نصوص سينمائية ينقصها السرد الأدبي ثقافة و فنون الأبعاد الأدبية تسد الثغرات التقنية في كتابة السيناريو by admin 4 سبتمبر، 2024 written by admin 4 سبتمبر، 2024 138 التكامل بين التقنية والإبداع الأدبي حاجة ضرورية لتحقيق طفرة سيناريستية في السينما والتلفزيون المغربي. The Middle East Online / عبدالرحيم الشافعي الرباط – يعتبر السيناريو في المغرب حجر الزاوية في صناعة السينما، فهو البنية الأساسية التي يقوم عليها أي عمل سينمائي ناجح، لكن تواجه كتابة السيناريو تحديات كبيرة تعيق تطوره وتأثيره في المشهد السينمائي، أبرزها ضعف الأفكار والسرد، حيث يفتقر العديد من السيناريوهات إلى الابتكار والتجديد، وهذا ما يؤدي إلى إنتاج أعمال تفتقد للجاذبية والإقناع، بينما كثيرا ما يختزل دور السيناريو في الجانب التقني فقط، وينظر إليه كأداة لتنظيم المشاهد وترتيبها، دون إيلاء الاهتمام الكافي للجانب الأدبي الذي يضفي على النصوص السينمائية عمقا وثراء، وهذا الفهم المحدود لدور السيناريو يؤدي إلى تراجع قيمته الأدبية، حيث تغفل الجوانب التي تجعل من السيناريو عملا إبداعيا متكاملا يجمع بين الأدب والفن. فهل يمكن أن نعزي هذا الضعف إلى النظرة التي تهيمن على السينما المغربية، حيث يُعتبر السيناريو مجرد تقنية سينمائية بعيدة عن الجوهر الأدبي؟ وهل يمكن للسينما المغربية أن تحقق طفرة سيناريستية من خلال فهم أهمية الأبعاد الأدبية في كتابة السيناريو؟ وكيف يمكننا تحقيق التوازن المطلوب بين التقنية السينمائية والبعد الأدبي لنرتقي بجودة السيناريوهات ونحقق أعمالا سينمائية ودرامية تليق بمكانة الفن السابع في المغرب؟ يعزى الضعف في السيناريوهات المغربية إلى النظرة السائدة التي ترى السيناريو كجزء تقني بحت من صناعة الفيلم، بمعزل عن جوهره الأدبي، إذ أن هذه النظرة تختزل السيناريو في كونه مجموعة من التقنيات الموجهة للمخرج والفريق الفني في غياب تام للحس الأدبي وهذا يفقده عمقه الأدبي الذي يمكن أن يغني النصوص السينمائية، حيث أن السيناريو ليس مجرد أداة تقنية، بل هو العمود الفقري للعمل السينمائي الذي يجب أن يتضمن عناصر أدبية تسهم في تعزيز القصة والشخصيات والمضامين، فالتقليل من قيمة السيناريو كعمل أدبي قد يؤدي إلى ضعف في محتوى الأفلام وفقدانها للقدرة على خلق ما يجذب الجمهور. ويمكن إعادة الاعتبار للأبعاد الأدبية في كتابة السيناريو في أن تكون خطوة حاسمة في استعادة السينما المغربية لعافيتها، حيث تتسم السيناريوهات بجودة أدبية عالية تمثل الأساس الذي يبني عليه الفيلم نجاحه، إذ أنها قادرة على جذب الجمهور والتأثير فيهم، فالتركيز على الجوانب الأدبية يتيح للسيناريو أن يكتسب عمقا فكريا وجماليا، ما ينعكس على جودة العمل السينمائي ككل، وهذا التحول يتطلب تضافر جهود الكتاب والمخرجين والمنتجين، والاعتراف بأن السيناريو ليس مجرد مرحلة تكميلية، بل هو جوهر العمل السينمائي، وهذا النهج يمكن للسينما المغربية أن تبرز في المشهد الدولي بأعمال تعكس ثقافتها وفكرها وتحقق نجاحات تتجاوز الحدود. ويتم التوازن بين التقنية السينمائية والبعد الأدبي من خلال التكامل بين الجانب الفني والجانب الإبداعي في كتابة السيناريو، إذ تجمع السينما بين الصورة والكلمة، بينما تعد التقنية وسيلة لنقل النص الأدبي إلى الشاشة دون أن تطغى على جوهر القصة، كما يمزج السيناريو الذي يجمع بين العمق الأدبي والاحتراف التقني بين الجودة العالية والأثر العميق في الجمهور، وينقل الرسائل بفعالية، حيث يستثمر تحقيق هذا التوازن في تكوين كتاب السيناريو وتطوير مهاراتهم، وتعزيز التعاون بين الكتاب والمخرجين لضمان انسجام الرؤية الفنية مع الأبعاد الأدبية. وتلعب الأبعاد الأدبية دورا محوريا في كتابة السيناريو، حيث أن الأدب يمد السيناريو بالحوار الغني والقصة المحبوكة التي تسهم في بناء عوالم سينمائية جذابة وذات تأثير عميق، فالعديد من الروايات الأدبية التي تحولت إلى أفلام سينمائية حققت نجاحات فنيا وتجاريا، وهذا يرجع في جزء كبير منه إلى قوة النص الأدبي الأصلي، إذ أن الحوار الأدبي بما يحمله من تعبيرات دقيقة وتراكيب لغوية راقية، يمنح الشخصيات عمقا وواقعية، وهذا ما يجعلها أكثر قربا من المشاهدين، إضافة إلا أن القصة المحبوكة تخلق توازنا مثاليا بين العناصر الدرامية المختلفة، ويضمن تدفق الأحداث بشكل طبيعي ومثير للاهتمام، ومن هنا يتضح أن الاستثمار في الأبعاد الأدبية عند كتابة السيناريو ليس مجرد ترف، بل هو أساس لنجاح العمل السينمائي وتميزه. ويوفر تدريس مادة السيناريو في التخصصات الأدبية إلى جانب الشعر والمسرح أساسا متكاملا للتكوين الإبداعي للأدباء والفنانين، حيث يتطلب السيناريو كأحد فروع الأدب فهما عميقا للعناصر الأدبية مثل الحوار والشخصيات والبنية السردية، التي تعتبر أيضا أساسية في الشعر والمسرح، كما يعزز إدماج السيناريو ضمن المنهج الأدبي من قدرة الطلاب على تطوير مهاراتهم في صياغة النصوص المعقدة التي تعكس الأبعاد الإنسانية والثقافية بطرق متعددة، إضافة إلا أنه يتيح لهم فرصة استكشاف التفاعلات بين الأدب والصورة، وهذا يثري تجربتهم الفنية ويعدهم لتقديم أعمال أدبية وسينمائية متكاملة، كي يتم تزويد الطلاب بالمعرفة اللازمة لخلق نصوص ذات قيمة أدبية وسينمائية تساهم في تطوير المشهد الثقافي والإبداعي المغربي. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post المقهى الثقافي بتونس يحيي ذكرى وفاة المفكر العفيف لخضر next post نقد التراث أم نقض التراث You may also like عبده وازن يكتب عن: مشير عون يكشف ركائزه... 23 ديسمبر، 2024 سينما “متروبوليس”… صرح ثقافي يعيد الحياة لبيروت 23 ديسمبر، 2024 محمد علي اليوسفي: كل ثورة تأتي بوعود وخيبات 22 ديسمبر، 2024 سوريا والمثقفون الانتهازيون: المسامحة ولكن ليس النسيان 22 ديسمبر، 2024 حين انطلق “القانون في الطب” غازيا مستشفيات العالم... 22 ديسمبر، 2024 “انقلاب موسيقي” من إيغور سترافنسكي في أواخر حياته 21 ديسمبر، 2024 الإرهابيون أرسلوا رأس الصبي إلى أهله في “الذراري... 21 ديسمبر، 2024 “هند أو أجمل امرأة في العالم” لهدى بركات:... 21 ديسمبر، 2024 جواد الأسدي يسجن شخصياته المقهورة في “سيرك” 21 ديسمبر، 2024 عندما انبهر ترومان كابوتي بالمجرم في “بدم بارد” 21 ديسمبر، 2024