الحريري: تيار المستقبل باقٍ وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية (مصطفى جمال الدين) عرب وعالم الحريري يُعلن عودة تيار المستقبل للعمل السّياسيّ ورسالة للثنائي by admin 14 فبراير، 2025 written by admin 14 فبراير، 2025 26 عند وصول سعد الحريري، الذي زار ضريح والده برفقة عدد من أفراد عائلته، بمن فيهم عمّته بهية وشقيقه فهد، استقبله عشرات الآلاف من أنصاره بالهتافات والصيحات المليئة بالفرح، مطالبين إياه بالعودة إلى السّاحة السّياسيّة. جريدة المدن الالكترونية / بتول يزبك – صحافية لبنانية “تيار المستقبل باقٍ وسيبقى معكم وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنيّة وبكل المحطات الآتية”، بهذه الكلمات أعلن الرئيس سعد الحريري عودة تيار المستقبل إلى العمل السّياسيّ. ومن ساحة الشهداء شدّد الحريري في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، أنّ مشروع الحريري “مكمّل”، متوجهًا للحشود بالقول “شوفوا يلي حاولوا يقتلوه وين صاروا”. اجتماع بشريّ إحياءً للذكرى شيوخٌ ونسوةٌ وأطفال ومئات الشباب الغيارى على الإرث، اجتماعٌ بشريّ ضخم، ازدحم في البقعة الملاصقة لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في الذكرى العشرين لاغتياله. آلافٌ تجاوزوا لهنيهة من الزمن كل ما اختبروه من متلازمة الإحباط و”الميلانكوليا” السياسيّة والمذهبيّة، وتوجهوا إلى السّاحة لاستقبال نجل المغدور والاحتفال بزيارته الّتي هي البادرة لعودته وعودة تيار المستقبل، إلى الحياة السّياسيّة، بخطابٍ سياسيّ هو الأوّل بعد ثلاث سنواتٍ ونيف من الاعتكاف. بعد ثلاث سنواتٍ من التحوّلات والمصائب الّتي لحقت بالشارع اللّبنانيّ، لعلّه بهذه العودة يكسر الخمول الفجّ الذي عاشته السّياسة اللّبنانيّة، أو ربما تكون حدثًا آخر من سلسلة الأحداث، الّتي قد تغيّر السّتاتيكو الرابض على المشهد اللبناني منذ عشرين عامًا. وعند وصول سعد الحريري، الذي زار ضريح والده برفقة عدد من أفراد عائلته، بمن فيهم عمّته بهية وشقيقه فهد، استقبله عشرات الآلاف من أنصاره بالهتافات والصيحات المليئة بالفرح، مطالبين إياه بالعودة إلى السّاحة السّياسيّة. وخلال الوقفة الرمزيّة، افترش الحاضرون الأرض، فيما أحضر بعضهم المأكولات والوجبات الخفيفة. ورقص الأطفال، على وقع الأناشيد الحماسيّة وكذلك أغاني تيار المستقبل. واتسمت الوقفة الّتي تمّ التحضير لها، لجهة نصب الصور والأعلام (علم التيار والعلم اللّبنانيّ فضلًا عن علم الاستقلال السّوريّ) والتجهيزات الصوتيّة، بتشددٍ أمنيّ وحضور لافت للأجهزة الأمنيّة المختلفة وتحديدًا مكافحة الشغب والاستقصاء، واتسق مع تطويقٍ لمحيط الوقفة ومحيط ساحة الشهداء، حيث سدّت منافذ الطرقات، المؤديّة إلى موقع الاغتيال في محلة السّان جورج (الطريق البحريّ)، والمؤدية إلى الوسط التجاريّ، الأمر الذي تسبب في زحمة سيرٍ خانقة، على امتداد المساحات العموميّة في العاصمة. وحضر آخرون أمام بيت الوسط، لاستقبال الرئيس المستقيل والاحتفاء به. خطاب الذكرى العشرين وكما كان متوقعًا، لبت جماهير “تيار المستقبل” الدعوى الشعبيّة بمناسبة ذكرى مرور عشرين عامًا الاغتيال، وتوافدت الحشود من شتّى المناطق وتحديدًا من الشمال والبقاع الغربي والشماليّ، وبحشودٍ أقلّ من الجنوب، بالباصات ومواكب السّيارات، لاستقبال نجله، وإثبات أن أنصار التيار في الشارع السّنيّ لا يزالون حاضرين في السّاحة الوطنيّة، وهم رصيد الحريريّة السّياسيّة (الّتي جاءت في خطاب الحريري، اليوم). وعلى خلاف السّنوات الثلاث الماضيّة، والّتي كانت فيها الذكرى أشبه بما هو “كرنفالٌ تأبينيّ رمزيّ“، غلب على الذكرى بُعدٌ سياسيّ اتسم بالخطاب الحاسم والذي يحمل رسائل واضحة من غير مواربة. بدا الحريري واثقًا بخطابه، ولاح طيف الزعيم السّياسيّ السّنيّ الذي كانه قبل الاعتكاف، الزعيم الذي عاد بعد سقوط النظام الأسديّ في سوريا، والتحولات الجيوسياسيّة الطارئة على الشرق الأوسط، وبعد حربٍ طاحنة ودمويّة عاشها شعبه. وبكلمته الّتي ركّزت على محاور سوريا وحزب الله ودعم الحكومة والجيش، جسّد الحريري عناوين مسار المرحلة المقبلة الّتي سيخوض فيها معترك العمل السّياسيّ مجدّدًا. ولحزب الله والثنائي الشيعيّ، توّجه الحريري برسالةٍ لهما عبر جمهورهما بالقول “إلى أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية أقول لكم، أنتم شركاء في هذه الفرصة ومن دونكم لا يمكن أنّ تتحقق. لكن يجب أن تكسروا أي انطباعٍ من السّابق بأنّكم قوّة تعطيل واستقواءٍ وسلاح”. وقال: “أنتم شركاء في فتح جسور العلاقة مع الأخوة العرب وشركاء في إعادة الإعمار، والأهم: أنتم شركاء بقوّةٍ في إعادة الاعتبار للدولة، الّتي وحدها بجيشها وقواها الأمنيّة ومؤسساتها، تحمي اللّبنانيّين، كلّ اللّبنانيّين”. وفي هذا الإطار، أكدّ الحريري “دعم العهد والحكومة ولكلّ مجهود لنبني دولةً طبيعيّة وعلاقاتٍ طبيعيّة مع عائلتنا العربيّة والمجتمع الدوليّ ولنستعيد دور لبنان في المنطقة والعالم”. مؤكدًا “نحن مع الدولة وجيشنا الوطني، ومع كل مجهود يقومون به لفرض تطبيق وقف إطلاق النار والقرار 1701 كاملًا، أي خروج الاحتلال الإسرائيليّ من كلّ القرى الّتي لا يزال موجودًا فيها”. دعم إرادة السوريين وبما يتعلق بسوريا، توّجه الحريري للجماهير المناصرة بالقول “منذ 20 عامًا طردتم نظام بشار الأسد المجرم من لبنان واليوم قام الشعب السّوريّ البطل وطرد المجرم من سوريا”، مؤكدًا أنّ “هذه مناسبة لنعلن دعمنا لإرادة السّوريّين ولاستقرار سوريا وإعادة اعمارها وإرادتنا بأفضل العلاقات الندية من دولة لدولة باحترام كامل للسيادة والاستقلال، كما أعلنت مرارًا وتكرارًا القيادة السّوريّة الجديدة”. الحريري الذي قال “صرلنا زمان ما حكينا”، أكدّ “أنّ جمهور رفيق الحريري باقِ رمزًا للاعتدال وإعادة الإعمار والعروبة والحداثة والانفتاح والعيش الواحد بين كل اللّبنانيّين”، وأشار إلى أنّه “منذ تعليق عملنا السّياسيّ قبل 3 سنوات ازدادت الأزمات الّتي كانت قائمة، وخلال 20 عامًا شهد لبنان أزمات كثيرة أنهكت اللّبنانيّين ولم ننكر يومًا المسؤوليّة المُلقاة على عاتقنا”، مضيفًا: ستقولون أنا الوحيد؟ لا يهم أنا أقبل. غيري مسؤول عن خياراته، نحن مسؤولون عن أنفسنا أمام الناس وأمام رب العالمين”. وذكر الحريري أنّه “كثرت الأزمات، وآخرها وأخطرها، حرب إسرائيليّة مجنونة، مجرمة، استهدفت بلدنا وقتلت أهلنا، ودمرت بيوتهم”، قائلًا “انحني أمام كلّ الشهداء من أهلنا في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية وكل المناطق، أرفع رأسي بالتضامن الذي عبرتم عنه خلال الحرب، عندما فتحتم بيوتكم للمنكوبين واستقبلتم النازحين وقلتم بالفعل وليس بالكلام: “لبنان واحد واللبنانيون جسم واحد”. وتابع: “ما كانت مسؤوليتنا جميعًا أنّ نواجه العدوان، مسؤوليتنا جميعًا أنّ نرمم الجسم اللّبنانيّ الواحد ونعيد إعمار المناطق المدمّرة، لتعود الزراعة والصناعة والسّياحة والمؤسّسات فيها توفر العمل والحياة الكريمة لأهلنا اللبنانيين”. وقت شهيدنا الكبير وأضاف الحريري: “اليوم وقت شهيدنا الكبير، وقت الذكرى العشرين للرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل رفاقه الشهداء، وقت لأقول لكم أنه كما على مدى 20 عامًا كنتم إلى جانبي ووقفتم إلى جانبي ولم تتركونني، انا بدوري باقٍ إلى جانبكم وأقف معكم ولن أترككم”. وسأل: “نحن بماذا كنا نطالب غير بدولة طبيعية؟ هل تعرفون ماذا يعني ذلك؟ يعني دولة، السّلاح فيها احتكار للجيش الوطنيّ، والقوى الأمنيّة الشرعيّة، والاقتصاد فيها حرٌّ ومنتج ويوفر العمل والحياة الكريمة لكل اللبنانيين، والقضاء فيها مستقل ويطبق القوانين، ويحمي الحريات الخاصّة والعامّة، وينصف الجميع، وعلى رأسهم، الشهداء والجرحى والمنكوبين في انفجار المرفأ، وضحية الانفجار، حبيبة رفيق الحريري، عاصمتكم بيروت”. اختبارٌ مصيريّ وعليه، تبدو عودة الحريري واستعادة دور تيار المستقبل، بمثابة اختبارٍ مصيريّ لا يقتصر على استعادة بريق الحريريّة السياسيّة فحسب، بل يتجاوزها نحو إعادة بلورة المشهد السياسي برمّته في لبنان. فالحريري، الخارج من رحم عقدين مثقلين باغتيال والده وتناسل الأزمات الإقليميّة وتشظّي مؤسّسات الدولة، يسعى الآن لتطويق إرث الإخفاق وخيبات الاعتكاف المديدة. لمتابعة تغطية “المدن” الميدانيّة للذكرى العشرين، على وسائل التواصل الاجتماعيّ: رسائل الجمهور، توافد المناصرين، الاحتفالية والخطاب. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمد أبي سمرا يكتب عن: الاغتيالات والحرب في لبنان… نظام إقليمي للقتل والاخضاع next post منير الربيع يكتب عن: اسرائيل “الشرهة” تدفع بترامب إلى السعودية.. وتستهدف تشييع نصرالله؟ You may also like الرئيس اللبناني يندد بالهجوم على قافلة اليونيفيل في... 15 فبراير، 2025 تسليم 3 رهائن إسرائيليين في غزة بعد تجنب... 15 فبراير، 2025 مسؤول أمني إسرائيلي يؤكد الاستعداد للانسحاب من لبنان 15 فبراير، 2025 محاصرة “حزب الله” خلف غبار الاشتباكات الحدودية بين... 15 فبراير، 2025 غسان شربل في حوار مع مروان حمادة: حافظ... 15 فبراير، 2025 من هو سعد الحريري، نجل رفيق الحريري ووريثه... 15 فبراير، 2025 خدام: ماهر الأسد خدع رفيق الحريري قبل اغتياله…... 15 فبراير، 2025 هل بدأ انحسار النفوذ الإيراني في العراق؟ 14 فبراير، 2025 سوريا تتسلم من روسيا مبلغا غير معلن بالليرة 14 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن: اسرائيل “الشرهة” تدفع بترامب... 14 فبراير، 2025