ابعاد استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند من حكومة ترودو

راديو كندا الدولي /  RCI

قدّمت نائبة رئيس الحكومة الكندية، وزيرة المالية كريستيا فريلاند، استقالتها من مجلس الوزراء صباح اليوم، قبل ساعات من موعد تقديمها البيان الاقتصادي الخريفي لحكومة جوستان ترودو الليبرالية.

’’يوم الجمعة أخبرتني أنك لم تعد تريدني أن أعمل كوزيرة ماليّتك وعرضتَ عليّ منصباً آخر في مجلس الوزراء‘‘، كتبت فريلاند في رسالة وجّهتها إلى ترودو ونشرتها على حسابها على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل الاجتماعي.

’’بعد التفكير، خلصتُ إلى أنّ المسار الوحيد الصادق والقابل للتطبيق هو أن أستقيل من مجلس الوزراء“، قالت فريلاند التي تشغل منصب وزيرة المالية منذ آب (أغسطس) 2020.

وليس من الواضح بعد ما الذي تعنيه استقالة فريلاند بالنسبة للبيان الاقتصادي ومن الذي سيقدّمه.

وقال مصدر رفيع المستوى في الحكومة الفدرالية لهيئة الإذاعة الكندية إنّ علان فريلاند استقالتها لم يكن متوقعاً اليوم.

’’كندا تواجه تحدياً خطيراً‘‘

وقالت فريلاند في كتاب الاستقالة إنّ كندا ’’تواجه تحدياً خطيراًَ‘‘، مشيرةً إلى تهديد الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية.

’’هذا يعني أن نحافظ على قدرتنا المالية اليوم، لكي يكون لدينا الاحتياط الذي قد نحتاجه لحرب جمركية قادمة‘، تابعت فريلاند، ’’وهذا يعني تجنب الحيل السياسية المكلفة التي لا يمكننا تحملها والتي تجعل الكنديين يشككون في أننا ندرك مدى خطورة اللحظة‘‘.

ولم تحدّد فريلاند في رسالتها ما الذي تقصده بـ’’الحيل السياسية المكلفة‘‘. لكن قد يكون هذا انتقاداً مُبطّناً لخطة ترودو لتجميد الضريبة الفدرالية على السلع والخدمات مدة شهرين على بعض السلع وإرسال شيكات بقيمة 250 دولاراً إلى حوالي 18,7 مليون شخص في كندا عملوا في عام 2023 وكسبوا 150.000 دولار أو أقلّ.

وأقرّ مجلس العموم في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) مشروع قانون لإعفاء العديد من السلع والخدمات من الضريبة الفدرالية مدة شهريْن، من 14 كانون الأول (ديسمبر) 2024 لغاية 15 شباط (فبراير) 2025.

أمّا بالنسبة لشيكات الـ250 دولاراً، فقد قال راديو كندا في ساعة متأخرة من ليل أمس إنه علم من مصدريْن أنّها لن تكون مدرَجة في البيان الاقتصادي الخريفي الذي كان من المقرَّر أن تقدّمه فريلاند بعد ظهر اليوم.

رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو ونائبته وزيرة المالية كريستيا فريلاند قبيْل تقديم الميزانية الأخيرة في مجلس العموم في 16 نيسان (ابريل) 2024، وكلّ منهما يحمل بيده نسخة منها.
الصورة: La Presse canadienne / Justin Tang

وحثّت فريلاند رئيسَ الحكومة الفدرالية على العمل ’’بحسن نية وتواضع‘‘ مع رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم لبناء ’’استجابة حقيقية‘‘ من قبل ’’فريق كندا‘‘ موحَّد.

’’أَعلمُ أنّ الكنديين سيعترفون بمثل هذا النهج ويحترمونه‘‘، كتبت فريلاند، ’’هم يعرفون متى نعمل من أجلهم، ويعرفون بالقدر نفسه متى نركّز على أنفسنا‘‘.

’’لا مفرّ من أن يأتي وقتنا في الحكومة إلى نهايته‘‘، تابعت فريلاند، ’’لكنّ الطريقة التي نتعامل بها مع التهديد الذي يواجهه بلدنا حالياً ستحدّد ملامحنا لجيل كامل، وربما لفترة أطول. ستنتصر كندا إذا كنا أقوياء وأذكياء ومتحدين‘‘.

فريلاند ستخوض الانتخابات المقبلة

ناخبون ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم في أحد مراكز الاقتراع في مدينة كيبيك في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة في 20 أيلول (سبتمبر) 2021.
الصورة: Radio-Canada / Hadi Hassin

وكتبت فريلاند في كتاب الاستقالة أنّها ’’ستكون دوماً ممتنّة‘‘ لفرصة الخدمة في الحكومة وستظل ’’دوماً فخورة‘‘ بما أنجزته الحكومة الليبرالية من أجل كندا والكنديين.

وفيما هي تتنحّى من منصبها في الحكومة، أبلغت فريلاند ترودو أنها ستبقى في منصبها كنائبة عن الحزب الليبرالي وأنها تنوي الترشّح للانتخابات العامة المقبلة.

ومن المتوقَّع إجراء الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025.

وتمثّل فريلاند في مجلس العموم دائرةَ ’’يونيفرسيتي–روزديل‘‘ (University–Rosedale) في تورونتو منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015، إذ فازت بمقعدها في ثلاثة انتخابات عامة متتالية وتحت راية الحزب الليبرالي بقيادة ترودو.

وجاءت استقالة فريلاند بعد لحظات من الإعلان المتوقَّع لوزير الإسكان في حكومة ترودو، شون فريزر، أنه لن يترشّح للانتخابات العامة المقبلة، معلّلاً قراره بالرغبة في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• فريلاند لا تلتزم بتحقيق هدفها الخاص المتعلق بالعجز في الميزانية

• فريلاند تقدّم بيانها الاقتصادي الخريفي الاثنين المقبل
• مجلس العموم يقرّ تعليق ضريبة السلع والخدمات مدة شهريْن

• فريلاند قدّمت ميزانية ’’الإنصاف بين الأجيال‘‘ دعماً للشباب

• ميزانية فدرالية حذرة عشية ركود محتمَل