عدد وفيات المصابين بالإيدز تراجع بنسبة 69 في المئة منذ عام 2004 (أ ف ب) صحة “الإيدز”… فيروس يهدد شباب الجزائر بصمت by admin 18 أكتوبر، 2024 written by admin 18 أكتوبر، 2024 53 الحكومة تتحدث عن 1700 حالة كل عام ومستشفيات تسجل من ثلاثة إلى أربعة مصابين يومياً اندبندنت عربية / علي ياحي مراسل @aliyahi32735487 لا يزال الحديث عن ” الإيدز” في الجزائر لا يتعدى دوائر ضيقة، مما أدى إلى تضارب الحقائق في بعض المرات. وفي ظل غياب أرقام تضبط وضعية المرض، تبقى معاناة المصابين متواصلة في صمت وتستمر معها التهديدات التي تتربص بالمجتمع أمام “رفض” كثيرين الإفصاح عن الإصابة أو الاعتراف بها. تقرير ورفض؟ وتعتبر مناطق غرب الجزائر الأكثر إصابة بـ”السيدا”، إذ ذكر آخر تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية أن ولاية سيدي بلعباس سجلت أعلى نسبة إصابة بالمرض، أي ما يعادل 13.8 حالة لكل 100 ألف نسمة، تليها ولاية سعيدة بنسبة 11.7 حالة، ثم وهران بـ 8.8 حالة، وولايتي عين تموشنت ومعسكر بـ4.8 و4.6 حالة على التوالي، وشدد على أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 20 سنة هم أكثر المصابين. بالمقابل ترفض الحكومة على لسان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبدالحق سايحي، كل الأحاديث حول انتشار داء “الإيدز” في البلاد وارتفاع عدد المصابين به، وقال إن “الوضع مستقر، ولم نسجل أي انتشار أو ارتفاع في عدد المصابين بهذا المرض”، مضيفاً أن هذا الداء غير منتشر في الجزائر بقدر ما هو منتشر في بعض دول القارة الأفريقية. وأوضح الوزير سايحي، أنه حقق تقدماً ملموساً في مكافحة هذا الداء عبر الاستراتيجية التي وضعت خصيصاً في هذا المجال، مجدداً التأكيد على التزام بلاده بالحد من انتشار الفيروس، وأشار إلى التزام الجزائر بتوفير جميع الوسائل الضرورية للحد من انتشار هذا المرض، وذلك في إطار البرنامج الأممي الرامي إلى القضاء عليه في آفق 2030، ومن خلال المخطط الوطني الاستراتيجي “سيدا” 2020-2024. وأوضح أن هذه الإرادة انعكست من خلال التعبئة الكاملة للحكومة ومجموع الفاعلين، لاسيما المجتمع المدني، من أجل ضمان استفادة عامة ومجانية من كل الخدمات العلاجية بما في ذلك الكشف المبكر والعلاج، معرباً عن أسفه تجاه السلوكيات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، على غرار الاستعمال غير الكافي لوسائل الحماية وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن وظاهرة الهجرة. “الإيدز” فيروس يهاجم جهاز المناعة في الجسم ويضعفه تراجع الوفيات بـ69 في المئة ويتساءل طبيب الأمراض المعدية عبدالسلام أوراهي: إذا كان الوضع مستقراً والمرض محصوراً، لماذا تتحدث الحكومة عن توفير جميع الوسائل الضرورية للحد من انتشاره وعن ضخ أموال طائلة لمحاربته؟ وقال في تصريح لـ”اندبندنت عربية” إن الوباء في تطور ليس في الجزائر فقط وإنما في كل دول العالم، غير أن الأمر في الجزائر مرتبط بضبابية الأرقام وغموض الإحصاءات بسبب رفض المصابين الإفصاح، وكذا جهل عدد منهم بإصابتهم لعدم إجراء التحاليل لغياب ثقافة التحليلات الطبية الدورية، مشيراً إلى أنه “بمجرد تسجيل ارتفاع بعض الظواهر السلبية في المجتمع مثل العلاقات الجنسية غير الشرعية وتعاطي المخدرات، التي هي من بين أسباب انتشار الإيدز، فإن الحديث عن محدودية المرض يصبح في غير محله”. ويواصل أوراهي أن عمليات الكشف عن فيروس “الإيدز” تبقى قليلة نسبياً، وعلى رغم ذلك سجل 1157 حاملاً للفيروس خلال سداسي واحد في 2023، وهذا الرقم يعود للأشخاص الذين صرحوا أو أجروا تحليلات في المختبرات العمومية، مبرزاً أن الوفيات تراجعت بصورة لافتة لتقدم الطب وبلوغه مراحل متقدمة في التعاطي مع فقدان المناعة المكتسبة، وهو ما كشفت عنه معطيات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة “السيدا”، إذ ذكرت أن وفيات المصابين تراجعت بنسبة 69 في المئة منذ 2004، وختم أن التوعية أول طريق للحد من انتشار المرض. مصابون ولكن لا يعلمون من جانبه قال المتخصص في الأمراض المعدية والمتنقلة إلياس أخاموك إن كثيراً من المصابين يرفضون التصريح بإصابتهم، معبراً عن أسفه كون “الإيدز” ما زال يشكل أحد التابوهات في الجزائر، وهو ما يعتبر خطأ، وأبرز أنه “علينا تغيير الذهنيات وطريقة التعامل مع المصابين على أنهم أصحاب سلوك سيئ ومشين”، وحذر من أن هناك حالات كثيرة أصحابها مصابون بالإيدز وهم لا يعلمون، و”هنا تكمن خطورة هذا المرض”. وأكد أخاموك أن العلاقات الجنسية غير المحمية هي السبب الرئيس في انتشار الداء، إضافة إلى أسباب أخرى كنقل العدوى من الأم إلى الرضيع. وبخصوص عدد الإصابات المسجلة أشار إلى أن الأرقام ترتفع على رغم المجهودات المبذولة، مشيداً بسياسة بلاده التي تقدم العلاج المجاني لكل المصابين من دون استثناء حتى للأجانب، وهي من أولى الدول أفريقياً في توفير العلاج. ويحدث مرض “الإيدز” بسبب فيروس يهاجم جهاز المناعة في الجسم ويضعفه، مما يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض مثل السل أو غيره من الأمراض المعدية، وهو ينتقل عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب، بما في ذلك الدم وحليب الأم، كما يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة. ويعتمد تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة على فحص الدم لتحديد ما إذا كان لدى الشخص أجسام مضادة ضد الفيروس، لذاك يعتبر الفحص ضرورياً لتحديد وجود أو عدم وجود العدوى. وبحسب وزارة الصحة الجزائرية فإن 95 في المئة من الإصابات تتم عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية بين الرجل والمرأة، واثنين في المئة عن طريق الدم وحقن المخدرات، وثلاثة في المئة من الأم للجنين، وأشار إلى أن 30 في المئة من الإصابات بالإيدز في الجزائر تقع بين الشباب من فئة 18 إلى 25 عاماً من العمر. 1700 إصابة كل عام؟ إلى ذلك كشفت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بإحدى المؤسسات الاستشفائية في الجزائر العاصمة نسيمة عاشور، أن مصلحتها تسجل يومياً من ثلاثة إلى أربعة مصابين بـ”السيدا”، وقالت إن المخدرات والعلاقات الجنسية غير الشرعية ساهمتا بصورة لافتة بارتفاع عدد المصابين، وهو ما لم يكن متوقعاً، إذ كانت تطمح الجزائر إلى تسجيل أقل من 500 إصابة جديدة في حين أن العدد لا يزال في حدود 1700 إصابة كل عام. واعترفت مديرة الوقاية في وزارة الصحة سامية حمادي، خلال ندوة أممية، أن تحقيق 500 إصابة جديدة على الأكثر كل عام، لم يتجسد على أرض الواقع لأسباب عدة، وقالت إن هناك زيادة غير متوقعة في عدد الإصابات، موضحة أن العمل على تحسين الكشف وتشخيص المرض سيؤدي إلى تسجيل من 700 إلى 800 إصابة جديدة لغاية الوصول إلى أقل من 500 إصابة جديدة سنوياً. تدريس الثقافة الجنسية لكن هناك من له رأي آخر حول طريقة خفض الإصابات، إذ يرى رئيس جمعية “إيدز” الجزائر عثمان بوروبة، أن ممارسة العلاقات الجنسية في أوساط المراهقين بطرق غير وقائية انتشرت بكثرة في الأعوام الأخيرة، بخاصة في ظل وجود التكنولوجيا والفيديوهات الإباحية، مما أدى إلى تسجيل إصابات لافتة لدى الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها بين 18 و21 سنة، لذا فإن إعادة النظر في مسألة تدريس الثقافة الجنسية أصبح مهماً. واعتبر بوروبة أن هذا لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، موضحاً أن المعرفة في الإطار التعليمي تجعل المراهقين يتفهمون بعض الأمور المتعلقة بالجنس، وكيفية الوقاية من الممارسات غير الشرعية. المزيد عن: الجزائرالإيدز فيروساتمصابونمستشفياتتحاليل طبيةنقص المناعةالتابوهاتالمجتمعوزير الصحةأمراضأفريقياالعلاقات الجنسيةتعاطي المخدراتالمرضعات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post إسحاق بابل الكاتب الشيوعي الذي أخفاه نظام ستالين next post Gas prices increase, diesel drops overnight in Nova Scotia You may also like القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024 تدني الرغبة الجنسية لدى الرجل: 9 نقاط حول... 15 نوفمبر، 2024 ما الذئبة الحمراء وكيف يمكن علاجها؟ 14 نوفمبر، 2024 تجربة شخصية… يمكن للأنثى أن تولد بلا رحم 13 نوفمبر، 2024