، يبلغ هذا الزعيم الملقب بـ”الثعلب الكردي” 36 سنة، ويبدو أن رجاله كانوا وراء مقتل ساريهان.

أما الكاتب السويدي ديامانت ساليهو، الذي ألف حتى الآن كتابين عن عصابات الجريمة المنظمة في السويد، فأبلغ “وول ستريت جورنال” أن روا مجيد الذي يدير تجارته بالمخدرات من تركيا الآن بعيداً من قبضة السلطات، “زعيم عصابة من رجال الأعمال، يطمح في أن يصبح نسخة اسكندنافية من بابلو إسكوبار”، تاجر المخدرات الكولومبي الشهير، وأحد أغنى وأقوى المجرمين في التاريخ.

في عام 1986، جاء روا إلى السويد طفلاً حديث الولادة مع والديه اللذين غادرا كردستان العراق هرباً بعد أن حاربت والدته ضد حكم صدام حسين في صفوف ميليشيات البيشمركة الكردية اليسارية. وقد حصل بعد سنوات على الجنسية السويدية.

في شبابه، رافق روا أبناء عمومته الذين سلكوا طريق الجريمة. وفي عمر 20 سنة، صدر في حقه أول حكم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر في عام 2006، ثم تلاه حكمان آخران، كان الأخير في 2015، عندما عثرت الشرطة السويدية في منزله على بضائع مسروقة من الكحول والمخدرات والمجوهرات.

وفي 2018، بعد إطلاق سراحه كان مجيد قد أصبح معروفاً بلقب “الثعلب” بين مجتمع العصابات.

يذكر أن الصحيفة الأميركية حاولت التواصل مع محامي مجيد علها تحصل منه على أي تعقيبات إضافية، ولكن لم تردها منه أي إجابات.

في الحقيقة، تطول لائحة حوادث العنف والقتل المتنامية في السويد. فمثلاً، قتلت زوجة أحد أفراد العصابات بالرصاص في الشارع وبكل دم بارد على رغم أنها كانت تحمل مولودها بين ذراعيها. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، استهدف انفجار مطعماً في حي عصري في وسط استوكهولم.

وفي خضم الجرائم المتتالية والشريط الطويل من العنف الدموي منفلت العقال في استوكهولم، يعتري السكان قلق من أن أولادهم ربما ينجذبون إلى عالم الجريمة. من بين هؤلاء واحدة من سكان ألبي (إحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة)، تنقل عنها “وول ستريت جورنال” قولها: “يبلغ ابني من العمر 13 عاماً. ومن السهل أن يغرر به. لقد نشأت هنا، حيث كنت أشعر بالأمان دائماً، ولكن الآن، أخاف أن أخرج من المنزل بعد الثامنة مساءً”.

وفي 2020، فكك تحقيق نهضت به الشرطة السويدية على مستوى أوروبا شبكة هاتف مشفرة تستخدمها عصابات إجرامية تسمى “إنكرو تشات” EncroChat، وأسفر عن اعتقال المئات من المطلوبين، بيد أنه في الوقت نفسه أشعل فتيل حرب للسيطرة على المناطق التي أصبحت شاغرة بعد القبض على قادة العصابات.

وكشفت ملفات “إنكرو تشات”، أن مجيد عرف كيف يستغل الموقف، ووسع شبكته لتهريب المخدرات في السويد وخارجها، بمساعدة مخبرين في الشرطة، قبل أن يهرب عند القبض على أحد مهربيه.

كانت وجهة مجيد الأولى كردستان العراق، مسقط رأس والديه، ثم ظهر في تركيا في أوائل 2022. وبحسب كلام الكاتب ساليهو، حصل زعيم العصابة على الجنسية التركية بعد توظيف استثماراته في البلد، علماً أن الحصول على الجنسية يقتضي استثمار 400 ألف دولار على أقل تقدير.

وفي وقت لم يتردد فيه الموالون له في السويد باستغلال اسمه كي يبثوا الرعب في نفوس الخصوم، كان هو يدير عملياته من تركيا مع مساعديه في البلد، وقد اتفق معهم مثلاً على قتل أحد أفراد عصابة منافسة، واقترحوا عليه استخدام مسدسات وبنادق كلاشينكوف وقاذفة صواريخ، وفق رسائل مشفرة حصلت عليها السلطات السويدية.

هكذا، يواصل مجيد نشاطه الإجرامي في السويد بما يشمله من اتجار بالمخدرات وقتل وتهريب أسلحة، وفق كلام جيكوب فان روجي، رئيس فريق المهام في شرطة استوكهولم المكلفة التحقيق في أنشطة الزعيم منذ ثلاث سنوات.

ولكن طلبات تسليم المجرمين قوبلت بالرفض من تركيا التي دخلت في خلاف مع السويد منذ أن منعت أنقرة محاولة استوكهولم الانضمام إلى “حلف الناتو” في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، متهمة إياها بإيواء مسلحين أكراد متطرفين يحاربون الدولة التركية.

وقد أثارت السويد قضية مجيد في المفاوضات مع أنقرة كي تكشف كذلك عن أن تركيا مترددة بدورها في تسليم بعض المجرمين، وفق مسؤول سويدي كبير كان حاضراً في المحادثات، بيد أن مجيد كان في مأمن من الملاحقة القضائية الآن فيما موجة العنف تتصاعد في البلاد.

صعود الشعبوية اليمينية

ولما كانت غالبية جرائم القتل وإطلاق النار في السويد تحدث بين متحدرين من خلفيات مهاجرة، فإنها تذكي موجة الشعبوية اليمينية في البلاد. نجد أنه في انتخابات 2022، حصل حزب “الديمقراطيين السويديين” على أكثر من 20 في المئة من الأصوات ليصبح ثاني أكبر حزب في البلاد، علماً أنه حزب معادٍ للاجانب يستوحي بعض أفكاره العنصرية من النازيين.

من جانبها، وعدت حكومة يمين الوسط الجديدة بتشديد إجراءات الهجرة، ومضاعفة العقوبات على الجرائم المرتكبة في “بيئات العصابات”، وتوسيع نطاق استخدام المراقبة الإلكترونية، إضافة إلى ترحيل أعداد من المجرمين الذين لا يحملون الجنسية السويدية.

وفي تصريح أدلى به إلى “وول ستريت جورنال”، قال دانيال بيرغستروم، مستشار وزير العدل السويدي، “القوانين الجنائية في بلاده مقارنة ببقية دول العالم، متساهلة. ولقد فقدنا السيطرة الآن”.

أما من وجهة نظر الخبراء، فليس وراء العنف المنفلت من عقاله في البلاد تفسير بسيط فحسب. أحد هؤلاء نيكوي دياني، عضو سابق في عصابة تحول إلى خبير في عالم الإجرام، يقول إن السلطات لم تساعد اللاجئين على الاندماج في المجتمع، بل فصلتهم عن المجتمع في مجمعات سكنية من دون توفير فرص عمل لهم، أو تقديم علاجات لحالات صحية نفسية عدة، من بينها اضطراب ما بعد الصدمة.

في رأي دياني، “الجناة يتحملون مسؤولية، ولكنهم أيضاً ضحايا ظروفهم”.

أما ماني غيريل، برفيسور مشارك في “جامعة مالمو” ذو خبرة في الجريمة المنظمة، فيرى أن المشكلة ناجمة عن ضعف الاندماج، وقد تفاقمت نتيجة سنوات من الاستجابة غير الكافية من جانب السلطات والشرطة والسياسيين.

أما خبير الجريمة ساليهو، فأوضح أن نحو 75 إلى 80 في المئة من حوادث إطلاق النار القاتلة ما زالت اليوم من دون حل، وأن تراجع خطر الوقوع في قبضة الشرطة حمل مزيداً من الشباب على ارتكاب جرائم في مقابل الحصول على مكافآت من زعماء العصابات.

وفي نظرة إلى معدل الجريمة في السويد، ورد في الصحيفة أنه نتيجة حروب العصابات للسيطرة على تجارة المخدرات، مدفوعة بتدفق البنادق وتزايد عمليات الثأر الشخصية، واستغلال الشباب من مجتمعات المهاجرين المهمشة، قد بلغ معدل القتل بالسلاح أكثر من ضعفين ونصف ضعف المتوسط الأوروبي، وفق “المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة”.

كذلك بلغ معدل جرائم القتل الإجمالي في السويد نحو سدس المعدل الأميركي، بعد مقتل 62 شخصاً في جرائم إطلاق النار العام الماضي، في ارتفاع عن الرقم المسجل في 2021 عند 45 شخصاً فقط. ويعتبر هذا المعدل استثنائياً داخل أوروبا، ذلك أن معدل جرائم القتل بالأسلحة لكل فرد في استوكهولم أعلى من المعدل نفسه في لندن بـ30 ضعفاً.

وللأسف، تتغلل الجريمة أكثر في صفوف الفئة العمرية اليافعة، ويلجأ هؤلاء إلى أشكال أكثر عنفاً مثل إلقاء القنابل اليدوية وزرع القنابل، ما يسفر عن إصابة وموت عدد متزايد من المارة، بمن فيهم الأطفال.

المزيد عن: السويدالعصابات الإجراميةتركيامخدراتكردستان العراقالمهاجرون الأكراد

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00