بأقلامهم إيما كيرناهان تكتب عن : خواطر امرأة عن الصيف البريطاني: إثارة ومعاناة by admin 13 يونيو، 2023 written by admin 13 يونيو، 2023 170 كوني امرأة على حافة سن اليأس وتعاني حساسية الأنف، يصعب علي القيام ببعض الأمور في هذا الموسم على غرار التنفس بشكل جيد أو النوم أو إنتاج ما يصفه الناس بكمية “بشرية” من العرق اندبندنت عربية \ إيما كيرناهان لا أعلم إن كنتم لاحظتم ذلك، ولكن لمعلوماتكم: حل فصل الصيف. هذا صحيح، الصيف الإنجليزي، حل في الأسبوعين الأخيرين ُعيد الانتهاء من حفل تتويج الملك تشارلز وعطلة نهاية الأسبوع التي نسي الجميع أنها لم تكن عطلة نهاية أسبوع طويلة Bank Holiday. لا تسيئوا فهمي، أنا أحب الصيف. أعني أن الجميع يحب الصيف. حسناً… ولكنني أعشق الصيف، ليس قليلاً وليس بالطريقة الاعتيادية والمسلم بها لشخص يعيش في بلد يتمتع بساعات منتظمة من ضوء الشمس في النهار وفواتير وقود مدعومة من الحكومة. بالنسبة لي، الصيف هو أمر أقضي العام كله بانتظاره بشوق. فكل يوم من أيامه التي تتراوح بين 16 و23 يوماً والتي طال انتظارها هي نوع من حلم بالفيتامين “د” الذي يتسلل إلى جسمك وأنا مصممة على الاستفادة من كل قطرة منه. لعل مرد ذلك إلى أنني أسكن في الريف ولذلك أشعر بعودة الصيف بهذه القوة. على غرار أي شخص يدعي عدم الخوف من الأبقار وليس بوسعه طلب سيارة “أوبر” حتى لو أراد ذلك، أعتبر نفسي متصلة بالأرض بشكل عميق. هذه السنة، فيما استحال الربيع إلى الشتاء ومن ثم عاد إلى الربيع وبعدها حل الشتاء بشكل موجز مجدداً، كنت أتنزه في وديان غلوسسترشاير وأنا أبحث بلا هوادة عن كل الإشارات التقليدية لحلول الصيف. وفيما رصدت أول فيديو “ريل” Reel على “إنستغرام” لشخص يحتسي مشروباً صيفياً على الشرفة الخارجية لمنزله، أدركت بأن الصيف حل. كل ما تطلبه الأمر هو 25 شهراً من الشتاء، هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أخلع على عجل كنزتي الشتوية ومن ثم أتخلص من كنزتي الأخرى وبعدها بزة الغطس التي تشبه الزي الرسمي لسفينة جلالة الملكة التي أرتديها تحت ملابسي في الربيع. في الواقع إنه لأمر جيد أنها أمطرت لمدة 11 شهراً هذا العام، ضحكت كثيراً وأنا أضع المرهم على ما تبقى من قدمي الباردة والرطبة جراء الشتاء الذي طال مستعينة بذلك بشعر أصابع قدمي الذي نبت في الشتاء لكي أقفل الصندل وأنا أخرج للتنزه في الحقول. المشهد رائع وربيعي وأخضر للغاية. كوني امرأة على حافة سن اليأس وتعاني الحساسية، يصعب علي تقنياً خلال الصيف القيام ببعض الأمور كالتنفس أو النوم جيداً أو إنتاج ما يصفه الناس بكمية “بشرية” من العرق الذي يفرزه الجسم. ولكن في الواقع، ما من أمر يشعرني براحة أكبر من حكة بعيدة المنال استمرت شهرين في أذني الداخلية أو تجهيز جسمي الخاص بفصل الصيف من خلال الاضطرار إلى بيع إحدى كليَتي على موقع محظور للإتجار بالأعضاء بهدف حجز منزل للعطلات في كورنوال لأسبوع في أغسطس (آب). صحيح أنه في كل عام، تتجدد الطبيعة من خلال حبوب اللقاح (pollen) على صعيد واسع أشبه بحفلة جنسية بين الأشجار محصورة بالمعجبين باستثناء 16 مليون شخص من بيننا ممن يعانون حساسية القش الذين لا يرغبون في حضورها. بيد أن هناك دائماً العلاجات القديمة التقليدية كتناول كثير من العسل البلدي الذي يسهل علي تناوله. أنا أتأثر فقط بحبوب أشجار الزان والسنديان. قد يقول بعضهم أن الأمر أشبه بوجود مراهقين لديهم حساسية على عضوين من فرقة “جوناس براذرز” Jonas Brothers فحسب. ولكن على غرار “الإخوة جوناس”، فإن رؤية تلك الظاهرة في شهر مايو (أيار) وهي في الباطن تبلغ مئات السنين من حيث القدم ولكنها في الظاهر جديدة ومليئة بالوعود في كل مكان، تجعلني أشعر بالفرح قبل أن يبدأ وجهي بالتورم والانتفاخ ثلاث مرات أكبر من حجمه الطبيعي وأبدأ بالانتحاب لأنني أود لذلك أن يتوقف. وهذا قبل أن نفكر بكل الفرح الذي يرافق حفلات الزفاف والمهرجانات وحفلات المدارس المتعددة والكثيرة. تحصل تلك بوتيرة كثيفة لدرجة أنني لا أحظى بعطلة نهاية أسبوع واحدة لكي أقوم بأمر روتيني ممل ومتوقع كالجلوس داخل منزلي والستائر مغلقة فيما أتناول حلوى “فاب” مرتدية سروالاً مريحاً وعدم التحدث إلى أحد. إن لم يسبق أن اختبرتم مستوى مرتفعاً من استهلاك ماء الورد الدافىء بكميات كبيرة ونصف رزمة من الدواء المضاد للحساسية على أنغام جوقة تؤدي أغنية “أفريقيا” Africa لفرقة “توتو”، فرجاء لا تنتقدوا الصيف الإنجليزي أمامي. أنا أحبه كما ترون، مع اقتراب منتصف العام، أخرج في وقت مبكر إلى الحقول برفقة الكلب وأشعر بأنني أصبحت متآلفة مع الطبيعة وأنا أصغي إلى المدونات الصوتية “بودكاست” التي لا تتطرق إلى موضوع الجرائم. أضع قدمي في النهر الذي سبق أن غردت في شأن السباحة فيه ولكن تلك المرة الوحيدة التي حاولت فيها ذلك علقت مع بدلة السباحة في منتصف المسافة قبل السطح وتوجب على ثلاث نساء يعتمرن قبعات مزركشة مساعدتي في الوقوف. أعتقد بأنني أشبه الممثلة إليزابيت بينيت. ولكنني نسخة عام 2005 مع ماثيو ماكفادين (بدور دارسي وليس وامبسغانس لتجنب الشك). في طريق عودتي للمنزل، أفكر بأنني لست حتماً كالسيدة بينيت عام 1995، فيما أشعر بجانب واحد من وجهي حاراً ومترنحاً. كان عليه أن يقول ذلك بصوت مرتفع يعلو فوق صوت أنيني وأنا أسكب العسل البلدي مباشرة على عينَي، ولكن من المهم الإصغاء إلى صوتك الداخلي. أقول للأصدقاء خارج البلاد، أولئك الذين زاروا المملكة المتحدة لفترة وجيزة فحسب كم أشعر بالحماسة في شأن قضاء عطلة الصيف في البلاد. أتلقى رسائل صوتية منهم يجيبونني من خلالها وأعرف من نبرة صوتهم أنهم يحدقون في هواتفهم غير مصدقين. حقاً؟ الصيف في إنجلترا؟ أجيبهم بأسلوب نزق. أنتم وساحاتكم الشاسعة والبنى التحتية الناجحة للنقل المشترك وسهولة حصولكم (قد يقول الكسل في الحصول) على السلع الفاخرة كالطماطم وشطائر الجبنة: أنتم لا تفهمون فحسب. أعني، نعم ربما لا يُعول على الصيف الإنجليزي. ويمكنه أن يختفي لأسابيع طويلة عندما تكونون بأمس الحاجة إليه، ومن ثم يعود للظهور مجدداً في سبتمبر (أيلول) والتظاهر بأنه كان موجوداً طيلة الوقت. ولكنكم تجهلون فعلاً الصيف في المملكة المتحدة، أتمتم كثيراً فيما أركن سيارتي أمام متاجر التجزئة “تيسكو” Tesco بعد تمشية الكلب وأنا أبحث في حقيبتي عن محارم ومن ثم استخدام جوارب أطفال لتنظيف أنفي. يقول الناس أشياء جميلة عن الصيف على مواقع التواصل الاجتماعي لأنه جميل بشكل موضوعي وليس لأننا نشعر بالقلق أننا إذا قلنا عكس ذلك فقد يغادرنا ولا يأتي مجدداً أبداً. حتى نهار الخميس المقبل على الأقل، سنعيش الصيف في المملكة المتحدة. وحتى ذلك الحين، الأجدى بكم أن تصدقوا أنني سأجوب الحقول وأتنقل بحذر بين طيور القنبر (skylarks) وأزهار الأوركيد ومجموعة من النباتات الأخرى التي حددتها بواسطة تطبيق بعيني المنفوختين والمتورمتين. أشرقت الشمس! ها هو الصيف قد حل أخيراً! وأتمنى أن يستمتع الجميع به بقدر ما أفعل أنا. © The Independent المزيد عن: إجازات الصيفآلات التنفسأجهزة التنفسأعراض تنفسيةالحساسيةحساسيةحساسية الفول السودانيحساسية الربيع 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مانشستر سيتي يترقب قرار “المنقذ” إلكاي غوندوغان next post كوريا الشمالية تعتزم مواصلة تسليح روسيا وغروسي يصل أوكرانيا You may also like رضوان السيد يكتب عن: المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة 27 ديسمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: ما الذي تريده إسرائيل... 27 ديسمبر، 2024 أساف أوريون يكتب عن: تقارب “محورين” في إيران 27 ديسمبر، 2024 Washington institute : هل تستطيع إيران استعادة قوتها... 27 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: حافظ وليس بشار 26 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: تفاصيل أسبوع استثنائي في... 26 ديسمبر، 2024 ندى أندراوس تكتب عن: هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد... 25 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. المدينة... 25 ديسمبر، 2024 بناء سوريا ما بعد الأسد: كيفية التأكد من... 25 ديسمبر، 2024 طارق الشامي يكتب عن: هل تضبط واشنطن إيقاع... 24 ديسمبر، 2024