المواليزا في زمن الذكاء الاصطناعي (صفحة ديجيل أرت - فيسبوك) الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي لن يشكل خطرا على الفنون والآداب by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 16 استبدال نظام الروبوتات بالإبداع البشري قد يجعل الإنسان نفسه آلة اندبندنت عربية / مارلين كنعان أستاذة الفلسفة والحضارات، كاتبة وباحثة @MARLKANAAN بين المخاوف والوعود التي تثيرها التكنولوجيات الجديدة كاستبدال الآلة والخوارزميات بالعقل البشري، ثمة طريقة جديدة بدأت ملامحها تلوح في الأفق تقوم على التعاون الوثيق بين الإنسان والآلة الذكية التي يبدو أن فكرتها متجذرة في التاريخ وأدب الخيال العلمي منذ قرون. لاحت تباشير الذكاء الاصطناعي في الأساطير القديمة من خلال شخصية “غوليم”، ذاك الكائن البشري الشكل الذي يفتقر إلى الإرادة الحرة، ولا يعمل إلا بأمر مبدعه، وفي رواية ماري شيلي من خلال شخصية “فرانكنشتاين” أو بروميثيوس الحديث التي وضعتها شيلي عام 1816، راسمة فيها ملامح كائن اصطناعي، شاعر وفيلسوف يتمتع بذكاء وحساسية استثنائيتين. تغيير لوحة فان غوخ “الليل المنجم” (صفحة ديجيتل أرت – فيسبوك) لكن في الآونة الأخيرة، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي كمجال علمي، بات من الممكن أن تتحول هذه الخيالات العلمية إلى حقيقة ملموسة، فاليوم تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بصورة رئيسة على فرع التعلم الآلي الذي يستند إلى الإحصاءات لبرمجة الخوارزميات باستخدام البيانات، مما ينتج معلومات بصيغة رقمية. والخوارزميات عبارة عن تراكيب رياضية تتألف من سلسلة من العمليات والتعليمات يجب اتباعها لحل مشكلة معينة، تُبرمج حاسوبياً لتشغيل الذكاء الاصطناعي. من بين أبرز استخدامات هذا الذكاء على سبيل المثال لا الحصر تحسين التعرف إلى الصور وتصنيفها، وكذلك التعرف إلى الصوت، كما في تطبيقات الأوامر الصوتية التي نعطيها لحواسيبنا وهواتفنا الذكية. مقاربتان مختلفتان ثمة مقاربتان متعارضتان للذكاء الاصطناعي تعاقبتا عبر الفترات الزمنية الأخيرة. المقاربة الأولى تعرف بالرمزية، وهي تعتمد على نهج واضح قابل للتفسير. فبغية التعرف إلى سبيل المثال على صورة هرة، تفترض هذه المقاربة إدخال جميع المعايير والقواعد المرتبطة بتحديد الهرة مثل: للهرة أربع أرجل وفراء وخطم، فإذا كان الكائن في الصورة يحوي أكثر من أربع أرجل، فهو ليس هرة… أما المقاربة الثانية فتعرف بالترابطية، وهي لا تعتمد على التفسير المباشر، بل على التعلم الآلي، كأن يتم تدريب نظام الذكاء الاصطناعي على قاعدة بيانات تحوي صوراً للهررة، بحيث يتعلم التمييز بين الصور التي تمثل هرة وتلك التي لا تمثلها. الكتابة رغماً عن الإنسان (صفحة أي. إي – فيسوبك) ظهرت أولى الشبكات العصبية، التي تتكون من طبقة واحدة فحسب، في ستينيات القرن الماضي، لكنها أهملت لمصلحة الحوسبة الدقيقة التي أثبتت كفاءتها العالية. ولم يستأنف البحث في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في التعلم الآلي، إلا في الثمانينيات، حين وضع بعض العلماء الأسس الأولى للتعلم الآلي العميق، الذي ظل آنذاك صعب التنفيذ بسبب القيود التقنية. قوة الحوسبة اليوم، يفسر رجل الأعمال والمؤلف الفرنسي المتخصص في مجال التكنولوجيا سيرج سودوبلاتوف (مواليد 1954) نجاح التعلم الآلي العميق من خلال ثلاثة عوامل رئيسة: تحسن قوة الحوسبة، والزيادة الكبيرة في البيانات الضرورية لتشغيل الشبكات العصبية المتعددة الطبقات، والتقدم في أبحاث الشبكات العصبية التلافيفية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي قادراً على توليد صور وأصوات واقعية للغاية من خلال مواجهة شبكتين عصبيتين ضد بعضهما بعضاً. ولكن يبقى السؤال: هل يقدر الذكاء الاصطناعي المساهمة في المجال الثقافي والإبداع الأدبي؟ الرسم بلا روح (صفحة أي. إي – فيسبوك) يمكن الذكاء الاصطناعي إذاً الاستفادة من كم هائل من البيانات في قطاع صناعة الكتاب، لاستخدامها في تحديد الموضوعات الجديدة التي تهم القراء، وفي تحسين استراتيجيات التسويق والترويج، وأخيراً، في المساعدة على تحديد السوق المستهدفة لأي كتاب جديد، وفي عملية النشر وفقاً لمعايير محددة مسبقاً وفي صدور الكتاب الرقمي. الباب المفتوح كتابة آلية (ديجيتل أرت – فيسبوك) غير أن بعض المهتمين بهذه التكنولوجيات أصبحوا اليوم أكثر قناعة أن الذكاء الاصطناعي بات باباً مفتوحاً على طريق الإبداع الأدبي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، طورت بعض شركات المعلوماتية أنظمة تكنولوجية قادرة على وضع نصوص صحافية وأدبية بصورة تلقائية، وأنظمة أخرى قادرة على توليد قصائد آلية بناءً على كلمة واحدة يمكن لخوارزمية أخرى استخدامها لإنشاء صور مستوحاة من هذه القصائد. ولا أنسى أن كثيراً من المؤلفين في أوروبا وأميركا باتوا اليوم يستخدمون مساعدي الكتابة الذكية، كالكاتب الهندي فيكرام شاندرا (مواليد 1961) الذي استعان بأحد برامج الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة العناصر السردية لإحدى رواياته، والكندي ديفيد جاف جونستون المعروف بالشاعر الحاسوبي وكاتب الأدب الإلكتروني وفنان اللغة الرقمية الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في وضع المسودات الأولى لأعماله، والروائي الأميركي روبين سلون الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في إنشاء الحوارات بين شخصيات رواياته وسردياته. غير أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الثقافة يثير كثيراً من المخاوف والجدالات ويطرح علامات استفهام حول عملية الكتابة نفسها، فهل باستطاعة الذكاء الاصطناعي حقاً منافسة الشعراء والأدباء والفنانين؟ ليس سهلاً الإجابة عن هذا السؤال، لكن تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أكاديمية الفنون الجميلة وعدداً من الكتاب والفنانين رفضوا تصنيف التصوير الفوتوغرافي يوم ظهر للمرة الأولى في فرنسا في خانة الفنون الجميلة، لذا لم يظهر الاهتمام بالصورة الفوتوغرافية والاعتراف بها كفن من الفنون إلا في وقت متأخر نسبياً. فخلال النصف الأول من القرن الـ20، وبفضل السوريالية جزئياً، دخل التصوير الفوتوغرافي شيئاً فشيئاً في المجال الفني، قبل أن يشهد خلال السبعينيات من القرن نفسه تسارعاً ملحوظاً أضفى عليه شرعية فنية مدعومة بتبريرات نظرية وجمالية، كذلك أسهم ظهور التكنولوجيا الرقمية في تسريع دمج الصورة الفوتوغرافية في الفن المعاصر، كذلك الأمر، عندما ظهرت الموسيقى الإلكترونية رفض كثير من الموسيقيين التقليديين فكرة دمج العينات الصوتية بالأدوات الموسيقية الكلاسيكية. كل هذا يعني أن ثمة من يخشى أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استبدال روبوتات “فنانة” بالإبداع البشري أو أن يصبح الإنسان نفسه آلة، لكن، أليس الإبداع البشري نتاجاً لتأثيرات سابقة وتراكمات معرفية؟ وهل يجب أن نحكم على العمل الفني من خلال تقنيته أم من خلال رسالته وتأثيره العاطفي؟ في نهاية المطاف تظل النية والإحساس البشري عنصرين حاسمين في العملية الإبداعية، وهو ما يفتقر إليه الذكاء الاصطناعي مهما اقترب من محاكاة الإنسان. المزيد عن: أخطار الذكاء الاصطناعيالفنونالآدابالإنسانالفكرالآلةالروبوتالبشرالنفسالإبداع 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف ولد كتاب ليفي ستروس الأشهر من رحم رواية ناقصة؟ next post الغزاة الاسبان واجهوا سكان أميركا الشمالية بوحشية You may also like كيف يمكن للذكاء الاصطناعي منح الوظائف للعرب؟ 13 أبريل، 2025 الذكاء الاصطناعي يعيد خبراء “القدرات البشرية” إلى مقاعد... 13 أبريل، 2025 ثورة وشيكة في توقعات الطقس بفضل الذكاء الاصطناعي 11 أبريل، 2025 برسالة “ذكاء اصطناعي” صوتية.. عصابات تبتز الفتيات في... 10 أبريل، 2025 روائي فرنسي يواجه روبوت الذكاء الاصطناعي… والنتيجة مذهلة 10 أبريل، 2025 الحب بالذكاء الاصطناعي… جاذبية ومخاطر 10 أبريل، 2025 سؤال “الضمير” الفلسفي الذي باغت “مايكروسوفت” في عقر... 9 أبريل، 2025 تطبيق جديد يهدف إلى حماية الفنانين من الذكاء... 8 أبريل، 2025 ما هي الطريقة الأمثل لتمتلك نسخة افتراضية وتفاعلية... 8 أبريل، 2025 التجسس والذكاء الاصطناعي… من الإنسان وعنه وعليه 2 أبريل، 2025