الناقد والمفكر المغربي عبد الفتاح كيليطو (صفحة الكاتب - فيسبوك) ثقافة و فنون الأكاديمية الفرنسية تمنح عبدالفتاح كيليطو جائزتها الكبرى by admin 25 يونيو، 2024 written by admin 25 يونيو، 2024 209 المفكر المغربي الذي كتب دراسات حديثة عن الأدب العربي القديم باللغة الفرنسية اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار يراكم المفكر المغربي عبدالفتاح كيليطو إنجازاته ويرسخ حضوره داخل العالم العربي وخارجه بصورة دؤوبة، لا عبر كتبه التي يصدرها تباعاً وقراءاته الحديثة واللافتة للأدب العربي القديم فحسب، بل أيضاً عبر الجوائز الرفيعة التي يظفر بها على نحو متعاقب، تكريماً لمساره المعرفي وجهده الكبير في إثراء الحقل النقدي ودوره في الترويج للتراث الأدبي العربي في مراكز ثقافية عالمية. وإن كان المغرب التفت إلى جهود عبدالفتاح كيليطو باكراً عبر منحه جائزة المغرب الكبرى للكتاب عام 1989، ثم جائزة الأطلس الكبير في 1996، فإن انتباه العالم العربي جاء لاحقاً عبر تكريمه بجائزة سلطان العويس عام 2007 في فرع الدراسات الأدبية والنقدية لأنه “يتمثل النظريات النقدية الحديثة في تجربة فريدة أسهمت كثيراً في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي والعجائبي العربي” بحسب بيان الجائزة. كتاب “العرب وفن الحكاية” بالفرنسية (دار سندباد) ووصل أوج التقدير العربي عام 2023 من خلال حصول كيليطو على جائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب التي كان موضوعها “السرد العربي القديم والنظريات الحديثة”، وجاء في بيان الجائزة أن الناقد المغربي استحق هذا التقدير بسبب “براعته في تأويل الأعمال السردية القديمة بدراسات مكثفة، أحاطت بها في شتى أنواعها”، ولأنه “ارتاد مناطق في السرد العربي القديم لم يلتفت إليها أحد قبله”. وفي سياق تثمين المشروع النقدي لعبدالفتاح كيليطو أعلنت الأكاديمية الفرنسية أخيراً فوز الناقد المغربي بالجائزة الكبرى للفرنكوفوينة لعام 2024، باعتباره أحد المثقفين المعاصرين الذين يسهمون في حضور لغة موليير خارج فرنسا، واللافت أن كيليطو لم يكتب عن الأدب الفرنسي، بل كان يكتب باللغة الفرنسية عن الأدب العربي، القديم تحديداً، وأسهم بصورة كبيرة في إشعاع هذا الأدب داخل الأوساط الأكاديمية الفرنسية. تسعى الجائزة الكبرى للفرنكوفونية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية، وفق بيانها، إلى “تتويج عمل شخصية ناطقة باللغة الفرنسية أسهمت، في بلدها أو على نطاق دولي، بصورة بارزة في الحفاظ على اللغة الفرنسية وتعزيز إشعاعها”، لذلك يبدو أن هذه الجائزة هي تكريم للغة كيليطو أكثر منها تكريماً لمنجزه النقدي، إذ سبق للأكاديمية الفرنسية أن منحت كيليطو جائزة مماثلة عام 1996 في فرع إشعاع اللغة الفرنسية. أحد كتبه الشهيرة (منشورات المتوسط) وتأتي الجائزة الجديدة ضمن جوائز أخرى تقدمها الأكاديمية الفرنسية في حقول النقد والشعر والسيرة والسرد والمسرح والسينما والموسيقى والفلسفة والسوسيولوجيا والتاريخ. وإلى جانب الجائزة الكبرى للفرنكوفونية التي تقع على رأس لوائح الأكاديمية الفرنسية والتي فاز بها كيليطو، تم منح الجائزة الكبرى للأدب للكاتب الفرنسي مارسيل كوهن (مواليد 1937) والكاتبة الفرنسية سيسيل واجسبرو (مواليد 1954) عن مجمل أعمالهما الأدبية، والجائزة الكبرى للشعر للكندية هيلين دوريون (مواليد 1958) عن مسارها في الكتابة الشعرية، وجائزة كتّاب السيرة للبروفيسور كلود بيرجلان (مواليد 1940) المتخصص في كتابة سير أعلام الثقافة الفرنسية. أما جائزة النقد، فكانت من نصيب الصحافة الثقافية، إذ عادت للكاتبة آن ميشلي المتخصصة في النقد الصحافي، فيما كانت جائزة المسرح من نصيب الفرنسي فلوريان زيلي )مواليد 1979) وجائزة الموسيقى للإيطالي- البلجيكي سالفاتور أداماو (مواليد 1943)، فضلاً عن جوائز أخرى حملت أسماء بعض الرموز الثقافية مثل الشاعر بول فيرلين والفيلسوف مونتيون والروائي فرانسوا مورياك، وبعض أعلام الثقافة الفرنسية في القرن الـ 19، مثل الناقد جيل جانين والشاعر إميل أوجيه. لقد اختار صاحب “لن تتكلم لغتي” في شبابه أن تكون الأطروحة التي تقدم بها إلى جامعة السوربون حول “السرد والأنساق الثقافية في مقامات الهمداني والحريري”، وناضل من أجل أن تنشر هذه الأطروحة بعد مناقشتها، فلم يكُن الناشرون الفرنسيون مستعدين للمغامرة بنشر دراسة بالفرنسية عن نصوص أدبية قديمة غير مترجمة أصلاً إلى هذه اللغة. لكن تحولاً ثقافياً مهماً سيقع في الوسط الثقافي الفرنسي بعد صدور دراسة كيليطو، يقول عن هذه التجربة في كتابه “التخلي عن الأدب”، “وماذا يمكن أن أقول عن بحثي الذي كان أغضب الناشر الفرنسي؟. هل لي أن أتحدث عن أثره، إذ يبدو أنه، بضع سنوات بعد نشره، تلاحقت الترجمات الفرنسية لجل الكتب العربية التي اعتمدَها؟”. قام كيليطو بتدريس الأدب الفرنسي طوال أربعة عقود، وعلى رغم إعداده وتقديمه لعدد هائل من المحاضرات عن هذا الأدب، إلا أنه لم يؤلف كتاباً واحداً عنه. يقول في هذا الصدد “لن أضيف شيئاً يذكر لما كتبه الفرنسيون، وفضلاً عن ذلك، فإنهم، وهذا هو المهم، لا ينتظرون مني أن أكتب عن أدبهم”. لقد انتبه كيليطو باكراً إلا أن مهمته ستكون هي الترافع عن الأدب العربي بلغة غير عربية، لذلك يضيف في مكاشفاته التي أوردها المفكر عبدالسلام بنعبد العالي في كتابه “كيليطو أو عشق اللسانين”، “أدبهم لا يحتاجني. على العكس من ذلك، لم يفارقني شعور، ساذج بلا شك، أن الأدب العربي يحتاجني بقدر ما أنا أحتاجه. كان ذلك اعتقاداً ثابتاً لديّ، ولولاه لما كتبت على الإطلاق”. ظل كيليطو يحتفي بالأدب العربي القديم ويقدمه لقارئ من جغرافيات مختلفة، ليس عبر ما يصدره من كتب ألفها بالعربية والفرنسية وترجمت إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية وغيرها فحسب، بل أيضاً عبر ما قدمه من محاضرات في جامعات عالمية بوصفه أستاذاً زائراً مثل هارفارد والسوربون وبرينستون وبوردو وكوليج دو فرانس وغيرها، فضلاً عن تدريسه لهذا الأدب للطلبة المغاربة والعرب في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1968. أما مؤلفاته عن الإرث الأدبي العربي، فتكشف عن قدرته التأويلية الشاسعة وتعمقه في قراءة التراث السردي بصورة مختلفة وتعقبه لتأثير هذا التراث في الأدب العالمي. المزيد عن: عبد الفتاح كيليطومفكر مغربيناقداللغة الفرنسيةاللغة العربيالتراثالأكاديمية الفرنسيةجائزة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمود الزيباوي يكتب عن: ملك فيلكا مستوياً على عرش كبير next post 10 اتجاهات للذكاء الاصطناعي الأكثر تأثيراً في عام 2024 You may also like فلسفة الحياة أي أن نفكر في أحوالنا اليومية والعالم 29 ديسمبر، 2024 هوبيما الرسام الهولندي الذي أسس المدرسة الطبيعية الإنجليزية 29 ديسمبر، 2024 “الحمار الذهبي” من أقدم السرديات الكبرى في التاريخ 29 ديسمبر، 2024 سامر أبوهواش يكتب عن: بين “سقوط الأسد” و”مئة... 29 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن العودة إلى دمشق: قصر... 29 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. عشوائية... 29 ديسمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: جدلية العلاقة بين ابن... 27 ديسمبر، 2024 جون هستون أغوى هوليوود “الشعبية” بتحف الأدب النخبوي 27 ديسمبر، 2024 10 أفلام عربية وعالمية تصدّرت المشهد السينمائي في... 27 ديسمبر، 2024 فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف... 27 ديسمبر، 2024