الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » إيفان بونين أكثر أدباء روسيا اهتماما بالحضارة العربية

إيفان بونين أكثر أدباء روسيا اهتماما بالحضارة العربية

by admin

الاحتفال بالذكرى الـ 150 لميلاد “عاشق الشرق”

اندبندنت عربية / سامي عمارة كاتب وصحافي

هو أحد أهم أدباء روسيا وشعرائها ومترجميها وأكثرهم إثارة للجدل، ولعل ما يحفل به تاريخه من مفارقات، وما يرقى منها حدّ التناقضات، يقول بتفرد إيفان بونين وتميزه عن أقرانه، ممن اعترفوا له لاحقاً بأنه كان الأحق والأجدر بجائزة نوبل للآداب التي فاز بها عام 1933. شاءت الأقدار أن يولد بونين بين أحضان الطبيعة الروسية عام 1870، في العام ذاته الذي ولد فيه فلاديمير لينين زعيم ثورة أكتوبر (تشرين الأول) البلشفية. قُيٍضَ له أن يعيش ويعايش الكثير من أهم أحداث العصر واللحظات الفارقة في تاريخ الوطن، بداية من الحرب الروسية- اليابانية عام 1905، وحتى ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، مروراً بأحداث الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، قبل أن يعقد عزمه ويتخذ قراره حول الرحيل طواعية إلى منفاه الاختياري في المهجر، إلى باريس التي سبقه إليها الكثيرون من خصوم ثورة أكتوبر، من النبلاء والعسكريين والفنانين والأدباء.

غادر بونين الوطن الأم ولم يكن مضى سوى سنوات معدودات على “ثورته الاشتراكية” التي غيرت كثيراً من ملامح المنطقة والعالم، محملاً بالكثير من مآسيها، وبما ناء به كاهله من أفراح وأتراح راكمها خلال سني حياته الأولى بين ربوع هذا الوطن. لكنه كان رحل بجسده فقط، كما يقال. فقد ظل حتى النهاية روسي الروح والمشاعر، وهو ما أودعه عشرات المؤلفات التي ذاع صيتها وانتشرت لتبلغ مختلف أرجاء الوطن، من منفاه الاختياري في باريس، قبل أن يرحل عن دنياه في تاريخ ذكرى تلك الثورة في عام 1953. ولكم كانت سخرية القدر صارخة زاعقة، حين جمعت أيضاً بين تاريخ وفاته، والعام الذي وافت المنية فيه جوزيف ستالين.

الشاعر والأديب

إنه الشاعر والأديب إيفان بونين آخر أدباء جيل العظماء في تاريخ الإمبراطورية الروسية، وأول الفائزين من أبناء جلدته بجائزة “نوبل للآداب” في عام 1933. ننقل عنه ما كتبه عن سيرته ومسيرته.

قال بونين، “وعلى الرغم من ارتباطه بالقرية، منذ مولده في فورونيج جنوب غربي روسيا، في 22 أكتوبر 1870، كان كثير الترحال، ليس فقط في ربوع روسيا، بل وبعيداً عما وراء حدودها”.

تحدث بونين عن نفسه، قال إنه الابن الثالث في سلسلة أخواته، وكانوا تسعة، لم تُكْتَب الحياة سوى لأربعة منهم فقط، نشأوا وترعرعوا في كنف أسرة من النبلاء تعود أصولها إلى القرن الـ 15، وإن جار عليها الزمن لاحقاً، لتقصر اهتمامها على توفير التعليم المناسب للطفلين الأول والثاني. كشف عن أن ذلك كان ما دفع الأسرة إلى الرحيل بحثاً عن مسكن مناسب في فورونيج التي بها أبصر النور. وعبر الكثير من المحن والمتاعب تنقل بونين بين ربوع روسيا محملاً بذكريات شغل فيها بوشكين كبير شعراء روسيا وأشهرهم موقع الصدارة، ما كان مقدمة لظهور مواهبه الأدبية، ولم يكن تجاوز الـ 15 من العمر. لكنه سرعان ما تلمس طريقه إلى الشهرة اعتباراً من الـ 19، ببعض أشعار نشرتها إحدى المجلات الأدبية في مدينة أوريول، لتسجل مولد أحد أهم شعراء العصر.

تواق للشعر والحياة

عرفته الأوساط الاجتماعية والأدبية “تواقاً للشعر والحياة”، متنقلاً بين مختلف المدن الروسية، حتى وصل موسكو وبعدها بيتروغراد، أهم مواطن العلم والثقافة والفنون. تعرف إيفان بونين في موسكو إلى ليف تولستوي وأنطون تشيخوف وماكسيم غوركي وفيدور شاليابين وغيرهم من أبرز مشاهير المنتديات الفكرية والأدبية. ومن موسكو إلى بيتروغراد بما كانت تعج بهم من رموز أدبية، انطلق بونين صوب ما كان يصبو من آفاق، سرعان ما عادت عليه بـ “جائزة بوشكين” عام 1903، لتفتح له كثيراً من أبواب الشهرة والمجد.

ولم يمض من الزمن الكثير حتى شد بونين الرحال إلى الكثير من المدن الأوروبية ومنها إيطاليا وتركيا واليونان. بل وجاب جنوب وشرق المتوسط. كثيراً ما نفض بونين عن كاهله حياة الدعة والهدوء. نزع إلى الترحال بحثاً عن عالم أكثر رحابة وجده في رحلاته إلى الشرق، وكانت مصر منها في القلب، حين اختار التوجه منها شرقاً إلى لبنان وفلسطين وبقاعها المقدسة بوصفها مهبط الأديان، أو غرباً إلى تونس والجزائر. ذكرياته في هذه البلدان أودعها روائعه التي اصطبغ الكثير منها بصبغة عربية دينية روحانية. حفلت كتب التراث بما جادت به موهبة إيفان بونين، ومنها ما سجله حول رحلته التي قام بها في ربيع 1907 إلى تركيا واليونان ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين، يافا والقدس وحيفا، وبيت لحم مع زوجته فيرا مورومتتسيفا بونينا.

“ظلال طائر”

وكان بونين عاد مرة أخرى في 1910-1911 ليزور مصر وتونس والجزائر متأثراً بحبه للشرق المسيحي والإسلامي، وبحثاً عن معين لا ينضب لفنه وأشعاره ما انعكس لاحقاً على إنتاجه وابداعاته من القصص والأشعار، ومنها ما سجله في مجموعته التي اختار لها عنوان “ظلال طائر” أو “ظل الطير” بين عامي 1907 و1911.

قال “ولدت لأكون شاعراً”، وإن كان له في عالم النثر قسط وافر من الإنتاج يظل يضعه في مصاف كبار أدباء عصره حتى اليوم، بعدما كان خرج من رحم الطبيعة وعالم الكناية والتورية، وعشق الأغاني والأساطير والموروثات، منتفضاً على واقع عصره وما شهده من تحولات اجتماعية ظالمة في معظمها. لم يحظ بونين بالشهرة المستحقة في مستهل حياته الأدبية لأسباب عزاها إلى عدم التصاقه بأي من المدارس الفكرية أو الأدبية في ذلك العصر من جانب، ولعدم استقرار محل إقامته من جانب آخر، وهو الذي كان يهوى السفر والرحلات داخل روسيا وخارجها كما أشرنا سابقاً. ومن هنا قالوا عنه، “لم يكن بونين في حاجة لأن يعيش في روسيا، ليكتب عنها. لقد كانت روسيا تعيش فيه، بل وكان في مجمله هو روسيا”.

ويذكر معاصروه، ما قاله بونين في خطابه الذي ألقاه لدى تسلمه “جائزة نوبل للآداب” في ستوكهولم، تعبيراً عن ذاته، وذات كل من اختار المهجر موطناً، تعتصره مشاعر حب الوطن وحب لغته الروسية، “لقد حملت معي روسيا، حملت الواقع والحقيقة. فنحن لا نستطيع، أينما كنا، ووقتما كنا، إلا أن تسكن روسيا كل كياننا”.

حمل على ظهره روسيا

قال أيضاً، “إنكم ولأول مرة منذ تأسيس جائزة نوبل، منحتموها إلى طريد. وإلا فمن أكون؟ إنني طريد أتمتع بكرم وفادة فرنسا، التي أظل أحظى بكرم وفادتها، وهو ما أحتفظ لها وإلى الأبد، بشديد امتناني. أرجو أن تسمحوا لي أيها السادة أعضاء الأكاديمية، وبعيداً من شخصي وإنتاجي، أن أقول لكم، هي عظيمة في حد ذاتها تلك اللفتة التي منحتموني إياها. إذ يجب أن تكون في هذا العالم مناطق تتمتع بكامل استقلاليتها. فليس ثمة شك في أن يجتمع حول هذه المائدة ممثلون لمختلف أطياف الرأي والمعتقدات الدينية والآراء الفلسفية. لكن هناك شيئاً ثابتاً راسخاً يجمع في ما بيننا، ويوحدنا جميعاً، أنها حرية الفكر والضمير، الحرية التي ندين لها بما أنعمت به علينا، بالحضارة. وذلك ما يحتاجه الكاتب على وجه الخصوص. فبالنسبة إليه، هي العقيدة والبديهية”.

ومن هنا حمل بونين على ظهره روسيا، في حِلًهِ وتِرْحَالِه، مستمتعاً بحلاوة الجديد، سامعاً كان أو رائياً. مضى شاعرنا المتمرد في استعراض ذكرياته ليقول إنه غادر موسكو في 21 مايو (أيار) 1918، ليجد الملاذ في جنوب روسيا، الذي سرعان ما وقع فريسة التجاذب، بعدما تحول إلى غنيمة للبلاشفة الحمر تارة، ولخصومهم من البيض تارة أخرى. وذلك ما دفع به إلى أن يلوذ بالفرار في 26 يناير (كانون الثاني) 1920 محملاً بكل ما تزدحم به الذات من مشاعر متضاربة، وما تنوء به النفس من أحمال وهموم.

شد بونين الرحال بداية إلى البلقان، التي أعقبها برحلته إلى فرنسا، حيث استقر به المقام في باريس. لكنه سرعان ما تركها في صيف عام 1923 إلى منطقة الألب التي لم يكن يبارحها إلا لِمَاماً خلال أشهر الشتاء. واستطرد ليقول إنه كتب خلال سنوات منفاه الاختياري عشرات الكتب، ربما كانت من أسباب فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1933، ليغدو أول أديب روسي يفوز بها، وكان الكثيرون يتوقعون أن تذهب الجائزة إلى صديقه ومعاصره ماكسيم غوركي.

“الهروب إلى مصر”

على متن السفينة التي أقلتهم من الإسكندرية إلى يافا، تعرف بونين إلى الموسيقار اليهودي دافيد شور الذي سجل وقائع الرحلة المشتركة بما استغرقته من أيامها الخمسة بين ربوع فلسطين وأماكنها المقدسة ذات الصلة بالعقيدة اليهودية. ومن أبرز روائع تلك الفترة، ما يحمل عناوين “الهروب إلى مصر” عام 1915، و”الثالوث” عام 1893، و”بعث المسيح” عام 1896، و”الطريق من الناصرة” و”سفر المزامير” و”القدس” عام 1922، و”عرش سليمان” عام 1908. ومثلما كتب بونين الكثير من القصائد اليهودية المضمون، نظم شاعرنا كثيراً من القصائد المستوحاة من جوانب العقيدة الإسلامية، ومنها “إبراهيم” عام 1903 و”محمد مطارداً” عام 1906 و”علامات على الطريق” عام 1905، و”المقام” و”الحجر الأسود” و”الحاج” و”الكوثر”، وهي القصائد التي توقفت عندها بالكثير من التفاصيل مكارم الغمري أستاذة الأدب الروسي الأشهر في مصر والعالم العربي، في كتابها “المرجع” الذي نشرته تحت عنوان “مؤثرات إسلامية وعربية في الأدب الروسي”. وعنها ننقل ببعض التصرف ما كتبته لدى استعراضها قصيدة “محمد مطارداً”، التي عكست اهتمام بونين بالسيرة الذاتية للرسول، وسجل فيها قصة الهجرة من مكة إلى المدينة في “حراسة الملائكة” وليلة القدر.

وافترش الرمل حافياً مكشوف الصدر

جلس يتمتم حزيناً

“وليت وجه الصحاري المقفرات

معزولاً عن الجمع. عمن يميل إليه الهوى”

قالت الأرواح “الضعف والتعب ليسا من شيم الرسل

ليجيب الرسول في حزن وسكينة: كنت أشكو للحجر”.

إبداعات بونين

لم تقتصر إبداعات بونين على القصائد ذات الخلفية الدينية، بل تعدتها إلى حاضر مصر وماضيها، وهو ما عكسته قصائد “القاهرة” التي تناول فيها بونين بعضاً من صفحات الاحتلال البريطاني لمصر وتاريخها الإسلامي والفتح العربي، وأخرى عن الأهرامات وتاريخ مصر الفرعوني، بل وكتب عن النوبة وديار النوبيين بين أحضان الطبيعة على ضفاف النيل.

قال بونين في مذكراته إن الشهرة جاءته في أعقاب نشره لوليدته “قريتي”، التي كانت الفاتحة لأعمال أدبية أخرى حرص من خلالها على الغوص في النفس البشرية الروسية، بما اتسعت له من صفحات مضيئة وغير مضيئة، وإن غلب عليها الطابع المأساوي. وتطرق بونين إلى ما شاع بين ممثلي الانتليجنسيا الروسية وأوساط النقاد حول ما يمكن وصفه بـ “تأليه” الشعب وإضفاء “القدسية” على الكثير من سماته وخصائله، “في وقت كنت أحرص على “جلد الذات” بسلبياته وبأوصاف غير طيبة، شديدة القسوة. وكنت آنذاك أشعر بتوطد أقدامي ورسوخ مواقعي في عالم الأدب، حتى اندلعت نيران الحرب (الحرب العالمية الأولى 1914)، والتي سرعان ما أعقبتها الثورة (ثورة أكتوبر الاشتراكية 1917) وأحداثها. ولم أكن ضمن من داهمتهم، أو نزلت عليهم نزول الصاعقة، بما اتسمت به من قسوة وهمجية. لم يكن ذلك مفاجأة بالنسبة إلي. لكن ما جرى فاق في حقيقته وأبعاده كل التوقعات. فليس ثمة من توقع أو أدرك أبعاد ما جنحت إليه الثورة الروسية من تورط في ارتكاب المآسي والكوارث، ورعبٍ تعدى كل الحدود وتجاوز كل توقعات من بقيت لديه أبسط مشاعر الإنسانية. فما إن استولى لينين على السلطة حتى انطلقت مئات الألوف لا تلوي على شيء، بحثاً عن ملاذ تأوي إليه، وملجأ يقيها شرور العصر”.

شرور النازية والفاشية

لكن القدر كان يخبئ له ما فاق تلك الشرور التي تصورها فوق طاقة البشر. كانت في انتظاره شرور النازية والفاشية. في لينداو بألمانيا التي وصلها عام 1936 جرى اعتقاله وعانى من الإهانة ما عانى. قضى سنوات الحرب متأثراً ببعض ويلاتها، وإن خرج منها بوفير إبداعاته التي لم تجد آنذاك طريقها إلى النشر. عبر آلامها، وتغاضى عما أصابه من مآسٍ. تذكر الوطن وما تركه بين الأهل والأحباب.

وعلى الرغم مما كان له من باع طويلة، وإرث غزير في عالم القصة والرواية، بما يظل يضعه في موقع متميز بين أقرانه من أدباء ذلك الزمان، كان بونين دائم القول “ولدت لأكون شاعراً”.

قالها عن حق “متكئاً” إلى مخزونه الفكري والأدبي، وما اختزنته الذاكرة من أساطير وموروثات، فضلاً عما عايشه من هموم ذلك العصر، وما وقر في ذاكرته من انطباعات وذكريات.

لم يكن بونين كما ذكرنا من دعاة الاستقرار أو محبيه. كان يهوى التنقل، بحثاً عن الجديد، متمرداً على المألوف. وذلك يفسر العديد من خياراته ومنها خياره للشرق وموروثاته هدفاً وسبيلاً إلى ذلك الجديد الذي يريد. استهل بونين رحلاته وأسفاره بمصر التي وجد في تاريخها معيناً لا ينضب، ثمة من يقول إنه كان له السند الأكبر في ما سجله من رؤى وانطباعات أودعها “قصائد القاهرة”. في هذه المجموعات الشعرية استعرض بونين ماضي مصر وحاضرها منذ التاريخ الفرعوني وحتى سنوات الاحتلال البريطاني، مروراً بسنوات الفتح العربي الإسلامي. ولم تكن النوبة بديارها وتراثها وموروثاتها على ضفاف النيل بعيدة عن دائرة الرؤية، وعما خرج به بونين إلى العالم من انطباعات وأشعار لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم.

بلدان شرق المتوسط

ومن القاهرة، نزل بونين وقرينته فيرا مورومنتسيفا بونينا (اللقب ثنائي يجمع بين لقبي الزوجين) إلى الإسكندرية، ليستقلا منها السفينة التي حملتهما إلى بلدان شرق المتوسط في فلسطين، ببقاعها المقدسة، وسوريا ولبنان ومنهما إلى تركيا واليونان، قبل أن يعود ثانية ليقصد غرب المتوسط في تونس والجزائر. وذلك كله ما أودعه مجموعته الشعرية التي اختار لها عنوان “ظلال طائر” عن الفترة من 1907-1911.

وإذا كان ثمة من يري بعض التناقض في ما كان يكنه بونين من عشق ووله بالشرق وحضاراته، وما قال بونين إنه كان يحلم بأن يولد في وقت مبكر عن ذلك الذي ولد فيه، حتى لا يرى ويعايش في روسيا ما عاشته في مطلع القرن الـ 20 من مآسٍ وكوارث، فإن هناك ما يمكن الاستشهاد به من سيرته ومسيرته، دحضاً لمثل هذا الخطأ.

وكان بونين قد أوضح بنفسه عدم صحة هذا الخلط والخطأ، في مذكراته التي كتبها في باريس عام 1950 حول هذا الصدد.

ولدت متأخراً كثيراً

قال بونين، لقد ولدت متأخراً كثيراً. فلو كنت ولدت في وقت مبكر عن ذلك التاريخ الذي ولدت فيه، ما كنت حملت معي مثل ما حملت من انطباعات. ولم أكن لأعيش ويلات عام 1905 (الحرب الروسية- اليابانية التي هزمت فيها اليابان الإمبراطورية الروسية، واحتلت بعض أراضيها، ومنها جزر كوريل التي استعادها الاتحاد السوفياتي مع نهاية الحرب العالمية الثانية، لتصبح موضع نزاع بين البلدين منذ ذلك الحين)، التي أعقبها عام 1917 (تاريخ اندلاع ثورة أكتوبر الاشتراكية (البلشفية) وما نجم عنها من ظهور لينين وستالين وهتلر. ولكيف لنا ألًا نحسد جدنا نوح الذي قُيٍض له أن يكون من نصيبه فيضان واحد.

أما عن مشاعره الحقيقية تجاه روسيا الوطن، وروسيا اللغة، فقال بونين، “لقد أخذنا روسيا معنا، أخذنا طبيعتنا الروسية، وأينما كنا فإننا لم يكن يسعنا إلًا أن نشعر بها”.

وفي هذا الشأن أيضاً مضى أندريه سيديخ سكرتيره الشخصي إلى ما هو أبعد، حين قال ما أشرنا إليه، “لم يكن بونين في حاجة لأن يعيش في روسيا، ليكتب عنها. لقد كانت روسيا تعيش فيه، بل وكان في مجمله هو روسيا”.

وفي ذلك كله إيجاز، قد يكون القول الفصل لما يمكن أن يعنيه “إيفان بونين”، الشاعر والاديب، وعاشق الشرق وحضاراته، بكل إنجازاته وروائعه التي صاغ معظمها خارج حدود الوطن.

المزيد عن: إيفان بونين/جائزة نوبل للآداب/فلاديمير لينين/الحرب الروسية اليابانية/ثورة أكتوبر/ليف تولستوي/أنطون تشيخوف/ماكسيم غوركي/فيدور شاليابين

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00