“ادخل”.. في قصة وصول “العمال” البريطاني إلى السلطة

تأثير هجوم “السابع من أكتوبر” و”الحرب على اليسار المتطرف” في الانتخابات البرلمانية 2024  

اندبندنت عربية / بهاء العوام محرر في اندبندنت عربية BahaaAlawam@

“الطريق إلى السلطة” هو فحوى الكتاب الذي صدر حديثاً تحت عنوان “Get In” أو “ادخل” ليروي قصة وصول حزب العمال البريطاني إلى الحكومة أخيراً، حين توقف الكاتبان باتريك ماجواير وغابرييل بوجروند عند محطات بارزة في سياسات وخطط الحزب الأحمر خلال الأعوام القليلة السابقة لفوزه في انتخابات يوليو (تموز) 2024، كان أبطالها رئيس الوزراء كير ستارمر ودائرته الضيقة التي تقود البلاد اليوم.

من المحطات التي توقف عندها الكتاب، اليوم التالي لهجوم حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر “تشرين الأول” 2023، إذ يقول المؤلفان إن رئيس إدارة السياسات في الحكومة حالياً، ستيوارت إنجهام، تدخل لإزالة الإشارة إلى “القانون الدولي” من البيان الرسمي للحزب الذي أيد حينها حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، فبدا البيان مقبولاً ولكنه وصف شعبياً بغير المتوازن وبدأ حينها التفكير بتأثير (السابع من أكتوبر) على صناديق الاقتراع.

في السياق ذاته أشار وزير الخارجية ديفيد لامي بعد أشهر من بدء الحرب إلى ضرورة إظهار ستارمر التعاطف مع الدمار الذي خلفته إسرائيل في القطاع، واستشهد بتلك الانتقادات اللاذعة التي وجهت إلى النائبة العمالية إيميلي ثوربي عند ظهورها في برنامج إذاعي للحديث عن الحرب، بينما كان رأي كبير موظفي الحكومة اليوم مورغان ماكسويني أن انتقادات الجماعات المسلمة في هذا الشأن ليست “نقية”، وعلى رغم ذلك قالت نائبته فيديا أليكسون، إنه من الأفضل عدم تجاهل حقيقة وجود غضب بين أبناء الجالية إزاء الموقف العمالي من تلك الحرب.

بعيداً من غزة، لفت الكتاب إلى أن الزعيم السابق لـ”العمال” جيرمي كوربين عندما تسلم قرار إبعاده عن الحزب بعد اتهامه بمعاداة السامية، سمح له بالاتصال مع طبيبه النفسي أو جهة متخصصة في هذا الشأن لمساعدته على تجاوز الأزمة التي يمر بها، وفي إطار المناقشات الداخلية في شأن عودة كوربين أكد الكتاب رفض نواب من “العمال” بينهم وزيرة الخزانة راشيل ريفيرز والنائب جون تريكت الذي وصف سلوك الزعيم السابق بـ”الأناني”.

وفق أحد فصول الكتاب، ثمة محاولة من مورغان ماكسويني لشراء مجلة “تريبيون” التي تؤيد كوربين وتوجهاته بين “العمال”، ولفت المؤلفان إلى أن مساعي ماكسويني في هذا الشأن كانت جزءاً من “حملة منظمة لاستعادة الحزب الأحمر من اليسار المتطرف”.

في “الحرب على اليسار المتطرف” أيضاً أشار الكتاب إلى الدور الذي لعبه سفير بريطانيا في الولايات المتحدة اليوم بيتر ماندلسون، عندما كتب ورقة قبيل المؤتمر العام لـ”العمال” عام 2021، توضح ضرورة إعلان ستارمر الحرب على توجهات كوربين وحلفائه في الحزب إن كان يريد الفوز في الانتخابات العامة المقررة في 2024.

غلاف كتاب “Get in” للكاتبين باتريك ماجواير وغابرييل بوجروند​​​​​​​ (وسائل التواصل)

قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يكشف الكتاب عن لقاء جمع بين وزير الإسكان السابق في حكومة “المحافظين” مايكل غوف مع مورغان ماكسويني الذي طلب نصائح غوف لتجنب الوقوع في فخ البيروقراطية عندما يسكن “العمال” منطقة “وايتهول”، فقبل الوزير المحافظ لكنه أكد لماكسويني أنه سيتحدث عن مساوئ ستارمر أمام وسائل الإعلام.

هناك إشارة في الكتاب أيضاً إلى تحقيق سو غراي في فضيحة حفلات الحكومة خلال جائحة كورونا، إذ كشف المؤلفان أن سو غراي طلبت إزالة الإشارة إلى عمال النظافة في مقر رئاسة الوزراء من خطاب ستارمر عام 2023 حول تلك الفضيحة، لأن ما انتهى إليه التحقيق في هذا الشأن رفضه أمين سر الحكومة حينها سايمون كاس، وتأكد بطلانه لاحقاً عبر موظفي الخدمة المدنية الذين حققوا مع أولئك العمال.

ينوه الكتاب أيضاً بـ”انتقائية” ستارمر ودائرته الضيقة في اختيار المرشحين لأي استحقاقات نيابية عن الحزب، حين رفضوا ترشيح المذيع المشهور إدوارد بولز للانتخابات البرلمانية الفرعية عام 2022 على رغم أنه كان وزيراً محلياً في حكومة غوردن براون العمالية بين 2007 و2010، كذلك تجاهلوا عرض وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند، بالعودة إلى بريطانيا والانضمام إلى صفوف مرشحي الحزب في انتخابات عام 2024.

المزيد عن: حزب العمال البريطانيكير ستارمرالحكومة البريطانيةبريطانيالندن