لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية، بل أصبح عاملاً يعيد تعريف العمل ويختبر جاهزية الإنسان (واس) الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي يعيد خبراء “القدرات البشرية” إلى مقاعد الدراسة by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 23 بدور الريس: المشهد المهني المقبل ليس معركة خاسرة ضد الآلة وإنما إعادة تعريف العمل ذاته اندبندنت عربية / نجد الروقي @najdRQ في عالم تعيد فيه التقنيات المتقدمة تشكيل كل شيء من حولنا، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية، بل أصبح عاملاً يعيد تعريف العمل ويختبر جاهزية الإنسان لمواكبة المستقبل، وبينما تشهد سوق العمل تحولات جذرية مدفوعة بالأتمتة والتقنيات الذكية، تلوح في الأفق تساؤلات وجودية حول مستقبل الأدوار البشرية: هل نحن على أعتاب استبدال شامل للوظائف أم أننا نشهد تحولاً في طبيعة العمل ذاته؟ وفي هذا السياق، تشهد الرياض توافد المشاركين لإثراء نقاشات النسخة الثانية من مؤتمر “القدرات البشرية” الذي ينعقد تحت شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل” بمشاركة نحو 300 متحدث عالمي من القادة وصناع القرار والمفكرين من مختلف القطاعات، في أكثر من 100 جلسة حوارية، تتناول كيفية تهيئة الإنسان ليكون العنصر الفاعل في عالم ما بعد الثورة الصناعية الرابعة، إذ لم يعد السؤال هو ماذا سنفعل عندما تستبدل المهام؟ بل كيف يمكن أن نعيد تعريف القيمة البشرية في ظل هذا التحول. تأثيره في مستقبل الوظائف ترى نائب الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية بدور الريس “أن الذكاء الاصطناعي لم يعد تكنولوجيا ناشئة فحسب، بل أصبح مكوناً محورياً في نسيج حياتنا اليومية، وبينما يحتفى به كأداة للتمكين والكفاءة، لا يخلو من نظرات ارتياب تخشى من تأثيره في مستقبل الوظائف”. وفي مداخلة لها ضمن سياق التحولات الجذرية التي تشهدها سوق العمل، أكدت الريس “أن النقاشات المتصاعدة حول الذكاء الاصطناعي تكشف عن سؤال مركزي يشغل بال كثر: ما مصيرنا المهني في ظل هيمنة الخوارزميات؟”. وأردفت الريس أن “هذا السؤال لا ينبغي أن يجاب عنه بالخوف، بل بالتحليل، فالمشهد المهني المقبل ليس معركة خاسرة ضد الآلة، بل فرصة لإعادة تعريف العمل ذاته”.وتؤكد في حديث مع “اندبندنت عربية” أن “من يملك مفتاح التكيف يملك المستقبل، إن التحدي الحقيقي اليوم ليس في فقدان الوظائف، بل في استعدادنا النفسي والمهني لإعادة تشكيل مهاراتنا وتبني ثقافة التعلم المستمر”، مضيفة أن مفاهيم كالمرونة الذهنية والتعلم مدى الحياة والمهارات المتعددة التخصصات “لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة وجودية في عصر ما بعد الثورة الرقمية”. التقنيات كمحفزات لا كبدائل وأطلقت المبادرة تحذيرات مدعومة بالأرقام حول حجم التغيير الذي يفرضه الواقع الجديد على القوى العاملة العالمية، إذ توقعت أن نحو 1.1 مليار عامل – أي ما يعادل ستة من كل 10 موظفين حول العالم – سيكونون في حاجة إلى إعادة تدريب وتأهيل بحلول عام 2027، ويعزى هذا التحول غير المسبوق إلى تقاطعات متسارعة بين الأتمتة والتحول الرقمي والعمل المناخي واتجاهات اقتصادية كبرى تعيد رسم ملامح سوق العمل العالمية.وتوضح في إحدى أطروحاتها أن ما يقارب 39 في المئة من المهارات المطلوبة اليوم قد تصبح في طي النسيان خلال الأعوام المقبلة، مما يعني أن جزءاً كبيراً من القوى العاملة الحالية مهدد بالتقادم المهني، إذا لم تبادر الحكومات والمؤسسات إلى تبني سياسات مرنة للتعليم وإعادة التأهيل. تتفاقم الفجوة لدى الشابات في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض ( واس ) فجوة الواقع المهني تأتي هذه التحديات في وقت يعاني فيه الشباب فجوة حادة بين التعليم والواقع المهني، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 450 مليون شاب – أي سبعة من كل 10 – يعانون عزلة اقتصادية نتيجة ضعف المهارات، وتتفاقم الفجوة لدى الشابات في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، إذ يصل معدل من هن خارج التعليم أو التدريب أو العمل إلى نحو 40 في المئة، في وقت تعد فيه المهارات القيد الأكبر لنمو الأعمال، بحسب ما أشار إليه نحو 20 في المئة من الشركات عالمياً، وترتفع هذه النسبة إلى 34 في المئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و55 في المئة في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي. في المقابل تبرز مهارات نوعية عالية القيمة كجواز عبور للمستقبل أهمها المهارات المعرفية المتقدمة مثل التفكير التحليلي وحل المشكلات المعقدة، التي يمكن أن ترفع الأجور بنسبة تراوح ما بين 10 في المئة و20 في المئة، كذلك تحظى المهارات الاجتماعية والعاطفية بأهمية متزايدة بخاصة في أدوار تتطلب التفاعل الإنساني والذكاء العاطفي. أضافت نائب الرئيس التنفيذي للبرنامج “إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي ينبغي ألا يختزل في هواجس الاستغناء عن الوظائف، بل ينظر إليه كقوة تحول تعيد تشكيل المشهد المهني وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع والابتكار”، وأشارت إلى “أن تسارع قدرات الأتمتة أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الإنسان في مهن باتت مهددة، خصوصاً في قطاعات مثل التصنيع والخدمات اللوجيستية وإدخال البيانات وخدمة العملاء، إذ أثبتت الأنظمة الذكية قدرتها على تنفيذ المهام بكفاءة فائقة”.وترى الريس “أن التحدي الحقيقي لا يكمن في زوال الوظائف فحسب، بل في تحول طبيعة المهارات المطلوبة، مما يحتم على العاملين إعادة النظر في قدراتهم وتوجهاتهم المهنية، الذكاء الاصطناعي لا يقصي الإنسان، بل يعيد تعريف دوره، ويطالبه بمهارات جديدة لم تكن أساسية في الماضي”. التوقعات والفرص وتعزز هذه الرؤية الأرقام الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي التي تتوقع استبدال أكثر من 92 مليون وظيفة بحلول عام 2030، مقابل إيجاد 170 مليون فرصة عمل جديدة، أي بزيادة صافية تبلغ 78 مليون وظيفة، نتيجة التحولات الهيكلية في سوق العمل، وهذا ما يعد – من وجهة نظر الريس – فرصة ذهبية لإعادة توجيه الاستثمارات نحو تنمية القدرات البشرية، وتابعت حديثها مشيرة إلى “أن الذكاء الاصطناعي يتيح للموظفين التخلص من المهام الروتينية مما يمنحهم فسحة كبرى للتركيز على المهام الإبداعية والمعقدة التي تتطلب مهارات إنسانية لا يمكن استبدالها”، وأوضحت أن تقرير شركة “ماكنزي” أظهر أن 70 في المئة من الموظفين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير ما لا يقل عن 30 في المئة من مهامهم خلال عامين، وهو ما يستدعي استعداداً منهجياً لاحتضان هذا التحول.كذلك سلطت الريس الضوء على الأثر الإيجابي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، مثل الرعاية الصحية والتعليم، إذ أصبحت هذه التقنيات أدوات مساعدة في التشخيص وتقديم خدمات تعليمية مخصصة، ترتقي بمستوى النتائج وتخفف الأعباء الإدارية. وختمت مداخلتها بتأكيد “أن أهم استثمار في عصر الذكاء الاصطناعي هو الاستثمار في الإنسان نفسه، عبر تأهيله وتمكينه من المهارات التقنية والتحليلية والاجتماعية التي تؤهله ليس فقط لمواكبة المتغيرات، بل لصناعتها والمشاركة في تشكيل مستقبلها”. المزيد عن: الذكاء الاصطناعيسوق العملمؤتمر القدرات البشريةالقوى العاملة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مقبرة العملاق الأحمر… نجم يبتلع كوكبا بعد تآكل مداره next post نقم… حضن صنعاء الملبد بالغيوم والنار والحديد You may also like كيف يمكن للذكاء الاصطناعي منح الوظائف للعرب؟ 13 أبريل، 2025 الذكاء الاصطناعي لن يشكل خطرا على الفنون والآداب 13 أبريل، 2025 ثورة وشيكة في توقعات الطقس بفضل الذكاء الاصطناعي 11 أبريل، 2025 برسالة “ذكاء اصطناعي” صوتية.. عصابات تبتز الفتيات في... 10 أبريل، 2025 روائي فرنسي يواجه روبوت الذكاء الاصطناعي… والنتيجة مذهلة 10 أبريل، 2025 الحب بالذكاء الاصطناعي… جاذبية ومخاطر 10 أبريل، 2025 سؤال “الضمير” الفلسفي الذي باغت “مايكروسوفت” في عقر... 9 أبريل، 2025 تطبيق جديد يهدف إلى حماية الفنانين من الذكاء... 8 أبريل، 2025 ما هي الطريقة الأمثل لتمتلك نسخة افتراضية وتفاعلية... 8 أبريل، 2025 التجسس والذكاء الاصطناعي… من الإنسان وعنه وعليه 2 أبريل، 2025