عرب وعالمعربي الاحتجاجات الليلية تتوسع في تونس رغم حظر التجول by admin 18 يناير، 2021 written by admin 18 يناير، 2021 124 تترافق المواجهات مع حجر صحي ووضع سياسي مرتبك وحكومة غير مستقرة اندبندنت عربية / حمادي معمري صحفي تونسي توسعت دائرة الاحتجاجات الليلية والمواجهات في تونس بين عدد من الشبان وقوات الأمن لتشمل مناطق في العاصمة، وعدداً من الولايات الداخلية من بينها ولايات ساحلية. وعلى الرغم من فرض حظر التجول كإجراء وقائي من فيروس كورونا، شهدت مناطق عدة مواجهات بين شبان وقوات الأمن، لكنها خلت من أي مطالب سياسية أو اجتماعية، بل اكتفت باستفزاز عناصر الأمن وإشعال عجلات المطاط وعمليات كر وفر ومحاولات للنهب والسرقة. احتجاجات متزامنة وما يشد الانتباه هو تزامن هذه الاحتجاجات ليلاً في عدد من الأحياء وسط العاصمة، وفي عدد من المحافظات والمدن الساحلية كالمنستير وسوسة. في موازاة ذلك، تفرض الدولة حجراً صحياً شاملاً، وحظراً للتجول، بدءاً من الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي، ما أدى إلى إغلاق المقاهي والمطاعم التي كانت تستوعب عدداً كبيراً من الشبان الذين وجدوا أنفسهم في حالة فراغ، علاوةً على حالة اليأس والإحباط التي تعانيها فئات واسعة من الشباب التونسي فاقد الأمل في الحصول على فرصة عمل. كما تترافق هذه الاحتجاجات مع وضع سياسي مرتبك وحكومة غير مستقرة لا تملك برامج تنموية واضحة للنهوض بوضع الجهات الفقيرة. توقيف أكثر من 200 شاب شهد مساء الأحد 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، تجدد المواجهات في أحياء وسط العاصمة، استخدمت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، كما عمد محتجون إلى رشق قوات الأمن بالحجارة، والاعتداء على الممتلكات العامة في بعض المناطق، على غرار حي التضامن ذي الكثافة السكانية العالية، حيث اعتقلت قوات الأمن 10 أشخاص أثناء محاولتهم القيام بعمليات نهب وسرقة لفروع مصارف ومحلات تجارية. كما شملت المواجهات مدناً أخرى على غرار مدينة حمام الأنف وأحياء السيجومي والزهروني والمروج التابعة لمحافظة تونس، عمد خلالها شبان إلى غلق الطرقات بإحراق عجلات المطاط والاعتداء على قوات الأمن. وشهدت ولايات داخلية مثل محافظات سليانة والكاف والقصرين، مواجهات مماثلة. وأعلنت وزارة الداخلية عن توقيف أكثر من 240 شخصاً بعد أن حاولوا الاعتداء على الممتلكات. وشهدت محافظات سليانة والقصرين وبنزرت وسوسة، انتشار وحدات من الجيش أمام عدد من المنشآت الحيوية، تحسباً لتدهور الأوضاع واحتمال تعرضها للنهب والتخريب. الاعتداء على الراعي ولحظة انفجار الاحتجاجات كذلك، حاول شبان في محافظة سليانة (شمال غربي العاصمة) الاعتداء على منزل الشرطي الذي اعتدى على راعي الأغنام، وهو الحادث الذي تسبب باندلاع الاحتجاجات. وتداول تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق حادثة الاعتداء، وعبروا عن استهجانهم تصرفات الشرطي، التي تنم عن احتقار للشاب الذي بدا خائفاً في الفيديو. وطالب رواد مواقع التواصل برد الاعتبار للراعي حفظاً لكرامته، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الحادثة. وأذنت النيابة العامة بمحافظة سليانة، يوم الجمعة 15 يناير، بفتح تحقيق في الحادثة التي جرت أمام مقر المحافظة، وفق الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في الجهة، علي السالمي، كما تم فتح بحث إداري في الحادثة، وتعهدت السلطة الجهوية، بالإحاطة الاجتماعية بالشاب واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وتقدمت مختلف النقابات الأمنية بالجهة، باعتذار رسمي للشاب الذي تعرض للاعتداء، كما نددت رابطة حقوق الإنسان واتحاد الفلاحين بالحادثة. يناير محرك الاحتجاجات في تونس وفي قراءة لهذه الأحداث أكد الصحافي المختص في الشأن السياسي المحلي التونسي، فطين حفصية، أنه “لا يمكن عزل أي أحداث عن سياقاتها، وهذه الظاهرة تواصلت لليوم الثالث على التوالي، وهي تحمل احتجاجاً اجتماعياً تغلفه ظواهر انحرافية تتجه إلى السرقة والنهب والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة، من دون إغفال واقع أن الأرضية الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي أفرزتها أزمة كورونا مهيأة لمثل هذه الاحتجاجات”، مضيفاً أن “شهر يناير في تونس يمثل عادةً المحرك الاحتجاجي التاريخي، منذ ثورة 1952 إلى مواجهات 1978 مع الاتحاد العام التونسي للشغل وانتفاضة الخبز 1984، وصولاً إلى أحداث يناير 2011، وإسقاط نظام زين العابدين بن علي”. ورأى حفصية أن “الحكومة التونسية لم تتفاعل حتى اللحظة مع هذه الاحتجاجات، بينما ساندها حزب العمال، وسط صمت بقية الأحزاب والمنظمات الحقوقية والمدنية الكبرى كالاتحاد العام التونسي للشغل”. المزيد عن: تونس/مواجهات/قوات الأمن التونسية/تظاهرات تونس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا اعترضت “حماس” على تعديلات عباس القضائية؟ next post “فرقة اغتيال” طاردت نانسي بيلوسي خلال أحداث الشغب في الكابيتول You may also like ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.