العام 2024 والتحولات (سوشيل ميديا) عرب وعالم الأماني اصبحت ممكنة… وليأخذ اليأس إجازة by admin 29 ديسمبر، 2024 written by admin 29 ديسمبر، 2024 23 منفيون سوريون يعودون ومن حقهم الان أن يسترجعوا النظر الى جبل قاسيون اندبندنت عربية / موسى برهومة كلما أزف عام على الرحيل، أتذكر قصيدة الشاعر العراقي المتمرد “ثلاث أمنيات على بوابة السنة الجديدة”، وهي قصيدة جميلة، رغم نبرتها الحماسية. في القصيدة أمنية واحدة لا تزال ضاغطة ولم تتحقق بعد، تماماً، وهي “أن يسقط القمع بداء القلب”. أما الأمنيتان الأخريان فهما أن يعود المنفيون إلى أوطانهم، وأن تغفر له أمه بُعده عن العراق، وأن تفعل ذلك ثيابُه والشجيرات في بيته القديم التي لم يسقها منذ سنين. عاصفة من الشجن تثيرها قصيدة مظفر النواب هذه، التي كنا نرددها عندما كنا يساريين حالمين موقنين بأن القصائد بمقدورها أن تغير العالم، وأن تحرر الأوطان، وأن تمسح الصدأ عن أغلال المعتقلين، وتذكّرهم بزمن عدالة قد يأتي، ولو طال الزمن. مَن لم يبدأ حياته يسارياً فإنه بلا قلب، كما ذاع في أوساط المثقفين الذي يتممون المقولة، بأن مَن أدركته الشيخوخة وهو ما انفك يسارياً فإنه بلا عقل. ومع ذلك فإن فسحة الخيال العاطفي في الأدب الذي انبثق من رحم اليسار (بأطيافه الماركسية والشيوعية والتقدمية)، ظلت فسحة مأهولة بالاستجابات الحتمية للدهر الذي بشّر بها أبو القاسم الشابي حين أيقن بأنه “لا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر”. في ضوء ذلك، هل يمكن أن نعتبر سقوط نظام بشار الأسد، تحققاً لجزء من الأمنية الأولى للنواب (الذي عاش ردحاً في إهاب الأسد!)، لا سيما وأن “الرئيس” الهارب كان أحد أعتى حُماة نظام القمع العربي الذي ورثه عن أبيه وحزبه؟ الداء الذي أثخن السوريين عام من التناقضات (اندبندنت عربية) لم يسقط نظام الأسديْن ب”داء القلب” رغم أنه أثخن قلوب السوريين بالأسى على امتداد أكثر من نصف قرن، لكن ما حدث في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 هو أحد أكثر الأحداث “السعيدة” في هذا العالم الظالم الذي لطالما أنعش قلوب الطغاة، ومكّنهم من قتل الشعوب، وحبس الشموس، ووأد الآمال. سيعود المنفيون السوريون إلى بلادهم، كأمنية ثانية تتحقق، ولو جزئياً، كما هجس النواب الذي رنّح العسف أشعاره ووترياته الليلية، لكنّ حلم الفلسطينيين المنفيين والمقتلعين من بلادهم أضحى الآن عصياً أكثر من أي وقت مضى. ولكنني ما أزال أحتفظ بمفتاح بيارتنا في صرفند العمار في مدينة الرملة التي اغتصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1948. سأورّث المفتاح، الذي ورثته من أبي، إلى أبنائي وأحفادي. لن تسقط الحقوق بالتقادم، ولن يهترىء هذا الحلم كما أنبأنا الشابي: “إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدَر”. واضح أن هذه الكتابة ممسوسة بجنّ الزلزال السياسي الذي وقع في سورية. في عروق الكلمات يسري نبض جديد ونظيف ومعافى من الحزن والذبول، وبودها لو تهتف مع ذلك التونسي العتيد أحمد الحفناوي “لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”؟ ومع عودة المنفيين سيعود العناق مع الأمهات والأشجار، وسترقص الثياب في الخزائن القديمة، وتنفض عن كاهلها الغبار. ربما سينكسر، في هذه الآونة، تساؤل المتنبي: “عيد، بأية حال عدت يا عيد”؟ لأن الإجابة ماثلة في الشطر الثاني من البيت “لأمر فيك تجديد”. أجل، ثمة تجديد ترسمه الآمال والرجاءات في السنة الجديدة، والتجديد عنوانه بناء سورية مختلفة قد تقود قاطرة الحلم العربي. من يدري؟ ربما من حق الكاتب العربي أن يبتهج من دون أن يضع يده على قلبه. فلتكن مغامرة للوجدان الذي أغرقه “طوفان الأقصى” في الألم الذي ما برح يصهر مشاعره. غزة رغم عذابها تفرح لما يجري في الشام. ألم يكن الاحتلال الإسرائيلي وليد القهر والقمع والخنوع؟ ولا ريب في أن الفرح العام بسقوط نظام الطاغية لن يكتمل إلا بتقديم الأسد وأركان نظامه وعصابته إلى العدالة. هذا مطلب أساسي لا تفاوض فيه، ولا تخلي عنه. وهذا ما يتعين أن تتوجه إليه الكتابات، وأن تنشغل به منظمات حقوق الإنسان، وأن ينخرط في سبيل تبلوره سائر الأحرار. محاكمة رأس النظام الهارب تعني الأحياء بمقدار ما تمسح بكف شفيفة على الفظاعات التي ما رأى الجسد الإنساني مثلها، منذ العصر الحجري القديم قبل أكثر من مليونيْ سنة. من أجل شفاء صدرور أولئك الضحايا، تغدو المحاكمة العادلة والعلنية حقاً ومطلباً أساسياً وضرورياً يترافق مع الإعمار وإعادة بناء الدولة والإنسان. فليأخذ اليأس إجازة الآن. من حق السوريين (والأحرار معهم) أن يأملوا، وأن ينظروا إلى جبل قاسيون من دون أن يحسوا بأن ثمة قامة أطول منه، وأكثر عنفواناً من سفحه المطل على الشام. صاحب العنق الطويلة التي قال شبيحته إما هو أو نحرق البلد، لن يعود إلى البلاد إلا بالأصفاد. وتلك لحظة منتظرة يجب الإغراق، حد الثمالة، في تفصيلها إلى أقل جزء ذريّ ممكن، حتى يتم تعميم هذه الحالة، ويكون الطاغية عبرة لغيره، في المشرق والمغرب. هل ما تزال الأماني ممكنة؟ نعم، وأجل، وبكل تأكيد. سأنزف فرحاً، بعدما جعلنا كابوس الطاغية ننزف أعمارنا في تشفير اللغة والسكنى في الاستعارات. المزيد عن: النظام السوريالبعثبشار الأسدالعودةالمثقفونالأمانياليأسالأمل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أبرز الكتب المنتظرة عام 2025 next post أوجلان من السجن: التقارب مع الأتراك “مسؤولية تاريخية” You may also like سيناريوهات الانسحاب الإسرائيلي من جنوب سوريا 30 ديسمبر، 2024 (2024) عام الاغتيالات وتصفية الحسابات لـ”رد اعتبار” إسرائيل... 30 ديسمبر، 2024 “حزب الله” يودع أسوأ أعوامه بالاختراق والاغتيال 30 ديسمبر، 2024 السودانيون يشتكون من فوضى استبدال العملة 30 ديسمبر، 2024 من صاحب القرار الفعلي داخل “حماس”؟ 30 ديسمبر، 2024 وثائق سرية لنظام الأسد تكشف محاكمة أطفال –... 30 ديسمبر، 2024 سوريا “الجديدة”.. جدل بشأن منح رتب عسكرية لأجانب 30 ديسمبر، 2024 القضاء اللبناني يستجوب نجل يوسف القرضاوي ويبقيه موقوفاً 30 ديسمبر، 2024 «اجتياح» إسرائيل الهدنة يرفع منسوب الخوف اللبناني 30 ديسمبر، 2024 السيسي يشدد على مواصلة جهود تجديد الخطاب الديني... 30 ديسمبر، 2024