مخاطر القلق التي يتعرض لها ملايين المسافرين إلى هناك عديدة، لكن هلع اتخاذ القرارات السريعة أكثر طغياناً (مواقع التواصل) عرب وعالم الحلم الأميركي يستحيل كابوسا لـ”المهاجر والمغادر” by admin 11 أبريل، 2025 written by admin 11 أبريل، 2025 17 قلق الاحتجاز ومخاوف الترحيل تصاحب المسافرين إليها أما الرحيل منها فقد لا تتبعه عودة اندبندنت عربية / أمينة خيري دخلت قرارات وإجراءات الإدارة الأميركية الجديدة في ما يختص بقواعد السفر كل بيت على وجه المعمورة فيه شخص مقيم أو كان ينوي السفر إلى الولايات المتحدة. فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية لم تعد خطط السفر من وإلى أميركا لغير الأميركيين مسألة حصول على تأشيرة، وتأمين مبلغ من الدولارات، وتجهيز حقائب السفر، وشراء التذاكر، وحجز الفنادق فقط، بل أصبحت سؤالاً مصيرياً: نسافر أم لا؟ تلك هي المسألة. مسألة، أو بالأحرى معضلة السفر، لم تعد تقتصر على قرارات السفر إلى أميركا، بل امتدت لتصل إلى قرارات الرحيل منها إلى غيرها من دول العالم، إذ باتت العودة، ولو كان المسافر حاملاً لتأشيرة قانونية ويحظى بإقامة شرعية، مسألة مثيرة للشكوك ومن ثم الخوف والقلق. القلق ومفرداته كلمة القلق ومفرداتها أصبحت أكثر استخداماً من قبل الملايين المرتبطين بأميركا، سواء بإقامة أو عمل أو دراسة أو حتى خطة سياحة. منصات الـ”سوشيال ميديا”، وصفحات مشاركة الخبرات، والأسئلة الموجهة لمحامي الهجرة تكاد تنفجر من كثرة التكهنات والتحذيرات. طلاب يدرسون في أميركا يعتريهم القلق من العودة إلى بلدانهم لقضاء إجازة، عاملون بتأشيرات قانونية يتخوفون من حدوث مكروه لأحد أفراد الأسرة وعدم قدرتهم على السفر المفاجئ تحسباً لمنعهم من الدخول لدى العودة، ملايين الأشخاص ممن كانوا يعلقون الآمال على السفر إلى أميركا، سواء تحت مظلة “لم الشمل” أو اللحاق بالزوج أو الزوجة أو التقدم بطلب تأشيرة دراسة أو عمل أو زيارة أو سياحة، وغيرهم يعيشون في قلق وخوف عارمين. أما أحلام الهجرة واللجوء فباتت والعدم سواء بسواء. وسائل إعلامية أميركية وغربية عدة باتت تتعامل مع قلق السفر وتوتر المهاجرين واضطراب أحوال المقيمين (أ ف ب) التوجهات، وجزء غير قليل من قرارات وإجراءات، الإدارة الأميركية الجديدة تشير إلى أن مشاعر القلقين والمتخوفين مشروعة ومفهومة ومنطقية. والقلق يأتي من عدم اليقين، وحين تأتي إجابات محاميي الهجرة الأميركيين العاملين داخل الولايات المتحدة على أسئلة: هل نسافر إلى أميركا أم نؤجل؟ أو هل نسافر خارج أميركا أم لا؟ أو هل بطاقاتنا الخضراء لم تعد ضماناً كافياً للإقامة والسفر؟ أو هل تأشيراتنا القانونية يمكن أن تلغى أو لا يعتد بها؟ وغيرها، حين تأتي الإجابات مفعمة بمفردات “عدم التأكد” و”عدم الضمان” “وعدم الثقة”، فإن القلق العالمي يستفحل و”تروما” السفر إلى أميركا أو منها يتوسع. حكايا القلقين من طبيب ألماني شاب يعمل بتأشيرة عمل قانونية في مستشفى بأميركا ألغى رحلته المقررة إلى بلده خوفاً من أن يتم توقيفه إبان عودته من دون أسباب، إلى أم تونسية لأبناء يدرسون في أميركا كانت تنوي زيارتهم في عيد الفصح، لكن ينتابها القلق من أن يتم ترحيلها من المطار، إلى أسرة مصرية كانت قد حجزت رحلة العمر إلى ديزني في أورلاندو وسددت كامل ثمنها، لكنها تفكر حالياً في إلغاء الرحلة وتحمل خسارة المال بدلاً من الضرر الناجم عن الترحيل، والقصص تتوالى من جميع أنحاء العالم. جزء غير قليل من قرارات الإدارة الأميركية الجديدة يشير إلى أن مشاعر القلقين مشروعة ومفهومة ومنطقية (أ ف ب) ومع توالي قصص القلقين والمضطربين والخائفين، تتواتر أيضاً تجارب يشاركها البعض على منصات الـ”سوشيال ميديا”، وكذلك على المواقع والقنوات الإخبارية. مواطن أميركي كان يسير في أحد شوارع شيكاغو حين تم إلقاء القبض عليه من قبل وكلاء الهجرة، وصادروا أوراقه الثبوتية وظل محتجزاً لمدة عشر ساعات قبل أن يفرج عنه. مواطن ألماني حاصل على البطاقة الخضراء خضع لاستجواب من قبل مسؤولي المطار، وتم احتجازه، ولم تتم معرفة إن كان قد تم توجيه اتهام ما له، أم لا. موقف مشابه تعرض له طالب دكتوراه تركي تعرض للاحتجاز كذلك من دون معرفة الأسباب. وعلى رغم قلة أعداد هذه الحوادث، فإن أخبارها تنتشر انتشار النار في هشيم القلق والتوتر المصاحبين لقرارات الرئيس ترمب الجديدة والمفاجئة في هذا الملف. خدمات القلق اللافت أن وسائل إعلامية أميركية وغربية عدة باتت تتعامل مع قلق السفر وتوتر المهاجرين واضطراب أحوال المقيمين باعتبارها مجالاً لتقديم خدمات النصح والإرشاد، مع التحديث المستمر، وذلك بحسب صدور قرارات جديدة، أو حدوث وقائع مثيرة. عبارات ترد في الإعلام التقليدي الأميركي من مواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية مثل “يصعب تحديد مدى القلق الذي ينبغي أن يشعر به المهاجرون الذين يعيشون ويعملون بشكل قانوني في الولايات المتحدة الأميركية”، أو “قرارات الهجرة الصارمة وتوقعات التعديل في إجراءات الحصول على التأشيرات وقوائم المنع التي يتوقع صدورها على مراحل تجعل التنبؤ أو توقع ما قد يتعرض له المسافرون من وإلى أميركا أمراً صعباً، بل شبه مستحيل”، وغيرهما تسهم في تأجيج قلق السفر ومخاوف لقاء الأحباب واضطراب خطط العطلات. وإذا كانت خطط العطلات أمراً يندرج تحت مظلة “الرفاهية” القابلة للإلغاء أو تعديل المسار أو تغيير الوجهة، فإن حظر سفر عدد من الجنسيات إلى أميركا باغت آخرين، بعضهم يصف سفره بـ”الأولوية” أو “الضرورة” مثل أغراض تتعلق بالعمل أو العلاج أو لقاء أفراد الأسرة. في منتصف مارس (آذار) الماضي، نشرت تقارير موثقة عن “تحضيرات” أميركية تلوح في الأفق لإصدار قوائم بالدول التي سيتم حظر مواطنيها من السفر إلى أميركا بشكل كامل وشامل، وأن هذه القوائم تحوي 41 دولة. صاعقة مكررة لم ينزل الخبر نزول الصاعقة، إذ إن الصاعقة الأصلية تعود إلى الفترة الرئاسية الأولى للرئيس ترمب عام 2017. وقتها صدر قرار بحظر سفر مواطني عدد من الدول ذات غالبية مسلمة. وقال الرئيس الأميركي أثناء إمضاء القرار حينئذ “أضع إجراءات تدقيق جديدة لمنع الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين من دخول الولايات المتحدة الأميركية. نريد ألا يدخل بلدنا سوى من يدعم بلدنا ويحب شعبنا”. بعيداً من الأعداد والتوقعات، تبقى فكرة السفر إلى أميركا شغلاً شاغلاً لملايين الناس حول الأرض (أ ف ب) هذه المرة، تشير التقارير إلى أن الدول “الممنوعة” تنقسم إلى ثلاث مجموعات، الأولى تضم عشر دول منها أفغانستان وإيران وسوريا وكوبا وكوريا الشمالية، وستخضع لتعليق كامل للتأشيرات. والثانية تنص على تعليق جزئي للتأشيرات الممنوحة لخمس دول هي إريتريا وهاييتي ولاوس وميانمار وجنوب السودان، بما في ذلك تأشيرات السياحة والدراسة والهجرة، مع بعض الاستثناءات. والثالثة جار النظر فيها، حيث “التعليق الجزئي لإصدار التأشيرات الخاصة بنحو 22 دولة بينها روسيا البيضاء وباكستان وتركمانستان، وذلك إن لم تبذل حكوماتها جهوداً لمعالجة أوجه القصور في خلال 60 يوماً”. وبحسب عدد من محامي الهجرة الأميركيين، تشمل القائمة الثالثة دولاً مثل أنغولا وكمبوديا وتشاد والكاميرون وليبيريا وملاوي ومالي وزيمبابوي وبوركينا فاسو. ومن بين الأسباب الرئيسة لوجود بعض الدول في هذه القائمة، بحسب المحامين، سياساتها المتعلقة ببيع الجنسية، أو عدم مشاركة معلومات المسافرين مع أميركا، والتي يُنظر إليها على أنها مخاطر أمنية. هلع يفوق القلق مخاطر القلق والخوف والاضطراب التي يتعرض لها ملايين المسافرين، ومن كانوا ينوون السفر أو يخططون له عديدة، لكن هلع اتخاذ القرارات السريعة أكثر طغياناً. شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل “أمازون” و”غوغل” و”ميتا” و”مايكروسوفت” و”أبل” تحذر موظفيها من غير الأميركيين من السفر خارج أميركا خلال هذه الآونة. بل طالبت شركات مثل “غوغل” موظفيها غير الأميركيين ممن كانوا خارج أميركا في أوائل مارس (آذار) الماضي بالعودة فوراً تحسباً لصدور مزيد من الإجراءات في شأن دخول الأجانب البلاد، على رغم أن إقامة وعمل هؤلاء شرعية. وقع ترمب أوامر تنفيذية قبل أسابيع لبدء حملة ترحيل الأجانب، بمن فيهم طلاب التظاهرات المؤيدة لغزة (أ ف ب) حتى أصحاب تأشيرات “المهارات العالية”، الذين لم يقلقوا يوماً من مشكلات في السفر والعودة، أصبحوا يفكرون مرتين وثلاثاً قبل اتخاذ قرار السفر خارج أميركا، خوفاً من منعهم من العودة. وتسهم حال الضبابية المصحوبة بتأكيدات رسمية بين الحين والآخر حول أن القوائم عرضة للتغيير، والقرارات مرشحة للتعديل، والإجراءات قابلة للتنفيذ من دون شرط شرح الأسباب أو تقديم تفسيرات، في زيادة معدلات القلق وشعور كثيرين بالحاجة إلى اتخاذ قرارات آنية، بعضها مصيري. مسؤولون أميركيون يتحدثون إلى وسائل إعلام عن احتمالات تغييرات القوائم، سواء التي صدرت بالفعل أو تلك التي ما زالت في طور البحث والحصول على الموافقات النهائية، وهو ما يعني أن أحدهم قد يجد نفسه غير قادر على العودة إلى عمله أو دراسته أو إتمام رحلته بين ساعة وأخرى. كراكيب الـ”سوشيال ميديا” المثير أن قلق السفر والخوف من الإجراءات ليسا وحدهما ما يقلق مضاجع ملايين البشر من غير الأميركيين حول العالم ممن تربطهم بأميركا علاقة سفر أو رغبة أو اضطرار للسفر. فقبل أيام، وجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سفارات بلاده في دول العالم بالتدقيق في محتوى صفحات الـ”سوشيال ميديا” الخاصة ببعض المتقدمين للحصول على تأشيرة دخول أميركا. وأشار تقرير نشرته “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن الغرض من هذا الإجراء “منع المشتبه في انتقادهم أميركا أو إسرائيل” من دخول الولايات المتحدة. وكان الرئيس ترمب وقع أوامر تنفيذية قبل أسابيع لبدء حملة ترحيل الأجانب، وبينهم من يحملون “مواقف عدائية” تجاه أميركا أو المواطنين الأميركيين أو الثقافة أو الحكومة أو المؤسسات أو القيم الأميركية، وكذلك “المعادين للسامية”، بمن فيهم الطلاب الذين يشاركون في التظاهرات الجامعية المؤيدة لغزة. توقعات بأن ينخفض عدد المسافرين إلى أميركا خلال العام الحالي بنسبة 9.4 في المئة (أ ف ب) جهود جرد وتنقيب وتطهير أشبه بحملات “تنظيف الربيع” Spring cleaning التي يقوم بها البعض قبل بداية الصيف للتخلص من “كراكيب” البيت، مع فارق وحيد وهو أن كراكيب الـ”سوشيال ميديا” في هذه الحال هي المحتوى الذي قد يعرض صاحبه لخطر المنع من دخول أميركا، أو الترحيل، أو رفض الحصول على تأشيرة. أي محتوى يتعلق أو فيه “شبهة” تضامن مع غزة، أو عداء لإسرائيل، أو معاداة للسامية، أو حتى تعليق أو إشارة إلى تصريحات الرئيس ترمب حول ضم غرينلاند وكندا واستعادة قناة بنما وتغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أميركا” أو غيرها، كل ذلك يخضع لجهود البحث والمحو المكثفة. توقعات السياحة يبدو ملف السياحة، لحين إشعار آخر، هو الأكثر قابلية للتوقع. إذ توقعت مؤسسة “توريزم إيكينوميكس” (المتخصصة في بحوث وتوقعات اقتصاد السياحة) أن يؤثر تصاعد الحرب التجارية العالمية سلباً على السفر إلى أميركا، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية: الأول معنويات السفر، إذ يؤدي توتر العلاقات الدبلوماسية وعدم اليقين الاقتصادي إلى تراجع اهتمام الأسواق الرئيسية التي عادة يأتي منها السياح مثل كندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي. والثاني الضغوط الاقتصادية، إذ سيؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي والركود في كندا والمكسيك بعد تطبيق الرسوم الجمركية إلى تقليص الطلب على السفر إلى أميركا. والسبب الثالث هو تقلبات أسعار الصرف الناجمة عن التحولات الاقتصادية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع كلفة السفر إلى أميركا، إضافة بالطبع إلى ارتفاع مخاوف السفر النفسية والعصبية. وتوقعت المؤسسة أن ينخفض عدد المسافرين إلى أميركا خلال العام الحالي بنسبة 9.4 في المئة، ما يمثل ضعف الانخفاض الذي توقعته في نهاية فبراير (شباط) الماضي، والذي بلغ خمسة في المئة. يشار إلى أن نحو 35.16 مليون سائح زاروا أميركا عام 2024، بحسب موقع “ستايتسا” المتخصص في الإحصاءات، من مجموع نحو 72 مليون مسافر إلى أميركا في ذلك العام. وبعيداً من الأعداد والتوقعات، تبقى فكرة السفر إلى أميركا شغلاً شاغلاً لملايين الناس حول الأرض. في الأيام القليلة الماضية، كان عنوان “ما حقوقك عند السفر إلى أميركا؟ وماذا تفعل إذا تم توقيفك أو ترحيلك؟” الأكثر شيوعاً في كل ما يتعلق بالسفر إلى أميركا، وهو العنوان الكفيل بإثارة القلق والخوف. ولا يمضي القلق والخوف من دون دعابة وابتسامة. كتب أحدهم تعليقاً على موضوع نشره موقع خبري شهير يتناول حوادث توقيف وترحيل من مطارات أميركية مع سرد بالخطوات التي ينبغي على المسافر أن يتبعها حين يتعرض للاحتجاز أو التوقيف “هل هذه مخاوف ومخاطر حقيقية، أم إنكم كإعلام تبالغون في تصوير الخطر؟”، وعلق مشرف الموقع “الإعلام يبالغ؟ نعم، بكل تأكيد. المخاوف حقيقية، نعم كذلك، ولك حرية الاختيار لأن الأمر حقاً يستحق”. المزيد عن: الولايات المتحدةدونالد ترمبحرب غزةاللجوء والهجرة التأشيرات الأميركيةالحرب التجاريةالترحيل القسري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مهى سلطان تكتب عن : 5 آلاف سنة من آثار حضارة غزة في معرض باريسي next post صدمات نفسية تلاحق نساء السودان بسبب انتهاكات الحرب You may also like دبلوماسي ورجل عقارات يقودان المحادثات النووية… فمن هما؟ 11 أبريل، 2025 الأكراد يتفقون على المطالبة بـ”نظام اتحادي” في سوريا... 11 أبريل، 2025 مصر ترفع أسعار المحروقات بين 11 و33 في... 11 أبريل، 2025 “عريضة الطيارين” تهز أركان سلاح الجو الإسرائيلي 11 أبريل، 2025 ما الملفات التي قد تطرح على طاولة المفاوضات... 11 أبريل، 2025 الأردن ضاق بتوظيف “الإخوان” للدين والسياسة في الشارع 11 أبريل، 2025 صدمات نفسية تلاحق نساء السودان بسبب انتهاكات الحرب 11 أبريل، 2025 وزير الخارجية اللبنانية لـ«الشرق الأوسط»: أُبلغنا بوضوح أن... 11 أبريل، 2025 عون يؤكد أن «حزب الله» أبدى «مرونة» لمعالجة... 11 أبريل، 2025 فتوى من خامنئي لفصائل عراقية تُجيز «المناورة»… وفريق... 11 أبريل، 2025