الأربعاء, يناير 1, 2025
الأربعاء, يناير 1, 2025
Home » التاريخ السياسي للعلويين قبل حكم “البعث”

التاريخ السياسي للعلويين قبل حكم “البعث”

by admin

 

روّج الأسد لكذبة أنه حاميهم وبقية الأقليات

المجلة / سامي مبيض

هناك اعتقاد خاطئ بأن الطائفة العلوية كانت المستفيد الأول من نظام بشار الأسد، والأصح أنها كانت الأكثر تضرراً منه. لو كان الأسد يريد الخير لأبناء طائفته، منذ وصوله إلى الحكم قبل 24 عاما، لبنى لهم الجامعات والمدارس، ولأطلق المشاريع التنموية والاقتصادية في قراهم النائية، ولكنه لم يفعل كما لم يفعل والده من قبله. لقد فضلا أن تبقى قرى العلويين فقيرة ومعدمة، لكي يضمنا عوز أبنائها وولائها التام. لو كان أحد منهما قد بنى المدارس والجامعات في القرى العلوية، وخرّج منها العلماء والأطباء والمهندسين، لما وجد بشار الأسد علوياً واحداً مستعدا لحمل السلاح معه سنة 2011. لقد أراد الأسد لأبناء الطائفة أن يكونوا مجرد عسكر في خدمته، حجّاباً على أبوابه، حراساً في موكبه أو سائقين عنده وعند بقية المسؤولين، أو- في أحسن الأحوال– مهربين ومرتزقة، إما في سرايا الدفاع أولاً، وإما في الحرس الجمهوري، ثم في الفرقة الرابعة ثانيا. ضمنياً لم يكن وجهاء الطائفة راضين عن انقلاب حافظ الأسد سنة 1970، أولاً لاعتقاله اللواء صلاح جديد وزجه في سجن المزة حتى وفاته سنة 1993، ولأنه أبعد كل مشايخ الطائفة أو أبناء عائلاتها الإقطاعية الكبرى، من آل كنج والعباس والهواش وغيرهم، واستبدل بهم ضباطه المنحدرين من أصول علوية متواضعة جداً. ثم جاء بشار الأسد إلى الحكم سنة 2000، الذي جرّ أبناء الطائفة إلى معركة دموية مع اندلاع الثورة السورية سنة 2011، مات فيها عشرات الآلاف من شبابهم، دون تعويض أسرهم بشكل لائق من قبل النظام. أبقى قراهم في الظلماء، وما تبقى من مجتمعهم في فقر مدقع، بينما كان هو ورجالاته يشيّدون القصور، ويجمعون الثروات الطائلة، قبل أن يدير الأسد ظهره ويتخلّى عنهم جميعاً ليلة 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

روّج الأسد لكذبة تاريخية كبيرة بأنه حامي العلويين وبقية الأقليات، ولولاه لما وصلوا إلى مناصب رفيعة في الدولة والجيش، علماً بأنهم تقلّدوا أرفع المناصب في سنوات الاستقلال الأولى، منها قيادة سلاح الطيران، وقيادة الشرطة العسكرية، وحقائب الصحة، والأنباء، والأشغال العامة، والداخلية. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية نادرة لدحض تلك الأكاذيب، كي تتخلص الطائفة من إرث الأسد، وتعود لممارسة دورها الطبيعي في المجتمع السوري، الذي كان فعّالاً ومتناسباً مع تعداد الطائفة في النصف الأول من القرن العشرين، وحتى مجيء حزب “البعث” إلى السلطة عام 1963.

استخدمت كلمة “علوي” للمرة الأولى من قبل الفرنسيين، حيث أدخلوها إلى القاموس السوري للتفريق بينهم وبين المسلمين السُّنة

دولة العلويين

تأسست “دولة بلاد العلويين” (Territoire des Alaouites) في سبتمبر/أيلول عام 1920، بمرسوم موقع من الجنرال الفرنسي هنري غورو بعد شهرين من فرض الانتداب الفرنسي على سوريا. امتدت سلطتها على مدن اللاذقية وطرطوس الساحليتين- بغالبيتهما السنية- واستثنت جسر الشغور المطلة على القرى العلوية، وسنجق طرابلس شمال لبنان. قُسمت الدولة العلوية إلى ثمانية أقضية، لكل منها قائمقام، ووُزع كل قضاء إلى ناحية، لكل منها مدير معين من قبل السلطات الفرنسية. وكانت كلمة “علوي” تُستخدم للمرة الأولى، حيث أدخلها الفرنسيون إلى القاموس السوري للتفريق بينهم وبين المسلمين السُّنة، الذين سُمّوا في أوراق فرنسا الرسمية بالمُحمّديين، وعليه بات السُّنة برأي فرنسا يتبعون النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- والعلويون يتبعون الإمام علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين وآخرهم. ووفق إحصاء عام 1923، بلغ عدد سكان دولة العلويين 101 ألف علوي، و94 ألف مسلم سُّني، و34 ألف مسيحي، وخمسة آلاف إسماعيلي. تفوق المسلمون والمسيحيون على العلويين في دولتهم بالمال والمستوى التعليمي، وبذلك كانت لهم وليس للعلويين اليد العليا في الدولة الجديدة. لم يشكل العلويون أكثر من 4 في المئة من موظفي الدولة العلوية، بالرغم من حصولهم على جميع معالم السيادة، من مجلس حكم محلي، وشرطة محلية، وهويات شخصية باسم دولتهم، وصولاً إلى علم جديد فيه شمس كبيرة مرسومة على خلفية بيضاء. وكان هناك مجتمع علوي في لواء إسكندرون، ومجموعة صغيرة منهم يقيمون في دمشق، لا يتجاوز عددهم 8 من عشرة في المئة من عدد سكان العاصمة. وبما أن الدولة العلوية كانت بحاجة إلى تنمية كبيرة جداً، قدرت قيمتها بما لا يقل عن مليون فرنك فرنسي، فقد اقتطعت فرنسا من عائدات دولتي دمشق وحلب، وحوّلتها إلى دولة العلويين عام 1921.

ويكبيديا

 

أول ذكر غربي للعلويين جاء في مراسلات الصليبيين، وجاءت فتوى ضدهم من شيخ الإسلام ابن تيمية في القرن الرابع عشر، التي ضاعفت من اضطهادهم في زمن الحكم العثماني. معظم ما عرفه الناس عنهم كان مبنياً على نسج الخيال، وقصص شعبية تداولها السوريون من جيل إلى آخر دون الرجوع إلى الطائفة نفسها لمعرفة حقيقة دينهم وعاداتهم الاجتماعية. ومع مرور الزمن، نشأ نوع من “الجيب العلوي” في جبال الساحل السوري، خالياً تماماً من أي وجود حكومي، فلم ترسل إليهم الدولة العثمانية إلا القليل جداً من المدرسين والشرطة. ومع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 كان عدد العلويين لا يتجاوز المئة ألف نسمة، جميعهم يعمل في الزراعة، لأن اليد العاملة في قراهم كانت رخيصة، وكان أبناء الطائفة يزرعون القطن وأفخر أنواع التبغ المصدر إلى أوروبا، وكانت ملكية هذه الأراضي الزراعية في يد نخبة صغيرة من الوجهاء العلويين، الذين عرفوا بالإقطاع العلوي. وعندما أنشأت فرنسا جيش الشرق لحماية مصالحها في سوريا، تدفّق أبناء الطائفة للتطوع في صفوفه مع عدد كبير من الأكراد والدروز والشركس والمسيحيين.
رفض الجنرال غورو تعيين حاكم محلي للدولة العلوية، كما كان الحال في دولتي دمشق وحلب، ووضعها تحت حكم ضابطين فرنسيين، هما إميل نايجير وغاستون بيلوت. حكما الجبل واللاذقية بمساعدة مستشارين فرنسيين مكلفين بإدارة العدل والبرق والبريد والجمارك، يساعدهم مجلس من الأهالي مؤلف من اثني عشر رجلاً: سبعة علويين، ومسيحيان، وسُنيان، وإسماعيلي واحد، اختارهم جميعاً ممثل المفوض السامي روبرت دو كي. ومع قيام الحكم الفيدرالي في سوريا سنة 1922، صارت دولة العلويين جزءاً من كيان سياسي يضم دولتي دمشق وحلب، وعُيّن مجلس ممثل لها في دولة الاتحاد السوري، مؤلف من ثلاثة علويين: إسماعيل جناد وجابر العباس (شيخ قبيلة الخياطين)، وإسماعيل هواش (شيخ قبيلة المتاورة)، مع نائب سني (عبد الواحد هارون) ونائب مسيحي (إسحاق نصري).

في سنة 1933، نظمت برقيات من أبناء الطائفة العلوية تطالب بالاستقلال، وكان أحد الموقعين عليها علي سليمان الأسد (والد حافظ الأسد) الذي عاد سنة 1936 ووقع على معروض مخالف تماماً، طالب بالوحدة مع بقية الأراضي السورية

ذاق العلويون طعم الديمقراطية الأول في الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في سوريا يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، وبلغت نسبة الاقتراع في قراهم وبلداتهم 77 في المئة. ظهرت صحيفة “الصدى العلوي” في الدولة العلوية، وانقسم أبناء الطائفة بين مؤيد للوحدة مع بقية الأراضي السورية، ومعارض لها. وعندما طرح الموضوع على التصويت في دولة الاتحاد السوري، وافق النائب السني عبد الواحد هارون على الوحدة في حين انسحب جابر عباس من الجلسة، قبل إقرار حلّ الدولة الفيدرالية واستعادة استقلال دولة العلويين، مع دمج دولتي دمشق وحلب في دولة واحدة سميت “الدولة السورية” اعتباراً من أول يناير/كانون الثاني عام 1925.

برقيات مؤيدة للوحدة وأخرى للاستقلال

في أول أغسطس/آب 1926 أرسل رئيس الدولة السورية أحمد نامي وزير العدل يوسف الحكيم إلى قرى العلويين للاجتماع بالأهالي والوجهاء، والاستماع إلى مطالبهم. وفي سنة 1933، نظمت برقيات من أبناء الطائفة العلوية تطالب بالاستقلال (autonomy)، وكان أحد الموقعين عليها علي سليمان الأسد (والد حافظ الأسد) الذي عاد سنة 1936 ووقع على معروض مخالف تماماً، طالب بالوحدة مع بقية الأراضي السورية. يومها كان وفد من الكتلة الوطنية في باريس برئاسة هاشم الأتاسي، يفاوض حكومة ليون بلوم الفرنسية على مستقبل سوريا، وكان الوطنيون يطالبون بوحدة الأراضي السورية كافة. وعند إقرار المعاهدة السورية الفرنسية التي أقرت بوحدة سوريا في 9 سبتمبر 1936، عاد وفد الكتلة الوطنية إلى دمشق وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية في نهاية العام نفسه. أنزل علم دولة العلويين ورفع علم سوريا في مكانه، ولكن الفرنسيين أعادوا الاستقلال إلى الدولة اعتباراً من يوليو/تموز 1939، يوم استقال الأتاسي من منصبه، وفرضت فرنسا الأحكام العرفية على سوريا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية في أول سبتمبر 1939.

أول وزير علوي

بعدها بسنتين، سمّي الشيخ تاج الدين الحسني رئيساً للجمهورية في 16 سبتمبر 1941 وأعلن استقلال سوريا عن الانتداب وإعادة ضم الجبلين، العلوي والدرزي. احتفل الشيخ تاج باستقلال سوريا ووحدة أراضيها، وفي عهده خصصت حقائب وزارية للأقليات للمرة الأولى في تاريخ سوريا، وأصبح منير العباس وزيراً للأشغال العامة في حكومة حسن الحكيم اعتباراً من 20 سبتمبر 1941، وعُيّن الوجيه الدرزي عبد الغفار باشا الأطرش وزيراً للدفاع. كلف العباس– وهو من العائلات الإقطاعية العلوية الكبرى- في الحقيبة ذاتها في حكومة حسني البرازي، حيث أوكلت إليه أيضاً وزارة البرق والبريد، وجدد له في حكومة جميل الألشي من يناير/كانون الثاني وحتى 25 مارس/آذار1943. وظل وزيراً في ثلاث حكومات امتدت على 15 شهراً، وهو أمر نادر في وقت كانت الوزارات تتغير فيه بشكل دوري ومعها الكثير من الأسماء.

في عهد القوتلي لمع نجم المفكر القومي العلوي زكي الأرسوزي، ابن منطقة لواء إسكندرون، الذي عد نفسه المؤسس الحقيقي لأفكار حزب “البعث” ومبادئه. وانتخب سنة 1943 الوجيه العلوي إسماعيل هواش نائباً في البرلمان

العلويون في عهد القوتلي

وبعد وفاة الشيخ تاج في بداية عام 1943 حاولت فرنسا الإبقاء على نظام المحاصصة الطائفية في سوريا، ليكون على غرار التجربة اللبنانية، ولكن الرئيس شكري القوتلي رفض ذلك، قائلاً إنه يختار وزراءه بناء على الكفاءة، وليس لأي اعتبارات طائفية أو مذهبية. في عهد القوتلي لمع نجم المفكر القومي العلوي زكي الأرسوزي، ابن منطقة لواء إسكندرون، الذي عد نفسه المؤسس الحقيقي لأفكار حزب “البعث” ومبادئه. وانتخب سنة 1943 الوجيه العلوي إسماعيل هواش نائباً في البرلمان، ومثّل المنطقة أيضاً النائب سلمان المرشد، ابن قرية جوبة برغال مؤسس الطائفة المرشدية المنشقة عن العلويين.
حارب الإقطاع العلوي المرشد بعنف، وكان للعائلات الإقطاعية العلوية الكبرى اليد العليا في إقناع حكومة دمشق باعتقاله فور جلاء الفرنسيين، ومن ثم إعدامه شنقاً بتهمة قتل زوجته في نهاية عام 1946.
أراد القوتلي الفصل بين المرشد وبقية أبناء الطائفة العلويين، فقرر خلق بطل بديل لهم في الشيخ صالح العلي، قائد ثورة الساحل ضد الفرنسيين سنة 1919. دعاه القوتلي إلى دمشق وقلّده وسام الاستحقاق في عيد الجلاء الثاني يوم 16 أبريل/نيسان 1947، وتعاون مع الصحافي العلوي عبد اللطيف يونس الذي كان قريباً منه، ووضع كتاباً عنه سنة 1958 بعنوان “تاريخ أمة في حياة رجل”.

أ ف ب / لوحة إعلانية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (يمين) ووالده حافظ الأسد، في مدينة اللاذقية الساحلية، 17 مارس 2016

وفي الجيش

وعند تأسيس الجيش السوري في عهد القوتلي في أول أغسطس عام 1945، نقلت إليه كل مقدرات جيش الشرق البشرية، ومنها أبناء الطائفة العلوية، الذين وجدوا أنفسهم بين الآباء المؤسسين للجيش، والمؤسسة العسكرية، مثل محمد معروف وعلم الدين القواس وغسان جديد ومحمد ناصر وغيرهم.
لم يكونوا منبوذين ولا مضطهدين في المؤسسة العسكرية- كما ادعى حافظ الأسد لاحقاً– وخير دليل على ذلك هو أن غسان جديد، وهو من أبرز أعضاء “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، دعي ليكون ملحقاً عسكرياً للبعثة السورية في الأمم المتحدة في مطلع عهد الجلاء، وعند اندلاع حرب فلسطين الأولى سنة 1948 أصبح قائداً للفوج العلوي في جيش الإنقاذ، ثم عضواً في لجنة مفاوضات الهدنة مع إسرائيل في زمن حسني الزعيم، ومعه العقيد محمد ناصر الذي سمّي قائداً لسلاح الجو السوري في 19 ديسمبر 1949. بذلك أصبح محمد ناصر أرفع ضابط علوي في الجيش السوري حتى تاريخه، وزميله عزيز عبدالكريم آمراً لسلاح المدفعية، ومحمد معروف رئيس الشرطة العسكرية، وهو من أبرز الضباط العلويين من الناحية العشائرية والعسكرية. ثم جاءت مشاركته في محاولة انقلاب فاشلة سنة 1956، سمّيت بالمؤامرة العراقية، وكانت تهدف للقضاء على حلفاء جمال عبدالناصر في سوريا، ما قضى على مستقبله السياسي.

سياسياً كان هناك وجودٌ شبه ثابت للطائفة العلوية في السلطة التنفيذية اعتباراً من أول مارس 1954، يوم سمّي الشاعر الكبير بدوي الجبل وزيراً للصحة في حكومة الرئيس صبري العسلي الأولى

شارك العلويون في انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي في 29 مارس/آذار 1949، وفي انقلاب سامي الحناوي على حسني الزعيم في 14 أغسطس 1949. كان علم الدين القواس أحد الذين اعتقلوا الزعيم وقادوه إلى ساحة الإعدام، وأصبح محمد ناصر عضواً في مجلس العقداء قبل اغتياله على يد ضابطين من المكتب الثاني في 31 يوليو/تموز 1950. لم يكن الهدف من اغتياله طائفياً بل سياسيا، لأنه عارض العقيد أديب الشيشكلي إبان انقلابه على قائد الجيش اللواء سامي الحناوي في ديسمبر 1949.

جريمة عدنان المالكي

ومن أبرز محطات الضباط العلويين في الجيش السوري كانت مشاركة عدد منهم في جريمة اغتيال العقيد عدنان المالكي، رئيس الشعبة الثالثة في 22 أبريل 1955. وجميعهم كانوا أعضاء في “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، ولهم ثأر شخصي مع المالكي الذي كان يخشى تمدد العلويين في الجيش، ويسعى إلى تقليم أظافرهم، وتحديداً أظافر غسان جديد.
القاتل الرئيس يونس عبدالرحيم أطلق النار على نفسه قبل اعتقاله في ملعب دمشق البلدي، واعتقل اثنان آخران، وكان أحدهما من آل مخلوف، الذي أعدم. وقد لاحقت أجهزة المخابرات السورية غسان جديد إلى لبنان، وقامت بتصفيته في منطقة رأس بيروت في19 فبراير/شباط 1957، ليكون ثاني ضابط علوي رفيع بعد محمد ناصر يجري اغتياله.

الوزراء العلويون في الخمسينات

سياسياً كان هناك وجودٌ شبه ثابت للطائفة العلوية في السلطة التنفيذية اعتباراً من أول مارس 1954، يوم سمّي الشاعر الكبير بدوي الجبل وزيراً للصحة في حكومة الرئيس صبري العسلي الأولى. كان بدوي الجبل ثاني وزير علوي بعد منير العباس، وقد تقلّد الحقيبة نفسها في حكومة الرئيس فارس الخوري الأخيرة من 29 أكتوبر/تشرين الأول 1954 ولغاية 13 فبرير/شباط 1955. كان بدوي الجبل شخصية وطنية مرموقة وابن شيخ وقور، وكان عضواً مؤسساً في “الحزب الوطني”، الذي ولد على أنقاض “الكتلة الوطنية” سنة 1947، وقدّم من أشعاره قصيدة “نحنا والقمر جيران” للمطربة اللبنانية فيروز، قبل أن يأتي نظام “البعث” لاختطافه وضربه وإهانته بعد وصوله إلى الحكم سنة 1963.
عُيّن بعدها الطبيب والسياسي العلوي وهيب غانم وزيراً للصحة بالوكالة في حكومة صبري العسلي الثانية في 13 فبراير 1955، وهو البعثي القديم الذي نسّب حافظ الأسد إلى الحزب. عاد بدوي الجبل لتسلّم حقيبة الدولة في حكومة الرئيس سعيد الغزي في 13 سبتمبر 1955، ثم وزيراً للدعاية والأنباء والإذاعة حتى 14يونيو/حزيران 1956. وكان عزيز عبد الكريم آخر وزير علوي عرفته سوريا قبل انقلاب “البعث”، حيث سمّي وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس خالد العظم الأخيرة من 17 سبتمبر 1962 ولغاية انقلاب 8 مارس 1963.

المزيد عن:  سقوط الأسد تغطية خاصة بشار الأسد حافظ الأسد العلويون

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00