تضم إهناسيا آثاراً يمتد تاريخ بعضها إلى 4 آلاف عام (مواقع التواصل) ثقافة و فنون إهناسيا… مدينة مصرية ذكرها التاريخ ونسيها الحاضر by admin 6 يناير، 2025 written by admin 6 يناير، 2025 19 كانت العاصمة نحو قرنين من الزمان ورغم أهميتها فلا وجود فعلياً لها على خريطة السياحة الداخلية أو الخارجية اندبندنت عربية / مي إبراهيم صحافية إلى الجنوب من القاهرة، تحديداً على بعد 120 كيلومتراً منها، تقع مدينة إهناسيا، واحدة من أهم المدن التاريخية في مصر، التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين، كانت لها أهمية كبيرة منذ عصر مصر القديمة، إذ كانت عاصمة البلاد فترة تقترب من القرنين لما كان يميزها من موقع متميز بين الشمال والجنوب، وتربة خصبة تصلح للزراعة، وتحقيق وفرة من المحاصيل للمقيمين فيها وحولها. تبعد إهناسيا 15 كيلومتراً غرب مدينة بني سويف، وعلى مدى الأعوام كانت البعثات الأثرية تنجح في الكشف عن آثار تعود إلى عصور مختلفة، وحتى الآن لا تزال الاكتشافات الأثرية تتوالى في المنطقة، فعلى فترات متتابعة يجري الإعلان عن قطع أثرية جديدة مع توالي التنقيب عن الآثار في المدينة وما حولها. ومنذ نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20 بدأت جهود التنقيب عن الآثار واستكشافها في إهناسيا، وعلى رغم الأهمية التاريخية الكبيرة للمدينة فإنها ليس لها وجود فعلي على خريطة السياحة الداخلية أو الخارجية في مصر على رغم امتلاكها كثيراً من المقومات التي تؤهلها لذلك. عاصمة مصر والفلاح الفصيح من القطع الأثرية المهمة التي تعود إلى إهناسيا تابوت الكاهن (نجم عنخ) الذي نجحت مصر في استرداده من أميركا عام 2019، إذ كان معروضاً بمتحف “المتروبوليتان” بنيويورك، والمعروض حالياً بمتحف الحضارة المصرية. أيضاً من الآثار الشهيرة التي تعود إلى إهناسيا بردية (إيبو ور) الموجودة حالياً في متحف “لايدن” بهولندا، كذلك معروض حالياً بمتحف “المتروبوليتان” للفنون بنيويورك نقش لرمسيس الثاني، وعلى رأسه تاج الشمال الأحمر جرى اكتشافه سابقاً بالمدينة. وفي العام الماضي عثرت بعثة للتنقيب عن الآثار بمنطقة إهناسيا الأثرية على أربعة تماثيل فرعونية صغيرة الحجم مصنوعة من الألباستر والحجر الجيري يرجح المتخصصون أن تكون التماثيل الأربعة لأبناء حورس. عن قيمة وأهمية مدينة إهناسيا يقول عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والجغرافية بسام الشماع “مدينة إهناسيا في اللغة المصرية القديمة كان يطلق عليها (نعرت خنتت)، وفي عصر البطالمة أطلقوا عليها هرقليوبوليس، إذ نسبوا المدينة إلى معبودهم هرقل وكلمة بوليس عند البطالمة كانت تطلق على المدينة التي لها قوة الولاية، وصل هذا الإقليم إلى ذروة مجده عندما كان عاصمة لمصر خلال عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة فكانت (حنن نيسو) عاصمة لمصر في خلال فترة شهدت عديداً من الاضطرابات، وأطلق عليها العصر الوسيط الأول، فدائماً عند اختيار عاصمة جديدة يكون البحث عن مكان محمي وموقع جغرافي متميز، وهو ما انطبق على موقع إهناسيا في هذه الفترة”. كانت إهناسيا عاصمة لمصر في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة مما أكسبها مكانة كبيرة (مواقع التواصل) يضيف “أهم الآثار في إهناسيا معبدان من عصر مصر القديمة، كان أحدهما مكرساً للمعبود (حري شف)، ووجدت بجواره جبانة من العصر الوسيط الأول، كما وجدت مقابر منحوتة في الصخر من العصرين البطلمي والروماني، والمعبد الرئيس في المدينة أجريت عليه إضافات في عصور لاحقة. كان من أبرزها قيام الملك رمسيس الثاني بإضافة بهو للأعمدة، ازدهر موقع إهناسيا في فترة العصر الوسيط الثالث الممتد من 1069 وحتى 747 قبل الميلاد وبقايا آثار هذه الفترة تتضمن جبانة ومعبداً كبيراً وجزءاً من مستعمرة سكنية”. ويوضح أن “قيمة هذه المنطقة ترجع إلى أن بها آثاراً تعود إلى نحو أربعة آلاف سنة، واستمر للمكان قيمته مع توالي الحقب وحتى العصر اليوناني الروماني، وآثارها موجودة في متاحف كثيرة في مصر وخارجها، ومما يميز إهناسيا هو وقوع أحداث حكاية الفلاح الفصيح الشهيرة التي يعرفها الناس ويتناقلونها حتى اليوم وتدور أحداثها عن فلاح يدعى (خو إن إمبو) تعرض لظلم من أحد أهل المدينة ذوي النفوذ، وكتب تسع عرائض شكوى من 430 سطراً تميزت بالفصاحة الشديدة”. مدينة أثرية ليست على خريطة السياحة تمتد المنطقة الأثرية في إهناسيا إلى نحو 390 فداناً (الفدان يساوي 1.63800 كيلومتر)، وفي الفترة الأخيرة قام المجلس الأعلى للآثار بعملية ترميم شاملة لمعبدي حري شف وبيلون نتج منها الكشف عن الألوان الأصلية للمعبدين، وظهور ألوان ونقوش للمرة الأولى بفعل مشروع الترميم الذي أعاد له رونقه، وفي الوقت نفسه فإن هناك مشروعاً جارياً لاستكمال التنقيب عن الآثار في المنطقة يأمل القائمون عليه بالفوز باكتشافات أثرية جديدة. وعلى رغم نجاح البعثات الأثرية في الوصول إلى اكتشافات أثرية متوالية في المدينة، فإنها مع الزمن أصابها الإهمال، وتحولت إلى واحدة من المدن العادية، وليست السياحية، واتجه أهلها للعمل في حرف ووظائف تبعد عن قطاع السياحة الذي يمكن أن يزدهر فيها، وذلك بسبب قلة الرحلات والتدفقات السياحية عليها، واقتصارها في الغالب على المهتمين والمتخصصين على رغم وجود أماكن عدة متنوعة يمكن أن تشكل تجربة سياحية متكاملة، مثل متحف بنى سويف القومي وهرم ميدوم ومنطقة آثار دشاشة ومحمية كهف وادي سنور، مما يشكل تجربة سياحية متنوعة لزائر المنطقة. بامتداد مصر من الشمال إلى الجنوب نجد مدناً كثيرة تزخر بآثار من عصور متنوعة ومقومات يمكن أن تجعلها في مصاف المدن السياحية، لكنها على أرض الواقع لا تحظى بتدفقات سياحية تتناسب مع مكانتها الأثرية والتاريخية، تمتد مثل هذه المدن في مواقع مختلفة من الشمال للجنوب، ومن بينها مواقع في محافظات مختلفة مثل سوهاج والمنيا والشرقية ورشيد وبني سويف. من الاكتشافات الأثرية الحديثة في إهناسيا تماثيل أبناء حورس (مواقع التواصل) ويتطلب وضع مثل هذه المحافظات على خريطة السياحة جهوداً متعددة من جهات مختلفة، باعتبار أن ذلك سيخلق وجهات سياحية جديدة ويضيفها إلى المواقع الأثرية الشهيرة. الخبير السياحي محمد كارم يقول “بعض المدن كان هناك أسباب تمثل عائقاً لجعلها على خرائط السياحة، مثل عدم وجود طرق جيدة توصل إليها، حالياً جرى حل هذه المشكلة، وتطورت شبكة الطرق في مصر بصورة كبيرة، مناطق أخرى كانت تفتقر إلى الخدمات، وأيضاً تحسن هذا الوضع بدرجة كبيرة، وفي الوقت نفسه فإن السائح الأجنبي غالباً لا يهتم بالفخامة والرفاهية في الفنادق، ويرغب في معايشة الحياة الطبيعية البسيطة للناس، وهذا توجه عالمي يتماشى مع مفهوم السياحة الريفية الآخذ في الانتشار خلال الفترة الأخيرة، ويمكن الاعتماد عليه ضمن الخطط التي تتبناها الدولة لزيادة عدد السياح خلال الفترة المقبلة”. يضيف “جميع محافظات مصر بكاملها بها مواقع تصلح لأن تكون أماكن للجذب السياحي، لكن على أرض الواقع هناك محافظات تحظى بشهرة ومكانة كبيرة في عالم السياحة، مثل الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وغيرها، ومحافظات أخرى على رغم أنها تحوي آثاراً ومقومات للجذب السياحي لا توضع بصورة كافية على خريطة السياحة، ويحتاج ذلك إلى جهود متعددة، من بينها أن توجه وزارة السياحة والآثار شركات السياحة إلى بعض هذه المدن والمواقع الأثرية التي تضمها وتدفعها إلى وضعها على برامجها السياحية الداخلية والخارجية”. ويشير المتخصص السياحي إلى ضرورة استخدام كل وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي في الدعاية السياحية لمثل هذه المواقع واستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محاكاة افتراضية لبعض الأماكن الأثرية لما لهذا من قدرة على الوصول لقطاعات كبيرة من السياح والتعريف بالمنتج السياحي المصري. المزيد عن: مصربني سويفإهناسياالآثار المصريةالسياحة المصريةآثار مصر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زعيم التيار الصدري يطالب بحصر السلاح في يد الجيش العراقي next post الـ”ريلز” بين تدفق المعلومات وتعفن الدماغ You may also like أشخاص موراكامي يخلعون ظلالهم في “المدينة ذات الأسوار... 7 يناير، 2025 لماذا يرواغ الأدب والفن في معالجة التاريخ العربي؟ 7 يناير، 2025 فيردي قدم أول أعماله الأوبرالية وهو غير واثق... 7 يناير، 2025 «غولدن غلوب»: لماذا فاز مَن فاز؟ وهل يستحق؟ 7 يناير، 2025 الكاتب آفي شتاينبرغ: الجنسية الإسرائيلية أداة للإبادة الجماعية... 6 يناير، 2025 “بيتلز 64″… عندما وصل الهوس بالفرقة البريطانية إلى... 5 يناير، 2025 لوحتان للنمسوي كليمت أشعلتا معركة قاسية بين الفن... 5 يناير، 2025 فيلم “إميليا بيريز” يجس نبض هوليوود في “غولدن... 5 يناير، 2025 مهى سلطان تكتب عن: جوزف طراب اليهودي الأخير... 5 يناير، 2025 الساروت مغني الثورة السورية صار “جسرا” إلى النصر 5 يناير، 2025