X FILEعربي السودان بعد البشير: ما الذي تغير فيه بعد الثورة؟ by admin 30 ديسمبر، 2019 written by admin 30 ديسمبر، 2019 98 BBC / كانت الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان لنحو ثلاثة عقود من أبرز الأحداث في القارة الأفريقية في عام 2019. وفي هذا المقال يكتب مراسل بي بي السابق في السودان جيمس كوبنال عن تجربته في العودة إلى الخرطوم وعن حجم التغيرات التي شاهدها فيها. “ثورة” تعالت الهتافات وتبادلت مجموعة الفتيات إشارات الحرية مشجعات بعضهن البعض. وهدرت الأصوات مجتمعة بكلمات: حرية! سلام! عدالة! وكل مطالب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، التي باتت الآن مألوفة، وسط حماس يتصاعد بشكل مُعدٍ. بيد أن هذا التجمع، الذي كان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم يثر شحنة من الترقب والقلق لدى الجنود المدججين بالسلاح في مواجهة محتجين مطالبين بحقوقهم. ولم يكن تجمعا سياسيا، أو تجمعا للجان الأحياء الشعبية التي فعلت الكثير لإبقاء ثورة السودان حية، بل هو تجمع صباحي لطالبات مدرسة في منطقة ليست بعيدة عن مركز العاصمة السودانية الخرطوم. فهذه الثورة باتت ضمن المنهاج الآن في هذه المدرسة على الأقل، التي تجمعت كلها في باحة تغطيها من الأعلى سقيفة من قماش الكتان. كانت الفتيات بأعمار لا تتجاوز الـ 13 عاما، يُغنين أناشيد الثورة الأخيرة، مثل أغنية مغني الراب السوداني أيمن ماو “دم“. وتتضمن الأغنية سطورا نقدية حادة تقارن بين العسكر الذين يحكمون السودان بالجنجويد / الميليشيا التي دعمتها الدولة وروعت وقتلت الناس في دارفور خلال حكم البشير. “رصاصة حية ويكَولوا ليك مطاطة، ديل جنجويد ويكَولوا ليك رباطة … دفعولك كم عشان تكَلبها دم” وتصدح الموسيقى بأعلى صوت عبر سماعات المدرسة المشوشة، لكن هذا التشويش لا يهم، إذ تغطيها أصوات المئات من الحناجر الشابة. وعلى أنغام الموسيقى قدمت الطالبات مسرحية يُؤدين فيها دور متظاهرات يحملن الزهور وتصوب نحوهن البنادق زميلات لهن ارتدين أزياء عسكرية. وفي أعقاب ذلك تحدثت الفتيات عن شعور جديد بالفخر بكونهن سودانيات، وكيف أظهرن لأنفسهن وللعالم ما يمكن أن تكون عليه بلادهن. قال سليم، أحد المعلمين في المدرسة : الثورة لن تتوقف حتى مغادرة العسكر للمشهد كليا. AFP كيف وقعت الثورة؟ ديسمبر/كانون الأول 2018: خرجت مظاهرات احتجاجا على ارتفاع أسعار الخبز التي زادت بعد أن ألغت الحكومة الدعم الذي كانت تقدمه في هذا الصدد. فبراير/شباط 2019: أعلن البشير حالة الطوارئ وأقال الحكومة وولاة الولايات في محاولة لإنهاء أسابيع من الاحتجاجات ضد نظام حكمه، قتل فيها نحو 40 شخصا. أبريل/نيسان 2019: أطاح الجيش بالبشير وشرع في محادثات مع المعارضة بشأن الانتقال إلى الديمقراطية. يونيو/حزيران 2019: فتحت القوات الأمنية النار على المحتجين وقتلت 87 شخصا، على الأقل. سبتمبر/أيلول 2019: تشكلت حكومة جديدة برئاسة عبد الله حمدوك، كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة لثلاث سنوات بين الجيش وممثلين مدنيين وجماعات المعارضة. وقد أطاح عدد من جنرالات الجيش بالبشير بعد أن شلت الاحتجاجات السلمية السودان في وقت سابق هذا العام. ولكنهم حينذاك حاولوا التشبث بالسلطة، فقمعوا بعنف جموع المحتجين خارج مقر قيادة الجيش في الخرطوم، وقد قتل 87 شخصا على الأقل، وكانت هناك وفيات أخرى خارج العاصمة. وقد قطع الجنرالات الاتصال بشبكة الانترنت، في محاولة لعزل القوى المنظمة من الثائرين الشباب على وجه الخصوص. بيد أن المظاهرات لم تتوقف وأجبرت الجنرالات في النهاية على الموافقة على تكوين حكومة مدنية. ولكن حتى الآن، ما زال للجيش خمسة ممثلين من بين 11 عضوا يشكلون ما يسمى بمجلس السيادة الذي يتولى رئاسة البلاد. ويخشى العديد من السودانيين من أن أحد مطالب المحتجين الرئيسية، وهو تحقيق العدالة لأولئك الذين قتلوا في الثورة وخلال نحو ثلاثة عقود من حكم البشير، سيكون مستحيل التنفيذ مع وجود الجنرالات في مقدمة المشهد السياسي. ولكن بعد مرور شهرين فقط على أداء الوزارة السودانية الجديدة القسم، أجد أن الأشياء تغيرت. لقد رأيت ذلك في أحد الأيام في شارع الجامعة، أحد الشوارع الرئيسية وسط العاصمة الخرطوم. ثمة مجموعة صغيرة من الناس كانت تتظاهر أمام مقر رئيس الوزراء ضد إغلاق المدارس. إهانة أتباع البشير وكان المحتجون يهتفون ويصفقون ويزغردون، وقرأوا عريضة احتجاج سلموها لمسؤول حكومي للنظر فيها. Reuters البشير ظهر لأول مرة منذ الإطاحة به في 16 يونيو/حزيران الماضي، أمام مكتب النائب العام قال أحد المحتجين، في زمن البشير “لم يكن ذلك ممكنا، لكننا الآن نستغل أي فرصة لإسماع أصواتنا“. وعلى بعد نحو 100 متر في الشارع نفسه، ثمة تجمع آخر كان لدعم بعض كبار الشخصيات في النظام السابق المحبوسين. إن مثل هذه المظاهرات كانت تُفض بالقوة في زمن البشير، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، وربما بطريقة أسوأ. ولم يمر وقت طويل حتى قام أحد المارة بتوجيه إهانات لأنصار البشير. وهذه، أيضا، حرية جديدة. يمكنك أن تشعر بانفتاح جديد في أي محادثة تخوضها هنا في الغالب. فالسودانيون يناقشون دائما السياسة بمستوى من الاهتمام والتعقيد نادرا ما تراه في أي مكان آخر. لكن الآن، باتت الانتقادات تمارس بحرية وبصوت عالٍ، حتى ضد المؤسسة العسكرية، ويبدو أن الخوف القديم من شرطة الآداب (النظام العام) قد تبدد. عمرالبشير: الجنرال الذي حكم السودان 30 سنة وانتهى به الأمر في إصلاحية ما هو قانون “تفكيك نظام الإنقاذ” وما هي آليات حل حزب البشير في السودان؟ في الماضي، قد تتعرض المرأة للجلد لمجرد خروجها إلى مكان عام مرتدية بنطالا، ويعاقب الرجال بالجلد لشرب الكحول، الذي مازال حتى اليوم ممنوعا رسميا. بيد أنني رأيت الناس من كلا الجنسين يجتمعون لشرب الشاي، وربما ما هو أثقل قليلا، على ضفاف النيل الأزرق، بينما تمر سيارة الشرطة قربهم من دون أن تتدخل في حياتهم. وما زال هناك الكثير من المحتجين الذين يرفضون فكرة الحكومة الانتقالية بالذات، التي يرون أنها ليست الطريق التي ستوصل البلاد إلى الانتخابات، بل صفقة تسوية ملطخة بالدماء وغير مقبولة تماما. فالمرحلة الانتقالية قد تكون ببساطة تأسست على تصلب الجيش، أو بسبب الاقتصاد المتعثر. فأسعار الغذاء في ارتفاع وكذلك الحال مع تكاليف النقل. ولكن عودا إلى المدرسة، حالما أنهت الفتيات تجمعهن الصباحي، وظللن يرددن تلك الشعارات البطولية، أدركت أن ثورة السودان الأخيرة باتت جزءا أساسيا من الحياة اليومية الآن، وبات من الصعب إهمال مطالبها. 14 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مناهضة اللقاحات: الحملة التي هزت إنجلترا في العصر الفيكتوري next post التونسية أُنس جابر: أطمح كي أكون من بين أفضل 20 لاعبة تنس في العالم سنة 2020 You may also like جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 حافظ الأسد كان قلقا من أن تلقى سوريا... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: بن لادن استقبل مبعوث... 21 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 “إسرائيل الكبرى”… حلم صيف يميني أم مشروع حقيقي؟ 12 نوفمبر، 2024 14 comments Lonny 21 يونيو، 2020 - 4:54 ص This piece of writing offers clear idea for the new people of blogging, that in fact how to do blogging and site-building. my homepage g than Reply Roxie 26 يونيو، 2020 - 11:52 ص Greetings I am so excited I found your weblog, I really found you by mistake, while I was browsing on Aol for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say many thanks for a fantastic post and a all round exciting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to go through it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the awesome work. My webpage: cbd oil (tinyurl.com) Reply Francisco 26 يونيو، 2020 - 4:23 م Hi there colleagues, how is all, and what you would like to say on the topic of this piece of writing, in my view its actually remarkable designed for me. Look into my web page – cbd oil – murphysboroillinois.com – Reply Erwin 26 يونيو، 2020 - 8:52 م Thanks for sharing your thoughts. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thanks once again. Also visit my page; cbd oil (gmis.org.au) Reply Lan 17 يوليو، 2020 - 9:00 م Thanks for sharing your thoughts on best hosting website hosting. Regards Reply Aleida 21 يوليو، 2020 - 10:33 م My brother recommended I might like this website hosting services. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine simply how much time I had spent for this info! Thanks! Reply Freeman 7 أغسطس، 2020 - 2:07 م Right away I am going to do my breakfast, once having my breakfast coming again to read more news. my blog post: website hosting Reply Marylou 7 أغسطس، 2020 - 3:24 م Hi, I do think this is a great web hosting services site. I stumbledupon it 😉 I will come back once again since I book marked it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to guide other people. Reply Stephen 11 أغسطس، 2020 - 3:55 ص For most recent information you have to go to see best web hosting and on the web I found this web site as a most excellent website for most up-to-date updates. Reply Florrie 24 أغسطس، 2020 - 12:08 م Hurrah! In the end I got a webpage from where I be capable of actually take helpful facts regarding my study and knowledge. Here is my web site; cheap flights Reply Frankie 25 أغسطس، 2020 - 3:46 ص A fascinating discussion is worth comment. There’s no doubt that that you ought to write more about this topic, it may not be a taboo matter but typically people do not speak about these topics. To the next! All the best!! 3aN8IMa cheap flights Reply Ouida 27 أغسطس، 2020 - 9:54 م Magnificent goods from you, man. I have understand your stuff previous to and you are just extremely wonderful. I really like what you’ve acquired here, certainly like what you are saying and the way in which you say it. You make it enjoyable and you still care for to keep it smart. I can not wait to read far more from you. This is actually a terrific web site. Also visit my website cheap flights Reply Tisha 31 أغسطس، 2020 - 5:11 ص Truly when someone doesn’t understand then its up to other people that they will assist, so here it occurs. Have a look at my page :: black mass Reply Stephania 5 سبتمبر، 2020 - 2:19 ص My spouse and I absolutely love your blog and find the majority of your post’s to be just what I’m looking for. Does one offer guest writers to write content for you personally? I wouldn’t mind composing a post or elaborating on some of the subjects you write with regards to here. Again, awesome website hosting companies! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.