الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Home » الحب في زمن كورونا .. هل وقعت في مأزق الحب عن بعد؟

الحب في زمن كورونا .. هل وقعت في مأزق الحب عن بعد؟

by admin

دينا البسنلي / DW / يتسم أحد أوجه الأزمة التي يشهدها العالم اليوم بسبب تفشي فيروس كورونا بطابع رومانسي، إذ يعاني الكثير من المحبين من “صعوبة اللقاء” في ظل إجراءات مواجهة تفشي الفيروس .. فكيف يؤثر الفيروس على العلاقات العاطفية في زمن كورونا؟

تحكي نرمين التي فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي، لـ DW عربية عن “حزنها” بسبب عدم القدرة على لقاء حبيبها وتقول: “أرغب كثيرا في رؤيته وانتظر بفارغ الصبر انتهاء الأزمة الحالية لا لشئ سوى لأتمكن أخيرا من اللقاء به”.

نرمين هي واحدة من كثيرين حول العالم يعانون اليوم من العواقب الاجتماعية للعزلة المفروضة حاليا على الجميع، سواء بقوة القانون أو باختيار شخصي بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. فبالإضافة لمشاعر الوحدة أو الملل التي ربما تصيب البعض، يترك الحظر الصحي أثاره كذلك على من تجمعهم مشاعر الحب أو الإعجاب وقد يفرقهم خطر الإصابة بالفيروس الغامض!

الشوق للتفاصيل الصغيرة

تتواصل نرمين يوميا مع حبيبها عبر الهاتف ومكالمات الفيديو، لكنها تتمنى الاستمتاع بأشياء بسيطة جدا بصحبته كالسير في الشارع أو التنزه أو الذهاب معاً للتسوق أو تناول الغداء بمطعم لطيف أو شرب القهوة بالمقهى المفضل لها، على حد تعبيرها.

وبمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي يمكننا رصد بعض ردود الأفعال التي تعكس ربما حال العلاقات الإنسانية حاليا في العالم العربي في ظل الإجراءات المتبعة لمواجهة تفشي فيروس كورونا. بطبيعة الحال، قليلون من تحدثوا عن أمور شخصية، ولكن كثيرون من يتحدثون عن من وما يشتاقون إليه حاليا بشكل عام، حتى وإن بدى الحديث ساخرا بعض الشئ.

https://twitter.com/reem_a_sobhyy/status/1242488908027486211?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.dw.com%2Far%2F%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A8-%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25B2%25D9%2585%25D9%2586-%25D9%2583%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A7-%25D9%2587%25D9%2584-%25D9%2588%25D9%2582%25D8%25B9%25D8%25AA-%25D9%2581%25D9%258A-%25D9%2585%25D8%25A3%25D8%25B2%25D9%2582-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A8-%25D8%25B9%25D9%2586-%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF%2Fa-52985952

ودعى كثيرون لاستغلال الأزمة الحالية للتفكير والتأمل و”مراقبة مشاعرنا” للتأكد من حقيقتها ومعرفة ما إن كان بها أي خلل أو “نقص”.

إلا أن أخرين فضلوا التأكيد على أنه مهما بلغت مشاعرنا في الحب نحو أي شخص، “الأسلم” للجميع اليوم هو “النظر عن بعد”.

وبعيدا عن مشاعر الاشتياق سواء لأشخاص أو لأشياء، تساءل البعض عما يمكن أن يحدث في حال استمرت “إجراءات التباعد الاجتماعي” لفترة أطول!

الملل عدو العلاقات العاطفية؟

أما نرمين، في حديثها مع DW عربية، فقد أشارت إلى أن أكثر ما تخشاه حاليا هو أن تنتهي علاقتها بحبيبها مع مرور المزيد من الوقت بدون لقاء بسبب “الملل أو انطفاء المشاعر تدريجيا بحكم بعد المسافة وصعوبة اللقاء”.

وفي حوار أجرته DW عربية، أوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، دكتورة سامية خضر، أن تأثير العزلة الاجتماعية المفروضة على العلاقات العاطفية يتوقف بالأساس على طبيعة شخصية الطرفين وقوة المشاعر بينهما لتقول: “قد يؤثر البعد بالسلب على العلاقة في حالة عدم قدرة الشخص على الصبر خاصة إذا لم تكن مشاعره نحو الطرف الأخر قوية بما يكفي، ولكن يمكن للبعد أن يؤثر بالإيجاب لخلقه حالة قوية من الاشتياق والترقب إذا كان الحبيب وحبيبته أكثر صبرا وتحملا”.

ونبهت خضر إلى أن “الملل” ربما يكون العدو الأكبر للعلاقات العاطفية، إذ يمكنه أن يدفع نحو البحث عن علاقة جديدة، على حد تعبيرها، وأضافت أن مدى احتياج الإنسان بشكل عام لمن يشاركه تفاصيل حياته وقدرته على ملء تلك الحياة بأمور مختلفة وشغل نفسه بها يحددان فرص وقوع الفرد وعلاقته بمن يحب فريسة للوحدة والملل.

الحب في زمن كورونا صعب، فكيف إذا كان الحبيب بعيد عن حبيبه؟

ولكن ربما تستطيع أزمة فيروس كورونا أن تخلق تحدياً يقتل “الملل”، فوفقا لاستشاري العلاقات الزوجية الدكتورة راندي غونثر، “الراحة الزائدة قد تقتل الشغف”. ففي مقالها المنشور على موقع بسيشولغي تودي/ Psychology Today، تقول غونثر أنه مع بداية أي علاقة عاطفية، يكون لدى الطرفين استعداد كبير لدخول “المغامرة التي ستجلبها العلاقة أيا كانت”، إذ ينجذب كلا منهما للتعرف على الأخر دون التفكير بصدق في مستقبل العلاقة وقدرتها على توفير الأمان والراحة لأصحابه. وبانتهاء مرحلة “التعارف” يبدأ الطرفان السعي لتقبل كل منهما للآخر وليس للتعامل مع الاختلاف بينهما على أنه تحديا، معتقدين أن هذا هو الحب. وبالرغم من أن هذا يبدو رومانسيا، إلا أنه يعيق نمو العلاقة بشكل صحي.

وعليه يمكن النظر لما تواجهه الكثير من العلاقات العاطفية اليوم من أزمة بسبب فيروس كورونا باعتباره “تحدياً” لن يفضي إلى الملل.

الوقوع في الحبأونلاين“!

توفر وسائل التواصل المختلفة حاليا المساحة الرئيسية، بل والوحيدة تقريبا في كثير من الحالات، لاستمرار العلاقات الإنسانية مع انتشار فيروس كورونا حول العالم.

إلا أن وسائل الاتصال اليوم توفر كذلك فرصة لإقامة علاقات لم تكن موجوده أصلا، إذ يتراوح حجم سوق المواعدة عبر الإنترنت ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أمريكي نظرا للنمو الضخم الذي يشهده بزيادة أعداد مستخدمي تطبيقات المواعدة.

وشهدت مواقع وتطبيقات المواعدة الإلكترونية ارتفاعا بمعدلات استخدامها منذ بدء أزمة ظهور وانتشار فيروس كورونا المستجد، حيث صرحت متحدثة بإسم تطبيق تيندر/ Tinder للمواعدة لموقع DW، بأن عدد الرسائل اليومية عبر التطبيق ارتفع بنسبة تتراوح ما بين 10 و 15 بالمئة في الولايات المتحدة، بينما في دول مثل إيطاليا وإسبانيا، التي تشهد حاليا أزمة ضخمة بسبب فيروس كورونا، زادت عدد الرسائل بنسبة 25 في المئة مقارنة بالأسابيع الماضية.

إلى أحد حد يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي التخفيف من فراق الأحبة بسبب كورونا؟

أما تطبيق بمبل/ Bumble، فسجل زيادة بنسبة 35 في المئة في عدد الرسائل المكتوبة إلى جانب زيادة ملحوظة في المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو عبر التطبيق، كما لاحظ القائمون على تطبيق تيندر/ Tinder زيادة مدة المحادثات بمعدل 30 في المئة، مقارنة بما كانت عليه الشهر الماضي، وفقا لموقع صحيفة إندبندنت.

وصحيح أن المسافات الاجتماعية المفروضة اليوم على الجميع تأتي بالأساس بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن ذلك الخوف قد يكون له أثر إيجابي على العلاقات العاطفية حيث ترى الأستاذة في علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، أن الخوف على الأخر قد يؤدي لعلاقة إنسانية جميلة وقوية، على حد تعبيرها.

وتضيف: “نحن لسنا في عصر الحب الملتهب، ولكن بسبب الوحدة المفروضة على الجميع اليوم قد يميل الإنسان نحو اللجوء أكثر لخياله ويشتاق لشخص يفهمه ويحب الحديث معه والاستماع اليه طويلا، فهل تخرج تلك المشاعر الإنسانية وهذا الاشتياق للسطح بسبب العزلة الحالية؟”

 

المزيد عن :  الحب في زن كورونا, /العلاقات الاجتماعية في زمن كورونا,/ عواقب أزمة كورونا,/ الحب أونلاين

 

You may also like

2 comments

Rent lamborghini miami 16 يونيو، 2024 - 11:29 م

This post really resonated with me. Keep up the good work.

Reply
custom law enforcement badges 5 أغسطس، 2024 - 2:22 م

Your writing style makes complex topics seem simple. Thanks!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00