التوترات بين السيخ والهندوس: نائب ليبرالي يتهم زميلاً ليبرالياً بتهديده

راديو كندا الدولي / RCI

انتقلت التوترات بين طائفتيْ السيخ والهندوس في كندا إلى البرلمان الفدرالي في أوتاوا أمس عندما اتهم أحد نواب الحزب الليبرالي الحاكم زميلاً له، عضواً في الحزب نفسه، بتهديده.

وهذه حالة غير عادية للغاية في البرلمان الكندي.

ففي وقت مبكر من بعد ظهر أمس، حاول النائب سوخ داليوال، وهو سيخيّ يمثّل دائرة ’’ساري–نيوتن‘‘ (Surrey–Newton) في منطقة فانكوفر الكبرى في مقاطعة بريتيش كولومبيا، الحصولَ على موافقة جميع أعضاء مجلس العموم للاعتراف بأنّ الجرائم المرتكبة في الهند ضد أتباع الديانة السيخية عام 1984 تشكل ’’إبادة جماعية‘‘.

ولم يكن داليوال قد أنهى قراءة نصّ اقتراحه حتى تعالت الأصوات الرافضة للاقتراح في جلس العموم، بما فيها صوتٌ لنائب جالس على المقاعد المخصصة لليبراليين، ما أدّى إلى إحباط الاقتراح.

جلسة لمجلس العموم الكندي (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada

وبعد حوالي عشرين دقيقة، وقف نائب ليبرالي آخر، هو شاندرا آريا، بشكل مفاجئ في قاعة مجلس العموم للتنديد بترهيبٍ زعم أنه تعرّض له في قاعة الانتظار التابعة للمجلس بعد التصويت على اقتراح داليوال.

’’قبل بضع دقائق، وقف نائب ’’ساري–نيوتن‘‘ في المجلس ليطلب الموافقة بالإجماع، فرفضتُ الأمر‘‘، كشف آريا الذي يمثّل دائرة ’’نيبين‘‘ (Nepean) في منطقة أوتاوا في مقاطعة أونتاريو.

’’أعتقد أنه بينما كنت أغادر هذه القاعة (قاعة مجلس العموم)، هددني العضو بأنّي سأنتهي. وقام عضوٌ آخر بالتعرّض لي بعدوانية في قاعة الانتظار‘‘، قال آريا دون أن يذكر اسم هذا النائب الأخير.

وآريا، كزميله الليبرالي داليوال، من مواليد الهند، لكنه هندوسي الديانة.

بصفتي عضواً في البرلمان، يجب أن أكون قادراً على التعبير عن رأيي ووجهات نظري بحرية في مجلس العموم وألّا أشعر بالتهديد من أيّ كلام أو فعل من قِبل زملائي النواب.

نقلا عن شاندرا آريا، عضو ليبرالي في مجلس العموم

يُذكر أنّ آريا زار وطنه الأم، الهند، في آب (أغسطس) الفائت والتقى خلال زيارته بالرئيس الهندي، القومي الهندوسي ناريندرا مودي. وقالت وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا في بيان لها آنذاك إنّ آريا ’’سافر إلى الهند بمبادرة شخصية منه ولم يكن يمثّل حكومة كندا‘‘ في تلك الزيارة.

توترات بين السيخ والهندوس في كندا

لقطة من أعمال العنف قرب معبد ’’هندو سابها‘‘ الهندوسي في برامبتون في 4 تشرين الأول (نوفمبر) 2024.
الصورة: Radio-Canada / Evan Mitsui

وازدادت التوترات بين الجاليتيْن الهنديتيْن، السيخية والهندوسية، في كندا في الأشهر الأخيرة.

وقبل شهر ونيّف اندلعت أعمال عنف في مدينة برامبتون في أونتاريو عندما اشتبك متظاهرون سيخيون مؤيدون لإقامة دولة سيخية مستقلة بإسم ’’خالصتان‘‘، يتمّ اقتطاعها من الأراضي الهندية، مع متظاهرين مضادين كانوا يلوحون بالعلم الهندي.

وبعد حادثة أمس في مجلس العموم وضع النائب آريا منشوراً على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل دعا فيه الكنديين الهندوس إلى التعبئة والتواصل مع ممثليهم في مجلس العموم.

’’جرت عدة محاولات، داخل البرلمان كما خارجه، لمنعي من التعبير بحرية وعلانية عن مخاوف الكنديين الهندوس‘‘، كتب آريا.

ووفقاً لآريا، حتى لو كانت الهجمات التي تعرّض لها السيخ في أعقاب اغتيال رئيسة الحكومة الهندية أنديرا غاندي عام 1984 ’’بربرية‘‘، فإنّ القول بأنّها شكّلت عمل إبادة جماعية هو ’’مضلِّل وغير مبرَّر‘‘.

’’مرة أُخرى، أدعو الكنديين الهندوس إلى الاتصال بنوابهم في البرلمان والمطالبة بقوة بمعارضة هذه الأجندة التي يقودها أنصار خالصتان‘‘ والتي تتضمّن اقتراحات ’’مثيرة للانقسام‘‘، قال آريا.

يُشار إلى أنّ العلاقات الكندية الهندية تشهد توتراً منذ أن اتهم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في أيلول (سبتمبر) 2023 بشكل علني السلطات الهندية بالضلوع في اغتيال الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار في منطقة فانكوفر في غرب كندا في حزيران (يونيو) من العام نفسه. والمغدور كندي بالتجنس وكان من الداعين لإقامة دولة ’’خالصتان‘‘.

(نقلاً عن موقع راديو كندا (نافذة جديدة)، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: