رويترز / ترامب وماسك يشاهدان إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس في براونزفيل بولاية تكساس، الولايات المتحدة، 19 نوفمبر 2024 Xمن البشر إيلون ماسك… الحاكم الفعلي للولايات المتحدة؟ by admin 13 يناير، 2025 written by admin 13 يناير، 2025 21 نفوذ سياسي ومالي هائل المجلة / طارق راشد “أي عضو في مجلسي النواب أو الشيوخ سيصوت لصالح هذا المشروع المستفز لا يستحق أن ينتخب مرة أخرى”! هذا التهديد أطلقه إيلون ماسك، الذي يتربع على عرش أغنى رجل في العالم، وبالفعل رضخت أغلبية الأعضاء الجمهوريين بمجلس النواب لتهديده، ورفضوا المشروع، وتقدم رئيس مجلس النواب بمشروع آخر تم تمريره لمواصلة تمويل الحكومة حتى مارس/آذار القادم بعد مباركته من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترمب وصديقه الملياردير صاحب شركات “تيسلا” و”سبيس إكس” و”إكس”- تويتر سابقا- و”ستارلينك” وكثير من الشركات الأخرى. ورغم أن اقتحام ماسك ملعب السياسة ليس بجديد، فإن هذا التدخل في السياسات الأميركية بعد فوز ترمب أثار الكثير من التساؤلات، حول مدى النفوذ الذي يتمتع به الملياردير في اتخاذ القرار السياسي، والعلاقة بينه وبين الرئيس المنتخب، وانعكاسات هذا التحالف بين السلطة والمال على مصالح الشعب الأميركي. وأكد ترمب أن ماسك لا يمكن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة في يوم من الأيام، لأنه ببساطة لم يولد بها، حيث إنه من مواليد بريتوريا بجنوب أفريقيا عام 1971 والدستور الأميركي يحظر تولي الرئاسة على من ولدوا خارج الأراضي الأميركية، لكن عددا من النواب الجمهوريين، ومن بينهم راند بول ومارجوري تيلور غرين، نادوا به رئيسا لمجلس النواب، بدلا من مايك جونسون الذي أعيد انتخابه مؤخرا، فلا يشترط الدستور على صاحب هذا المنصب، أن يكون عضوا منتخبا بالكونغرس. أكد بول في تغريدته أنه ما من شيء يمكنه تجفيف مستنقع الانفلات الحكومي، سوى انتخاب ماسك لهذا المنصب، ولاقت تدوينته إعجاب أكثر من 100 ألف متابع، وأعاد 24 ألفا نشرها. يستبعد الكثير ممن عملوا بالقرب من ترمب، ومنهم وزير الطاقة حاكم نيوجيرسي الجمهوري السابق كريس كريستي، دوام هذا التحالفالمثيرللجدلبين ترمب وماسك ويستبعد الكثير ممن عملوا بالقرب من ترمب، ومنهم وزير الطاقة حاكم نيوجيرسي الجمهوري السابق كريس كريستي، دوام هذا التحالفالمثيرللجدلبين ترمب وماسك. وقال إنه سينتهي حتما عندما يتعرض ترمب لمشكلة، قد تنجم عن مشورة أسداها إياه، ويحتاج حينها إلى التملص من المسؤولية عنها، وعندئذ يلقي باللائمة فيها على صديقه الملياردير، لكن كريستي اعترف بأنه لا يدري متى سيحدث ذلك الفراق. وقد أثار دوران ترمب والجمهوريين في فلك ماسك، سخرية النواب الديمقراطيين الذين قالوا إن ترمب خفضت رتبته إلى نائب للرئيس ماسك. ويقر بعض الجمهوريين بأن ثروة ماسك وقربه من ترمب، والدعم الذي قدمه له في الانتخابات الرئاسية، والذي بلغ نحو 250 مليون دولار، قد منحه الكثير من التأثير والنفوذ. لكنهم يحذرون أيضا من أن هذا قد يضر بالنواب الجمهوريين، الذين لا يتجاوز هامش الأغلبية التي سيتمتعون بها في الدورة الجديدة خمسة مقاعد، قابلة للتراجع بسبب ترشيحات ترمب لبعضهم لتولي مناصب بإدارته. كما ألمح ماسك بعد الانتخابات الأخيرة، إلى أنه سيدعم المنافسين للأعضاء الجمهوريين في الانتخابات القادمة، إذا ترددوا في الموافقة على ترشيحات وأجندات ترمب. وقال في تغريدات على منصة “إكس” عند رفضه مشروع تمويل الحكومة الأخير: “إن من يصوت لهذا المشروع سيستحق خسارة الانتخابات القادمة بعد عامين”، وبعد إذعان الجمهوريين لتهديداته وتمرير تشريع بديل، حاول ماسك التقليل من دوره لتجنب إحراج ترمب قائلا: “إن كل ما فعله هو تنبيه الناس حتى يتسنى لهم إسماع صوتهم”. وحاول ترمب إظهار الأمر كما لو كان هو الذي أوعز إليه بنشر تدوينة التهديد ضد مشروع تمويل الحكومة. وقد يكون من الصعب على ترمب المعروف بتضخم الأنا، والعشق النهم للأضواء، تقبل البقاء في الظل بينما يتألق نجم ماسك بجانبه، وليس من المستبعد أن يحدث الصدام قريبا، كما أن اقتحام ماسك هذا العالم المليء بالتقلبات، يمكن أن يفضي إلى نهايته سياسيا. ولا شك أن ما يجبر ماسك على ولوج عالم السياسة والمخاطرة من خلال التحيز لليمين ودعمه، والخوض في مساجلات حول الحرب والسلام والأمن العالمي، هو طموحاته الجامحة والحرص على الحفاظ على مشاريعه الضخمة وتنميتها، ليس فقط داخل الولايات المتحدة بل أيضا على المستوى الدولي. فقد توغل في الكثير من المجالات الحساسة والاستراتيجية، مثل الاستحواذ على أكثر من 60 في المئة من صناعة شواحن السيارات الكهربائية في البلاد من خلال شركة “تسلا”. كما تحتكر شركته “سبيس إكس” تشغيل الصواريخ الأميركية التي تحمل المركبات والرواد إلى الفضاء. ومن خلال “تسلا” و”سبيس إكس”، حصل ماسك على عقود بمليارات الدولارات من الحكومة الأميركية التي باتت لا تستطيع الفكاك من قيدها مع إمبراطوريته. أثار دوران ترمب والجمهوريين في فلك ماسك سخرية النواب الديمقراطيين الذين قالوا إن ترمب خفضت رتبته إلى نائب للرئيس ماسك وقد بدأ تحول ماسك من عملاق في أنشطة الأعمال والتكنولوجيا المتطورة، إلى نجم بارز على ساحة السياسة العالمية بشكل بارز مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، عندما طلبت منه كييف علنا على “تويتر” تزويدها بنظام اتصالات يسهل التواصل بين القوات على الجبهات الأمامية، التي تعدم الوصول إلى شبكات الإنترنت. وعلى الفور قدم لها ماسك نظام “ستارلينك”، وهي شبكة إنترنت خاصة من ابتكار شركاته. وكانت هذه الشبكة التي قدمها ماسك مجانا بمثابة طوق نجاة للقوات الأوكرانية في الميدان حيث سهلت التواصل فيما بينهم، وجمع المعلومات عن الروس في مناطق وعرة ونائية. لكن ماسك ما لبث أن غير موقفه من هذه الحرب، وبدأ يغازل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدعو إلى عقد مفاوضات للسلام، بل ونشر تغريدة عن مقترحاته لهذا السلام، من بينها تنازل أوكرانيا للروس عن مناطق مثل “إقليم القرم”، مما أثار غضب كييف. وهدد ماسك بقطع الإنترنت عن القوات الأوكرانية، متذرعا بأن ذلك يكلفه مئات الملايين من الدولارات سنويا. لكن البنتاغون تدخل على الفور، وقرر تحمل تكاليف هذه الشبكة. كما أثار ماسك غضب الإسرائيليين عندما أعاد نشر تدوينة لأحد المحللين على منصته يقول فيها: “إن اليهود بحربهم في غزة يؤججون الكراهية ضد البيض”. واعتبرتها وسائل إعلامإسرائيلية معاداة للسامية، بل ونشرت أن منصة “إكس” أصبحت منبرا للتعليقات المعادية للسامية. لكن بعد أن توجه ماسك إلى إسرائيل، والتقى برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي اصطحبه في جولة بالمناطق الجنوبية، التي تعرضت لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اعتذر عن نشر هذه التدوينة التي قال عنها: “إنها أغبى شيء فعله”. بدأت نذر الصدام مع معسكر ترمب تطل برأسها، عندما صرح ماسك مؤخرا بأنه سيحارب إلغاء تأشيرات “إتش-1ب” التي تسمح للشركات الأميركية بتوظيف الأجانب من ذوي التخصصات الدقيقة والنادرة في الولايات المتحدة وقد بدأت نذر الصدام مع معسكر ترمب، تطل برأسها عندما صرح ماسك مؤخرا بأنه سيحارب إلغاء تأشيرات “إتش-1ب” التي تسمح للشركات الأميركية بتوظيف الأجانب من ذوي التخصصات الدقيقة والنادرة في الولايات المتحدة. كما تعهد بمكافحة محاولات الجمهوريين منع دخول المهاجرين، حتى ولو بالطرق الشرعية. وأثارت تصريحاته غضب الكثير من الجمهوريين واليمينيين، وسارع ترمب بالتأكيد على أنه يدعم استمرار هذه التأشيرات، التي كانت سببا في دخول ماسك إلى الولايات المتحدة، بل وأكد ترمب أنه يؤيد حصول الأجانب من خريجي الجامعات الأميركية والحاملين لدرجات الدكتوراه على الإقامة الدائمة. ويدفع اليمينيون المناوئون للهجرة بشكل عام، بأن أميركا لديها ما يكفي من الكفاءات والتخصصات النادرة التي تغنيها عن الاستعانة بالأجانب، ومن ثم سيتعين على ترمب السير بحذر على هذا الحبل تجنبا لخسارة جانب من قاعدته الانتخابية. ولاقت أجندة ماسك التي طرحها على منصته “إكس”، والتي تقضي بتخفيض الميزانية الحكومية التي تقدر بنحو 6.8 تريليون دولار إلى نحو تريليوني دولار، انتقادات شديدة في أوساط الموظفين الفيدراليين. واعترف ماسك بأن هذه الخطة ستنطوي على بعض الصعوبات المؤقتة. وقد اعتاد ماسك تقليص ميزانيات الإدارة حيث فصل ما يقرب من 80 في المئة من موظفي “تويتر” فور شرائها عام 2022. ثمة الكثير من المكاسب التي ينتظرها ماسك من إدارة ترمب، لاسيما وأنه حصل على مشاريع حكومية بحوالي 3 مليارات دولار في إدارة بايدن. كما تقوم شركة “سبيس إكس” التي يمتلكها بإطلاق أقمار صناعية عسكرية، ومركبات فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وبلغ دلاله على ترمب حد مطالبته قبيل الانتخابات بتعيين موظفين من “سبيس إكس” بوزارة الدفاع. أ.ف.ب / ماسك أثناء دخوله مقر تويتر في سان فرانسيسكو ويرى ماسك أن البيروقراطية واللوائح الفيدرالية تشكل عائقا أمام طموحاته التكنولوجية، التي يعتقد أنها ضرورية لبقاء الجنس البشري على المدى الطويل، مثل استعمار كوكب المريخ، وزرع شرائح إلكترونية داخل أدمغة البشر، تمكنهم من التحكم في الأجهزة بالأفكار. وكتب على منصته أن الإدارة الجديدة، التي يشارك في رئاستها هي السبيل الوحيد للانتقال بحياة البشر خارج كوكب الأرض! كما غير ترمب موقفه من السيارات الكهربائية تماهيا مع مصالح ماسك، فبعد أن كان ينتقد بشدة السيارات الكهربائية التي ذكر أنها تضر بصناعة السيارات والعمال في أميركا وتساعد كلا من الصين والمكسيك، قال إنه أصبح يحب هذه السيارات من أجل ماسك الذي قال إنه دعمه بشكل كبير. وانضم ماسك أيضا إلى عمالقة صناعة الإعلام في أميركا بشراء “تويتر”، مدعيا أنه من أنصار حرية التعبير المطلقة. وأعاد تفعيل مئات الحسابات التي حجبتها إدارة “توتير” في السابق لدأبها على نشر أخبار كاذبة أو التحريض على العنف، ومن بينهم ترمب ذاته الذي جمد حسابه بعد هجوم أنصاره في 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس. واستخدم ماسك المنصة التي سماها “إكس” في الإيعاز لمتابعيه، الذين يقدر عددهم بنحو 200 مليون، بانتخاب ترمب. وقد تتحول “إكس” إلى منصة رئيسة للترويج لسياسات ترمب، لاسيما وقد أصبحت ملتقى لأنصار الرئيس المنتخب، الذي يعتبر وسائل الإعلام المستقلة عدوا له، فيما يعتبرها ماسك فاسدة وعقيمة. ولم تقتصر دبلوماسية التكنولوجيا التي انتهجها ماسك على دعم اليمين الأميركي، بل امتدت للخارج إلى دول تديرها نخب يمينية مثل الهند والأرجنتين والبرازيل، في مسعى لتوسيع إمبراطورية أعماله. فبعد أن نشر الكثير من التغريدات التي تشيد بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلاي، وبشر بالرخاء القادم في عهده، أعلن بعد انتخاب الأخير، أن الليثيوم الذي يستخدم في تصنيع البطاريات الكهربائية لا يقل قيمة عن النفط، وتعد الأرجنتين ثاني أكبر دول العالم من حيث مخزون الليثيوم. وقرر رئيسها منح مزايا وتسهيلات لشركات التنقيب عن الليثيوم في بلاده، وهو ما سيفيد شركات ماسك كثيرا بعد توفير مصدر مستقر ورخيص لهذا المعدن. لم تقتصر دبلوماسية التكنولوجيا التي انتهجها ماسك على دعم اليمين الأميركي، بل امتدت للخارج إلى دول تديرها نخب يمينية مثل الهند والأرجنتين والبرازيل وفي الهند تمكن من الحصول على مزايا جمركية لتوريد سيارات “تسلا” وإقامة عدة مصانع بها بعد ترويجه لسياسات رئيس وزرائها ناريندرا مودي الذي يحظى بنحو 98 مليون متابع على منصة “إكس” واسعة الانتشار في البلاد. واعتبر ماسك أن عدم حصول الهند على مقعد دائم بمجلس الأمن أمر سخيف. كما منع نشر تحقيقات على منصة “إكس” أجرتها “بي بي سي” تتهم فيها مودي بالضلوع في المذابح التي ارتكبت ضد المسلمين في غوجارات عندما كان يشغل منصب رئيس وزرائها. وفي البرازيل التي أيد سياسات رئيسها اليميني السابق جير بولسونارو، فتح ماسك سوقا جديدة لشبكة إنترنت “ستارلينك” في بدايتها، كما زعم أنه أطلق أقمارا صناعية لمراقبة الأحوال البيئية في منطقة الأمازون، لكن محاولاته للتشكيك في شرعية الانتخابات التي أسقطت بولسونارو فيما بعد باءت بالفشل. وطالما استخدم هؤلاء الزعماء اليمينيون منصة وتغريدات ماسك كشهادة على سلامة سياساتهم ووسيلة لزيادة شعبيتهم محليا، وتلميع صورتهم دوليا. ولم يحدث أن أقام ملياردير أميركي مثل هذه الشبكة من العلاقات الأيديولوجية مع زعماء دوليين مثلما فعل ماسك. ومع تفشي الشعوبية والشوفينية الوطنية، تمكن ماسك أيضا من إقامة علاقات ودية مع الرئيس الصيني تشي جينبينغ، ودعم بنيامين نتنياهو في إسرائيل، ورجب طيب إردوغان في تركيا، وجورجيا ميلوني في إيطاليا. وشن هجمات ضارية على ما وصفه بإخفاقات اليسار، التي قال إنها أدت إلى أزمات مثل الهجرة غير الشرعية وتراجع معدلات الولادة. وقد أشار استطلاع للرأي إلى أن 53 في المئة من الأميركيين يرفضون تدخل ماسك في السياسة، كما أبدى 44 في المئة آراء سيئة في ماسك، ليس في شخصه بالتحديد، ولكن بسبب الدور الضخم الذي يلعبه في الإدارة الجمهورية القادمة. المزيد عن: انتخابات أميركا… والعالم إيلون ماسك دونالد ترامب الهجرة غير الشرعية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كتاب جديد يجمع نصوصا “مجهولة” لبورخيس next post تشارلز ليستر: أتباع الأسد الصامتون خطر على سوريا الجديدة You may also like قاسم سليماني: القائد العسكري الذي كان رأس حربة... 3 يناير، 2025 ماهر الأسد: “حارس العائلة” و”جزّار درعا”، فمن هو؟ 20 ديسمبر، 2024 ماهر الأسد… البعبع الذي أرعب السوريين 13 ديسمبر، 2024 سارة نتنياهو… “ديكتاتور” إسرائيل الخفي 31 أكتوبر، 2024 يحيى السنوار… حكاية «الرقم 1» يرويها «رفاق الزنزانة» 18 أكتوبر، 2024 رحلة نصرالله من الأحياء الفقيرة إلى ساحة الصراع 28 سبتمبر، 2024 تعرفت إلى الأسرة التي سكنت بجوار أوشفيتز 20 فبراير، 2024 ألكسي نافالني… الرجل الذي اختار طوعاً مصيره المأسوي 17 فبراير، 2024 علي رضا نوري زاده يكتب عن : هذه... 13 يونيو، 2023 هل كاد الجاسوس كوهين أن يرأس سوريا؟.. إسرائيل... 1 مايو، 2023