بطريقة مفجعة أصبح الإنسان المعاصر ضحية من ضحايا هندسته الآلية (أنسبلاش) منوعات الذكاء الاصطناعي والجريمة… البربرية بأحدث التقنيات by admin 10 يناير، 2025 written by admin 10 يناير، 2025 5 عمليات الدهس الجديدة جزء من أسلحة السحق البدائية بمعنى تنفيذ هجوم بعقلية تقليدية عبر وسائل أكثر تطوراً اندبندنت عربية / هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham بطريقة مفجعة أصبح الإنسان المعاصر مجرد ضحية من ضحايا هندسته الآلية التي كان من المفترض أن يتحكم بها الذكاء الاصطناعي، لكن بدلاً من ذلك تحكمت بها اليوم عقول فئات من المجرمين والإرهابيين واللصوص. ومع تزايد الحوادث الإجرامية والإرهابية التي تحدث باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ذات التحكم الآلي أو من خلال التحايل على قدرات ذلك الذكاء، تساءل كثيرون من جديد عن مفارقة الذكاء الاصطناعي الذي تخيل عدد كبير منا أنه سيأخذ البشرية بأكملها بعيداً من البربرية، إذ تحيلنا الطرق التي حوّل بها بعض هؤلاء المجرمين المعاصرين وسائل النقل العام والسيارات إلى أسلحة فتاكة وإلى حقبة بدائية من تاريخ الإنسان. إرهاب محلي في الفترة الماضية، تزايدت الحوادث الإجرامية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في وقتنا الراهن، ومن بينها حوادث سرقة ونشل ودهس متعمد، وتعتمد هذه الحوادث على قدرة العقل البشري في التحايل على هذا الذكاء الناشيء واستغلال مناطق ضعفه أو أخطائه وهفواته، لذلك يمكن تقسيم هذه الحوادث الإجرامية الى قسمين رئيسين، هما تحويل السيارات إلى أسلحة ساحقة لقتل أكبر عدد من المدنيين، مما يمكن إدراجه تحت عنوان الإرهاب المحلي الذي يتميز بأنه يستهدف الأرواح لا الممتلكات، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتعددة في الجريمة العادية لتحقيق عائد ربحي مالي. تزايدت الحوادث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ومن بينها السرقة والدهس (أنسبلاش) وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثقت حوادث إجرامية من نوع مالي، وجاء بثها بالتزامن مع وقوع حوادث الدهس بالسيارات لأبرياء ومدنيين تجمعوا للاحتفال بمناسبات كبيرة محددة المكان والزمان مثل احتفالات ليلة رأس السنة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان. وبيّنت تلك المقاطع أن منفذي عمليات الإجرام المالية الذين يعتمدون على خداع الذكاء الاصطناعي هم في الغالب لصوص أو نشالون عاديون لكنهم طوروا قدراتهم العقلية لاستغلال الفجوة الزمنية التي تحدث في أول لحظات انطلاق وسائل النقل العامة مثل القطارات والباصات، إذ يقوم هؤلاء بنشل الهواتف والحقائب وممتلكات أخرى من أصحابها خلال لحظات حرجة لا يمكن معها التحكم بوسائل النقل تلك التي تكون غالباً غير جاهزة للتوقف كونها مندفعة بسرعة عالية. أسلحة السحق على رغم التشابه بين هؤلاء اللصوص ومنفذ عملية الدهس الأخيرة في أميركا من ناحية استغلالهم جميعاً ضعف قدرات التحكم الآلي بوسائل النقل والسيارات، فإن منفذ عملية الدهس بالسيارة يختلف اختلافاً جوهرياً عن المجرم العادي خصوصاً من الناحية العقلية، إذ يمكن إرجاع فلسفة حوادث الدهس بواسطة السيارات ومختلف فئات هذا النوع من العمليات الإجرامية في مجملها إلى مرحلة الحروب في حقبة العصور الوسطى، تحديداً إلى اللحظة التي فقدت فيها أسلحة القطع (السيوف) فاعليتها أمام الدروع المتطورة، مما دفع الإنسان إلى تطوير أسلحة تقليدية أكثر فاعلية وقوة لمواجهة تلك الدروع مثل الصولجانات والفؤوس. وتقول الموسوعة العلمية الأوروبية إن انسان العصور الوسطى وما قبلها لجأ دائماً إلى تطوير أسلحته باستمرار بسبب فقدان كثير منها لفاعليتها الهجومية. وتصف الموسوعة العلمية عقلية الإنسان القديم في تطوير الأسلحة من خلال أمثلة يبيّن بعضها أن لحظة اكتشاف الإنسان لما يسمى “أسلحة السحق” جاءت نتيجة فقدان أسلحته القديمة لفاعليتها، ومع تحسن الدروع تحسنت أيضاً أساليب مهاجمتها. وسرعان ما أدرك الإنسان أن أسلحة القطع بدأت تفقد فاعليتها، لذلك استخدم “أسلحة السحق” مثل الصولجانات والفؤوس. كما تشير الموسوعة إلى استخدام الإنسان القديم آلية الدفع من خلال الأسلحة التي يمكنها تقسيم حلقات الدرع المتسلسل أو العثور على مفاصل وشقوق في الدروع اللوحية. مرآة الشر لا تُعدّ السيارات ووسائل النقل عموماً من أجهزة الذكاء الاصطناعي المتطورة للغاية، وعلى رغم ذلك تفاعلت عقول المجرمين كثيراً مع هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، نظراً إلى قدرته على الإيذاء لأنه يمتلك قوة أقوى بكثير من قوة البشر. فالسيارة تمتلك هيكلاً معدنياً يزن أطناناً وتتحرك بسرعة شديدة وتحوي إلى جانب ذلك كمبيوتر حديثاً، مما جعلها بمثابة سلاح فتاك في أيادي الشر. رغم كل شيء لا يزال الذكاء الاصطناعي سبباً لأفكار شديدة التفاؤل (أنسبلاش) ووفق مقالات علمية أخرى من بينها مقالة علمية معروفة لكل من راسيل ونرفينج، فإن الذكاء الاصطناعي كانت له قديماً تطبيقات مستخدمة على نطاق واسع خلف الكواليس، إذ تخوّف علماء من أن تصل الآلة إلى مرحلة “تفقد فيها أعصابها” بفعل التحكم البشري بها، وبعد اختراع الحاسوب الرقمي في منتصف القرن الـ20 بدأ عدد من العلماء استكشاف نهج جديد لبناء آلات ذكية غير مؤذية. وجاء ذلك بناء على الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب ونظرية رياضية جديدة للمعلومات وتطور علم التحكم الآلي، إذ أثارت مثل هذه البحوث جدلاً امتد لعقود حول مفارقة الذكاء الاصطناعي الذي كان وما زال سبباً لأفكار شديدة التفاؤل على رغم معاناته نكسات فادحة. وذكر كتاب “الذكاء الاصطناعي” لكل من أنرياس كابلان ومايكل هاينلين (2013) الذي نشر على موقع “ساينس دايركت” أنه مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مطلع التسعينيات من القرن الماضي استغل كثير من المجرمين قدرات هذا الذكاء بالطريقة التي استغلت بها الملكة الشريرة في حكاية “سنو وايت” الشهيرة قدرات مرآتها السحرية. المزيد عن: الذكاء الاصطناعيحوادث الدهسالعصور الوسطىالعقل البشريالبربريةسنو وايتحوادث سرقة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية هي لبنانيتُهم وليس الحزبية المُسْدَلَةَ عليهم next post من الحب ما قتل… كيف لعلاقة زواج أن تنتهي بمأساة؟ You may also like من الحب ما قتل… كيف لعلاقة زواج أن... 10 يناير، 2025 ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول... 7 يناير، 2025 جنبلاط متمسك بقائد الجيش ودعواتٌ لإنجاح الجلسة 7 يناير، 2025 الألقاب الطبقية في مصر… تشريف وسخرية وتخليص مصالح 6 يناير، 2025 قصر هيلاسلاسي… صعودا على درج الإمبراطورية الإثيوبية 4 يناير، 2025 وفاة “المرأة القطة” أثناء نومها.. وهذا سر هوسها... 3 يناير، 2025 زواج الطفلة… التدبير والتبرير خلف الأبواب المغلقة 2 يناير، 2025 عندما تضيع حقائب المسافرين في متاهات المطارات 2 يناير، 2025 بريطانيا تحل لغز اختفاء امرأة بعد 52 عاماً... 1 يناير، 2025 (8 نصائح) لتكون أكثر سعادة في العام الجديد 1 يناير، 2025