الثلاثاء, نوفمبر 12, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 12, 2024
Home » الباحث الإيراني مصدق بور: “محور المقاومة” تلقى ضربات كبيرة… ليست قاضية

الباحث الإيراني مصدق بور: “محور المقاومة” تلقى ضربات كبيرة… ليست قاضية

by admin

 

قال في حديث لـ”المجلة” إن هناك صراعا بين شرقين أوسطين في المنطقة

لندن – “المجلة”

قال الباحث والخبير الإيراني مصدق بور، إن “حل الدولتين” لن ينجح وأن “حل الدولة الواحدة” هو الوصفة الناجحة للتسوية، بحيث “يجري استفتاء يقرر مصير هذه الدولة واسمها ونظامها السياسي”. وأشار إلى قول “المرشد” علي خامنئي بأن إسرائيل ستزول “جراء التناقضات الداخلية”، متوقعا حصول ذلك في 2040.

وأفاد بور، القريب من مواقع القرار في طهران، بأنه “يعترف” بأن “محور المقاومة تلقى ضربات كبيرة، لكنها ليست قاضية وحاسمة”. وقال إن الجيل الجديد في “حزب الله” بعد اغتيال قادته، بينهم حسن نصرالله تقوده إيران بشكل مباشر.

وأوضح ردا على سؤال أن المنطقة تشهد حاليا صداما بين شرقين أوسطين، الأول بقيادة إسرائيل والثاني بقيادة “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” بالتحالف مع دول المنطقة. وزاد: “إيران تريد شرقا أوسط جديدا خاليا من إسرائيل. تريد شرقا أوسط يتعامل أيضا مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن بصورة مشروعة”.

وهنا نص الحديث الذي جرى عبر الهاتف، خلال إقامة بور في دبي:

* كيف تنظر إلى المواجهة المباشرة التي حصلت بين إيران وإسرائيل؟

– طبعا هذه المواجهة المباشرة كانت متوقعة. الكل كان يعلم، بسبب السياسة العدائية المتبادلة بين الجانبين ورفض إيران أساسا للوجود الإسرائيلي، وتغير الخطاب الإيراني بعد “الثورة” عام 1979. وبالتالي، كان هناك توتر وعدم اعتراف ونشاط مكثف من إيران، وإجراءات اتخذها الإمام الخميني فيما يتعلق بإسرائيل، لخّصت أساسا وجود إسرائيل باعتبارها دولة في الأرض الإسلامية. وأيضا، كان هناك سبب آخر، وهو أن الإمام الخميني كان يرى أن النظام السابق كان يحظى بدعم كبير من إسرائيل، إذ إن نظام الشاه محمد رضا بهلوي اندمج في منظومة السياسة الإمبريالية الأميركية، وأقام علاقات وطيدة، ربما يمكن وصفها بأنها شبه استراتيجية، مع الجانب الإسرائيلي.

كانت العلاقات قائمة في المجال العسكري وأيضا في المجالات الأخرى، حتى في المجال النووي، إذ قدم الإسرائيليون خدمات لنظام الشاه فيما يتعلق بامتلاك مفاعلات نووية. وفي كثير من القضايا، وقفوا إلى جانبهم عسكريا.

هناك أزمات عاصفة أصبح حلها خارجا حتى عن سيطرة حلفاء إسرائيل، خاصة الولايات المتحدة الأميركية. هم يعلمون، اليوم، أن كل ما يقدم من إسرائيل مسكنات ومحاولات دفاعية

وبذلك- نتيجة لهذا العداء وتغير الخطاب- أصبح الجانبان الإسرائيلي والأميركي عدائيين تجاه إيران بشدة. هذا العداء لم يكن محصورا في التصريحات والشعارات، بل أصبح واقعا عمليا. وشعرت إيران أن هناك تآمرا كبيرا عليها من أميركا وإسرائيل، بمحاولات لإشعال فتن داخلية واغتيال قيادات النظام الإسلامي في الداخل، وأنشطة معادية خارج إيران. كما حدثت حوادث كثيرة، بما في ذلك انفجارات استهدفت مصالح إسرائيلية، اتُّهِمت إيران بها. هذا الأداء العدائي استمر طويلا حتى وصلنا إلى وقتنا الحاضر.

* هل تعتقد أن الجولة الأخيرة ستعيد الطرفين لـ “حرب الظل”؟

– نعم، أتوقع أن يعودا إليها. الجميع كان يعلم أن هناك حربا غير مرئية بين الجانبين، مع نشاط مكثف إيراني في مجالات مختلفة: المجال العسكري، والأمني، والاستخباراتي، وحتى في المجال الثقافي. إيران واصلت هذه الأنشطة بكثافة ضد الكيان الإسرائيلي. أهدافها كانت عديدة، من بينها ترسيخ فكرة أن هذا الكيان هو كيان محتل. هذا الكيان هو ربما الدولة الوحيدة أو الكيان الوحيد الذي تأسس على موجات الهجرة. كل السكان في إسرائيل اليوم وُلِدوا هناك من آباء وأمهات مهاجرين جاءوا من دول أخرى، وبالتالي لا توجد لديهم جذور عميقة في الأرض الفلسطينية، بل جاءوا طمعا في حياة أفضل لهم وتأسيس وطن قومي ديني لهم على أساس بعض التحريفات التوراتية والتعاليم التلمودية.

* هل تريد إيران تدمير دولة إسرائيل؟

– أساسا هناك سوء فهم للخطاب الإيراني ومواقفها تجاه إسرائيل. ربما الذين يظنون ذلك أخطأوا في فهم هذا الموقف وهذه السياسة الإيرانية. بعد “الثورة” عندما تبنى الإمام الخميني القضية الفلسطينية، اعتبرها قضية مركزية، ودوّن ذلك في الدستور الإيراني، في الدفاع عن المستضعفين والشعب الفلسطيني وتحرير القدس. وصدرت تصريحات من الإمام الخميني في إشارة إلى ضرورة وأهمية الوحدة الإسلامية، من أن كل مسلم إذا سكب سطلا من الماء على إسرائيل ستجرف المياه هذا الكيان. وبالتالي، هو كان يدعو إلى الوحدة لإنهاء احتلال أرض فلسطين. ولكن في الوقت نفسه، لم تفكر إيران مطلقا في التخلص من إسرائيل أو إزالة إسرائيل بالقوة العسكرية القاهرة.

* لماذا؟

– لأن إيران تعلم، والكل يعلم، أن إسرائيل ليست القوة العظمى في العالم، إسرائيل ليست القوة الإمبريالية. اذ أننا نلاحظ اليوم إسرائيل تحارب بالسلاح الأميركي والتكنولوجيا الأميركية وتحت الغطاء الأمني والاستخباري الأميركي والسياسي والدعم الإعلامي. لذلك من الصعب التخلص من هذه القدرة. فالحرب مع إسرائيل تعني الحرب مع أميركا ومع القوة الإمبريالية. وبالتالي، إيران لم تكن مستعدة لهذه الحرب ولا تريد هذه الحرب، واتبعت سياسة خاصة.

رويترز / سماء عمان، العاصمة الاردنية، بعد اعتراض مسيرة إيرانية كانت أطلقت على إسرائيل

* وهي؟

– أولا كانت تستفيد من التحول الجيوسياسي والجيو-اقتصادي في العالم وأيضا في منطقتنا، لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف أميركا وانكماش النفوذ الأميركي في هذه المنطقة. انكماش النفوذ الأميركي، يؤدي إلى ضعف إسرائيل وإمكانية التخلص منها بسهولة. هكذا كانت تفكر إيران. وأيضا طرحت إيران مبادرة تتفق مع القانون الدولي باعتبار أن إسرائيل دولة عنصرية، دولة التمييز العنصري. ونحن لدينا تاريخ يقول لنا إن هذه الدول وهذه الأنظمة، أنظمة الآبارتهايد، تتوفر فيها كل مقومات الانهيار الذاتي. يعني هي تأكل نفسها، تنخر نفسها من الداخل.

* تتوقع أن تنتهي إسرائيل من تلقاء نفسها وأن تأكل نفسها؟

– هناك كلام شهير لـ”المرشد” خامنئي يقول إن إسرائيل لن يكون لها مستقبل بعد 25 عاما. هذا الكلام ليس مجرد شعار، ولكنه يعتمد على حسابات وتقديرات كبيرة.

* متى قال ذلك؟

– الكلام يعود إلى عام 2015. وبعد 25 عاما، أي في عام 2040، لن تبقى إسرائيل. هذا تقدير خامنئي، والشواهد والأدلة تشير إلى ذلك. اليوم هناك أزمات عاصفة أصبح حلها خارجا حتى عن سيطرة حلفاء إسرائيل، خاصة الولايات المتحدة الأميركية. هم يعلمون، اليوم، كل ما يقدم من إسرائيل مسكنات ومحاولات دفاعية.
إسرائيل كانت قوة هجومية وتستفرد يوميا بالدول العربية، وتتمدد أكثر وتستولي على مزيد من الأراضي، وتشن الحروب المنتصرة دائما. قبل “الثورة الإسلامية” كانت إسرائيل تحتل أجزاء كبيرة. وتهدد وترهب، وكانت تتبنى شعارها “من النيل إلى الفرات” وتعمل بخطوات حثيثة للوصول إلى هذا الشعار  ولكن بعد مجيء “الثورة الإسلامية” وحركات التحرر الإسلامية و”محور المقاومة” الذي تشكّل في إيران، بدأت إسرائيل تنكمش تدريجيا. حتى إنها اليوم ابتعدت عن شعارها “من النيل إلى الفرات” وأصبحت محصورة وسط أربعة جدران في القدس الغربية.

* لكنها تقصف إيران وتقصف دولا عربية كثيرة؟

– للأسف، نتيجة للتطورات الأخيرة، ربما استطاعت أن تحقق بعض الانتصارات التكتيكية، وتتمدد بالقوة النارية الأميركية ولكن هذا أيضا لا يعتبر نصرا.
حاليا، في هذه المرحلة تراوح مكانها. ولا تستطيع أن تحقق إنجازات وانتصارات استراتيجية.

سوريا كانت من أقوى حلقات “جبهة الصمود والتحدي” العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي، هذا شيء مشهود لسوريا

إيران تفكر أنه يجب أن يكون هناك استفتاء، استفتاء دعا إليه قائد “الثورة” السيد الخامنئي بمشاركة اليهود والمسيحيين والمسلمين لانتخاب نظام الحكم أو النظام السياسي الذي يملكونه. وهذا يتفق مع القانون الدولي. وأيضا حركة “فتح” قبلت ذلك و”منظمة التحرير الفلسطينية” أيضا دعت إلى مثل هذا الاستفتاء.

* وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اقترح كلاما مشابها لما تقوله، ورأى أن الحل ليس “حل الدولتين”، بل هو حل الدولة الواحدة؟

– نحن نؤمن بحل الدولة الواحدة. “حل الدولتين” يعني بقاء التوتر مطلقا. أولا، لأن اليهود الصهاينة لا يؤتمنون.

* الإسرائيليون يقولون إنهم يشنون حربا على سبع جبهات. إنهم يشنون حربا في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن، وفي إيران. هناك من يقول، إن إسرائيل الآن يدها هي الأطول والأقوى، وإن “محور المقاومة” يتلقى ضربات كثيرة؟

– “محور المقاومة” يتلقى ضربات كبيرة، صحيح. نعترف بذلك. ولكن هذه الضربات ليست ضربات قاضية، وليست ضربات حاسمة، وليست ضربات تقضي على الهدف الذي تسعى وراءه المقاومة. كل هذه الضربات ربما نستطيع أن نسميها ضربات تكتيكية. التكتيك غير الاستراتيجية.

أ.ف.ب / فلسطينيون يحملون أمتعتهم أثناء فرارهم من المناطق الواقعة شمال مدينة غزة، 12 أكتوبر

* غزة دمرت…

– “حماس” تلقت ضربات قاضية شديدة، سوّت المدينة أو القطاع بالأرض، وتحولت إلى مدينة محروقة. كانت هناك أهداف وضعها الكيان الإسرائيلي من هذه الحرب، وهي: تدمير الأنفاق التابعة لـ”حماس”. وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”. وتغيير واقع السلطة في قطاع غزة وانتزاعها من “حماس”…
هذه الأهداف الثلاثة الأساسية لم تتحقق، الأنفاق ما زالت في مكانها، والأسرى أيضا لم يُحرروا، ولم يخرجوا من دائرة أو من قبضة “حماس” ولم يتم تحريرهم. وأيضا، “حماس” ما زالت مسيطرة حتى الآن.

* ماذا عن “حزب الله”؟ إسرائيل اغتالت حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وآخرين. والضربات الإسرائيلية مستمرة على لبنان وعلى مواقع “الحزب”؟

– أعتقد أنه من الخطأ الظن أن إيران تستقوي بقوة المقاومة. العكس هو الصحيح. إيران هي من تقوي قوى المقاومة.

* هل تتوقع أن الجيل الجديد القادم في “حزب الله” سيكون أكثر تشددا؟ وهل هذا هو ما تراهن عليه إيران؟

– نعم، أولا إيران تراهن، والجميع يراهن و”الحزب” أيضا يراهن. هم، طبعا، حلفاء مع إيران، وربما هذا سيفتح المجال أيضا أمام إيران، كدولة منضبطة بالقانون الدولي، لأن تسيّرهم بطريقة ما، أو تساعدهم. لأن الشباب، كما تعلم، ليست لديهم تجارب، وليس لديهم نضوج سياسي، وربما يتجاوزون أحيانا القانون الدولي. كما هو الحال بالنسبة لشبابنا في إيران في البدايات.

* هل تقصد بالفعل، كما قيل، إن إيران أصبحت أكثر تحكما، وهي التي تقود “حزب الله” الآن؟

– بالتأكيد، عندما تقول إيران: “أنا لا أتخلى عن محور المقاومة”، ماذا يعني ذلك؟ إذا أردنا أن نترجم هذا الشيء على الأرض، يكون هذا هو المقصود. ويعني أن إيران سيكون لها دور أكبر في توجيه هؤلاء الشباب. نحن نعلم اليوم أن إسرائيل استهدفت إيران، وإيران قالت: “أنا سأحتفظ لنفسي بحق الرد”. لماذا؟ تريد إيران أن تضع إسرائيل تحت ضغط نفسي، باعتبار أنهم ينتظرون ضربة مرتقبة. والانتظار أشد من الموت.

* ماذا عن سوريا… كيف تنظر إلى موقفها؟

– أولا، نحن كنا في السابق نعتبر سوريا الحلقة الذهبية للمقاومة. فعلا، كانت جسرا وحلقة ذهبية. التاريخ والنضال السياسي الحديث والمعاصر يشهد على ذلك. سوريا كانت من أقوى حلقات “جبهة الصمود والتحدي” العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي. هذا شيء مشهود لسوريا. سوريا لها ظروف خاصة. صحيح، ما تفضلت به، “حزب الله” وقف إلى جانب سوريا. طبعا، ليس فقط دفاعا عن النظام السوري، هذا خطأ. هو دفاع عن القضية الفلسطينية، ودفاع عن نفسه أيضا، لأن المخطط الإسرائيلي يستهدف الجميع ويستهدف كل هذه الحلقات. وبالتالي، يجب أن تنسجم هذه الحلقات.

الجانب الإسرائيلي يريد شرقا أوسط مطابقا تقريبا للنسخة الأميركية، ولكن تحت سيطرته، وبمساعدة أميركا. أميركا تريد أن تكون إسرائيل سيدة على هذا الشرق الأوسط

سوريا دعمت، ثم جاءت روسيا أيضا ودخلت على الخط. روسيا كانت لديها مصالح خاصة. اليوم، هناك أنظمة “S-400” أو “S-300” موجودة في سوريا للدفاعات الجوية الروسية، لكن عندما تأتي الطائرات الإسرائيلية وتحلق، فإن الجانب الروسي لا يفعل شيئا. الجانب الروسي دافع عن النظام فقط، ويدافع أيضا عن سياسات إيران، التي تحافظ- في الوقت نفسه- على هذا النظام.

* أنت تتفهم هذا؟

– وضع الدولة السورية يختلف. هذا الشيء متوقع منها ولا تُلام. سوريا أمام خيارين: إما أن تنخرط بشكل كبير، وأنا أعتقد أن هذا شيء خطير، بحكم وجود احتلال أميركي لسوريا، واحتلال تركي لسوريا، ووجود مجاميع إرهابية كبيرة في سوريا، والمحيط السوري أيضا ليس آمنا. هذا أولا قد يكون انتحارا. فالسكوت حاليا واتخاذ هذا الموقف جيد.
وهناك خيار آخر لدى سوريا اليوم، فقد أصبحت سوريا منفتحة على العالم العربي، والسفارات عادت إلى سوريا. وبالتالي، سوريا تريد أن تستعيد موقفها العالمي، ولديها أزمة اقتصادية. وتفاقم الوضع الاقتصادي أكثر من ذلك سيؤدي إلى ضغوط وردود فعل غاضبة شعبية قد تطيح بهذا النظام.
وإسرائيل أيضا تهدد. وحتى اليوم الرئيس الأسد في خطر. فالإسرائيليون قد ينفذون عملية اغتيال في أي لحظة. هذا الشيء وارد. يعني سوريا لا تُلام. نحن لا نلوم سوريا، ومن الخطأ الظن أن سوريا لا تقدم الدعم. لكن الدعم تقدمه سوريا حسب ظروفها. فأرضها مفتوحة أمام المقاومة مثلا.

أ.ب/صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تظهر الرئيس السوري بشار الأسد وهو يصافح المرشد الإيراني علي خامنئي، قبل اجتماعهما في طهران في 25 فبراير 2019

* يعني إيران، تتفهم موقف الأسد؟

– فعلا، تتفهم موقف الأسد، ونحن لا نسمع انتقادات شديدة. ربما هناك من يتحدث، هناك بعض السياسيين الجهلاء، الذين لا يعون هذه الحقائق السياسية. العاطفة والإحساس يدفعانهم أكثر من العقل والحكمة.

* نتنياهو أعلن بعد بدء الحرب على لبنان، أنه يريد شرقا أوسط جديدا. هل تعتقد أننا حاليا بصدد شرق أوسط جديد؟ وما هو موقف إيران؟ يعني، أي شرق أوسط جديد تريده إيران؟

– أنا أعتقد أن نقطة الصدام الحقيقية اليوم هي الصراع على الشرق الأوسط وشكل هذا الشرق الأوسط. هناك طرفان يسعيان لتأسيسه:
الجانب الإسرائيلي يريد شرقا أوسط مطابقا تقريبا للنسخة الأميركية، ولكن تحت سيطرته، وبمساعدة أميركا. أميركا تريد أن تكون إسرائيل سيدة على هذا الشرق الأوسط، تتدخل في كافة شؤون ومقدرات المنطقة: خروج الطاقة من المنطقة، دخول السلع، الحركة الاقتصادية، النشاط التجاري وحتى الثقافي. وتريد أن تكون إسرائيل هي المهيمنة. وهذه صفقة كبيرة. إذا تحققت، فهذا يعني معادلة تطبيع مع دول عربية، وتحول إسرائيل إلى سيدة المنطقة، تتحكم في شؤونها. هذا هو الشرق الأوسط الإسرائيلي وحتى الأميركي.

التحالفات دائما تُبنى على المصالح المشتركة. هناك مصالح مشتركة تدفع عددا من الدول وعددا من الأفراد لتأسيس محور، وهذا المحور يقوم على هذا الأساس

* أي شرق أوسط جديد تريده إيران؟

– إيران تريد شرقا أوسط جديدا خاليا من إسرائيل. تريد شرقا أوسط يتعامل أيضا مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن بصورة مشروعة، وليس بصورة غير مشروعة. تريد شرقا أوسط دون تدخلات أجنبية. تريد شرقا أوسط يدافع عنه أبناؤه من خلال تحالفات عسكرية، وتحالفات اقتصادية، وعلاقات وشراكات حقيقية في كل شيء.

* شرق أوسط جديد بقيادة إيران؟

– لماذا لا يكون شرق أوسط جديد حتى لو كان بقيادة إيران؟ ما الفرق؟ يعني هم يريدون تأسيس شرق أوسط بقيادة إسرائيل.
فلماذا لا تكون القيادة لإيران؟ يجب أن نعلم أن هناك إيرانين اثنتين، وليس إيران واحدة. هناك إيران الدولة السياسية الجغرافية المعترف بها من الأمم المتحدة، وهناك الجمهورية الإسلامية، القوة الثورية والقوة التحريرية. يجب أن نفرق بين الاثنتين.

* ما الفرق؟

– أحيانا تبدو مواقف إيران للآخرين متناقضة. هذا خطأ. إيران تدافع عن حقوقها، وتفاوض للوصول إلى حقوقها المشروعة، بما في ذلك حقها في التمتع بالطاقة النووية، وحقها في أن تعيش كدولة طبيعية في هذه المنطقة، وتساهم في القرارات المتعلقة بمستقبل المنطقة.

أ.ف.ب / رجل يمشي وسط الدمار الذي خلفته الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت ليلا حي حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، 3 أكتوبر

نحن أمام خيارين: إما أن يكون هناك شرق أوسط تحت زعامة الإمبريالية الأميركية، وهذا ليس في صالح شعوب المنطقة. وإما شرق أوسط بزعامة أخرى. ولن تكون الزعامة إيرانية بحتة، كما يظن البعض. لن تكون هذه الدول تحت سيطرة طرف واحد.
التحالفات دائما تُبنى على المصالح المشتركة. يعني هناك مصالح مشتركة تدفع عددا من الدول وعددا من الأفراد لتأسيس محور، وهذا المحور يقوم على هذا الأساس، وليس على أساس أطماع ومصالح وخيانة واحتلال أراضي الآخرين وسفك الدماء.

* تقول إن هناك مشروعين: مشروع شرق أوسط بقيادة إسرائيل، أو مشروع شرق أوسط بقيادة “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”؟ 

– صحيح، ولكن ليس بهذه التسمية وهذا العنوان، لأن هذا العنوان محرج وربما يثير قلقا ومخاوف. يعني اليوم، في أوروبا، هناك اتحاد أوروبي، لكنّ هناك دولا نافذة فيه.
كذلك إيران هي دولة كبيرة. وأعتقد أنه إذا اندمجت كل الدول الإقليمية في هذا المشروع، فسيكون لكل دولة دور. دولة ستكون  ركنا اقتصادياً مهماً، وإيران ستكون ركنا أمنيا وعسكريا قويا.
وبالتالي، سيتحد الجميع، وستجتمع كل هذه الطاقات ومصادر القوة.

العراق لم يكن في الواقع دولة تستطيع أن تضمن اتفاقنا مع السعودية. هذا كان محل تردد، رغم أن الإخوة العراقيين- مشكورين- بذلوا جهدا ووضعوا اللبنات الأساسية

هكذا سيكون الشرق الأوسط الجديد. الأسماء ستبقى كما هي، إلا في حال تم تأسيس اتحاد مثل “الولايات المتحدة الشرق أوسطية”. ولكن في التنفيذ، كل دولة ستؤدي دورا معينا ومتميزا.

* كيف ترى العلاقات العربية- الإيرانية؟

– أعتقد أن هناك أخطاء كبيرة حدثت. للأسف الشديد، إيران انسحبت من محيطها وجيرانها وأشقائها. نحن لدينا مصير مشترك، وتاريخ مشترك، وأمن مشترك، وثقافة مشتركة، ودين مشترك، وكتاب مشترك. مشتركاتنا أكثر من خلافاتنا. وبالتالي، للأسف الشديد، كانت المعالجة خاطئة في بداية “الثورة الإسلامية”. للأسف، كنا نسمع أصواتا تتهم هذه الدول وتعتبرها دولا تابعة للإمبريالية. لكن اليوم نفهم الواقع بشكل أفضل.
الضربة التي وجهتها إسرائيل لإيران تعكس نجاح هذه الجهود. لم تسمح أي دولة عربية لإسرائيل بالمرور عبر أجوائها. أشكر السعودية، وأشكر الأردن، وأشكر الكثير من الدول التي لم تسمح لإسرائيل باختراق أجوائها للوصول إلى إيران وضرب أهداف فيها.

الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية / الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في القصر الرئاسي في القاهرة، مصر، الخميس 17 أكتوبر

إسرائيل دخلت من نقطة حدودية موازية جدا للحدود الأردنية. ودخلت إلى العراق على مسافة 100 كيلومتر، واستفادت من الممر الجوي الخاص بالقوات الأميركية. ومن منطقة حظر الطيران. ومن هناك، على بعد 100 كيلومتر، أطلقت صواريخها باتجاه إيران.
وهذا دليل على أن الدول تقف بحذر، وهي حريصة، وإيران حريصة. إيران تقدمت نحو السعودية. فعلا كانت هناك مبادرات كثيرة، ولكن لم تكن هناك ثقة. العراق دخل على الخط، وكانت لدينا خمس جولات من المفاوضات مع الجانب العراقي. اجتماعات كثيرة. العراق لم يكن في الواقع دولة تستطيع أن تضمن اتفاقنا مع السعودية. هذا كان محل تردد، رغم أن الإخوة العراقيين- مشكورين- بذلوا جهدا ووضعوا اللبنات الأساسية. وبالتالي، عندما دخلت الصين، وهي قوة صاعدة وقوة عظمى، أصبح الركون إلى الصين وضماناتها مهماً، وأهم من كل شيء.  ولذلك، نجح المشروع في الصين. صحيح أن المبادرة وُضعت في العراق، لكنها أثمرت في الصين، وإيران متمسكة بهذا الاتفاق من دون شك.

المزيد عن:  إيران أميركا إسرائيل الشرق الأوسط تغطية خاصة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00