عرب وعالمعربي إيران تسعى لترسيخ نفوذها في العراق عبر المواقع الدينية الشيعية by admin 4 ديسمبر، 2020 written by admin 4 ديسمبر، 2020 37 تقدر تكلفة المشروع الذي تنفذه شركة الكوثر في كربلاء بـ600 مليون دولار اندبندنت عربية / رويترز خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، زار أحد كبار ضباط فيلق القدس الإيراني علي حسن بلارك، بشكل غير معلن، واحداً من أقدس المواقع عند الشيعة في مدينة كربلاء بجنوب العراق. بلارك، الذي فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات قبل أشهر بتهمة تهريب السلاح، جاء إلى كربلاء ليتفقد مشروعاً إنشائياً تتولى تنفيذه شركة يملكها مع آخرين من رجال الحرس الثوري، وتربطها صلات بالزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، وهي مؤسسة تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات أيضاً. وتسعى الشركة الإيرانية إلى رفع القدرة الاستيعابية للعتبة الحسينية في المدينة، بكلفة 600 مليون دولار، لتكون أكبر موقع في العالم للزيارات الدينية السنوية. وأرسل عامل في الموقع لوكالة “رويترز” صور بلارك، وهو يضع على رأسه خوذة ويغطي وجهه بكمامة طبية زرقاء أثناء قياس درجة حرارته قبل دخوله إلى الموقع. ولم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية أو العراقية شيئاً عن الزيارة، التي أكدها موظف عراقي من العاملين في المؤسسة. الحرس الثوري والسياحة الدينية يقول عاملون، إن بلارك وقادة آخرين في الحرس الثوري يشرفون على المشروع يترددون عليه دون سابق إخطار، حيث تتولى الشركات الإيرانية والمهندسون الإيرانيون المتعاقد معهم حصرياً تنفيذ الأعمال المطلوبة. وفي عام 2018، التقطت صورة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، في المشروع قبل 18 شهراً من مقتله في ضربة أميركية بطائرة مسيرة. وقال مصدر إيراني في كربلاء، إن إسماعيل قاآني، الذي خلف سليماني في منصبه، زار المكان نفسه بعد أسبوعين من زيارة بلارك. وينهمك عمال إيرانيون ليلاً ونهاراً في ملء حفرة عمقها 40 متراً ومساحتها 50 ألف متر مربع بالأسياخ الفولاذية والإسمنت المستورد من إيران. وستضم المباني متعددة الأدوار التي يعملون على إقامتها وحدات للوضوء ومتحفاً ومكتبة. وسيتمكن ملايين الزائرين وغالبيتهم العظمى من الشيعة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي من الوصول إلى مرقد الحسين عن طريق نفق واسع. وهذا هو أكبر مشروع تقود تنفيذه مؤسسة “الكوثر” المملوكة للحرس الثوري لتطوير السياحة الدينية في العراق وسوريا. وهو تأتي في سياق سعي طهران إلى تحقيق قوة ناعمة عن طريق السياحة الدينية، تعزز وجودها في المراكز الدينية العراقية، التي تعد مركزاً للنفوذ الشيعي الإقليمي. كذلك يعمل التحكم في تطوير العتبات المقدسة على تعميق العلاقات التجارية، كما أنه ينطوي على فرص اقتصادية لإيران. فالسياحة الدينية صناعة تدر مليارات الدولارات سنوياً في العراق، وهي ثاني أكبر مصدر للدخل في البلاد بعد قطاع النفط. وقال وزير عراقي سابق مطلع على المشروع “دخلوا في الدولة العميقة. العلاقة العقائدية أكبر من العلاقة السياسية… (وهم) يستخدمون السياسة الناعمة جداً”. وتمنح الحكومة العراقية المشروعات الدينية امتيازات خاصة، منها إعفاءات جمركية على الإسمنت والصلب وغيرهما من المواد المستوردة من إيران. وتقول عدة مصادر، إن كثيراً من البضائع يدخل العراق بدعوى تطوير العتبات، ثم يباع في أماكن أخرى في البلاد. ولم تستطع “رويترز” التحقق من حجم هذه التجارة التي تسهم في التخفيف من أثر العقوبات الغربية المفروضة على طهران. وتتولى لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في إيران تطوير العتبات الشيعية. وهي التي اللجنة شكلها خامنئي ويتولى إدارتها من يُعينون من قبل الحرس الثوري. عقوبات أميركية في مارس (آذار) الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على اللجنة وعلى مؤسسة “الكوثر” جناح الأعمال الهندسية التابع لها في العراق. وكان بلارك من المسؤولين المستهدفين بالعقوبات. وقال الأميركيون، إن اللجنة والمؤسسة متورطتان في تقديم “مساعدات مميتة” لفصائل تعمل لحسابها في العراق وسوريا وأنشطة استخباراتية وغسل أموال. وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية لـ”رويترز” إن إيران تسعى إلى توسعة نفوذها واستغلال قطاعي المال والأعمال في العراق. وطلبت “رويترز” تعليقات لنشرها في هذا التقرير من الحكومة الإيرانية والحرس الثوري ومؤسسة “الكوثر” وبلارك، لكنها لم تتلق رداً. وقال مسؤول في الحكومة العراقية، إنه لا يمكنه التعليق على أنشطة مؤسسة “الكوثر” في البلاد، لأنه ليس لديه تفاصيل. وكرر هذا التصريح أيضاً متحدث باسم الوقف الشيعي الذي يدير العتبات المقدسة. وقال أفضل الشامي، نائب الأمين العام للعتبة الحسينية لـ”رويترز”، إن الدور الإيراني ضروري لأن “الوضع الاقتصادي في العراق لا يستطيع أن يبني مثل هذه المشاريع الكبيرة. الشعب الإيراني شعب يحب الأئمة ويحب العراق ويريد أن يتبرع بأموال للعتبات المقدسة”. وأضاف “عندما تنتقل الأموال عن طريق مؤسسة رسمية بالتأكيد هذا… قد يشكل دعماً لها في الداخل، و(سيكون) في الخارج دعماً معنوياً وإعلامياً”. عين على العتبات منذ سقوط نظام صدام حسين، عام 2003، بدأت إيران تأسيس نفوذ لها في البلاد. وعمل الحرس الثوري على توسيع إمبراطورية الأعمال التابعة له في إيران ثم وسّع نطاق نفوذه في مختلف أنحاء العراق وفي سوريا ولبنان. وأنشأ ممراً لدعم حلفائه من الفصائل في مختلف أرجاء المنطقة عبر السيطرة على الحدود والتجارة البرية وتعزيز وجوده في المواقع الدينية الشيعية. غير أن محاولات طهران توسعة نفوذها في العراق تواجه الآن تحديات جديدة. فإيران منشغلة بجائحة فيروس كورونا في الداخل، وكذلك معارضة الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة التي تساندها في العراق ولبنان. ويؤيد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني دعوات للإصلاح السياسي، كما أنه يعارض منذ فترة طويلة التدخل الأجنبي، بما في ذلك الإيراني، في البلاد. وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تقليص النفوذ الإيراني بالعقوبات واغتيال قادة عسكريين، فيما يرأس الحكومة للمرة الأولى منذ سنوات رئيس مقرب من الولايات المتحدة، هو مصطفى الكاظمي. وللمرة الأولى منذ سنوات أخذت حكومة عراقية بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي صف الولايات المتحدة. وعارضت الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران تعيين الكاظمي. وكانت زيارة بلارك خلال سبتمبر (أيلول) لكربلاء أحدث علامة على أن الحرس الثوري يواصل أعمال مؤسسة “الكوثر” على الرغم من الضغوط الأميركية على أنشطته في العراق. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في نص العقوبات، إن مؤسسة “الكوثر” “عملت كقاعدة لأنشطة الاستخبارات الإيرانية في العراق، بل وشحن أسلحة وذخائر لجماعات الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران”. لكن مسؤولاً في الجمارك العراقية قال لـ”رويترز” إن إيران لا تحتاج لمؤسسة “الكوثر” التي يتركز نشاطها في التجارة والقوة الناعمة، لنقل السلاح. وقال المسؤول “توجد وسائل أخرى لذلك، فالفصائل التي تعمل لحسابها تسيطر على الحدود من الشمال الكردي إلى جنوب العراق”. وقال ضياء الأسدي، النائب السابق الذي تربطه صلة وثيقة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المولود في النجف، “إيران عينها على العتبات منذ سقوط النظام (العراقي) عام 2003”. وتقع العتبة الحسينية التي يزورها ما يصل إلى 50 مليون زائر كل عام في مسجد فسيح تعلوه قبة ذهبية وتزين مداخله الزخارف وأبواب من الخشب والزجاج كلها من إيران، وفقاً لما قاله وزير الإسكان العراقي السابق بنكين ريكاني وعدة مصادر حكومية أخرى. وقال ريكاني “المرايا كلها صناعة إيرانية”. ويتناول الزوار الطعام مجاناً في قاعات خاصة ملحقة بالعتبة ويؤدون صلواتهم، بينما يقطع ضجيج الحفر وأصوات أعمال أخرى رهبة السكون في المكان. العمال والمهندسون في بهو الاستقبال في الفندق، الذي خصص لاستضافة المهندسين الإيرانيين، عُلقت لافتة لتخليد ذكرى سليماني. ويتردد المهندسون على الاستقبال في فترات الراحة لاستلام وجبات غداء إيرانية تقليدية مكونة أساساً من الأرز والدجاج. ويشغل عمال إيرانيون فندقين آخرين في المدينة وأكشاكاً مقامة بجوار مكاتب مؤسسة “الكوثر” التي تطل على مشروع توسعة العتبة. وفي كثير من الأحيان يكون المهندسون الذين يضعون خوذات على رؤوسهم من خريجي جامعة “الشهيد بهشتي” في طهران، وفقاً لما قاله مقاول عراقي يعمل مع “الكوثر”. والجامعة مدرجة في قوائم العقوبات الغربية بتهمة المشاركة في أبحاث الأسلحة النووية، بينما تنفي طهران ذلك. ويقدر أن هناك نحو 200 عامل إيراني يعملون حالياً، بعد أن كانوا أكثر من 2000 في وقت سابق. وكان موقع المشروع شبه خال قبل نحو عام، لكنه سرعان ما امتلأ بهياكل المباني. وقد وقع بلارك عقداً تقارب قيمته 650 مليون دولار في 2015 مع العتبة الحسينية لكي تقوم مؤسسة “الكوثر” بتنفيذ مشروع التوسعة باسم “صحن العقيلة زينب”، شقيقة الحسين. وتقول لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة، إنها تشرف على 17 مشروعاً على الأقل في مراقد مهمة في “النجف، وكربلاء، وبغداد، ومدينة سامراء الشمالية”. وكثيراً ما تكون تعاقدات هذه المشاريع لسنوات طويلة وتبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات. وفي النجف قامت مؤسسة “الكوثر” ولجنة إعادة الإعمار بإصلاح القبة الذهبية في مرقد علي بن ابي طالب وإيوانه. كما أنهما تنفذان توسعة للبنية التحتية في المرقد أيضاً بتكلفة تبلغ 500 مليون دولار. وفي بغداد صنعت المؤسسة واللجنة شبابيك مزخرفة في مرقدين لاثنين من أئمة الشيعة، كما تعملان على إصلاح مئذنة مائلة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وفقاً لما قاله مصدر مقرب من العتبات. وتعمل اللجنة أيضاً على توسعة مرقد العسكري في سامراء الذي فجره متطرفون عام 2006، مما أدى إلى اندلاع بعض من أسوأ أعمال العنف الطائفية وإراقة الدماء في العراق. ويتطلع بلارك إلى مزيد من الأعمال. فقد قال لوكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية للأنباء في أغسطس (آب) الماضي، إنه يأمل تنفيذ توسعة في موقع آخر في كربلاء، هو مرقد العباس، في إطار خطة وافقت عليها وزارة البلديات العراقية، لكن المسؤولين في المرقد لم يطلبوا ذلك حتى الآن. وقال مسؤول الجمارك العراقي ومقاول عراقي، إن مؤسسة “الكوثر” تشارك أيضاً في مشروعات أخرى للبنية التحتية تشمل قطاع الطاقة. وقال المقاول، إن من هذه المشروعات محطة للكهرباء في البصرة. وتقود العمل في مشروع محطة الكهرباء شركة إيرانية تعمل في مجال الطاقة اسمها “مبنا” وتخضع للعقوبات الأميركية أيضاً. وتوصلت “رويترز” من مراجعة لوثائق رسمية أن شركة “مبنا” تتولى إنشاء محطات للكهرباء في النجف وبغداد وكذلك في واحد من أكبر الفنادق في كربلاء. ولم ترد الشركة على طلب للتعليق. وقال متحدث باسم وزارة الإسكان العراقية، إنه لا يمكنه التعليق لأنه ليس لديه معلومات دقيقة عن هذا الأمر. ولم يصدر تعليق عن المرقد. شركات إيرانية أخرى تنفذ عدة شركات إيرانية الأعمال بصفة مقاولين. وتعمل شركة “آب تابان” المتخصصة في الأنفاق والأساسات والمياه في مشروع كربلاء، وفقاً لما قالته وكالة “تسنيم” للأنباء التي تربطها صلات بالحرس الثوري. وتعمل شركة “بديده” لمقاولات الهندسة المدنية وشركة “مانا” للإنشاءات في مشروع كربلاء وتطوير مرقد علي بن أبي طالب في النجف، وفقاً لما ورد في مواقع إخبارية ومواقع شركات إيرانية. وتقول “بديده” على موقعها على الإنترنت إنها تهدف لزيادة حجم أعمالها في المنطقة. ولم تتوصل “رويترز” إلى وجود صلة بين هذه الشركات والحرس الثوري بخلاف التعاقدات مع المؤسسات التي يديرها الحرس، كما أن الشركات لا تخضع لعقوبات أميركية. ولم ترد الشركات على طلبات للتعليق. وقال مسؤول حكومي عراقي، إن “الكوثر” لا تطلع أي إدارات حكومية عراقية على أنشطتها وأوضاعها المالية. وقال مسؤول بالوقف الشيعي، إنه لا يمكنه مناقشة أي موضوعات متصلة بأعمال الشركات الإيرانية؛ لعدم توفر تفاصيل محددة عن أنشطتها. شراء الأراضي قال وزير الإسكان العراقي السابق ريكاني، إن الدولة تمول عملية الشراء الأولية للأراضي الخاصة والعامة في المواقع من الموازنة المخصصة للسلطات الدينية الشيعية التي تتولى عملية الشراء. أما بالنسبة إلى “صحن العقيلة زينب”، وهو جزء من مشروع كربلاء، فقد دفعت السلطات الدينية نحو 170 مليون دولار لشراء ما لا يقل عن 300 عقار، وفقاً لما قالته مصادر مقربة من العتبات. وقالت المصادر، إن مرقدي الحسين والعباس المتجاورين يعتزمان شراء مزيد من الأراضي في المنطقة. وقال محمد الذي كان يعيش حيث سيقام صحن العقيلة، وكان يمتلك فندقين في المنطقة، إن هدم ممتلكاته حقق له مبلغاً كبيراً، لكنه محا نشاطه وقضى على أملاك الأسرة التي توارثتها عبر أجيال. وأضاف أنه لم يكن يريد بيع بيته، لكنه أكد أنه لا حيلة له في مواجهة رغبة العتبات في التوسع، مشيراً إلى أن أصحاب الأملاك يحصلون على مبلغ كبير لبيع عقاراتهم وإذا رفضوا يصدر بحقهم أمر قضائي ملزم. ودفع المرقد لمحمد وأشقائه الستة نحو مليون دولار مقابل أملاكهم. وهو يدير الآن متجراً ويعتمد اعتماداً كبيراً على حركة الزائرين للمراقد. وقالت مصادر مطلعة مقربة من العتبة الحسينية، إنه بعد الاستحواذ على الأرض تمول إيران مشروعات العتبات بالكامل، وفي الظاهر من تبرعات الإيرانيين المتدينين من الشيعة، ومن خلال جمعيات خيرية ترتبط بمؤسسات العتبات الشيعية. وقال موظف إيراني في مؤسسة “الكوثر”، رفض نشر اسمه، إن جانباً كبيراً من المال يأتي من خزائن الدولة الإيرانية، لكنه لم يكن يعلم حجم هذا التمويل. وأضاف أن مشروعاً تزيد تكلفته على 600 مليون دولار “لا يمكن أن يتحقق بالتبرعات. فأنت تحتاج لدولة وراء ذلك”. وأيدت مصادر أخرى عراقية وإيرانية هذا الرأي. وتحصل مشروعات العتبات على وضع خاص بمقتضى القانون العراقي، أي أنها تخضع لإشراف مؤسسات العتبات ولا تخضع لإشراف الدولة. وتسري إعفاءات جمركية على كل المواد الواردة من إيران والخارج للمشروعات الدينية الممولة بالتبرعات. عقوبات موجعة يقول عمال في كربلاء، إنهم يرون دليلاً على أن العقوبات الأميركية موجعة لإيران ومؤسسة “الكوثر”. فقال موظف إيراني في المؤسسة لـ”رويترز” إنه اعتاد تحويل 1100 دولار شهرياً لبلاده كانت تسدد له بالدينار العراقي المستقر. غير أنه لا يحصل سوى على نحو 200 دولار منذ سريان العقوبات، لأنه يحصل الآن على مرتبه بالريال الإيراني الضعيف. وكادت الأعمال المتاحة في الموقع للعراقيين تختفي. وقال مهندس عراقي حديث التخرج، اعتاد أن يحصل على عمل منتظم في مشروع العتبة، إنه يقضي أياماً الآن على أمل الحصول على عمل. كما يواجه صعوبات في إعالة أسرته الصغيرة. وبالنسبة إلى إيران تعد المشاركة في تطوير المراقد الشيعية في العراق إستراتيجية بعيدة المدى. إذ يحقق لها ذلك وجوداً دائماً في مراكز النفوذ الشيعي، حيث تأمل طهران التأثير في خلافة السيستاني أكثر رجال الدين الشيعة في العراق نفوذاً. ويوجد الحرس الثوري بصفة منتظمة في النجف، حيث مقر السيستاني. وكانت فتاوى وبيانات السيستاني قد دفعت العراقيين للمشاركة في الانتخابات للمرة الأولى في حياتهم عام 2005، وأدت إلى ظهور مزيج من الفصائل المسلحة الشيعية لقتال تنظيم “داعش” عام 2014 وأطاحت بحكومة عراقية في العام الماضي. ويعارض السيستاني أي تدخل خارجي حتى إذا كان إيرانياً في شؤون العراق، كما يعارض نموذج الحكم الديني على غرار ولاية الفقيه. وفي عام 2018 توفي المرجع الذي وقع عليه اختيار إيران لخلافة السيستاني البالغ من العمر 90 سنة، وذلك في انتكاسة لخطط طهران في العراق. وعلى الرغم من أن قطاعات كبيرة من الشيعة في العراق تشعر باستياء من النفوذ الإيراني، إن العلاقات الدينية راسخة. المزيد عن: العراق/إيران/الحرس الثوري الإيراني/كربلاء/العتبات الدينية الشيعية/علي خامنئي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غرامة “الاعتداء على المرأة” في السعودية تثير مطالبات بحماية الرجل next post الزوجة المزيفة تفرض أخلاقياتها في “السيدة من عند مكسيم” You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.