عرب وعالمعربي الاتفاق النووي الإيراني: هل يحسم مصيره صراع القوى داخل إيران ؟ by admin 22 فبراير، 2021 written by admin 22 فبراير، 2021 30 سيافاش أردلان / بي بي سي فارسي تضيق نافذة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بسرعة، فيما يمكن أن يحسم صراع القوى داخل الجمهورية الإسلامية بين المؤيدين له والمعارضين مصير ذلك الاتفاق قريباً. وتشهد إيران انتخابات رئاسية حاسمة في يونيو/حزيران المقبل، ويعمل المتشددون الذين يرون في الاتفاق إهانة لإيران عرقلة إحيائه قبل الانتخابات. ولا يمكن للرئيس الحالي حسن روحاني، المعتدل نسبيا وبطل الاتفاق، الترشح مرة أخرى بعد فترتين في المنصب. ويأمل المحافظون المعارضون للاتفاق، والمهيمنون بالفعل على البرلمان، في استبداله بشخصية من معسكرهم. وبينما الموقف في الولايات المتحدة من الاتفاق النووي منقسم بين الجمهوريين المعارضين له والديمقراطيين المؤيدين فإن الوضع في إيران ينطوي على ديناميكية سياسية أكثر تعقيدا، ويرجع ذلك إلى كيفية تحول الرأي العام الإيراني إلى حد كبير ضد النظام منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران في عام 2018 بعد أن تخلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عن الاتفاق. تزايد الاستياء ومن ناحية أخرى، يشعر المتشددون أن حكومة روحاني كانت متهاونة للغاية وأن حكومة يقودونها بأنفسهم يمكن أن تنتزع المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة. وكانت هذه هي الاستراتيجية الكامنة وراء تمرير مشروع قانون في ديسمبر/ كانون الأول الماضي الذي يقلل بدرجة أكبر من التزامات إيران النووية من خلال تحديد 22 فبراير/شباط الجاري موعداً نهائياً لرفع العقوبات من قبل الولايات المتحدة وإلا توقف إيران عمليات التفتيش ذات الإخطار قصير الأمد من قبل خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية . REUTERS اتهمت إيران الولايات المتحدة وإسرائيل بقتل أحد كبار علمائها النوويين وقد اتهم الرئيس روحاني منافسيه المتشددين بالرغبة في كسب الفضل في إحياء الاتفاق النووي فعليا بل وذهب إلى حد اتهامهم “برغبتهم في فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية” حتى لا يحدث ذلك في عهده. ومن ناحية أخرى، لا يشعر الكثير من الإيرانيين بالحماسة الشديدة حيال أي إجراءات يمكن أن تمنح متنفسا لنظام محاصر إقتصادياً والذي أصبحت شرعيته موضع تساؤل في الداخل والخارج أكثر من أي وقت مضى. وقد غذى هذا الاستياء العام سنوات من العقوبات المشددة التي قادتها الولايات المتحدة والتي تم تكثيفها في عهد دونالد ترامب مما أدى إلى التضخم وارتفاع البطالة واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الحكومة والتي بدورها لجأت إلى مزيد من القمع. وقد انضم العديد من الإيرانيين المحبطين والمصابين بخيبة أمل إلى مدرسة فكرية تحبذ “تغيير النظام” والتي نادى بها مؤيدو سياسة “الضغط الأقصى” لدونالد ترامب، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية السابقة لم تؤيد هذه الخطوة رسميا. ولا تزال المشاعر المؤيدة لترامب والتي ظهرت مؤخراً خلال الانتخابات الأمريكية من قبل بعض الأكاديميين الإيرانيين والنشطاء السياسيين وحتى المسؤولين السابقين، بداية من ابنة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وحتى مستشار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، يتم التعبير عنها في إيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يشعر العديد من الإيرانيين أن إحياء الاتفاق النووي لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد معاناتهم من خلال توسيع نطاق القبول الدولي للنظام، ونتيجة لذلك لن يزعجوا أنفسهم بالتصويت في انتخابات يونيو/حزيران المقبل. وتاريخيا تتماشى معدلات الإقبال المنخفض على التصويت في إيران مع مصلحة المتشددين. وصنف المعتدلون المتشددين الإيرانيين بأنهم “تجار العقوبات”، في إشارة إلى مصالحهم الاقتصادية الراسخة في الحفاظ على اقتصاد سري يجني الأرباح من خلال التهرب من قيود التجارة العالمية. وقال عباس أكوندي، الوزير المعتدل في الحكومة، إن تلك الأرباح تصل إلى نحو “25 مليار دولار في السنة”. العيون على خامنئي يعد آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، صاحب الكلمة الأخيرة في مسائل السياسة الخارجية الهامة. وغالبا ما تُعتبر آراؤه قريبة من آراء الفصيل المتشدد في الجمهورية الإسلامية. وعلى الرغم من موافقته على أجندة حكومة روحاني في إبرام الاتفاق النووي مع الغرب ظل دائما على مسافة متشككة على أمل الحصول على الفضل في نجاحها وإنكار المسؤولية عنها في حال فشلها. EPA للمرشد الأعلى آية الله خامنئي القول الفصل في برنامج إيران النووي ويمكن أن يكون فهم حسابات آية الله خامنئي مهما في التنبؤ بما قد يحدث في الأشهر المقبلة. ويحتاج روحاني إلى دعم آية الله خامنئي، والذي لا يمكن أن يأتي إلا إذا اتخذت الولايات المتحدة الخطوة الأولى ورفعت العقوبات. وفي الوقت الحالي، تكمن المشكلة الآنية التي تمنع إيران والولايات المتحدة من العودة إلى الاتفاق النووي في من سيكون الطرف الذي سيبادر أولاً. ومع ذلك، فحتى إحياء الاتفاق النووي قد لا يكون كافيا في حد ذاته لإقناع الناخبين الإيرانيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع. ولكي يحدث ذلك فإنهم قد يحتاجون إلى رؤية فوائد اقتصادية فورية بما في ذلك انخفاض تكلفة المعيشة وخاصة في أسعار المواد الغذائية الأساسية. ومن هنا دأب الدبلوماسيون الإيرانيون على القول إن “الوقت ينفد”. 2 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف استُخدمت شبكات الهاتف المحمول لتحديد مكان الأميرة لطيفة – صنداي تلغراف next post كندية تطمح في أن تصبح أمينة عامة للأمم المتحدة You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 2 comments Lamborghini Urus 27 يوليو، 2024 - 8:58 م This is a topic I’ve been curious about. Thanks for the detailed information. Reply badge sheriff 13 أغسطس، 2024 - 8:33 م I enjoyed reading this. It’s clear and well-written. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.