“الجري” يوازي الأدوية فعالية في علاج الاكتئاب

يدعو العلماء إلى إضافة العلاج بالتمارين الرياضة إلى باقي علاجات الاكتئاب

اندبندنت عربية / فيشوام سانكاران

من المحتمل أن يوازي الجري بفعاليته الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب، بحسب ما أفضت إليه دراسة متقدمة قد تغير نتائجها جذرياً طريقة معالجة المرضى.

كما وجد الباحثون أيضاً أن الجري يعود بالفائدة على الصحة البدنية للفرد أكثر من مضادات الاكتئاب، التي لها أثر سلبي طفيف مع الوقت.

وعلى رغم من ذلك، أشارت الدراسة إلى أن الالتزام بالجري بدا أصعب من الالتزام بتناول الأدوية، أي إن عديداً من المشاركين فضلوا اتباع بروتوكول طبي أكثر من اتباع نظام اللياقة البدنية.

وقارنت الدراسة بين آثار مضادات الاكتئاب والجري في علاج القلق والاكتئاب والصحة العامة على أكثر من 140 مريضاً.

وفي الدراسة، وجد الباحثون أنه في حين أن كليهما لهما نفس الفوائد على الصحة العقلية، فإن الجري المنتظم لمدة 16 أسبوعاً خلال الفترة نفسها سجل نتائج أفضل من حيث تحسن الصحة البدنية، في حين أن مضادات الاكتئاب أدت إلى تراجع الصحة البدنية قليلاً، كما وجد العلماء، بمن فيهم بريندا بينينكس من جامعة أمستردام، أن معدل التخلي عن الالتزام كان أعلى بكثير في المجموعة التي اختارت في البداية ممارسة الرياضة.

وتم تقديم النتائج التي لم تقيَّم بعد من قبل الأقران في مؤتمر الصحة الدولي ECNP الـ36 في برشلونة.

وفي الدراسة، عرض على المرضى اختيار العلاج إما من طريق تناول مضادات الاكتئاب لمدة 16 أسبوعاً، أو من طريق الجري الجماعي لمدة 16 أسبوعاً. واختار 45 من المشاركين العلاج بمضادات الاكتئاب بينما شارك 96 في نشاط الجري الذي هدف إلى تنظيم جلستين إلى ثلاث جلسات جماعية لمدة 45 دقيقة أسبوعياً تحت إشراف دقيق في الفترة نفسها.

وبحسب الباحثين، فإن مجموعة المرضى الذي اختاروا العلاج بمضادات الاكتئاب شعروا بتحسن أقل مقارنة مع المجموعة التي اختارت العلاج بالجري.

وتقول الدكتورة بينينكس “أتاحت هذه الدراسة للأشخاص الذين يعانون القلق والاكتئاب خياراً حقيقياً إما الدواء أو التمارين الرياضية. ومما يدعو للاهتمام أن الغالبية اختارت العلاج بالتمارين الرياضة، لذلك أصبحت الأرقام في مجموعة الجري أكبر منها في مجموعة الأدوية”.

وكان على المرضى الذين اختاروا العلاج بمضادات للاكتئاب، الالتزام بالأدوية الموصوفة لهم، حيث لم يتم تسجيل أثر مباشر على السلوكيات اليومية. في المقابل، وجد أن التمارين الرياضية تعالج أيضاً أنماط الحياة المستقرة التي غالباً ما يعانيها مرضى الاكتئاب والقلق من خلال تشجيعهم على الخروج وتحديد الأهداف الشخصية وتحسين لياقتهم البدنية والمشاركة في النشاطات الاجتماعية.

فيما أشار الباحثون إلى أن الالتزام بالبروتوكول في مجموعة الجري كان أقل منه في مجموعة مضاد الاكتئاب، على رغم التفضيل الأولي للتمارين الرياضية على مضادات الاكتئاب.

وفي نهاية التجربة، أظهر نحو نصف عدد المشاركين في كلتا المجموعتين تحسناً في الاكتئاب والقلق، كما شهدت مجموعة الجري تحسينات واضحة في الصحة البدنية مثل ضغط الدم ووظائف القلب والوزن. من ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن مجموعة مضادات الاكتئاب أظهرت تدهوراً طفيفاً في هذه العلامات الأيضية.

وقالت الدكتورة بينينكس “بشكل عام، كان لمضادات الاكتئاب تأثير سيئ على وزن الجسم وتقلب معدل ضربات القلب وضغط الدم، في حين أن العلاج بالجري حسن اللياقة البدنية العامة ومعدل ضربات القلب على سبيل المثال”، بينما وجد أن مضادات الاكتئاب آمنة وفعالة، ولها آثار إيجابية على معظم الناس، ويدعو العلماء إلى توسيع ترسانة العلاج من خلال اعتماد العلاج بالتمارين الرياضة.

وأضافت، “لا يكفي أن يوصي الطبيب المرضى بالركض. حيث إن تغيير سلوك النشاط البدني سيتطلب إشراف متخصص وتشجيع كما فعلنا من خلال تنفيذ العلاج بالتمارين في مؤسسة رعاية الصحة العقلية”.

© The Independent

المزيد عن: الاكتئابرياضة الجريمضادات الاكتئاب