بأقلامهمعربي الثورة الناطقة… من الحراك الصامت إلى التعبير والإنشاء by admin 22 أكتوبر، 2019 written by admin 22 أكتوبر، 2019 23 البوح بالمآسي إذا ما طال أمده يصيب النفس اللبنانية بالإحباط اندبندنت عربية / مشير باسيل عون – مفكر لبناني في كل ثورة مراحل وأطوار وسبل تعبير. في الطور الأول نزل معظم الشعب اللبناني إلى الشارع يطالب الحكومة بالمحاسبة الصارمة، وبالعدالة الاجتماعية، وبالتغيير البنيوي. في الطور الثاني، بدأت التجمعات الشعبية في المناطق تدرك خطورة الأوضاع، فتسعى إلى استيضاح المشهد الثوروي الغضبي. أما في الطور الثالث، فينبغي أن يجرؤ الناس على خطوتين. الأولى يخطونها حين ينتدبون في كل تجمع شعبي وفي كل مدينة ثائرة وحي ثائر بضعةً من المستنيرين يثقون بهم لكي يلتئموا في محفل ثوروي هادئ يتباحثون في الرؤية التغييرية الشاملة، وفي الإستراتيجيا الأوسع، وفي الخطة العملية الميدانية، وفي الاستعداد للتفاوض مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية القائمة حتى الآن. الخطوة الثانية يخطوها الناس حين يرفعون في ساحات التجمع الشعبي أسماء الوزيرات والوزراء الذين يمكن الوثوق بهم للنهوض بمسؤولية الحكومة الانتقالية. https://www.canadavoice.info/wp-content/uploads/2019/10/الثورة-الناطقة...-من-الحراك-الصامت-إلى-التعبير-والإنشاء-اندب.mp4 من غير هاتين الخطوتين تسقط الثورة في مجاهل التمييع، ودهاليز الاستغلال، ووديان التلاعب. فالثورة، إذا ظلت على غضبها الشعبي العفوي الأول، صانت نفسَها من السياسة ومن تحديات المسؤوليات، ولكنها ابتليت بالعقم والإخفاق والاختناق. والثورة، إذا انتظمت واتسقت وأفصحت عن رؤيتها الشاملة وخطتها العملية، أخضعت نفسها لامتحان العمل السياسي، ولكنها أنقذت روحها وقيمها ومطالبها من السيلان والتزييف والتشويه. في هاتين الخطوتين تخضع الثورة اللبنانية لأقسى ألوان الامتحان. فإذا تبين أن اللبنانيين المحتشدين في الساحات الاعتراضية لا يستطيعون أن يتناقشوا تناقشاً حرا راقياً بناءً، من بعد أن ينشئوا مجلس مندوبيهم الثوروي من مختلف المناطق أو مؤتمر الثورة اللبناني، ومن بعد أن يفرزوا بضعة من الأسماء لتأليف الحكومة تأليفاً استثنائياً، فذلك يعني أن هذه الثورة لا تحمل فيها حس المسؤولية، ولا طاقات النهوض، ولا نضج الاختبار الإصلاحي. واليقين أن في التجمعات الشعبية طاقاتٍ هائلة من الفهم والتبصر والاستنارة والحكمة والعزم. لا يجوز للناس أن تظل في بوح دائم لمآسيها. فالبوح بالمآسي، إذا ما طال أمده، يصيب النفس اللبنانية بالإحباط. فلتصغِ الثورة إلى آلام الناس، وقد أصغت. ولتهب هبةً واحدةً من أجل إنجاز هاتين الخطوتين. ومن بعد ذلك، يمكن الناس أن تنزل إلى الشارع في كل أسبوع وفي كل منعطف تشعر فيه أن مجلس مندوبي الثورة متعثر في مفاوضة السلطات وفي تأليف الحكومة. الحكمة الواقعية يمكنها أن تؤيد العنفوان الثوروي لتبين له أن آخر الشهر على الأبواب، وأن العين على الضروريات الحياتية للأسر. فإذا ظل البلد متقطع الأوصال، والمرافق مشلولة، والإدارات معطلة، لا يمكن الثوار أن يستمروا في الثورة. حس المسؤولية والواقعية هو ضمان نجاح الثورة. ولذلك قلت بالتعبير والإنشاء، وقد استعرت العبارة من برنامج التنشئة الدراسية التي تلقن الأطفال القدرة على الإفصاح الجريء عن مكنوناتهم وهمومهم وطموحاتهم ومشاريعهم. والثورة تحتاج اليوم إلى مثل هذا الإفصاح! المزيد عن: لبنان ينتفض/لبنان/التظاهرات اللبنانية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ثورة “الخريف اللبناني”: لا حلول كلاسيكية next post انتخاب 10 من السكان الأصليين في مجلس العموم الكندي You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.