الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » “إيما” الرواية الأخيرة التي نشرتها جين أوستن خلال حياتها

“إيما” الرواية الأخيرة التي نشرتها جين أوستن خلال حياتها

by admin

أبعد من حكايات الزواج والعلاقات الشخصية وصولاً إلى الصعود الطبقي

اندبندنت عربية \ إبراهيم العريس باحث وكاتب

هناك اثنتان تحملان اسم العلم نفسه في الأدب الروائي الأوروبي، وتعتبران الشخصيتين النسائيتين الأشهر في هذا الأدب، على ما بينهما من فروقات تجعلهما نقيضتين تماماً إلا بالنسبة إلى ما تنم عنه كل منهما من استقلالية، وكونهما معاً تفتتحان، لكن كل منهما على طريقتها، صعود المرأة في العصور الحديثة، وربما بشكل مبكّر.

صحيح هنا، أن الفرنسية من بينهما، إيما بوفاري، بطلة رواية غوستاف فلوبير “مدام بوفاري” تعتبر الأشهر، وربما بسبب الفضيحة التي كانتها حياتها وتصرفاتها. غير أن الإنجليزية، إيما وودهاوس، تعتبر من ناحيتها الأقوى والأكثر تماسكاً، ما عبر عنه يوماً أحد النقاد الأميركيين بقوله “بعد كل شيء علينا أن لا ننسى أن إيما بوفاري فرنسية، بينما إيما وودهاوس فمن نتاج المجتمع الإنجليزي المحافظ، حتى بالمعنى السياسي الخالص للكلمة”.

ويعبر الباحث الإنجليزي باتريك بارندر، عن معنى هذا القول الأخير بتماسك في كتابه “الأمة والرواية” الصادر قبل سنوات مترجماً إلى العربية ضمن مشروع “المركز القومي للترجمة”، الذي كان من أبرز إنجازات الراحل الكبير حديثاً جابر عصفور، إذ يحتسب كاتبة “إيما” في عداد، بل في مقدمة الكاتبات المعبرات في الأدب الإنجليزي عن مفاهيم وسلوكيات “المحافظين الإنجليز” من دون أن تتقصد ذلك.

الأدب والمجتمع الطبقي الإنجليزي

ولئن كان بعض النقد قد وجّه إلى النظريات التي يستعرضها بارندر في هذا الكتاب، الذي يربط فيه الأدب الروائي الإنجليزي بالتطورات الطبقية، التي طاولت المجتمع في هذا البلد خلال القرون الأخيرة، معتبرين إياه يعمل في بعض الأحيان على تحميل الرواية من البعد الأيديولوجي، ما قد يعتبر زائداً على الحد، فإن ما يشفع له هو أنه يعالج في كتابه نتائج ترتبط بنظرية التلقي، لا بنيات يفترضها لدى كتاب النصوص أنفسهم.

ولعل هذا ينطبق أكثر ما ينطبق على عدد من أبرز كتّاب الأدب الروائي الإنجليزي، وفي مقدمتهم جين أوستن نفسها صاحبة “إيما”. ففي نهاية المطاف كانت غاية أوستن أن تكتب روايات عن عوالم تعرفها، لا سيما عن نساء قويات ومستقلات تملأن تلك العوالم، وتدور الحكايات من حولهن وحول سلوكهن وسعيهن، ولو في ظاهر الأمور فقط، إلى تمثّل أخلاقية معينة، غالباً ما تسعى إلى رسم صورة تكاد تكون هي نفسها دائماً، لذلك التوزع الطبقي على الطريقة البريطانية المعهودة في تلك الأزمنة الانتقالية التي كان ما يميز هذا البلد فيها توسع حدوده إلى مناطق عديدة من العالم، ما شكّل إمبراطورية سيكون من سماتها خلق ثروات وبدء حلول بورجوازية آتية من التجارة في المستعمرات، ومن خلالها محل أرستقراطية إقطاعية.

البورجوازية وبؤس الأرستقراطية

كانت روايات أوستن تعبّر بالتحديد عن بدء افتقار الأرستقراطية إلى المال، واضطرارها إما إلى مبارحة المدن، لا سيما العاصمة، وإما إلى بيع ما راح يتبقى لها من أراضٍ إلى تلك البورجوازيات التي كانت تبدو أقرب إلى التطفل في صعودها الطبقي، وقد باتت هي المالك الرئيس للمال.

وكان لافتاً في خضم ذلك أن التحوّل الطبقي يجعل حتمياً للنساء اللواتي في عوالم جين أوستن أن يلازمن الأرياف غير البعيدة من لندن أو المدن الكبرى الأخرى، إذ يمتلكن ما ورثنه من أراضٍ وبيوت العائلات القديمة العريقة التي بتن هنّ من يمثلنها وينطقن باسمها، فيعشن فيها في ستر عن العيون المشفقة أو الشامتة يترصدن عرساناً من طبقاتهن نفسها أو من البورجوازيين الجدد من أصحاب المال، ليعشن تلك الانزياحات.

ولئن كان هذا هو بالتحديد الموضوع المشترك بين العدد الأكبر من روايات أوستن (“الحس والعاطفة” أو “الكبرياء والهوى”، وحتى تلك الأخيرة المعنونة “الإقناع” التي ستنشر بعد موت الكاتبة، وقد تتميز بكون اللعبة فيها مقلوبة، بحيث يكون الصاعد على السلم الاجتماعي هنا ذكراً فيما البطلة ابنة بارون من علية القوم)، فإن “إيما” تقدم بطلة ليس همها الأساس أن تتزوج.

بل إن إيما وودهاوس، التي تتشارك كثيراً في عديد من الصفات والاهتمامات مع إلينور داشوود الشخصية الرئيسة في رواية أوستن التي سبقت “إيما” بسنوات قليلة، أي “الحس والعاطفة”، قد لا تختلف عنها إلا في عزوفها عن الزواج، مكتفية على أية حال بلعب دور خاطبة مستعلية، تسعى جهدها لتدبير زيجات سعيدة وموفقة للبنات من أقاربها ومعارفها، مقابل توق إلينور داشوود في الرواية السابقة، إلى الزواج، لكن بشخص محدد تنتظره بصبر وأناة فيما ترصد مواكب المتزوجات تعبر بها وهي تتقدم، نسبياً، في العمر.

شخصية معدلة

ومع ذلك، سنعرف لاحقاً أن إيما ليست صادقة في موقفها. كل ما في الأمر أنها بعدما تيتمت من ناحية أمها تصرّ على العناية بأبيها المريض والساخر، معوّضة بتزويج الأخريات، ليس في موقف تضحية منها لصالحهن، بل عن عناد يسهى عنه كثيرون، باستثناء صهر أختها جورج نايتلي، الذي يكاد يشبه من نواحٍ عديدة ذلك العقيد الشهم الجار في “الحسّ والعاطفة”، الذي يكبرها سناً، ويهتم بها، وسوف ينتهي به الأمر، وهو في ضعف سنها إلى الزواج بها كما حال جار إلينور في الرواية الأخرى.

وعلى هذا تتقاسم إيما وإلينور المصير نفسه، لكن ليس المواقف المعلنة نفسها. بالتالي يبدو لنا وكأن جين أوستن في “إيما” إنما عادت إلى تلك الشخصية الفذة والقوية والعاطفية التي كانت قد ابتدعتها من خلال إلينور في الرواية السابقة في بعد ذاتي لتشتغل الشخصية الجديدة، كي تبدو أكثر قرباً منها بعدما اكتشفت كم أن إلينور تبدو بعيدة عنها.

وكأنما آثرت في الرواية التي ستكون آخر ما نشرت في حياتها أن تصوّر ذاتها بشكل أصدق، وربما بشكل يجعل الرواية مع أنها تنتهي بزواج إيما بعد كل شيء، وربما رغماً عنها مسايرة للتقاليد الاجتماعية، أشبه بوصية من كاتبة سترحل من ناحيتها عن عالمنا عزباء بعدما جعلت من الزواج وتدبيراته همّاً أساسياً في أدبها الروائي.

أعراس للآخرين فقط

ولعل الملاحظة التي تفرض نفسها هنا، بالنسبة إلى مسألة الزواج تحديداً هي أن رواية إيما تفتتح على عرس قد تكون البطلة هي من رتبه، وهو عرس مربيتها السابقة مس تايلور من السيد ويستون. وهذا العرس هو الذي يتركها وحيدة في دارة العائلة في البلدة الريفية المتخيلة هايبري، مع أبيها تعنى به وتمضي وقتها في تدبير الزيجات الأخرى، وأحياناً لبعض صديقاتها وقريباتها، كما أشرنا، لكن من رجال مناسبين كان بعضهم راغباً فيها هي أول الأمر، ومن ذلك مثلاً محاولتها التوفيق بين صديقة جديدة لها كانت قد دعتها للعيش في الدارة كرفيقة لها هي هارييت سميث والسيد إبتون الذي يعمل قسيساً في المنطقة، ويتحلى بأخلاق تثير إعجاب إيما، لكن نايتلي نبهها أنه قد يكون انتهازياً، فإنه بعد رفض إيما له يتوجه إلى منطقة غير بعيدة عائداً منها بعروس محدثة الثراء.

ولاحقاً، حين يأتي إلى تلك المنطقة نفسها شاب من آل تشرشل هو فرانك ابن السيد ويستون تأمل إيما في سرها أن يتقدم إليها، حتى وإن كان نايتلي سينبهها هنا مرة أخرى إلى أن فرانك إنما يحوم حولها من أجل ثروتها. وتكون نتيجة هذا كله أن إيما تتمكن في النهاية من التراجع عن “عزوفها عن الزواج” منتزعة نايتلي من هارييت التي كانت ترغب في سرها أن يتقدم منها هي، بينما في المقابل “تتمرد” هارييت على نصائح إيما، وتقترن بالشاب إبتون الذي كانت قد رفضته أول الأمر بتحريض من إيما.

بطلة أوستن الأكثر ذاتية

قبل أن تشرع جين أوستن في كتابة هذه الرواية، وهي غير دارية أنها ستكون الرواية قبل الأخيرة التي تكتبها كتبت تقول “في روايتي المقبلة سأتخذ بطلة لن يعجب بها أحد سواي”. طبعاً، كانت تعني إيما وودهاوس.

فهل تراها كانت تعلم مسبقاً أنها ستعطي البطولة في هذه الرواية لفتاة تشبهها في أخلاقياتها بأكثر مما تشبهها أية بطلة أخرى من بطلات بقية الروايات التي كتبت، معلنة من خلال جمعها في النهاية مع جورج نايتلي عن استحالة عثورها هي شخصياً على رجل يثير إعجابها حقاً ما أبقاها عازبة حتى رحلت عام 1817 عن اثنين وأربعين عاماً، مبررة عزوفها عن الزواج.

المزيد عن: الأدب الروائي الأوروبي \ إيما بوفاري \ مدام بوفاري \ الأمة والرواية \ المركز القومي للترجمة \ جابر عصفور \ الأدب الإنجليزي

 

 

You may also like

47 comments

free porno videos 27 يناير، 2022 - 2:46 ص

What i don’t realize is actually how you’re no longer actually
much more well-liked than you may be now. You’re very intelligent.
You recognize thus significantly in the case of this subject, made me for my part imagine it from a lot of various
angles. Its like men and women aren’t involved except it’s one thing to do with Woman gaga!
Your own stuffs great. All the time maintain it up!

Reply
Buy cheap instagram views 27 يناير، 2022 - 2:51 ص

These people will ensure that the fabric you will
be posting sooner or later receives Buy cheap instagram views.

Reply
ดูหนังใหม่ 27 يناير، 2022 - 3:21 ص

This website definitely has all the information and facts I needed about this subject and didn’t know who to ask.

Reply
perfume 27 يناير، 2022 - 3:35 ص

I read this piece of writing completely concerning the comparison of most up-to-date and earlier technologies, it’s
remarkable article.

My homepage :: perfume

Reply
continue reading this 27 يناير، 2022 - 3:44 ص

I constantly emailed this web site post page to all my contacts, because
if like to read it afterward my links will too.

Reply
Buy Google Ads VCC 27 يناير، 2022 - 3:47 ص

Have you ever thought about adding a little bit more than just your
articles? I mean, what you say is fundamental and all. However imagine if you added some great
visuals or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is
excellent but with images and video clips, this blog could certainly be one of
the very best in its field. Excellent blog!

Reply
установка видеонаблюдения 27 يناير، 2022 - 4:20 ص

I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog
and was curious what all is required to get set
up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty
penny? I’m not very web savvy so I’m not 100% certain. Any
recommendations or advice would be greatly appreciated.
Thank you

Reply
pills alopecia definition 27 يناير، 2022 - 4:45 ص

Touche. Solid arguments. Keep up the good effort.

Here is my web site pills alopecia definition

Reply
canon printer not printing 27 يناير، 2022 - 5:12 ص

Valuable information. Fortunate me I found your website accidentally, and I’m stunned why
this twist of fate did not came about earlier! I bookmarked it.

Reply
cheese on blood sugar 27 يناير، 2022 - 5:14 ص

hey there and thank you for your information – I’ve definitely
picked up anything new from right here. I did however expertise a few technical points using
this web site, as I experienced to reload the web site lots
of times previous to I could get it to load correctly.
I had been wondering if your web hosting is OK?
Not that I’m complaining, but slow loading instances times will very frequently
affect your placement in google and could damage your high-quality score if
advertising and marketing with Adwords. Well
I’m adding this RSS to my email and can look out for much more of your respective intriguing content.
Make sure you update this again soon.

Reply
슬롯사이트추스핀카지노 27 يناير، 2022 - 5:17 ص

Excellent post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired!

Extremely useful information specially the ultimate phase 🙂 I handle
such info much. I used to be seeking this certain information for a very lengthy time.
Thank you and good luck.

Reply
double glazed windows near me 27 يناير، 2022 - 5:17 ص

It also calculates the secondary footprint, which is the impact of products on the environment.
This simply indicates whether you purchase local produce
or more expensive items that must be shipped in.

Here is my web-site :: double glazed windows near me

Reply
gay dating websites for kids f 27 يناير، 2022 - 5:30 ص

best free dating gay apps
gay dating grinder
gay teen dating sites

Reply
Reagan 27 يناير، 2022 - 5:32 ص

Simplly want too say your article is as surprising.

The clearness in your posst is simply cool
and i can assume you’re an expert on this subject.
Fine with your permission allow me to grab your feed to keep up to
date with forthcoming post. Thanks a million and please carry on the rewrding work.

Feell free to surf to my homepage Reagan

Reply
free gay dating apps x 27 يناير، 2022 - 5:32 ص

best gay dating sites for southwest florida
mature gay men dating
gree gay dating sites

Reply
free dating webstes for gay men d 27 يناير، 2022 - 5:35 ص

gay dating upstate new youk
gay addiction dating apps
gay teen dating website

Reply
web page 27 يناير، 2022 - 6:49 ص

Great post.
web page

But this is not potential for a participant to do this.
You’ll be ablke to worrk together with professionally educated croupiers and engage with different players if you select.
Match three or extra to win.

Reply
window glass replacement Near Me 27 يناير، 2022 - 6:49 ص

These windows have two panes with air between them. To
prevent moisture from getting in, drying agents and sealing agents are used.

If the windows become moist after sealing, they will need to
be replaced.

my blog – window glass replacement Near Me

Reply
lottery online 27 يناير، 2022 - 6:59 ص

Oh my goodness! Incredible article dude! Thank you, However I am experiencing issues with your RSS.

I don’t understand why I cannot join it. Is there anybody having identical RSS problems?

Anybody who knows the answer can you kindly respond? Thanks!!

Reply
CBD Capsules 27 يناير، 2022 - 7:22 ص

you are in reality a good webmaster. The website loading speed is amazing.
It kind of feels that you’re doing any unique trick.
In addition, The contents are masterwork. you’ve done a fantastic activity in this subject!

Reply
Online advertising 27 يناير، 2022 - 7:36 ص

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I
find It truly useful & it helped me out much. I hope
to give something back and aid others like you
aided me.

Reply
situs slot gampang jackpot 27 يناير، 2022 - 7:36 ص

Thank you for the good writeup. It in fact was a amusement account it.

Look advanced to far added agreeable from you! However, how can we communicate?

Reply
lock repair near me 27 يناير، 2022 - 8:46 ص

Double-glazed glass has very few problems, but a broken seal is the most common. This allows gas to
leak. They are less effective at isolating your home.
Condensation buildup between the two planes is one sign that a seal
may have been broken.

Feel free to surf to my blog lock repair near me

Reply
forever living products for detoxification 27 يناير، 2022 - 8:52 ص

I’m curious to find out what blog system you are utilizing?

I’m experiencing some small security issues with my latest
site and I’d like to find something more safeguarded.
Do you have any suggestions?

Reply
60 second binary options scam 27 يناير، 2022 - 9:03 ص

What i do not understood is in fact how you are not actually much more smartly-favored
than you might be now. You are so intelligent.
You already know therefore significantly in relation to this topic, produced me
personally imagine it from so many varied angles.
Its like men and women don’t seem to be fascinated except it is something to accomplish with Lady gaga!

Your individual stuffs excellent. At all times handle it up!

Reply
ซื้อหวยออนไลน์ 27 يناير، 2022 - 9:23 ص

I love it when folks come together and share thoughts. Great
website, continue the good work!

Reply
خرید سرور مجازی ویندوز 27 يناير، 2022 - 9:55 ص

Ahaa, its pleasant dialogue on the topic of this post here at this website, I have read all that,
so at this time me also commenting at this place.

Reply
jasa service sofa 27 يناير، 2022 - 10:03 ص

Hi friends, how is the whole thing, and what you desire to say concerning
this piece of writing, in my view its in fact amazing designed for
me.

Reply
browse this site 27 يناير، 2022 - 10:04 ص

At this time it looks like Movable Type is the top blogging platform out there
right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your
blog?

Reply
acne scar removal 27 يناير، 2022 - 10:40 ص

Good info. Lucky me I found your blog by chance (stumbleupon).

I have book-marked it for later!

Review my webpage; acne scar removal

Reply
fun88 27 يناير، 2022 - 10:45 ص

Hi to all, it’s genuinely a pleasant for me to pay a quick visit
this website, it includes precious Information.

Reply
double glazed window repairs near me 27 يناير، 2022 - 10:51 ص

The next step is to get a salesman to come and look at
your property so that you can get some quotes.
Here is where things get complicated.

Here is my site – double glazed window repairs near me

Reply
double Glazing near me 27 يناير، 2022 - 10:53 ص

Double glazed windows are installed by professionals who use a double Glazing near me-paned glass.
The space between the panes is only a few millimeters.

Reply
online casinos instant play 27 يناير، 2022 - 11:15 ص

online craps with people
casino online net
craps for macs

Reply
products_submenu 27 يناير، 2022 - 11:23 ص

It’s an remarkable piece of writing for all the web people; they will take advantage from it I am sure.

Reply
Upvc windows london 27 يناير، 2022 - 11:37 ص

If you’re building a brand new house in London it is essential to
choose the highest quality doors and Upvc windows london to ensure that you have a long-lasting, safe
home.

Reply
Window replacement London 27 يناير، 2022 - 12:03 م

Window replacement London‘s emergency glaziers are specialists
in handling glazing emergencies. They are available 24 hours a day that
is in line with British Security Standards.

Reply
glazing london 27 يناير، 2022 - 1:15 م

A glazing London firm is
an excellent option to source new windows for your home. These windows come in a wide range of colors and can be customized to match the other elements of your house.

Reply
Lon 27 يناير، 2022 - 1:19 م

جواد حسامی
چهار راه حسینی درب دوم تهران
021-5236784524
چگونه شرط بندی فوتبال کنیم-
Lon

Reply
Kumpulan Situs Judi Slot Online Terpercaya 27 يناير، 2022 - 2:07 م

Appreciate the recommendation. Will try it out.

Reply
ราคาบอลไหล 27 يناير، 2022 - 2:52 م

Hi there, yeah this paragraph is in fact nice and I have learned lot of
things from it on the topic of blogging. thanks.

Reply
company logo callaway golf balls 27 يناير، 2022 - 3:09 م

It’s an amazing paragraph in favor of all the internet users; they will obtain benefit from
it I am sure.

Reply
EliltendaEnark 27 يناير، 2022 - 4:23 م Reply
online casinos that take visa 3 مارس، 2022 - 5:32 ص

online casino paypal payment
best bingo bonus sites
card credit gambling internet

Reply
analpornohd.com 9 يوليو، 2024 - 11:51 م

This site definitely has all of the information I needed about this subject
My website: частное порно

Reply
russkoeporno365.pro 22 يوليو، 2024 - 6:24 م

I reckon something truly special in this website.
My website: анилингус порно

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00