جاءت أغنية "رمضان جانا" للمطرب محمد عبدالمطلب لتجسد ثقافة الحارة المصرية بامتياز (التواصل الاجتماعي) ثقافة و فنون الأغنية الرمضانية سهل ممتنع أحرج جهابذة الفن by admin 19 مارس، 2024 written by admin 19 مارس، 2024 134 لم تتمكن الحديثة من انتزاع قاعدة جماهيرية واسعة اندبندنت عربية / هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham لأكثر من نصف قرن حاولت الأغنية الرمضانية الحديثة مزاحمة نظيرتها القديمة، لكنها لم تقدم حتى الآن ما يكفي لينقلها إلى الجماهيرية الواسعة. اهتمت أغنية رمضان الحديثة تحديداً بعد مطلع الألفية الثالثة بتطوير الشكل مع محاولة تغيير المضمون القديم. فركزت كلماتها ومفرداتها على مظاهر تعبدية محددة، مثل اغتنام فرصة الشهر لزيادة العبادات، ووصف ازدحام المساجد بالمصلين أثناء رمضان دون غيره، واهتم بعضها بالتوجيه إلى تلاوة القرآن والعطف على الفقراء وغيرها من القيم الدينية والأخلاقية العامة. تراث رمضان الغنائي دارت أغنية رمضان التراثية في فلك الظاهرة الاجتماعية التي يمثلها شهر رمضان من منظور مختلف، فوصفت الشهر بالاحتفال الجماهيري الصاخب الذي تنتظره وتشارك فيه جميع فئات المجتمع. بين سنوات 1910-1980 ظهرت أغاني رمضان ضمن ثوب موسيقي طربي فضفاض عبر عن كل آراء المجتمع، وأخذ في الاعتبار عمق الثقافة الإسلامية خلال الفترة العثمانية وما قبلها في مصر الفاطمية والفرعونية. وصل امتداد أغنية شهر رمضان الروحاني قديماً إلى فترات دينية غير إسلامية بينها الحضارة الفرعونية، وشملت بعض مفرداتها كما في الأغنية الشهيرة “وحوي يا وحوي” ليصبح الاحتفال برمضان قديماً أشبه بزفة العريس التي تنتظرها وتشارك في مراسمها الحارة المصرية كاملة، وهو المعنى الذي ورد في أغنية “هاتوا الفوانيس” لمحمد فوزي. وفيها يذكر شاعرها نبيل قنديل “هاتوا الفوانيس، هنزف عريس”. بين الغناء والإنشاد البداية الحقيقية لأغاني شهر رمضان جاءت منذ الثلاثينيات إلى مشارف الثمانينيات من القرن الماضي وبدأت مع أحمد عبدالقادر ومحمد فوزي ومحمد عبدالمطلب، وصولاً إلى توقفها الموقت في زمن العولمة. بعد هذه الفترة عبرت موجة من المنشدين العرب عن أغنية رمضان، وكان من أشهرهم شيخ المنشدين محمد أمين الترمذي الذي قدم مئات الأناشيد الرمضانية المؤثرة منذ فترة الثمانينيات من القرن الماضي وحتى الآن. على رغم أن أغنية رمضان تحمل الصبغة الدينية فإنها اشتهرت بكونها ابنة الأغنية العاطفية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى كنف الأنشودة الدينية، ومن التجارب الأخيرة في الأغنية الرمضانية وكان لها دوي تلك التي جاءت تتراً لمسلسل “رمضان كريم” الذي غناه حكيم في 2021 وحاولت الأغنية التماس مع عبق الأغنية القديمة أيضاً في محاولة للمزج بين الديني والطربي. محطات منذ عام 1910 وحتى سبعينيات القرن الماضي كانت أغنية رمضان بمثابة الأغنية الشعبية التي تخرج بالكامل من عباءة الظاهرة الاجتماعية، التي مثلها رمضان بوصفه احتفالاً جماعياً جسد فكرة العرس الاجتماعي لجميع شرائح المجتمع. عام 1937 غنى أحمد عبدالقادر أغنية “وحوي يا وحوي” التي بقيت إلى الآن بمثابة أيقونة رمضان، وبمنزلة الأغنية الأساس التي نهل عشرات الفنانين المعاصرين من رحيق عذوبتها. وعام 1965 ظهرت أغنية “رمضان جانا” لمحمد عبدالمطلب، كما قدم أيضاً محمد فوزي “هاتوا الفوانيس”. السهل الممتنع تعد أغنية رمضان أغنية صعبة البناء والتراكيب، لكنها مع ذلك مثلت حقبة الفن الغنائي السهل الممتنع، لأنها خرجت من عباءة الظاهرة الاجتماعية وليس من ثوب أغنيات المناسبات والأنشودة فحسب، وحافظت على وجودها خارج سياق الربح التجاري، لذلك توصف بأنها أغنية صعبة أحرجت كثيراً من جهابذة الفنانين المعاصرين وبعض أساطير الغناء قديماً. بدأت أغنية رمضان بقوة في مصر إبان الحكم العثماني في القاهرة. فظهرت روائع معبرة عن الوجدان الشعبي الذي احتفل بقدومه. لذلك كانت أغانيه أكثر من مجرد أهازيج أو أغنيات بسيطة البناء والتركيب فبعضها له جذور تضرب في عمق الثقافة الإنسانية عموماً والشرقية خصوصاً. ولأن رمضان لدى المسلمين هو شهر الشعور بالفقراء والتضحية والقفز عن شهوات الجسد والروح جاءت أغنية “رمضان جانا” للمطرب والموسيقار محمد عبدالمطلب لتجسد ثقافة أغنية الحارة المصرية والبيئة الشعبية بامتياز، إذ تتحضر الأحياء فقيرها وغنيها لهذه المناسبة المنتظرة، كما يتحضر العريس ليوم زفافه. فيستقبل رمضان بالطبول، وتتزين البيوت، ويدق المسحراتي تحت النوافذ ويتبعه الأطفال مهللين في الشوارع. المزيد عن: وحوي يا وحويمصرشهر رمضانشهر الصيامالأغاني الرمضانية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زوجة مروان البرغوثي: تعرض لاعتداء وحشي وحياته في خطر next post الدراما الرمضانية بالمغرب… انتقادات ترافق المشاهدات You may also like ظاهرة الزواج العصري المأزوم في مقاربة فلسفية 30 يناير، 2025 “موجز تاريخ الأدب البولندي” يرصد محطات الشيوعية وما... 30 يناير، 2025 فيلم “الخرطوم”: توثيق إرث ضائع وسط لهيب الحرب 30 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: أفاعي موقع مسافي في... 28 يناير، 2025 جماليات التجريد الغنائي في لوحات جنان الخليل 28 يناير، 2025 قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية 28 يناير، 2025 ياباني يكتب رواية صينية معاصرة عن الذاكرة الثقافية 28 يناير، 2025 مبادرات لدعم القارئ والناشر في معرض القاهرة للكتاب 28 يناير، 2025 هل يستحق “إميليا بيريز” 13 ترشيحا لـ”الأوسكار”؟ 28 يناير، 2025 المؤرخ الفرنسي هيرفي لو برا: لا يوجد عرق... 28 يناير، 2025