محليات/ محاضرة للناشر في الجامعة الانطونية (علي لمع) بأقلامهم احمد طلال سلمان يكتب على الطريق إلى اللقاء يا كلنا. by admin 28 أغسطس، 2023 written by admin 28 أغسطس، 2023 64 لم يتنصّلْ يوما من هويتِه، أو انتمائه، لم يحدّْ عن وجهتِه والمرادِ: أن نعيش أحرارا كراما. جريدة السفير \ احمد طلال سلمان خضراءَ كانت حياةُ الفتى النحيلِ الأسمرِ، الذي لم يشتكِ يوما من هولِ الصعابِ التي واجهته على امتداد 85 سنة. خضراءَ طريقُه، أزهرت على الدروبِ التي سلكها كلَّها، متمسكا بالحب، حب الناس، ومعهم ولأجلهم، مضى في طريق مكافحة الفقر والظلم، والنضال في سبيل الحق. عاش فاتحا ذراعيه كحضنٍ كبيرٍ، ينهلُ بيدٍ العلمَ واللغةَ والمعنى والنور، وينثرُ بالثانيةِ حبا وخلاصةَ وجدانه وفكره وحروفه. بالصبرِ، والدراية والإيمان بالغد، واجَهَ أشواكَ الطريق كلها. على الطريق، لم يعرف الفتى النحيلُ الأسمرُ الغربة، في القرى، والمدن والعواصم التي زارها كلّها. فبالحب، حب الناس، بألوانهم ومللهم كلها، عاش بقاعيا، وجبليا، وشماليا، وجنوبيا، وبيروتيا، ومصريا، وسوريا، وعراقيا، ويمنيا.. وقبل ذلك كلّه وبعدِه، فلسطينيا. على الطريق، كان ينظرُ إلى أعينِ الناس كلّهِمِ وقلوبِهم، يراها، يقرأها ويكتب لها وعنها، ماضيها وحاضرها وغدها، كما تشتهيه، كما تستحقّه في مواجهة الظالم الذي لم يتوان عن محاولات اسكاته باستباحة دمه مرارا. على الطريق، ناصرَ الحقَ لتحصين كل مقهورٍ بحياة كريمة: العلمُ، العملُ، العدالة، الفن، الفكر، الحرية… الكرامة الإنسانية. على الطريق، كتب فاضحا التسلّطَ والتجهيلَ والإجرامَ، ومشى فاتحا السبيل للإبداع والحلمِ ولو على حافة المستحيل. وكما أن “الهزيمة ليست قدرا”، خطّ أن الجهلَ والطغيانَ واستباحةَ البشر لم تكن قدرا. أما مقاومة الاحتلالِ الأخلاقي والفكري، مثل مقاومة العدو، فكانت، للفتى النحيل الأسمر، قدرا. على الطريق، رسم طلال سلمان ملامحَ وجوهِ أبناءِ جلدتِه كلهم، تلك التي تشبه ملامحَه حدَّ التماهي، وخطّ نهجَ حياة وقناعةً ضد الخنوعِ والانحطاط، متمسكا بالأمل دوما، وبحتمية سيادة الحرية. لم يتنصّلْ يوما من هويتِه، أو انتمائه، لم يحدّْ عن وجهتِه والمرادِ: أن نعيش أحرارا كراما. اليوم حلّ أوان الرحيل.. في عزّ الغربة والغبن.. ومع أنك ستبقى حيا في كل ما يشبهك ويشبه ناسك، قلّْ من يرسم ملامحَ وجوهنا من بعدِكَ والطريقُ مازالت طويلةً شاقة؟ على الرغم من فداحة الفقدان، تبقى لنا الكلمات التي زرعتها في وجداننا على امتداد عقود: “ما أسرع السنين، ما أبطأ الأيام، ما أطول النهارات، ما أقصر الليالي. ما أقسى العيش، ما أمتع الحياة، مع أعظم الحرية، ما أحط القمع والعسف والاستكانة والاستسلام. ما أمر الاحتلال، ما أشرف المقاومة. ما أتفه الـ “نعم” ما أكرم الـ “لا” مجلجلة وجليلة في وجه الظالم والمهيمن والطاغية والمحتكر والمغتصب والمستغل والطائفي والدخيل.” إلى اللقاء يا كلنا. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Canadian banks face squeeze between climate expectations, market pressures next post لقاء المنقوش وكوهين..مظاهرات ضد الدبيبة وجلسة طارئة للبرلمان You may also like عبد الرحمن الراشد يكتب عن: نهاية الحروب اللبنانية... 11 يناير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: سوريا بعد الأسد واستقبال... 10 يناير، 2025 ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025