الشاعر جاد الحاج ثقافة و فنون إسماعيل فقيه يكتب عن: “دعوني أخرج”!… قالها الشّاعر جاد الحاج ثمّ رحل by admin 26 ديسمبر، 2024 written by admin 26 ديسمبر، 2024 57 لم يكن الشعر وحده الهدف في حلّه وترحاله، بل كتب الرواية والقصة والحكاية. وأصدر رواية «الأخضر واليابس» وأهداها إلى أهالي قيتولي. رواية عن الحرب الأهلية اللبنانية حلّل فيها أسبابها وظروفها ونتائجها، ثم أعاد كتابتها بالإنكليزية بعنوان «شجرة الحنبلاس» وأهداها إلى صديقته إليزابيث. بيروت- النهار/ إسماعيل فقيه رحل صديقي الشاعر جاد الحاج (1946-2024). هاجر باكراً، ترك بلاده بعمر الولدنة، وانطلق في بحر السفر، مشى في المسافة المفتوحة، وكانت رحلته الأولى على متن الصدفة. تنقل بين الحافلات المتنوعة، بحراً وبراً وجواً، وظل في دهشته الكبرى حتى يومه الأخير. كابد المرارة والفرح على حد سواء، وغالباً ما نجح بالوصول إلى بر اللحظة الوافية ،لرغبته بمتعة عدم الاستقرار في جغرافيا محددة. خرج باكراً إلى ميناء صور وتسلّل إلى داخل سفينة راسية، بل هاجر باكراً عن غير تخطيط ومعرفة. لقد مسّته المغامرة بعمر الطفل الحالم، وتملّكه عشق السفر والترحال. عبر المحيط والبحار والمسافات العظمى، طوى الآفاق والمدن والبلاد الواسعة، في عينيه وروحه. من قبرص إلى أثينا وصولاً إلى أوروبا وأستراليا. ومنذ تلك الطفولة الصاخبة بالسفر والهجرة، انبثقت كلماته وقصائده التي جسدت ذلك السفر الخارق والمختلف. فلماذا ارتكب كل هذا الترحال، وماذا كان يرى ويلمس من وراء تلك المسافات المتقاطعة. ما الذي سمعه ولحنه وكتبه على قارب اللعبة المصنوعة من عدم الاستقرار (اللا إقامة)، والرحيل المرّ؟ (الولادة) ولد الشاعر جاد الحاج في قرية قيتولي (جزين ـ جنوب لبنان) ودرس في مدارسها المحلية. ثم انتقل مع والده ووالدته للعيش في مدينة صور، وبعدها إلى سرعل في الشمال. كان قريباً بالنسب العائلي إلى الشاعر الراحل أنسي الحاج. عاصر مجلة «شعر» وأركانها، وخصوصاً الشاعر الراحل يوسف الخال. وفي كل زيارة للبنان، كان يحرص على أن يسأل عن الجميع وأن يزورهم. جاد هو واحد من جيل شعراء السبعينيات. وكان صديقاً لسركون بولص وصلاح فائق ووديع سعادة وغيرهم. له في الشعر: «قطار الصدفة» و«26 قصيدة» و«الكتاب الثالث» و«واحد من هؤلاء» و«عندما وأخواتها» و”خمسة”. كتب القلق والخوف والسفر، لامست قصائده التعب الدفين في روح الحياة. رسمت معالم الخيبة كما توّجت الأمل بنكهة العازم على الوصول مهما تكلف من المشقة والهجرة. استولد الشعر من قلب الألم والحزن أثناء الحرب اللبنانية وبعدها. لم يكن الشعر وحده الهدف في حلّه وترحاله، بل كتب الرواية والقصة والحكاية. وأصدر رواية «الأخضر واليابس» وأهداها إلى أهالي قيتولي. رواية عن الحرب الأهلية اللبنانية حلّل فيها أسبابها وظروفها ونتائجها، ثم أعاد كتابتها بالإنكليزية بعنوان «شجرة الحنبلاس» وأهداها إلى صديقته إليزابيث. وله في الرواية أيضاً «عذراء الصخور» و«مهرجان»، وفي الحكاية والقصة «ثلاثون حكاية». عمل لمدة في جريدة «النهار» وكتب المقالة والتحقيق والتقارير. كما كتب في جريدة «الحياة» وكانت مواضيعه تحمل نكهة السفر والجديد والدروب التي لا تنتهي. لبث متحمّساً للكتابة والضحك من الحياة ومن مفارقاتها الساخرة. عاش سنواته الأخيرة في أستراليا، وكتب للمسرح «يطير الحمام يحط الحمام» عُرض في «ملتقى المسرح» في سيدني. كما شارك في عدد من مهرجانات السينما في العالم وكتب عنها. ظل يكتب على الورق رافضاً الكمبيوتر. قال: «صمدت 15 سنة في وجه الكمبيوتر ثم خسرت بالنقاط». كان يحلو له أن يقلد صوت الشاعر سعيد عقل حين يداعبه بالقول «كيفك يا جاد العظيم؟». لم يستطع المرض أن ينال من ابتسامته ولا من لهفته على الحياة. ولكن في الأيام الأخيرة، راح ينكفئ على وجع مسنون. يقول في إحدى قصائده: «دعوني أخرج/ دعوني أعدّ الأبواب الموصدة». 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عقل العويط يكتب عن: سوف يصفّق في الظلام لنفسه وسوف نصفّق له دعوني أخرج لأصافح المعزّين، قال الشاعر جاد الحاج next post كوليت مرشليان تكتب عن: الصحافي والكاتب جاد الحاج أنهى ترحاله… فهل بلغ الميناء؟ You may also like ظاهرة الزواج العصري المأزوم في مقاربة فلسفية 30 يناير، 2025 “موجز تاريخ الأدب البولندي” يرصد محطات الشيوعية وما... 30 يناير، 2025 فيلم “الخرطوم”: توثيق إرث ضائع وسط لهيب الحرب 30 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: أفاعي موقع مسافي في... 28 يناير، 2025 جماليات التجريد الغنائي في لوحات جنان الخليل 28 يناير، 2025 قضايا الحرية والهوية والاغتراب تشغل 5 مجموعات قصصية 28 يناير، 2025 ياباني يكتب رواية صينية معاصرة عن الذاكرة الثقافية 28 يناير، 2025 مبادرات لدعم القارئ والناشر في معرض القاهرة للكتاب 28 يناير، 2025 هل يستحق “إميليا بيريز” 13 ترشيحا لـ”الأوسكار”؟ 28 يناير، 2025 المؤرخ الفرنسي هيرفي لو برا: لا يوجد عرق... 28 يناير، 2025