ثقافة و فنون الروائي الأميركي كورماك مكارثي راعي بقر تمرس بسحر الكلام by admin 18 يونيو، 2023 written by admin 18 يونيو، 2023 68 أجرى مقابلات قليلة وتغلب على إدمان الكحول والفقر المدقع وكتب 12 رواية مملؤة بالعزيمة والجمال والعنف اندبندنت عربية \ مارتن شيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ في عام 1973، أخبر كورماك مكارثي صحيفة “كينغسبورت تايمز” الصادرة في ولاية تينيسي الأميركية، “لا أستطيع شرح كيف يخلق أحدهم رواية. يشبه الأمر ما يفعله موسيقيو الجاز. إنهم يبتكرون فيما هم يعزفون”. ربما لم يستطع مكارثي الذي توفي في منزله في بلدة سانتا بتاريخ 13 يونيو (حزيران) عن عمر 89 سنة، شرح عبقريته. وفي المقابل، تشمل أعماله 12 رواية صار بعضها من الكلاسيكيات على غرار “كل الخيول الجميلة” All the Pretty Horses و”خط الطول بالدم” Blood Meridian و”لا بلد للعجائز” No Country for Old Men و”الطريق” The Road. إنها إنجازات شاهقة تجعله واحداً من أعظم مؤلفي العصر الحديث. وُلد مكارثي في 20 يوليو (تموز) عام 1933، وهو الابن الأكبر لمحام بارز في ولاية رود آيلاند [أصغر الولايات الأميركية]. وحين الولادة، حمل اسم تشارلز جونيور، لكن عماته الإيرلنديات أطلقن عليه التسمية الموازية لذلك الاسم والمعتمدة في بلاد الغال، وهي كورماك. وفي طفولته المبكرة، انتقل إلى مدينة “نوكسفيل” بولاية تينيسي. في زمن لاحق، اعترف بأنه “كرهت المدرسة منذ اليوم الذي وطئتها قدماي”. بعد تركه التعليم، التحق بالقوات الجوية الأميركية. وتحت تأثير الملل من حياة الثكنات في “ألاسكا”، تحول إلى قارئ نهم. ووفق كلماته، “قرأت كثيراً من الكتب بسرعة كبيرة”. وانخرط في مزاولة مجموعة مختلفة من الأعمال الموقتة بعد مرحلة الخدمة العسكرية، بما في ذلك أعمال ميكانيك السيارات في شيكاغو. وبعدها، قرر الكتابة. نُشرت روايته الأولى “حارس البستان” The Orchard Keeper حينما كان عمره 32 سنة، وقُدّمت وفقاً لمواصفات محددة إلى ألبرت إرسكين في دار “راندوم هاوس” للنشر، الذي حرر كتب الروائي الشهير وليام فوكنر. فشلت “حارس البستان” تجارياً. وخلال السنوات القليلة التالية، عاش مكارثي معاناة مالية، وكان قد طلق زوجته الأولى الشاعرة لي هولرمان بعد سنة من زواجهما وتركها مع ابنهما كالن. واستطاع كسب لقمة عيشه مع استمراره في محاولة الكتابة، أثناء عيشه متنقلاً بين سلسلة من الأكواخ في نيو أورلينز (إذ طرد من الحي الفرنسي لعدم دفع الإيجار)، وفي جزيرة إيبيزا وفي شرق تينيسي. وفي 2005، أخبر صديقه [الناقد الأدبي الراحل] ريتشارد بي وودورد، “لم يكن لدي مال، أعني لا شيء على الإطلاق. نفد معجون الأسنان من عندي وكنت أتساءل ماذا يمكنني أن أفعل حينما ذهبت إلى صندوق البريد ووجدت عينة معجون أسنان مجانية”. وأضاف في تفاؤل مبهج يذكر بعبارة شهيرة يرددها ويلكنز ميكاوبر بطل رواية “ديفيد كوبرفيلد” للكاتب الشهير تشارلز ديكنز، “شيء ما سيظهر دائماً”. مع حلول وقت نشر رواية “ظلمة خارجية” Outer Dark في عام 1968، كان قد تزوج ثانية، هذه المرة من المغنية الإنجليزية آني ديليزل. عاشا بالقرب من بلدة لويزفيل في حظيرة متهالكة بمزرعة ألبان من دون كهرباء، وقد أصلح مكارثي الجدران الطينية بنفسه. حققت “ظلمة خارجية” مبيعات سيئة للغاية. وتكرر ذلك مع رواية “ابن الرب” Child of God التي صدرت عام 1973. وسقط مكارثي في براثن الإسراف في شرب الكحول، الأمر الذي وصفه بأنه “خطر مهني يتأتى من حرفة الكتابة”. وفي عام 1992، نقلت ديليزل إلى صحيفة “نيويورك تايمز”، بعد 11 سنة من طلاقها من مكارثي، “لقد عشنا في فقر مدقع، وكنا نستحم في البحيرة. كان أحدهم يتصل ويعرض عليه [مكارثي] 2000 دولار للذهاب إلى الجامعة والحديث عن كتبه. وكان يجيبهم بأن كل ما عنده موجود على صفحات كتبه. وهكذا، توجب علينا أكل الفاصولياء لمدة أسبوع آخر”. ربما لم يستمتع مكارثي بالحياة البائسة، لكنه ادعى أنه لم يرد خيانة مبادئه، مشيراً إلى أن “تعليم الكتابة هو خداع”. واستطراداً، تُصوّر “ابن الرب” حياة قاتل متسلسل في منطقة “أبالاكيا” خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، وتُلخص بعض الموضوعات التي اهتم مكارثي بها كثيراً. غالباً ما تشكل شخصياته من أفراد منبوذين ومعوزين ومجرمين، يعيشون في الأحراش الخلفية لشرق تينيسي أو في الصحراء الخالية الجافة. يمكن بسهولة اعتبار أن رواية “ساتري” Suttree المنشورة في عام 1979، هي شبه سيرة ذاتية، إضافة إلى أن إحدى رواياته الأكثر مرحاً. وقد أكسبته إشادة نقدية كبيرة، وأموالاً جاءته من الأدب ودرأت الفقر عنه. وبعد ذلك، شكلت رواية “خط الطول بالدم” المنشورة عام 1985، أول انتصار حقيقي له في المبيعات، وقد كُتبت بمساعدة جائزة من “زمالة ماك آرثر”. أشاد سول بيلو، العضو في لجنة تحكيم [في هيئة زمالة ماك آرثر]، بهذه “المنحة العبقرية” بحسب زعمه. وامتدح بيلو مكارثي بسبب “استخدامه القوي للغة، وجُمَلِه التي تهب الحياة وتتعامل مع الموت”. إنها رواية مذهلة، وتجسّد عملاً أدبياً فلسفياً يستكشف طبيعة الشر. وتتمحور الرواية حول حياة عصابة من القتلة العدميين. أصر مكارثي على البحث عن مواقع من أجل كتبه. وأجرى عشرات من الرحلات الاستكشافية إلى تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا وعبر نهر ريو غراندي، ووصول إلى ولايتي تشيواوا وكواويلا في المكسيك ومدينة سونورا في تكساس. في سياق متصل، شرح مكارثي عن روايته “ثلاثية الحدود”، ولاحظ أنه “لطالما كنت مهتماً بالجنوب الغربي. لا يوجد مكان في العالم يمكنك الذهاب إليه، حيث لا يعرفون عن رعاة البقر والهنود وأسطورة الغرب”. وتتألف تلك السلسلة من ثلاثة كتب هي “كل الخيول الجميلة” (صدرت عام 1992) و”التقاطع” The Crossing (1994) و”مدن الألم” Cities of the Pain (1998). أتذكر كيف انهمكتُ في قراءة “كل الخيول الجميلة” في جلسة واحدة. وبشكل راسخ، أعتقد بأنها إحدى أهم الروايات الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. بطل الرواية هو مراهق يدعى جون غريدي كول ينطلق إلى المكسيك. الرواية مثقلة بالحوار وتثير التباسات كثيرة. ويضاف إلى ذلك أنها رواية مؤثرة بشكل لا يصدق عن العبور إلى سن الرشد، وتحتوي أيضاً توصيفات رائعة عن الطبيعة والخيول. وحينما اكتملت “ثلاثية الحدود”، كان مكارثي الذي عاش آنذاك في مدينة إل باسو، قد تزوج للمرة الثالثة والأخيرة، من جينيفر وينكلي، امرأة تصغره بثلاثة عقود. أنجبا معاً ابناً أسمياه جون، وصفه مكارثي بأنه “أفضل شخص أعرفه، أفضل مني بكثير”. ثم انفصل عن وينكلي في عام 2006. وفي تطور غريب، ظهرتْ وينكلي في الأخبار عام 2014 حينما ألقيَ القبض عليها للاشتباه بتنفيذها اعتداءً بسلاح قاتل. المؤلف كورماك مكارثي في عام 1973 (ويكيميديا كومونز) على رغم تقديم مكارثي في كثير من الأحيان كشخص منعزل، إلا أن هذه صورة غير دقيقة. إذ اعتاد مكارثي أن يرتدي أحذية رعاة البقر وسراويل الجينز وقمصاناً مكوية بعناية، كان لديه أصدقاء عديدون من خارج عالم الأدب، بمن فيهم لاعبة البوكر بيتي كيري. في عام 1994، عمد أحد أصدقائي القدامى، الكاتب ميك براون، إلى تعقب مكارثي وصولاً إلى مطعم “لوبي” العائلي في إل باسو، بغية طلب إجراء مقابلة معه. أخبره قبل أن يكمل تناول حسائه، “أنا آسف يا بني، لكنك تطلب مني الإتيان بشيء لا يمكنني فعله. أنا لست مهتماً بمجال الكتابة، هل تفهم قصدي؟ لو عرفت أن كل هذا سيحدث، لست متأكداً حتى من أنني كنت سأبدأ”. على كل حال، لقد أحب مكارثي الحديث، ولم يكن متحفظاً أثناء لقاءاته. أجرى بين عامي 1968 و1980 ما لا يقل عن 10 مقابلات مع الصحف المحلية في ليكسينغتون وكنتاكي وشرق تينيسي. أجرى لقاءين مطولين مع وودورد. وفي عام 2017، شارك في مقابلة مصورة مدتها 75 دقيقة مع ديفيد كراكور، رئيس “معهد سانتا في”، أثناء اعتكافه على قمة جبل في نيو مكسيكو في مكان اعتاد مكارثي الذهاب إليه للكتابة. ولا يزال ذلك الفيديو موجوداً على موقع “يوتيوب”، ويُظهر رجلاً ممازحاً ومنفتحاً ومثقفاً وذكياً. وفي ذلك الفيديو الذي يشرح فيه أيضاً حبه للرياضيات، يورد مكارثي أن “الحديث مع الأشخاص الأذكياء أمر ممتع”. ويتمثّل جزء غير معروف إلى حد ما من حياته المهنية، بعمله على تحرير كتب أصدقائه العلماء الذين اعتاد ممازحتهم بالقول إنه “يحاول حثهم على الكتابة بشكل أفضل”. وفي عام 2012، حرَّر كتاباً بعنوان “الرجل الكمومي” Quantum Man. وفي سياق متصل، أشار المؤلف لورانس إم كراوس إلى أساليب مكارثي، “بادئ ذي بدء، جعلني أعِدُ بأن أسمح له بإزالة جميع علامات التعجب والفواصل المنقوطة، إذ اعتبر إن لا مكان لها في الأدب”. ولقد اعتمد مكارثي أسلوباً خاصاً يتميّز بالاستفاضة ويتضمن الحد الأدنى من علامات التنقيط والتوقف. مع حلول ذلك الوقت، تكفل الفيلم المقتبس عن روايته الـ”ويسترن” التي تحمل عنوان “لا بلد للعجائز” (2005) بجعل مكارثي اسماً ذائعاً. تدور الرواية حول العنف والناس الذين يعيشون في خطر. أشار مكارثي إلى أنه تعرّف إلى عدد قليلٍ من تجار المخدرات (“بعضهم أشخاص طيبون وكريمون ومثقفون جيداً”). وقد اهتم بالكتابة عن أولئك الأشخاص الذين “يعرفون حينما يستيقظون في الصباح، أن ثمة إمكانية بأن أحدهم سيقتل”. وقد حُوِّلَت تلك الرواية إلى فيلم من قِبَل المخرجَيْن جويل وإيثان كوين (أشاد جويل بمكارثي بسبب الطريقة التي “أغنى بها تركيزه الشديد على الأماكن في قصصه”). وكذلك جعل ذلك الفيلم من الممثل خافيير بارديم، نجماً في شخصية أنطون تشيغر، الشرير المختل عقلياً الذي ابتكره مكارثي. قرأت رواية “الطريق” التي كتبها مكارثي وحازت “جائزة بوليتزر” لعام 2006، حينما بلغ إبني البكر العاشرة من عمره تقريباً، وهو عمر صبي لم يمنحه الكاتب اسماً يسافر عبر أميركا المحترقة والمدمرة والخارجة عن القانون في تلك التحفة الأدبية القاتمة. ربما لهذا السبب وجدت هذا الكتاب الذي يتناول الصراع على البقاء عبر طرق مدمرة ومتشائمة وتنذر بالفناء، عملاً قوياً ومخيفاً، لكنه أيضاً ضرب على وتر حساس لدى ملايين القراء. وقد صنع منه المخرج جون هيلكوت فيلماً آسراً وضع السيناريو له جو بنهول. وفي مقابلة مع صحيفة “غارديان” عام 2010، قدم بينهول وصفاً رائعاً لجلسة منادمة جمعته مع مكارثي، وكشف فيها أن المؤلف تحدث كثيراً عن جون “الابن العزيز الذي ألهم كثيراً من حوادث رواية ‘الطريق'”. أخبر مكارثي بنهول أنه فيما تناولتْ رواية “خط الطول بالدم” مسألة تقصّي “حدود وحشيتنا”، فقد تمحورت ‘الطريق’ حول “حدود إنسانيتنا”. بالمناسبة، أظهر مكارثي طريقته الحكيمة في تأمين مستقبل جون من خلال توقيع 250 نسخة من “الطريق”، وهي النسخ الوحيدة التي وقعها من أعماله، بغية أن يتركها لابنه كي يبيعها بوصفها نسخاً لهواة جمع الكتب الحائزة على جوائز. في إطار متصل، يُذكر أن مسيرة مكارثي المهنية ككاتب سيناريو جاءت بعيدة كل البعد من التألق. بعد وضع سيناريو لمسلسل درامي تلفزيوني مغمور في عام 1976 بعنوان “ابن البستاني The Gardener’s Son، قدم مكارثي سيناريو مملاً إلى حد ما لفيلم “ذا صنست ليميتد” The Sunset Limited الذي أطلِق عام 2011، من بطولة صموئيل إل جاكسون وتومي لي جونز. جاء العمل الأسوأ في عام 2013 مع فيلم “المستشار” The Counsellor للمخرج ريدلي سكوت، الذي أدى بطولته الممثل بارديم أيضاً إلى جانب مايكل فاسبندر وبينيلوبي كروز وبراد بيت. دفع هذا السيناريو الناقد السينمائي في “اندبندنت”، آدم وايت، إلى القول إن مكارثي “لا يعرف حقاً كيفية كتابة فيلم هوليوودي”. لم يكتب مكارثي حقاً عن الحب أو القضايا الأسرية. وصرح ذات مرة “أنا لست مهتماً بالكتب الجنسية“، معترفاً بإدراكه أنه لم يكتب عن بطلات نساء. وقد عمل على تصويب ذلك الأمر في روايته الأخيرة “ستيلا ماريس” Stella Maris التي تشكّل خاتمة لرواية “المسافر” The Passenger التي صدرت قبلها بشهر، وكلتاهما روايتان نافرتان مفعمتان بأجواء متنوعة. اخترتهما في قائمتي لأفضل 20 كتاباً لعام 2022. ستظل قراءة كتب مكارثي ضرورية لأنها تتعامل ببراعة مع الأسئلة الأساسية والملتهبة عن الأخلاق وقضايا الحياة والموت. بالمناسبة، تمثّل الكاتب المفضل لدى مكارثي بالروائي الشهير هيرمان ميلفيل [مؤلف الرواية المعروفة موبي ديك]. ومن بين 7000 كتاب احتَفَظَ بها، تجسّد العمل الأثمن بالنسبة له برواية “موبي ديك” Moby Dick (أخبر الناشر البريطاني بيتر ستراوس أنه اعتاد قراءة تلك الرواية الضخمة ثماني مرات في السنة). وفي المقابل، لطالما أعرب مكارثي عن ازدرائه للروائيين مارسيل بروست وهنري جيمس. ووفق كلمات مكارثي، “أنا لا أفهمهما. وبالنسبة لي، هذا ليس أدباً. كثير من الكتّاب الذين يعدون جيدين، أعتبرهم غريبين”. ولقد عبَّر الروائي الأميركي ستيفن كينغ عن حزنه على وفاة مكارثي من خلال وصفه بأنه “ربما أعظم روائي أميركي في زماننا”. ولا تبدو تلك الكلمات مبالغاً فيها للحديث عن كاتب وقاص موهوب بشكل مذهل. © The Independent المزيد عن: كورماك مكارثيالرواية الأميركيةموبي ديكحارس البستانالتمرس اللغوي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عندما أنجز دي نرفال روايته عن “أوريليا” ثم انتحر كي يلتقيها next post بولتون لبايدن: ادعم المعارضة قبل موت خامنئي You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024