أ.ب / الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، واشنطن في 4 فبراير 2025 عرب وعالم إنذار ترمب لخامنئي: إما تسوية وإما ضربة by admin 5 فبراير، 2025 written by admin 5 فبراير، 2025 21 تبدو الفرصة سانحة الآن أمام الرئيس الجمهوري ولا يمكنه تفويتها المجلة / بلال صعب يضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مسألة كبح الطموحات النووية الإيرانية، التي تتسارع بوتيرة متزايدة، على رأس أولوياته في الشرق الأوسط. وقد وقّع هذا الأسبوع مذكرة رئاسية تؤكد هذا الهدف، متعهدا بمنع بيع النفط الإيراني للدول الأخرى. يسعى ترمب إلى توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام وتعزيز الاستثمارات الاقتصادية الأميركية الضخمة في المنطقة، إلا أن التحدي النووي الإيراني المتفاقم قد يقوّض هذه المساعي تماما إذا لم يُعالَج على الفور. تبدو الفرصة سانحة الآن، ولا يمكن لترمب تفويتها. فإيران اليوم أضعف مما كانت عليه في أي وقت خلال تاريخها الممتد 46 عاما. حيث فقدت حليفها الوحيد في سوريا بعد انهيار نظام الأسد، كما أن شريكيها الأساسيين في فلسطين ولبنان، “حماس” و”حزب الله”، تعرضا لضربات قاسية جراء حروبهما الأخيرة المدمرة مع إسرائيل، ما يجعل مسألة تعافي كل منهما غير مؤكدة، ويثير الشكوك حول استمرارية شبكة الميليشيات الإقليمية التابعة لإيران. أما طهران، فقد أظهرت هشاشة واضحة في قدراتها الاقتصادية، مع ارتفاع معدلات البطالة، والعجز في الموازنة، والتضخم المتزايد، ونقص العملة الأجنبية، وانخفاض قيمة التومان، فضلا عن تراجع جاهزيتها العسكرية عقب تبادل الضربات مع إسرائيل العام الماضي. فإذا كانت إيران قد شهدت صعودا في السنوات الماضية، فهي اليوم بلا شك في حالة تراجع. والسؤال الذي يواجه ترمب ليس ما إذا كان ينبغي عليه تشديد الضغوط على إيران لدفعها إلى تقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي، بل كيف يمكنه تحقيق ذلك. وهذا ليس تساؤلا جديدا بطبيعة الحال، فقد كان موضع نقاش بين الرؤساء الأميركيين المتعاقبين منذ اكتشاف البرنامج النووي الإيراني عام 2003. إلا أن الفارق الآن هو أن ترمب يتعامل مع أزمة إيران في ظل وضع يبدو أكثر قابلية للإدارة مقارنة بالماضي، نظرا لازدياد ضعف طهران النسبي. ومع ذلك، لا يملك ترمب الكثير من الوقت، على الأقل من الناحية النظرية. فإيران اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج سلاح نووي، حيث تتراوح التقديرات بين بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر. وهذا بالطبع إذا قررت القيادة في طهران المضي قدما نحو امتلاك قدرة نووية معلنة، إذ إنها تُعد بالفعل قوة نووية كامنة. ولن يكون الأمر مفاجئا إذا سعت إيران بسرعة نحو امتلاك القنبلة، فمن المنطقي تماما أن تسعى للحصول على رادع مطلق ضد أي هجوم أميركي أو إسرائيلي. فقد كانت إيران دائما أضعف عسكريا من خصومها، وأصبحت هذه الفجوة أكثر وضوحا في ظل الانتكاسات التي تعرضت لها عبر المنطقة. وأي وسيلة أفضل لتعويض هذه النقائص وضمان أمن النظام– وهو الأولوية القصوى لطهران– من امتلاك قدرة ردع لا مثيل لها؟ يريد ترمب اتفاقا نوويا أقوى مع إيران يعالج الثغرات ونقاط الضعف في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي انسحب منها عام 2018 إذن، كيف يمكن لترمب الحد من الطموحات النووية الإيرانية؟ لنبدأ بما يجب أن لا يفعله، وهو السماح لإسرائيل بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. فذلك سيكون الخيار الأسوأ، إذ لن يحقق بالضرورة فاعلية عسكرية مؤكدة، وسيتسبب في عواقب واسعة النطاق على مستوى المنطقة، كما قد يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. لا شك في أن إسرائيل قادرة على إلحاق أضرار بأجزاء من البرنامج النووي الإيراني، فقد أثبتت قدراتها العسكرية بوضوح في المواجهات الأخيرة مع إيران العام الماضي، مما جعل طهران تدرك جدية التهديد. لكن المشكلة تكمن في أن إسرائيل لا تستطيع بمفردها القضاء كليا على البرنامج النووي الإيراني دون المخاطرة برد إيراني عنيف قد يؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي واسع. رويترز / المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقاء مع مجموعة من النساء الإيرانيات في طهران، إيران، 17 ديسمبر 2024 لتحقيق مثل هذه المهمة المعقدة من الناحية العملياتية، تحتاج إسرائيل إلى دعم دبلوماسي وعسكري متكامل من واشنطن وعدد من القوى العربية. غير أن دول الخليج، على وجه الخصوص، ليست في وارد التورط في مواجهة عسكرية مع إيران قد تعرّض خططها الاقتصادية طويلة الأمد للخطر. وهذا لا يعني أن استخدام القوة غير مجد أو غير ذي صلة بتحقيق نتيجة سياسية مواتية مع إيران، بل يعني أن ترمب يجب أن يكون صاحب القرار الكامل بشأن الحرب أو السلام مع إيران، وليس إسرائيل. كما يعني أن الخيار العسكري يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من استراتيجية سياسية حتى يكون فعالا، وأن يكون مكملا للدبلوماسية وليس بديلا عنها. لطالما فضّل ترمب إنهاء الحروب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى، وليس إشعال صراعات جديدة. وقد كرر مرارا أنه لا يعارض ازدهار إيران كدولة وتحقيقها إمكاناتها، بشرط أن توافق قيادتها على فرض قيود دائمة وقابلة للتحقق على برنامجها النووي. يريد ترمب اتفاقا نوويا أقوى مع إيران يعالج الثغرات ونقاط الضعف في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، التي انسحب منها عام 2018. هذه اللحظة تتطلب تصعيد الضغط على النظام الإيراني، الذي لم يفعل منذ نشأته سوى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى والكراهية في المنطقة لكن مجرد كون إيران ضعيفة لا يعني أنها سترفع الراية البيضاء وتسارع إلى إبرام اتفاق. وفي هذه المرحلة، الورقة الحقيقية الوحيدة التي تملكها إيران هي برنامجها النووي، والتخلي عنه دون الحصول على تنازلات كبيرة من الجانب الأميركي تضمن أمن نظامها سيكون بمثابة انتحار سياسي. لكن في الوقت نفسه، سيكون من التهور أن تتجاهل إيران تراجع موقعها الاستراتيجي وتتصرف وكأن الأمور تسير كالمعتاد. فالوضع الآن ليس كما كان في عام 2015 أو 2020. خلال ولايته الأولى، أظهر ترمب استعداده لاستخدام القوة ضد المصالح الإيرانية في المنطقة، مستهدفا كبار القادة الإيرانيين عندما سنحت الفرصة. ففي يناير/كانون الثاني 2020، أمر بتنفيذ ضربة استهدفت قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي كان يُعد أقوى جنرال إيراني. وقال ترمب حينها إن سليماني “قتل أو أصاب بجروح خطيرة آلاف الأميركيين… وكان يخطط لقتل المزيد”، مضيفا أنه “كان يجب التخلص منه منذ سنوات”. أ.ب / الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي المشترك في البيت الأبيض بواشنطن في 4 فبراير 2025 ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترمب سيواصل نهجه العدواني ضد المصالح الإيرانية في المنطقة كما فعل سابقا، لكنه ركّز في تصريحاته الأخيرة بشأن إيران بشكل أكبر على حل مسألة البرنامج النووي، الذي يمثل أولويته الرئيسة. وفي مذكراته الرئاسية الأخيرة، أعلن ترمب أنه سيعود إلى سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، كما فعل في ولايته الأولى. وستشمل هذه السياسة عقوبات اقتصادية صارمة وتعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. لكن رغم ضعف إيران الحالي، قد لا يكون ذلك كافيا لإجبار قادتها على تقديم التنازلات المطلوبة بشأن برنامجها النووي. كما أن الوقت يبدو في غير صالح واشنطن. هذه اللحظة تتطلب تصعيد الضغط على النظام الإيراني، الذي لم يفعل منذ نشأته سوى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى والكراهية في المنطقة. وعلى ترمب أن يوجّه إنذارا نهائيا إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي: إما التوصل إلى تسوية دبلوماسية توقف انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وإما مواجهة ضربة عسكرية تدمر البرنامج النووي الإيراني وربما تضع نهاية للنظام بالكامل. المزيد عن: انتخابات أميركا… والعالم ترمب خامنئي إيران 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مرصد الأفلام… جولة على أحدث عروض السينما العربية والعالمية next post Federal government invests $25M to expand Halifax port operations You may also like قضية “نووي” صحراء الجزائر تعطل التسوية مع فرنسا 5 فبراير، 2025 تسليم الشعار نفسه للسلطات السورية… الحكاية والوسطاء 5 فبراير، 2025 دور المالية بيد “الثنائي الشيعي” في الانهيار الاقتصادي... 5 فبراير، 2025 معالم التشكيلة الحكومية الأولية التي عرضت في بعبدا 5 فبراير، 2025 تسريبات استخبارية: إيران تسرّع إنتاج سلاح نووي “بدائي” 5 فبراير، 2025 الحياة بعد الحرب… وكأن قنبلة هيروشيما هزت جنوب... 5 فبراير، 2025 (10 قتلى) بهجوم مدرسة السويد ورئيس الوزراء: يوم... 5 فبراير، 2025 رئيس وزراء قطر: سندعم مؤسسات لبنان بعد تشكيل... 5 فبراير، 2025 رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يبقي نيران الحرب... 5 فبراير، 2025 إيران تلعب آخر أوراقها في سوريا لتجنب ضربة... 5 فبراير، 2025