روبرت كيندي والأسرة (رويترز) X FILE التاريخ الخفي لآل كينيدي: رحلة الصعود إلى الهاوية by admin 18 يوليو، 2024 written by admin 18 يوليو، 2024 96 اغتصاب نساء وتعنيف زوجات وعلاقات مكرهة واعتداءات شبه معلنة مع الإفلات من العقاب اندبندنت عربية / سناء عبد العزيز حظيت عائلة الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي بنصيب وافر من الثروة والجاذبية والنفوذ، بقدر ما نالت نصيباً أوفر من المرض والقتل والانتحار والحوادث المؤسفة عبر سلالتها كاملة. ولا تزال الصحف والمجلات تفاجئنا بين وقت وآخر، بمصرع أحد أفراد العائلة المنكوبة في حادثة مريعة أو مرض لا برء منه، مما حدا بالبعض إلى أن يطلق على تلك السلسلة من ضربات القدر “لعنة كينيدي” أو “مأساة عائلة كينيدي”. غير أن هذا التاريخ المعلن في شأن الحظوظ والنكبات، لم يشغل بال الصحافية الاستقصائية مورين كالاهان في كتابها “لا تسأل: آل كينيدي ونساء دمرنهم/ Ask Not: The Kennedys and the Women They Destroyed” الصادر حديثاً عن دار “مدلارك/ Mudlark” للنشر. إن ما شغل كالاهان حقاً هو التاريخ الخفي والمخيف لآل كينيدي المرتبط بسلوكهن تجاه النساء تحديداً، سواء من داخل الأسرة أو من خارجها، مشهورات كن أو مغمورات أو حتى ضحاياهن من فتيات الليل. وياله من تاريخ حافل بالفضائح والضحايا والقيل والقال، جعل كاتبته تضطر إلى التعامل مع أحداثه الفاحشة بألفاظ عارية ولائحة من الاتهامات الجريئة. نساء يركضن مع الذئاب تستلهم كالاهان فعل النهي باللام الجازمة الوارد في العنوان، من خطاب لكينيدي، يحث فيه شباب أميركا على الالتحاق بالخدمة الوطنية: “لا تسأل ما الذي بوسع وطنك أن يفعله من أجلك، واسأل ماذا بوسعك أن تفعل من أجل وطنك”. بهذه العبارة يضع الكتاب قاعدته الجوهرية في استقطاب النساء لتشكيل عدد من الحكايات عن 13 امرأة، أوقعهن سوء الطالع في طريق آل كينيدي المعبد بكراهية النساء والاغتصاب مع الإفلات من العقاب. فقط لأنهن أذعن للقاعدة التي روج لها كينيدي في حفل تنصيبه، واستطاع أن يطبقها على كل من تروق له من النساء بدهاء منقطع النظير. تقول كالاهان “لم يطلبن شيئاً في المقابل، كان من المتوقع منهن أن يفعلن ما يطلبه قائدهن الأعلى، وهو ما يعني إشباعه أينما ومتى شاء”. الكتاب الجديد الذي يكشف الفضائح (أمازون) تبدأ شجرة العائلة بجوزيف باتريك كينيدي الأب “السادس من سبتمبر (أيلول) 1888 – الـ18 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1969” المعروف بشراهته للجنس والمال، وقد جرب ويلات حرب عالميتين، وفقد ابنه في الثانية. نجح “جو” باعتباره بطريرك العائلة، في حصر زوجته في دور الحمل والإنجاب حتى انطفأت جذوتها، بينما يقضي وقته مع فاتنات السينما، إما برضاهن أو على رغم عنهن كما الحال مع غلوريا سوانسون التي اغتصبها حتى قبل أن يقدم نفسه إليها! حتى ابنته روزماري لم تنج من بربريته. كان جو يشعر بالخجل والإحراج في وجودها، بدلاً من مساعدتها على الاستشفاء. فقد كانت تعاني مشكلات سلوكية، وتبدو بدينة بعض الشيء. لم تستسغ كبرياؤه أن تضم الشجرة المباركة أي ثمار معطوبة، وهو سفير أميركا لدى كندا، أنجب النائب العام والسيناتور ورئيس الجمهورية. لا غرابة إذن أن يشيد بالنظام العالمي الجديد لهتلر، وأفكاره الداروينية في شأن تحسين النسل النازي. هكذا نظر جو إلى ابنته باعتبارها منتجاً معيباً لا بد من استبعاده من الصور الصحافية. وما إن بلغت الـ20 بلغ حد القسوة لأن يخضعها لجراحة خطرة من دون تخدير ومن دون استشارة زوجته، في محاولة لاستئصال الجزء المعطوب من المخ الذي يهدد نقاء النوع. أفضى فشل الجراحة الهمجية فشلاً ذريعاً إلى عجز دائم للفتاة، لتقضي بقية حياتها في مؤسسة في جيفرسون (ويسكونسن)، تعاني مشكلات في الحركة والنطق فضلاً عن التبول اللاإرادي، بعيداً تماماً من عدسة الكاميرا التي اعتادت أن تلتقط صور آل كينيدي خالية من الشوائب. الفرسان الثلاثة جون كنيندي قبيل الإغتتيال (رويترز) طبيعي جداً أن يلعب الشريط الوراثي لعبته المخيفة في الاستنساخ، وتنتقل البذرة الملعونة إلى الأبناء روبرت، تيد، وجون كينيدي الذي أصبح الرئيس الـ35 للولايات المتحدة في الفترة من عام 1961 حتى اغتياله 1963. لم يختلف جون عن والده قيد أنملة في علاقاته المثيرة مع النساء مثل جاكلين أوناسيس ومارلين مونرو التي بلغت بها الأحلام حد مرتبة السيدة الأولى، كما استفزت زوجته جاكلين بخبر حلولها الوشيك في البيت الأبيض بدلاً منها، فما كان من جاكي إلا أن أعلنت عن غبطتها، بظهور ضحية جديدة تحمل عنها جبال الهموم الثقيلة. في كتاب صدر 1977 بعنوان “الجانب المظلم من كاميلوت” يبرز الصحافي سيمور هيرش مدى الخطر الذي مثله جموح مونرو على كينيدي وغيرها، ممن انتهت بهن الحال بالموت في ظروف غامضة، أو الانتحار بجرعة زائدة مثل مارلين جميلة الجميلات وهي في سن الـ36. إن شيئاً من مغامرات كينيدي وتحويله البيت الأبيض إلى مختلى لممارسة الجنس، ندين بمعرفته إلى لذة البوح، التي دفعت بـ13 امرأة إلى كتابة مذكراتهن في محاولة للاستشفاء، من بينهن الممثلة الألمانية مارلين ديتريش التي دفعها سوء حظها مرتين في طريق آل كينيدي، إذ كانت صديقة والده جو، وكان يصغرها بـ20 سنة، عندما اقتحم غرفتها قبل بدء عرضها المسرحي بنصف ساعة، ليصفي حساباً بينه وبين والده. مارلين التي بلغت الـ60 أخبرته بأنها لم تعد شابة، وهو ما كان يعرفه بالفعل. أعلنت عن ضيقها “لا تعبث بشعري لدي عرض الآن”، وحين سألها عن حقيقة علاقتها بوالده، أنكرت. فرد بانتصار “كنت أعرف أنه يكذب”. مارلين مونرو لحقتها لعنة آل كيندي (صفحة الممثلة – فيسبوك) أخوه تيد المعروف بـ”السكير وزير النساء الأسطوري”، تسبب طيشه في تشويه سمعة زوجته، كما تسبب في غرق ماري جو كوبيشن بعد أن انحرفت سيارته عن الرصيف وهو في حالة سكر شديدة فسقط من فوق جسر في جزيرة “تشاباكويدك”. وقال في تصريح لاحق، بعد أن نجا بنفسه، تاركاً رفيقته تموت ببطء في أعماق المحيط بقلب بارد: “لقد تساءلت كثيراً ليلة الحادثة إذا ما كانت هناك لعنة حقيقة تطارد أفراد عائلة كينيدي”. أبناء وقتلة ورث جون الابن بدوره الاعتداد الذكوري، بدءاً من تفاخره بمعالم جسده في حمامات السباحة، وانتهاء بترهيب زوجته وشقيقتها عام 1999، لحملهما على الطيران معه على متن طائرة بخاصة لم يكن مؤهلاً لقيادتها. غير أن رغبته في إثبات تفوقه بتجربة عملية، انتهت بارتباكه أمام لوحة العدادات حتى اصطدمت الطائرة بمياه المحيط. في اليوم التالي، عثر الغواصون على حطام الطائرة على عمق 120 قدماً تحت سطح الأطلسي، وبين الشظايا المتناثرة على مساحة واسعة كانت ترقد جثتي كارولين ولورين، بينما القائد الهمام، جون جونيور، لا يزال مقيداً في مقعد الطيار. تصف كالاهان الحادثة بأنها “جريمة قتل وانتحار”، تضاف إلى جرائم آل كينيدي الذين لم يكتفوا باستنزاف ضحاياهم بل برعوا أيضاً في تصوير ما آلت إليه مصائرهن على النحو الآتي: “أشهر هؤلاء النساء، تمت إعادة صياغتهن في كثير من الأحيان باعتبارهن مهندسات زوالهن، أو كنساء يطالبن بذلك، أو كتهديدات وشيكة لسلالة كينيدي”. تعتمد كالاهان على عدد كبير من المقابلات والمصادر الأرشيفية لتوفير أدلة دامغة على مدى استغلال السلطة في تشويه سمعة كل من تجرأن على الصراخ. تمتد الإدانة من عائلة كينيدي، إلى النظام الأوسع الذي يحميهم، فإذا ببلد يقف خلف قفص اتهام نسجته كالاهان على صفحات كتابها، بدءاً من الصحافة بمعاييرها المزدوجة، والنظام القضائي، وكل من تورط في تضليل الرأي العام، ومساعدة آل كينيدي على المضي قدماً في غيهم. على نقيض المحاكم التي أطلقت سراح كل فرد وقع تحت طائلة المساءلة، تعيد الكاتبة ضحايا التاريخ إلى مسارهن الصحيح وتمنحهن صوتاً جماعياً وأسماء لا بد من إدراجها في قلب قصة العائلة السيئة السمعة من جاكلين أوناسيس ومارلين مونرو إلى كارولين بيسيت، ومارثا موكسلي، وماري جو كوبيشن، وروزماري كينيدي، و”أخريات لا نعرف أسماءهن جيداً ولكن ينبغي علينا أن نعرف”. ودائماً ما تكون للحكايات تتمة. تنتقل كالاهان من الماضي لاستقراء الحاضر، سواء على مستوى العالم في شأن العلاقة بين السلطة والجنس أو في ما يخص أميركا، وآل كينيدي تحديداً. كالاهان التي بدأت من جو الجد، تنتهي إلى روبرت كينيدي جونيور، ابن أخت جاكي، المرشح الحالي لرئاسة الولايات المتحدة، والمعروف بتشبعه بجينات عائلته. وليس أفظعها حادثة انتحار زوجته الثانية في عام 2012 بعد أن قرأت يومياته واطلعت على قائمة التقييمات التي منحها لعشيقاته لوصف أدائهن وكانت من بينهن. يقول الصحافي بيتر كونراد عن الكتاب: “انسوا فكرة التظاهر بالخدمة العامة التي يتلفظ بها هؤلاء الرجال المشوهون وهم يروجون للأصوات. إنهم يسعون إلى الحصول على مناصب انتخابية لأنها تسمح لهم بالتصرف وفق مزاجهم ـ الاستيلاء في صورة عشوائي على أجساد النساء أو إطلاق النار على المارة في الجادة الخامسة مع الإفلات المطلق من العقاب. إن امتلاك السلطة على الآخرين يعوض عجزهم المرتعش، ونحن جميعاً، وليس فقط أولئك الزوجات والعشيقات، ضحاياهم المعرضون للمحو والإساءة”. المزيد عن: عائلة كنيديالولايات المتحدةخفيعلاقات مكرهةالعقابمارلين مونرواعتداءاتإغتيالنساء 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عامان على الحوار الوطني في مصر… هل الانعقاد يكفي؟ next post جون بولتون يكتب عن: الرئيس الإيراني الجديد ودونالد ترمب You may also like أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 حافظ الأسد كان قلقا من أن تلقى سوريا... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: بن لادن استقبل مبعوث... 21 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 “إسرائيل الكبرى”… حلم صيف يميني أم مشروع حقيقي؟ 12 نوفمبر، 2024 الشرق الأوسط الكبير حلم أم كابوس؟ 7 نوفمبر، 2024