ثقافة و فنونعربي “الاحتقار” لألبرتو مورافيا: إعادة الحق إلى أصحابه by admin 29 يونيو، 2020 written by admin 29 يونيو، 2020 235 النصّ الغائب خلف الفيلم الأنجح للفرنسي غودار اندبندنت عربية/ إبراهيم العريس باحث وكاتب غالباً ما تكون هناك مناسبة صالحة للكلام عن واحد من أفضل وأنجح أفلام المخرج جان- لوك غودار: “الاحتقار”. ولكن، غالباً ما يُذكر الفيلم لمناسبة الحديث إما عن بريجيت باردو، بطلته، أو ميشال بيكولي أو فريتز لانغ، المخرج الكبير الذي لعب دوره الخاص في الفيلم، أو حتى عن جاك بالانس الذي كان يوماً من عمالقة هوليوود. ودائماً ما يُقال إن غودار قد جمع لإنجاح “الاحتقار” عدداً كبيراً من الأسماء. لكن المشكلة هي أن ثمة اسماً ناقصاً، منسيّاً، مع أنه في الحقيقة الاسم الذي يستحقّ أن يُذكر لأنه صاحب الرواية التي أُخذ الفيلم عنها. ونعني الإيطالي ألبرتو مورافيا، الذي نادراً ما أُهمل ذكر اسمه لدى الحديث عن فيلم اقتُبس من نصّ له. والمسألة هنا هي أن غودار هو غودار. إضافةً إلى أنه استحوذ على النص ليجعله فيلماً غودارياً بامتياز، ومن دون أن يكون في ذلك ما يزعج مورافيا. فهو كاتب محترف وضليع في شؤون السينما ومعجب بسينما غودار. ثم إن روايته استفادت كثيراً من دخول غودار إلى عالمه. ولما كان ثمة دائماً أناس مثلنا يروقهم أن يعيدوا الفضل إلى أصحابه بين الحين والآخر، ها نحن نفعل لمناسبة مرور ثلاثين عاماً على رحيل مورافيا، بالحديث عن “الاحتقار” كرواية وليس كفيلم. يوليسيس معاصر مرة أخرى في الرواية التي صدرت في أصلها الإيطالي للمرة الأولى عام 1954 لتُعتبر من فورها واحدة من أجمل روايات مورافيا، بل حتى نوعاً من “التحديث الموارب لحكاية يوليسيس وبينيلوب” من خلال اشتغال الكاتب ريكاردو مولتيني، الشخصية الأساسية في الرواية على سيناريو سينمائي موصى عليه لحساب منتج في روما، في هذه الرواية لدينا أصلاً عالم السينما قبل حضور غودار بكثير. بل لدينا حكاية فيلم داخل الرواية قبل أن يصبح هذا الموضوع رائجاً في عالم السينما. فالكاتب مولتيني الذي تزوج حبيبته إيميليا قبل سنتين يطالعنا هنا وهو يطرح على نفسه بعض الأسئلة الشائكة في خضمّ وضع مالي سيّء، خصوصاً أن إيميليا تركت عملها لتتفرّغ للبيت، فيما هو بات غارقاً في الديون، لا سيما بسبب الشقة التي اشتراها كرمى لعينيها. من هنا، نراه مضطراً إلى التخلّي عن طموحاته الكتابية لينصرف إلى كتابة سيناريو مقتبس من “الإلياذة”. لكن كتابة السيناريو مهنة لا تروقه بل يعتبرها سدّاً في وجه حرّيته كمبدع. والأدهى من هذا أن كاتبنا فيما يشتغل على السيناريو باشمئزاز، متلبساً في حياته اليومية دور يوليسيس، ناظراً إلى إيميليا بكونها بينيلوب، يبدأ بالظهور لديه شعور يتفاقم يوماً بعد يوم بأن إيميليا لم تعد تحبّه، بمعنى أن كل ما يضحّي به من أجلها اليوم بات لا جدوى منه. غير أنه ما إن يدُعى بصحبة إيميليا، إلى بيت المنتج في جزيرة كابري كي يكتب هناك مستوحياً المكان، حتى ينحي هواجسه جانباً، محاولاً أن يحوّل حكاية يوليسيس/ بينيلوب إلى مسألة شخصية تقيم التوازي بين الثنائيَّيْن. غير أن الأمر ينتهي ذات يوم وهما غائصَيْن في سحر الجزيرة والحياة المرفهة المستعارة التي يعيشانها، إلى إقرارها أخيراً في وجهه بأن سبب المشكلة بينهما أنها تحتقره… لكنها لن تقول سبب ذلك الاحتقار. ونحن كقراء لن نعرف في أي حال، حصّة البعد الذاتي في الرواية. كم فيها من سيرة مورافيا؟ وكم فيها من تشاؤم بالنسبة إلى العلاقات الزوجية؟ متفائل على الرغم من كل شيء غير أن هذا لا يبدو هنا فائق الأهمية. فقبل رحيله بفترة، حين سُئل ألبرتو مورافيا عن الكيفية التي سيكون عليها عالم المستقبل، في رأيه، أجاب “أنا، في نهاية الأمر، متفائل. في الأمس فقط كان الناس يمتشقون السيوف ويرتدون الشعر المستعار على رؤوسهم ويمتطون الأحصنة. إنني لأعتقد أن الإنسانية بالكاد خرجت حديثاً من طفولتها. وهي اليوم، لذلك، تعيش مرحلة المراهقة. أما مستقبلها، فما هو إلّا مستقبل العلم والتطبيقات التكنولوجية التي لا يزال في وسعها أن تقلب العالم رأساً على عقب. ومع هذا، صحيح كذلك، أن المراهقة في الحياة هي مرحلة أزمة عميقة وأن عالمنا يمكنه أن يفنى حتى من قبل أن يصل إلى كامل شبابه”. اقرأ المزيد رحيل الفنان السوداني حسين جمعان رائد التجريد التراثي عروض مصرية “أونلاين” في مواجهة إغلاق كورونا للمسارح كاميرا هدى قساطلي تكشف عن معالم طرابلس العريقة هذه الحيوية الجدلية، وهذه البساطة في التعبير لم تطبع، فقط، ما كان ألبرتو مورافيا يصرح به في آخر أيامه، بل طبعت كذلك أدبه كله، ما جعل لأدبه شعبية لم تضاهِها شعبية أي أديب أوروبي آخر في طول القرن العشرين وعرضه. وحتى لئن كانت شعبية أدب كاتب إيطاليا الكبير قد جعلت دهاقنة جائزة نوبل يغضّون الطرف عنه دائماً، فإنّ الباحثين المعمّقين في الأدب لم يَفُتْهم أن يدركوا كم أن البساطة التي تطبع رواياته وقصصه كانت من النوع الخادع، إذ غالباً ما كانت الحياة في أعماقها تلوح ظاهرةً من خلال أدب كان يبدو للوهلة الأولى سطحياً، أو على الأقل، ميبلودرامياً في ملامسته لمواضيعه. ليس الكاتب الذي تعتقدون! من هنا، كان شعار باحثي أدب ألبرتو مورافيا على الدوام يتلخّص في عبارة تقول: “لكنه، بعد كل شيء، ليس الكاتب الذي تعتقدون”. ألبرتو مورافيا الذي رحل عن عالمنا قبل ثلاثين عاماً من الآن أي عام 1990، ولد العام 1907 في مدينة روما، وعرف الشهرة باكراً وبشكل مفاجئ منذ روايته الكبيرة الأولى “اللامبالون” التي نشرها وهو في الثانية والعشرين من عمره، ولكنها لم تكن، مع ذلك، عمله الأول، إذ كان قد نشر قبلها مجموعة شعرية بعنوان “18 قصيدة”، يُقال إنه كتبها حين كان في الثالثة عشرة من عمره. ومورافيا يقول لنا عن صباه إنه انطبع بداءَيْن أصاباه وهو بعد في أولى سنوات وعيه: داء السلّ العظمي الذي أصابه يافعاً واضطُره إلى المكوث لسنوات طويلة في مصحات التيرول عاجزاً عن الحركة، والفاشية التي بدأت تغزو إيطاليا منذ العشرينيات وتحاول أن تحطّم لها روحها. ومن الواضح أن وعي مورافيا (واسمه الحقيقي بينكرلي) قد اكتمل عبر ردّ فعله على ذينك الداءَيْن، ما جعل كل أدبه التالي يُكتب كردّ فعل على صدمهما الجسد والروح. والحال أن الشغل الشاغل لمورافيا طوال حياته الأدبية كان الردّ على تينك الصدمتين المبكرتين. النجاح الذي كان من نصيب “اللامبالون” شجّع مورافيا على الإمعان في الكتابة، فراح يصدر طوال سنوات الثلاثين والأربعين، كتبه التالية بادئاً بـ”الطموحات الخائبة” و”تربيع الأقنعة”، وصولاً إلى “الحياة الجميلة” (1935) وهو الكتاب الأول الذي عرف فيه مورافيا كيف يصوّر سقوط المجتمع المخملي في روما خير تصوير، فاستبق بذلك نظرة فلليني الثاقبة إلى المجتمع ذاته، مع ما في نظرَتَيْ الفنانَيْن من لمسات سخرية ناقدة مشتركة. الكتابة ضد الفاشية ليس من اليسير بالطبع إحصاء كل ما كتبه مورافيا، ولكن يمكن الإشارة إلى أبرز أعماله، ومنها ما نقلته السينما ومعظمه تُرجم إلى شتى لغات العالم ومنها اللغة العربية بالطــبع، ومن تلك الأعمال: “العصيان” و”الحب الزوجي” و”امرأة من روما”، ثم بخاصة “اللاممتثل” التي نقلها برناردو برتولوتشي إلى فيلم سينمائي حمل العنوان ذاته ويُعتبر من أجمل إنتاجات السينما الإيطالية وأكثرها فضحاً لاشتغال الفاشية على الذهنيات. وهناك أيضاً “امرأتان”، الرواية التي حوّلها دي سيكا إلى فيلم متميز، و”حكايات رومانية” ثم بشكل خاص “الاحتقار” التي نتناولها هنا و”السأم” وغيرها. إضافةً إلى رواياته، تمرّس مورافيا في أدب الرحلات، وتدخّل في القضايا السياسية وأمضى آخر سنوات حياته يناضل في سبيل البيئة وضدّ انتشار السلاح النووي، هو الذي غلب على شخصيات أدبه طابع اللامبالاة والحياد السلبي والرغبة المضمرة في تدمير العالم وصياغة علاقات لا تستجيب للنظم الاجتماعية. ومن هنا، لم يكن غريباً أن يقول عنه ناقد إنجليزي كبير: “إنّ مورافيا صاحب أدب وجودي عبثي، روعته أن وجوديته وعبثيته لا تظهران إلّا للمنقّبين بدقة”. المزيد عن: ألبرتو مورافيا/جان- لوك غودار/بريجيت باردو/جائزة نوبل/الفاشية 38 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رحيل الفنان السوداني حسين جمعان رائد التجريد التراثي next post انقسام لبناني بعد منع السفيرة الأميركية من التواصل مع الإعلام You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 38 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 3:23 ص Greetings! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting tired of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 12:17 ص Sweet blog! I found it while surfing around on Yahoo News. Do you have any tips on how to get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get there! Thanks Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 1:32 م I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one these days. Reply new cs2 live casino website 7 مايو، 2024 - 4:28 م Thank you for some other informative web site. Where else may I am getting that kind of info written in such a perfect method? I have a undertaking that I am simply now running on, and I have been at the glance out for such information. Reply University 15 مايو، 2024 - 5:23 م Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 9:02 ص I love it when people come together and share views. Great blog, continue the good work! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 11:31 ص Helpful info. Fortunate me I found your web site accidentally, and I am surprised why this twist of fate did not happened in advance! I bookmarked it. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 9:48 ص What’s up everybody, here every one is sharing such experience, so it’s nice to read this blog, and I used to visit this website daily. Reply russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 11:45 ص Hi to all, how is all, I think every one is getting more from this web site, and your views are nice designed for new people. Reply hot fiesta casino 12 يونيو، 2024 - 4:34 م I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply hot fiesta игра 13 يونيو، 2024 - 12:50 م Wonderful beat ! I wish to apprentice while you amend your web site, how can i subscribe for a blog site? The account aided me a acceptable deal. I had been tiny bit acquainted of this your broadcast provided bright clear concept Reply hot fiesta casino 14 يونيو، 2024 - 12:27 ص Because the admin of this site is working, no hesitation very quickly it will be well-known, due to its quality contents. Reply hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 11:23 م It’s a shame you don’t have a donate button! I’d most certainly donate to this excellent blog! I suppose for now i’ll settle for book-marking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to brand new updates and will talk about this blog with my Facebook group. Chat soon! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:40 م My spouse and I stumbled over here from a different web page and thought I might check things out. I like what I see so now i’m following you. Look forward to looking at your web page yet again. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:47 ص I love it when folks come together and share views. Great blog, continue the good work! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:53 م I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s equally educative and interesting, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something that not enough folks are speaking intelligently about. I am very happy that I stumbled across this in my search for something relating to this. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:46 ص Hi, i think that i saw you visited my blog so i got here to go back the want?.I am trying to find things to improve my website!I guess its good enough to use some of your ideas!! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 7:26 ص Have you ever thought about publishing an e-book or guest authoring on other websites? I have a blog based upon on the same information you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my viewers would enjoy your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e mail. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 1:41 م Pretty part of content. I simply stumbled upon your web site and in accession capital to say that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing on your augment or even I fulfillment you get right of entry to persistently fast. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 10:19 ص Asking questions are truly pleasant thing if you are not understanding anything fully, except this piece of writing offers nice understanding even. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:41 ص Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to peer more posts like this . Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:19 م My brother suggested I might like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 3:19 ص I am really loving the theme/design of your site. Do you ever run into any internet browser compatibility problems? A small number of my blog visitors have complained about my blog not operating correctly in Explorer but looks great in Chrome. Do you have any solutions to help fix this issue? Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:08 م What’s Happening i’m new to this, I stumbled upon this I have found It positively helpful and it has helped me out loads. I am hoping to give a contribution & assist other users like its helped me. Good job. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 4:39 ص I simply could not depart your web site prior to suggesting that I really enjoyed the standard information a person supply on your visitors? Is going to be back incessantly in order to inspect new posts Reply строительство автомойки 5 يوليو، 2024 - 2:53 م Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 1:06 م Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:53 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ по индивидуальным проектам. Все работы выполняются в срок и с гарантией. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 4:39 م Строительство автомойки под ключ — идеальное решение для бизнеса. От проекта до запуска, мы обеспечим все этапы работ. Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 3:56 م “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 11:06 ص I read this post fully regarding the resemblance of most recent and preceding technologies, it’s awesome article. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 7:18 ص Hi there are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 9:27 م Oh my goodness! Incredible article dude! Thank you, However I am experiencing difficulties with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anyone else getting identical RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:17 ص It is appropriate time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I want to suggest you few interesting things or advice. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to read more things about it! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 11:11 م Hi, its good article about media print, we all know media is a impressive source of information. Reply строительство автомоек под ключ 14 يوليو، 2024 - 11:41 م Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply купить JAC 18 أغسطس، 2024 - 11:55 م Hi, i think that i saw you visited my blog so i came to return the favor.I am trying to find things to improve my website!I suppose its ok to use some of your ideas!! Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 6:48 م I have been surfing online more than 3 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all site owners and bloggers made good content as you did, the internet will be much more useful than ever before. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.