قوات من الدرك الوطني الجزائري تؤمن إحدى النقاط الحدودية للبلاد (أ ف ب) عرب وعالم الجزائر الجارة الشمالية للنيجر تخشى تداعيات أمنية واقتصادية by admin 2 أغسطس، 2023 written by admin 2 أغسطس، 2023 48 3 دول بمنطقة الساحل تسجل 2737 حالة عنف العام الماضي وارتفاع القتلى 63 في المئة اندبندنت عربية \ علي ياحي مراسل @aliyahi32735487 تنظر الجزائر إلى الأحداث الجارية في الجارة الجنوبية النيجر بعين التوجس لأسباب عدة أهمها الحدود الطويلة بين البلدين، فبغض الطرف عن ملف اللاجئين الذي سيكون محل استقطاب دولي، يأتي موضوع الإرهاب على رأس انشغالات دول المنطقة، خصوصاً في ظل التنافس بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين على منطقة الساحل. الجزائر التي كثفت جهودها لإنقاذ اتفاق السلم والمصالحة الذي راهنت عليه لبسط الأمن والاستقرار في مالي باتت في موقف لا تحسد عليه بعد الانقلاب العسكري في النيجر ليزيد من متاعبها، لما للخطوة من تداعيات خطرة على استقرار المنطقة، سواء من حيث تدفق المهاجرين أو تسلل المجموعات المسلحة والمرتزقة والإرهابيين وضياع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية. سارعت الجزائر إلى إدانة انقلاب النيجر، داعية إلى وضع حد فوري للاعتداء غير المقبول على النظام الدستوري، والانتهاك الخطر لمقتضيات سيادة القانون، وكثفت اتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى قاعدة اتفاق تكون منطلقاً لحوار بين الجهات النيجرية، لكن يبدو أن الأمور تتجه إلى مزيد من التأزم في ظل تمسك المتمردين العسكريين بضرورة إنهاء حكم الرئيس المعزول محمد بازوم. الوضع المضطرب في النيجر دفع بالجزائر إلى رفع الوجود العسكري على الحدود، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة لـ”اندبندنت عربية”، موضحة أن قوات عسكرية وأمنية تنقلت في خطوة استباقية إلى المثلث الحدودي بين الجزائر والنيجر وليبيا، في سياق تشديد وتكثيف المراقبة، والاستعداد لكل طارئ قد تفرزه الأحداث. حدود طويلة فضلاً عن الحدود الممتدة عبر 950 كيلومتراً بين الجزائر والنيجر تجمع البلدين مصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، وآخرها توقيع اتفاق أمني في أبريل (نيسان) الماضي، لتسيير دوريات مشتركة على الحدود لمواجهة تسلل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية. اتفاق أمني يمثل امتداداً لاتفاق اقتصادي سابق في يوليو (تموز) 2022 على مشروع مد خط غاز عابر للصحراء بكلفة 13 مليار دولار يبلغ طوله أربعة آلاف كيلومتر. ومشروع خط الغاز يعول عليه لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من نيجيريا إلى أوروبا، عبر النيجر والجزائر، إضافة إلى الطريق العابر للصحراء وخط الألياف البصرية وتوليد الكهرباء. وبالنظر إلى ما سبق، فإن سقوط النيجر في مستنقع اللااستقرار وفوضى سياسية وأمنية سيكون له تداعيات خطرة على الجزائر، وأولها “اقتحام” مرتقب لقوافل ضخمة من اللاجئين بشكل يصعب احتوائه، بدليل ترحيل أكثر من 19 ألف مهاجر إلى النيجر خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، وفق اتفاق أمني وقعه البلدان. وأعلنت مجموعة “هاتف إنذار الصحراء” المتمركزة في المنطقة أن “الجزائر ترحل مزيداً من المهاجرين إلى النيجر لأن الدول المجاورة ترحلهم إليها، وعلى رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء المهاجرين ينحدرون من غرب أفريقيا، فإن مواطني 20 دولة في المجموع موجودون حالياً على أراضي النيجر، بما في ذلك من بنغلاديش وسوريا”. خطر الإرهاب يهدد الوضع الهش في النيجر الأمن القومي للجزائر من خلال انتشار الجماعات المسلحة والإرهابيين والمرتزقة على حدودها، إذ تصنف تقارير مؤشر الإرهاب العالمي بلدان مالي وبوركينا فاسو والنيجر في مقدمة دول منطقة الساحل الأفريقي التي شهدت خلال الفترة بين 2014 و2022 تصاعداً لافتاً لأعمال العنف. وأدت أعمال العنف في مرات عدة إلى صراعات بين الجماعات المسلحة ومع حكومات دول المنطقة، مما أفرز وضعاً متوتراً أسهم في حدوث انقلابات عسكرية مثل الذي شهدته مالي خلال عامي 2020 و2021، ثم بوركينا فاسو عام 2022، إلى جانب المحاولة الانقلابية الفاشلة السابقة ضد رئيس النيجر محمد بازوم، في 31 مارس (آذار) 2021 قبل ساعات من تنصيبه رئيساً للبلاد، ثم الانقلاب الحالي ضد وإطاحته. يقول تقرير حديث لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، نشر في مارس الماضي، إن دول بوركينا فاسو ومالي والنيجر، شهدت 2737 حالة عنف خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 36 في المئة مقارنة بأي منطقة بأفريقيا، في أكبر تصعيد مرتبط بالإرهابيين، وارتفع عدد القتلى 63 في المئة، وبلغ سبعة آلاف و899 شخصاً. وبحسب التقرير فإن منطقة الساحل شهدت تضاعفاً في الوفيات، أي ارتفاعاً بنسبة 90 في المئة، وأكثر من الضعف، بنحو 130 في المئة، في الأحداث العنيفة التي تورطت فيها الجماعات المتشددة منذ 2020، إذ باتت المنطقة تشهد 40 في المئة من الأنشطة العنيفة لتلك الجماعات، وهي الأكبر من أي منطقة أخرى داخل القارة السمراء، في حين أن 90 في المئة من جميع هذه الأحداث وقعت في مالي، ثم بوركينا فاسو، وهو الوضع الذي تسبب في نزوح أكثر من 2.6 مليون شخص. تهديدات هجينة الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالوهاب حفيان قال في تصريح خاص إن التداعيات الأساسية لانقلاب النيجر في الأفق المنظور تتمثل أساساً في خلق مزيد من بؤر الفشل على محيط الجزائر بعد ليبيا ومالي، وهذه البؤر ومواطن الفشل يراد لها أن تكون منطلقاً لاستهداف دول الجوار، بخاصة ما يتعلق بمزيج من التهديدات الهجينة كالهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والصراع الإثني والقبلي الذي أصبح يرتدي زي الشبكات الإجرامية والإرهاب وسط غياب التنسيق الجاد في القضاء عليها. وقال إن الشبكات الإجرامية والإرهابية التي تجد في منطقة الساحل أرضية خصبة لها قد تزيد من توسيع نشاطاتها، موضحاً أن الجزائر باعتبارها جزءاً مهماً من فضاء الساحل الجغرافي لا بد لها من استباق التحديات ومسببات الفشل من خلال استراتيجيات الانفتاح على كل الاحتمالات والسيناريوهات، سواء ضمن مؤسسات الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقيين، أو من خلال تفعيل أدوات اليقظة الدبلوماسية التي يمكن أن تشكل لدى صانع القرار منطلقاً للتصرف في ظل شح المعلومات والغموض الذي يلف عملية الانقلاب في النيجر. حفيان أشار إلى أن الوضع حرج جداً، خصوصاً في ظل تحول المنطقة إلى لعبة صفرية حادة بين الشرق والغرب، رجوعاً إلى الدور الروسي عبر مجموعة “فاغنر” في مالي وبوكينا فاسو، علاوة على دورها في ليبيا. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الخطر من كل هذا هو تمكن “داعش” و”القاعدة” من بناء وتشكيل تحالفات قبلية وإثنية في منطقة الساحل والتي من شأنها مفاقمة الوضع على الصعيدين الأمني والمجتمعي، و”يضع المنطقة أمام موجة هائلة من الإرهاب الهجين الذي يظهر بثوب الصراع الإثني والقبلي”. المزيد عن: الجزائرالنيجرماليأفريقيابوركينا فاسوفاغنرالانقلاب العسكريداعش 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “طوفان جثث” يغرق الخرطوم والطاعون بالمرصاد next post ساديو ماني يكمل القوة الهجومية الضاربة للنصر السعودي You may also like “أمير العسس” رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 زيارة قائد الجيش اللبناني للسعودية رئاسية أم أمنية؟ 27 ديسمبر، 2024 شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان… ماذا بعد... 27 ديسمبر، 2024 السودان في 25 عاماً… حرب تلد حروباً 27 ديسمبر، 2024 إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق 27 ديسمبر، 2024 لبنان تحت مجهر الإنتربول في تعقّب مسؤولي النظام... 27 ديسمبر، 2024 هل عاد المطلوب بالإعدام رفعت عيد من سوريا... 27 ديسمبر، 2024 “موقف المترقب”: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟ 27 ديسمبر، 2024 مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات،... 27 ديسمبر، 2024 الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024