الأحد, يناير 26, 2025
الأحد, يناير 26, 2025
Home » الايكونوميست: أميركا والرئاسة الإمبراطورية

الايكونوميست: أميركا والرئاسة الإمبراطورية

by admin

 

دونالد ترمب رئيسا إمبراطوريا لأول مرة منذ أكثر من قرن

المجلة / “ذي إيكونوميست”

ماذا سيفعل دونالد ترمب بعد ذلك؟ بعد مرور عقد من الزمن على تصدره السباق الجمهوري، لا يزال هذا السؤال مُلحا. في عصر تتسم فيه الساحة السياسية بالتشتت، يُظهر ترمب عبقرية فريدة لا مثيل لها في جذب الانتباه وإعادة تشكيل مفهوم السلطة الرئاسية.

أقيمت مراسم تنصيبه الثانية في القاعة المستديرة داخل مبنى الكابيتول، وهو المكان نفسه الذي شهد قبل أربع سنوات اعتداء أنصاره على رجال الشرطة. أما السلطة التي استخدمها يوم 20 يناير/كانون الثاني للعفو عن مثيري الشغب في الكابيتول، فقد وُضعت في الأصل كأداة تهدف إلى توحيد الأمة: للعفو عن الخصوم السياسيين وليس أنصار الرئيس (أو أفراد عائلته في نهاية ولايته). لكن ذلك كان تقليدا وليس قانونا، ومع وجود ترمب في السلطة، أصبحت التقاليد شيئا من الماضي.

يتحدث المؤرخون عن القرن التاسع عشر الطويل الذي انتهى في عام 1914. أما تحديد نهاية القرن العشرين، من هذا المنظور، فهو أمر قابل للنقاش. لكنه قد انتهى. لا يزال دونالد ترمب مقيدا ببعض أقدم المؤسسات الأميركية، مثل النظام الفيدرالي والمحاكم. لكنه تخلى عن كثير من المؤسسات الحديثة. الإصلاحات التي جاءت عقب “فضيحة ووترغيت” لم تعد سارية المفعول. كما أن التوافق الذي نشأ بعد عام 1945 على أن تكون أميركا قوة عظمى خيّرة قد ولى.

يريد ترمب أكثر من ذلك: أن يرى أميركا مطلقة العنان، ومتحررة من الأعراف، ومن الصوابية السياسية، ومن البيروقراطية، وفي بعض الحالات، حتى من القانون. ما تبقى هو مزيج من القديم والجديد: أيديولوجيا تعود إلى حقبة السكك الحديدية، ممزوجة بطموح زرع العلم الأميركي على سطح المريخ.

يريد ترمب أن يوجه القوة الهائلة للرئاسة إلى الداخل كما إلى الخارج، ليسيطر على أميركا بطريقة لم يشهدها أحد منذ الحرب العالمية الثانية

تأتي فكرة أن الحدود يجب أن تكون دائما في حالة توسع من القرن التاسع عشر، بما في ذلك من خلال الاستيلاء على أراضي دول أخرى. وفي خطاب تنصيبه، قال دونالد ترمب بلهجة حادة عن قناة بنما: “سنستعيدها”. وأضاف أن على أميركا أن “تزيد ثروتها وتوسع أراضيها”. ورغم أن هذا التصريح قد يعكس حماسا متوارثا، فإن الرؤساء الأميركيين لم يتحدثوا بهذه الطريقة منذ قرن.

الرئيس الوحيد الذي خصص له ترمب وقتا في خطابه كان ذلك “الرئيس العظيم” ويليام مكينلي، الذي بدأت ولايته عام 1897. ورغم أن ترمب ليس قارئا لكتب السير الرئاسية، ولن يعيد إحياء خطّة المعدنين (على الرغم من أن له وللسيدة الأولى الآن عملتين متنافستين)، فإن اختياره لمكينلي كان كاشفا للغاية.

أ.ف.ب. / ترمب يوقع مجموعة من القرارات التنفيذية، خلال حفل تنصيبه للرئاسة في مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن، 20 يناير 2024

كان مكينلي إمبرياليا أضاف هاواي، وغوام، والفلبين، وبورتوريكو إلى أراضي الولايات المتحدة. كما أنه كان محبا للتعريفة الجمركية، على الأقل في البداية. فقبل أن يصبح رئيسا، ضغط على الكونغرس لإقرار مشروع قانون يرفع الرسوم الجمركية إلى 50 في المئة، وهو مستوى يتجاوز حتى خطط دونالد ترمب، التي تظل غامضة إلى حد كبير. وإضافة إلى ذلك، حظي مكينلي بدعم عمالقة التجارة في عصره، إذ تبرع كل من جي بي مورغان وجون دي روكفلر بمبلغ يقارب 8 ملايين دولار بحسابات اليوم لحملته الانتخابية.

“العصر الذهبي” الجديد الذي يتصوره ترمب يشبه عصر الترف الزائف (العصر المذهّب الذي تحدث عنه مارك توين)، بشكل سطحي على الأقل. يريد ترمب أن يكون غير مقيد بالأعراف التي سادت القرن العشرين، تماما كما كان مكينلي. لكن الرئاسة في القرن الحادي والعشرين أكثر قوة بكثير. فـ”مشروع 1897″ يندمج مع “مشروع 2025”.

حكم مكينلي حين كان عدد موظفي الحكومة الفيدرالية 150 ألف موظف فقط، وهو رقم أقل بكثير مما قد تحلم به حتى “وزارة كفاءة الحكومة” الجديدة. في المقابل، يشرف دونالد ترمب على فرع تنفيذي يوظف بشكل مباشر 4.3 مليون شخص، من بينهم 1.3 مليون رجل وامرأة في الخدمة العسكرية. وتحت تصرف الرئيس الآن أقوى قوة عسكرية مشكّلة على الإطلاق. وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، تنفق الحكومة الفيدرالية اليوم تسعة أضعاف ما كانت تنفقه في تسعينات القرن التاسع عشر.

للتصدي لحربين عالميتين وإنهاء الفصل العنصري خلال القرن العشرين، تراكمت سلطات متزايدة بيد الفرع التنفيذي. وفي سبعينات القرن الماضي، وصف آرثر شليزنجر هذه الرئاسة بأنها “إمبراطورية”. وكان هذا الوصف يحمل طابعا نقديا: فالدولة الأميركية الحديثة لم تكن تمارس الإمبريالية. ومع ذلك، لدينا اليوم رئيس إمبراطوري يرى أعداء يجب قهرهم، ليس فقط في الخارج، بل داخل الوطن أيضا.

يريد ترمب أن يوجه القوة الهائلة للرئاسة إلى الداخل كما إلى الخارج، ليسيطر على أميركا بطريقة لم يشهدها أحد منذ الحرب العالمية الثانية. فالسياسة تقف في صالحه، ومع ازدياد الحزبية في أميركا، أصبح تمرير القوانين في الكونغرس أكثر صعوبة. وخلال ولايته الأولى، أثبت الرئيس الجديد أنه عندما يكون الكونغرس منقسما بالتساوي، فإن التهديد بالعزل لم يعد يشكل قيدا عمليا.

ترمب ليس فريدا في رغبته بتوسيع سلطات السلطة التنفيذية، فقد حاول ذلك كثير من الرؤساء الطموحين (وبعض العظماء منهم) من قبله. كما أن نجاحه في مسعاه ليس مضمونا

هذا التحول الطويل في القوة بعيدا عن الكونغرس ترك السلطة بيد المحكمة العليا والسلطة التنفيذية. فقد أصبحت الأحكام الرئيسة بشأن الإجهاض، وتغير المناخ، والإجراءات التفضيلية، وتمويل الحملات الانتخابية، وحرية التعبير تُحدد إما من قبل الرئيس أو القضاة. وكانت المحكمة العليا هي التي قررت أن الرؤساء يتمتعون بالحصانة من الملاحقة القضائية عن الأعمال الرسمية، مما يعني، على سبيل المثال، أن العملات الرقمية الساخرة التي قد يطلقها الرئيس قبل توليه المنصب لن تثير أي إشكاليات مع بند المكافآت في الدستور.

هذا الوضع يمهد لصراع بين ترمب وأقلامه ذات الرؤوس المميزة من جهة، والقضاة ومطارقهم من جهة أخرى. ومع اختبار الإدارة الجديدة مدى قدرتها على تحدي القانون- سواء بنشر الجيش ضد المهاجرين الذين يصفهم بـ”الغزاة”، أو باستخدام وزارة العدل ضد خصوم ترمب- تبدو المعارك القضائية أمرا حتميا. ويبدو أن ترمب يستمتع بهذا المنظور.

مرسومه التنفيذي الذي يسعى لإنهاء حق المواطنة بالولادة يُعد انتهاكا صارخا للدستور، ومن المرجح أن يجري إبطاله. لكن إذا حدث ذلك، سيزعم ترمب أن النخب التي ترتدي الأرواب القضائية تعرقل إرادة الشعب الذي انتخبه. حينها، سيحتشد أنصاره حوله، وسيتجه لاختيار معركة جديدة.

مكينلي هذا العصر في حالة إنكار

ترمب ليس فريدا في رغبته بتوسيع سلطات السلطة التنفيذية، فقد حاول ذلك كثير من الرؤساء الطموحين (وبعض العظماء منهم) من قبله. كما أن نجاحه في مسعاه ليس مضمونا. إذ إن المحاكم ليست العائق الوحيد. فعلى الرغم من محاولاته لتعطيل البيروقراطية وترهيبها، تبقى بارعة للغاية في المماطلة. وستقاومه الولايات والمدن التي يديرها الديمقراطيون. كما سيتعين عليه مواجهة الانقسامات داخل فريقه، والواقع نفسه.

أثبت ترمب مهارته في هدم النظام القديم، لكن يبقى من غير الواضح ما الذي سيحل محله. الأمل هو أن يفي بوعوده بجعل الحكومة الأميركية أكثر كفاءة، والاقتصاد أكثر حيوية، والحدود أكثر أمانا. ولكنّ هناك احتمالا بنتيجة أسوأ بكثير. في كلتا الحالتين، ستخضع الضوابط والتوازنات المتبقية في أميركا لاختبار صعب.

الايكونوميست

ينشر بموجب اتفاق مع مجلة “الايكونومست”

© 2024 The Economist Newspaper Limited. All rights reserved

المزيد عن:  ترمب الولايات المتحدة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00